حكومة أشتية على المحك بعد توسع الإضرابات النقابية

المعلمون والمهندسون والأطباء والممرضون والمحامون والصحافيون يصعّدون

اعتصام معلمين في بيت لحم امام مقر التربية والتعليم الاسبوع الماضي (مواقع)
اعتصام معلمين في بيت لحم امام مقر التربية والتعليم الاسبوع الماضي (مواقع)
TT

حكومة أشتية على المحك بعد توسع الإضرابات النقابية

اعتصام معلمين في بيت لحم امام مقر التربية والتعليم الاسبوع الماضي (مواقع)
اعتصام معلمين في بيت لحم امام مقر التربية والتعليم الاسبوع الماضي (مواقع)

دخلت النقابات الفلسطينية في مواجهة شبه شاملة مع حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، بعدما توسعت الإضرابات الكلية والجزئية، عن العمل، لتشمل المعلمين والمحامين والمهندسين والأطباء والممرضين، فيما تنتظر قرارات تصعيدية من قبل نقابة الصحافيين.وتطالب النقابات الفلسطينية بالتزام الحكومة الفلسطينية باتفاقات سابقة متعلقة بـ«تحسين الرواتب»، وهي مطالب تقول السلطة إنها ملتزمة بها لكنها لا تستطيع تلبيتها بسبب الأزمة المالية التي تمر بها.
وبعد أسابيع طويلة من إضراب المعلمين في المدارس الحكومية عن العمل، الذي بات يهدد العام الدراسي، حاول أشتية تسوية المسألة بإعلانه، يوم الثلاثاء، صرف علاوة طبيعة عمل للمعلمين بنسبة 5 في المائة، وللمهندسين والعاملين في المهن الصحية وللأطباء بنسبة 10 في المائة، لكنه لم يكد ينتهي من إعلانه حتى بدأت النقابات ما يشبه حالة تمرد وانضمت فوراً إلى حلبة النزاع.
وأكد حراك المعلمين الموحد الذي يخوض إضراباً منذ حوالي 4 أسابيع، أنه بدون تنفيذ علاوة على الراتب بنسبة 15 في المائة وصرف راتب كامل وربط الراتب بغلاء المعيشة، فلن ينهي إضرابه.
وأعلن الحراك استمرار الإضراب المفتوح في المدارس الحكومية بالضفة الغربية، رافضاً صرف الحكومة علاوة طبيعة العمل بنسبة 5 في المائة. ثم انضم اتحاد المعلمين الذي يعده الحراك «جزءاً من السلطة وفي صف الحكومة» للإضراب، وأعلن «الإضراب المفتوح».
وفي حين كانت الحكومة تظن أن مشكلتها تتركز مع المعلمين في هذه الفترة، خرجت نقابة الأطباء الفلسطينية ببيان قوي أعلنت فيه أنها في حل من أي اتفاق مع الحكومة، طالما أخلت بمبادرات للخروج من الأزمة، ثم أعلنت نقابة التمريض والقبالة أنها أيضاً في حل من أي اتفاق.
وفي بيانين منفصلين، أعلنت كل من نقابتي الأطباء والتمريض الشروع بإجراءات تصعيدية شملت تعليق الأطباء العمل بشكل كامل في مراكز الرعاية الأولية والعيادات الخارجية يوم الثلاثاء، وفي العيادات الخارجية والعمليات المبرمجة يوم الخميس، والإضراب الشامل للممرضين الثلاثاء.
إضرابات المعلمين والأطباء والممرضين تأتي في وقت تخوض فيه نقابة المهندسين خطوات تصعيدية لتحسين واقع منتسبيها العاملين بالوظيفة العمومية.
وقالت النقابة إن ما جاء على لسان أشتية لا يحقق الحد الأدنى من مطالب المهندسين العادلة، بالتالي فإنها في نزاع عمل مستمر مع الحكومة. أما نقابة المحامين، فواصلت تعليق العمل في المحاكم الفلسطينية بعد خلاف مع الحكومة حول «إلغاء السندات العدلية ورفضاً لتعديل نظام الرسوم». وحملت كلاً من مجلس القضاء الأعلى والحكومة مسؤولية فشل الحوار الأخير لإنهاء الأزمة.
وفي واحدة من المرات النادرة، دخلت نقابة الصحافيين على خط المواجهة مع الحكومة، مستنكرة الاستجابة لجزء من مطالب النقابات المهنية، وتجاهل حقوق الصحافيين، رغم الوعود التي استمرت أكثر من أربع سنوات. ورأت أن «الحكومة بسلوكها غير المسؤول، وتجاهلها الحوارات التي جرت معها، تؤكد أنها لا تفهم إلا لغة التصعيد، لتنفيذ علاوتي طبيعة العمل والمخاطرة للصحافيين». ودعت النقابة الصحافيين كافة، لبدء حملة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي «ضد استهتار الحكومة بحقوق الصحافيين».
التصعيد غير المسبوق ضد حكومة أشتية، جاء بعد أكثر من عام على دفع حكومته رواتب منقوصة بسبب أزمة مالية متفاقمة. وتقول الحكومة الفلسطينية إن الأزمة هي «الأسوأ منذ تأسيسها» بسبب مواصلة إسرائيل خصم أموال الضرائب الفلسطينية وتداعيات أزمة «كوفيد - 19» وتراجع الدعم الخارجي.
وخرج الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، في محاولة لتلطيف الأجواء وتوضيح النيات، فقال إن إعلان رئيس الوزراء العلاوات للموظفين، كان نتاج حوارات مع كل النقابات والفصائل الوطنية والمجتمع المدني، وجاء وفق الإمكانات المتاحة، بما تم الاتفاق عليه سابقاً مع النقابات.
ولاحقاً لتصريحه، أعلنت وزارة المالية أنها ستدفع رواتب الموظفين، يوم الخميس، ما يعني تأخيراً إضافياً على المواعيد المعمول بها، بنسبة لا تتجاوز 80 في المائة من الراتب الحالي مع 5 في المائة من المستحقات السابقة.
إعلان المالية أجج الغضب النقابي أكثر، وانتقل إلى موظفين بلا نقابات، على مواقع التواصل الاجتماعي التي انشغلت بالإضرابات الجماعية بطريقة لا تخلو من السخرية عبر دعوة الحكومة للانضمام للإضراب هي الأخرى.
التعليقات تضمنت أيضاً تلميحات بأن الضغط على الحكومة الحالية قد يصب في إطار التخلص منها، على قاعدة أنه «حان وقت التغيير»، وهي فرضيات بناها أصحابها على تجارب سابقة مع رؤساء وزراء سابقين، كانت نهايتهم ببداية تأليب النقابات والشارع ضدهم.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

الحساسيات العشائرية السورية تهدد النفوذ الإيراني في البوكمال

صورة نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لعناصر من الميليشيات الإيرانية
صورة نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لعناصر من الميليشيات الإيرانية
TT

الحساسيات العشائرية السورية تهدد النفوذ الإيراني في البوكمال

صورة نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لعناصر من الميليشيات الإيرانية
صورة نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لعناصر من الميليشيات الإيرانية

لا تزال التوترات تتفاعل في مدينة البوكمال وريفها على الحدود السورية العراقية، شرق دير الزور، التي تعد من أكبر قواعد النفوذ الإيراني في سوريا، رغم مساعي السلطات المحلية السورية لاحتواء التوتر الذي أدى إلى حدوث اشتباكات بين أبناء العشائر وميليشيا «الفوج 47» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني. وأفادت مصادر إعلامية محلية بأن مجموعة من أبناء عشيرة «الحسون» قامت باختطاف عنصر من ميليشيا «الفوج 47» وأحرقت سيارته، الجمعة، قبل تسليمه للسلطات الحكومية السورية، وذلك بعد إزالة حواجز عدة «للفوج 47» من منطقة البوكمال. وقالت مصادر أهلية في دير الزور إن زعيم عشيرة الحسون، الشيخ أيمن دحام الدندل، المعروف بولائه لدمشق، التقى مع مسؤولين أمنيين وحزبيين سوريين تعهدوا بإلقاء القبض على المتورطين في اعتداء على منزله من قبل. كما أشارت المصادر إلى رفض زعماء وجهاء عشيرة «الحسون» وأبناء عمومتهم التفاوض مع متزعمي الميليشيات الإيرانية، داعين إلى طردها من البوكمال. وأكدت المصادر أن وضع الميليشيات الإيرانية في المنطقة لا يحتمل إثارة العشائر العربية ضدها، لا سيما أن كثيراً من أبناء العشائر مجندون في صفوفها، وأي مواجهة مع العشائر التي تعد موالية لدمشق ستتسبب بتصدعات داخل الميليشيات.

مقاتلون من العشائر في البوكمال (متداولة)

ووفق المصادر، فإن «الحرس الثوري» الإيراني بات يعتمد أكثر على عناصره من غير الجنسيات السورية (عراقية وأفغانية وباكستانية وإيرانية)، وهو ما أثار استياء المجتمع المحلي. ومنذ سيطرة القوات الحكومية والميليشيات الرديفة التابعة لإيران، على مناطق في دير الزور والبوكمال بعد طرد تنظيم «داعش» منها عام 2017، أنشأت إيران مقرات عسكرية على امتداد الحدود مع العراق، بهدف تأمين الطريق البري الواصل بين إيران وسوريا عبر جنوب العراق، حيث يوجد أكبر عدد من عناصر الميليشيات التابعة لإيران في البوكمال، منهم ميليشيا «فاطميون» و«حزب الله» و«النجباء» و«عصائب أهل الحق» بتعداد يقدر بنحو 800 عنصر، بالإضافة إلى «الفوج 47» الذي لا تتوفَّر معلومات حول عدد عناصره.

ومنذ بدء التصعيد الإسرائيلي ضد «حزب الله» بلبنان في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي أصبحت البوكمال وجهة رئيسية لعناصر الحزب وعائلاتهم الآتية من لبنان تمهيداً لانتقالهم إلى العراق. وجاء تفجر التوتر في البوكمال في وقت تعمل فيه إيران على إعادة تموضع ميليشياتها في سوريا على خلفية الاستهداف الإسرائيلي لمواقعها داخل الأراضي السورية.

عاجل «إف.بي.آي» يحبط خطة إيرانية لاستئجار قاتل لاغتيال ترمب (أسوشييتد برس)