نقابة الشغل تحتج على قرار البنك الدولي تعليق مناقشاته مع تونس

وزير الخارجية التونسي نبيل عمار يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي بخصوص أزمة المهاجرين (إ.ب.أ)
وزير الخارجية التونسي نبيل عمار يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي بخصوص أزمة المهاجرين (إ.ب.أ)
TT

نقابة الشغل تحتج على قرار البنك الدولي تعليق مناقشاته مع تونس

وزير الخارجية التونسي نبيل عمار يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي بخصوص أزمة المهاجرين (إ.ب.أ)
وزير الخارجية التونسي نبيل عمار يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي بخصوص أزمة المهاجرين (إ.ب.أ)

علّق الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري، في تصريح إعلامي على هامش انعقاد اجتماع المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد، اليوم الثلاثاء، على بيان البنك العالمي حول التعليق المؤقت لبعض برامجه مع تونس قائلاً: «هذه الدوائر المالية تشتغل وفق منطق الابتزاز، وتدير برامجها وفق ما تراه، وعلى غرار ما فعلت في اليونان والبرازيل من ضغوطات تضغط اليوم على الدولة التونسية».
وأضاف الطاهري موضحاً أن تعليق نشاط البنك الدولي في تونس «جاء نتيجة ما جنته علينا سياساتنا، فقد كان من المفروض ألا نصل إلى هذه النقطة ما دمنا نعلم أن الدول الرأسمالية، والجهات المانحة، تستغل الأزمات لتضغط على الدول. نحن ضد سياسات هذه الدول والجهات، وضد قرار البنك الدولي تعليق نشاطه في تونس، ولن نصفق ولن نهلل لمثل هذا الإعلان، بل نعده إساءة وضرراً لتونس، لكن علينا أن نعالج أسباب هذا الضرر».
والعلاج، وفق الطاهري، يكون بتخلي السلطات التونسية عن «سياسة الخبط عشوائياً، واستعباد الناس، والتخلي عن الحديث عن ظاهرة الهجرة بمنأى عن المعالجات العلمية والأكاديمية، وكذلك بالتخلي عن تصريحات تؤول وفق معنى عنصري، وتؤدي بنا إلى وصم تونس بالعنصرية... تونس أول بلد تخلى عن العبودية والرق تتحول إلى بلد عنصري!».
وكانت المؤسسة الدولية المالية قد نشرت بعد ساعات قليلة من تداول واسع لخبر المذكرة الداخلية، التي وجهها رئيس البنك الدولي لمنظوريه حول التعليق المؤقت لنقاشاته مع تونس، بلاغاً رسمياً أوضحت فيه مضامين المذكرة وخلفياتها. وقال البنك إن رئيس المجموعة وجه إلى موظفيه رسالة داخلية حول الأحداث الأخيرة في تونس، في علاقة بأزمة مهاجري دول أفريقيا جنوب الصحراء، مؤكداً أنها تثير «قلقاً عميقاً لدى البنك»، مشدداً على أن إدارة مجموعة البنك الدولي أعربت عن ذلك بوضوح للحكومة التونسية، وأكدت أنها لاحظت الخطوات الإيجابية التي اتخذتها للتخفيف من حدة الأزمة، في إشارة إلى الإجراءات التي أعلنت عنها رئاسة الجمهورية أمس. كما لفت إلى أن سلامة المهاجرين والأقليات وإدماجهم «يعدان جزءاً من القيم الأساسية المتمثلة في الإدماج والاحترام، ومناهضة العنصرية بجميع أشكالها وأنواعها».
في سياق ذلك، أكد البنك في بلاغ أنه ما زال يعمل بشكل كامل في تونس «من أجل شعبها، وعلى أساس هذه القيم»، موضحاً أنه علق في الوقت الراهن المناقشات بشكل مؤقت حول إطار شراكته مع تونس، الذي يحدد التوجهات الاستراتيجية لأنشطة العمليات في المدى المتوسط (2023 - 2027)، ومشيراً إلى أن الحوار والتواصل مع السلطات التونسية مستمران. بدوره، قال رئيس البنك ديفيد مالباس، في مذكرة بعث بها إلى الموظفين، واطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، إن خطاب سعيد تسبب في «مضايقات بدوافع عنصرية وحتى حوادث عنف»، موضحاً أن المؤسسة أرجأت اجتماعاً كان مبرمجاً مع تونس حتى تنتهي من تقييم الوضع. وأضاف مالباس أنه «نظراً للوضع، قررت الإدارة إيقاف إطار الشراكة مع الدولة مؤقتاً وسحبه من مراجعة المجلس». لكن وكالة الصحافة الفرنسية علمت أن المشروعات وبرامج التمويل الجارية ستستمر.
وعاد مئات المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلدانهم من تونس، خوفاً من موجة عنف إثر تصريحات الرئيس، وتوجيهه أوامر للمسؤولين في نهاية فبراير (شباط) الماضي باتخاذ «إجراءات عاجلة» للتصدي للهجرة غير النظامية، مدعياً دون دليل وجود «ترتيب إجرامي» يهدف إلى «تغيير التركيبة الديموغرافية» في تونس. كما زعم أن مهاجرين يقفون وراء جرائم في بلاده، وهو ما أدى إلى موجة من عمليات الطرد من العمل والمساكن والاعتداءات اللفظية والجسدية. في سياق ذلك، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أول من أمس، عن «قلق بالغ» لدى الولايات المتحدة «إزاء تصريحات الرئيس سعيّد»، ودعا الحكومة التونسية إلى «احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، وحماية حقوق اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين».


مقالات ذات صلة

كوريا الجنوبية تتعهد بزيادة 45 % في مساهمتها بصندوق تابع للبنك الدولي

الاقتصاد متسوقون في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (رويترز)

كوريا الجنوبية تتعهد بزيادة 45 % في مساهمتها بصندوق تابع للبنك الدولي

قالت وزارة المالية الكورية الجنوبية إن الرئيس يون سوك يول تعهد بزيادة مساهمة بلاده في صندوق المؤسسة الدولية للتنمية التابع للبنك الدولي بمقدار 45 في المائة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد منظر عام لمدينة وهران الجزائرية (رويترز)

البنك الدولي: الجزائر تحقق نمواً 3.9 % في النصف الأول رغم انخفاض إنتاج المحروقات

أفاد تقرير البنك الدولي بعنوان «تقرير رصد الوضع الاقتصادي للجزائر: إطار عمل شامل لدعم الصادرات» بأن اقتصاد الجزائر سجل نمواً بنسبة 3.9 في المائة في النصف الأول.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو (أ.ب)

بايدن يتعهد بأربعة مليارات دولار لصندوق يساعد أفقر البلدان

يسجل المبلغ رقما قياسيا ويتجاوز كثيرا نحو 3.5 مليار دولار تعهدت بها واشنطن في الجولة السابقة من تعزيز موارد الصندوق في ديسمبر كانون الأول 2021.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منظر عام لشارع الحبيب بورقيبة في وسط تونس (رويترز)

البنك الدولي يتوقع نمو الاقتصاد التونسي 1.2 % في 2024

توقّع البنك الدولي أن ينمو الاقتصاد التونسي بنسبة 1.2 في المائة في 2024، وهو أقل من توقعاته السابقة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
TT

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية مفجعة، أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

وشهدت مصر، الجمعة، حادثاً أُصيب خلاله نحو 52 شخصاً، إثر انقلاب حافلة (أتوبيس رحلات) على طريق «الجلالة - الزعفرانة» (شمال محافظة البحر الأحمر - جنوب مصر)، قبل توجهها إلى دير الأنبا أنطونيوس بالمحافظة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية «خروج جميع المصابين من المستشفى، بعد تحسّن حالاتهم»، وقالت في إفادة لها، الجمعة، إن «الحادث أسفر عن إصابة 52 راكباً؛ نُقل 31 منهم إلى مستشفى (رأس غارب) التخصصي، في حين تم إسعاف 21 مصاباً آخرين بموقع الحادث».

واحتجزت الأجهزة الأمنية سائق «الحافلة» المتسبّب في الحادث، في حين كلّفت السلطات القضائية لجنة فنية بفحص أسباب وقوع الحادث حول ما إذا كان عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً نتيجة للقيادة الخاطئة، حسب وسائل إعلام محلية.

وأعاد انقلاب الحافلة بطريق «الجلالة - الزعفرانة» إلى الأذهان حادث انقلاب حافلة تابعة لجامعة «الجلالة الأهلية»، على الطريق السريع «الجلالة - العين السخنة»، في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ مما أدّى إلى وفاة 7 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين.

وشهدت منطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) حادث «دهس» سيارة، دراجةً نارية كان يستقلها عامل «دليفري» (التوصيل المنزلي)؛ مما أدى إلى مقتله.

كما شهدت محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) حادث انقلاب سيارة نقل ركاب، الخميس، على الطريق الصحراوي السريع؛ مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.

وأظهرت التحريات الأولية للحادث أن السيارة تعرّضت للانقلاب، نتيجة السرعة الزائدة، وفقدان السائق السيطرة عليها.

وسجّلت إصابات حوادث الطرق في مصر ارتفاعاً بنسبة 27 في المائة، على أساس سنوي، بواقع 71016 إصابة عام 2023، في حين بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق خلال العام نفسه 5861 حالة وفاة، بنسبة انخفاض 24.5 في المائة، وفقاً للنشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في شهر مايو (أيار) الماضي.

طريق الجلالة (وزارة النقل المصرية)

وباعتقاد رئيس الجمعية المصرية لرعايا ضحايا الطرق (منظمة مدنية)، سامي مختار، أن «نحو 80 في المائة من حوادث الطرق يحدّث نتيجة لأخطاء من العنصر البشري»، مشيراً إلى أن «تكرار الحوادث المرورية يستوجب مزيداً من الاهتمام من جهات حكومية؛ للحد من وقوعها، وتعزيز السلامة على الطرق».

ودعا مختار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية بالسلامة المرورية، لجميع مستخدمي الطرق، من سائقي السيارات والركاب»، قائلاً إن حملات التوعية يجب أن تشمل «التعريف بقواعد وآداب السير على الطرق، وإجراءات السلامة، والكشف على تعاطي المخدرات للسائقين في أثناء السير»، ومشدداً على ضرورة «تكثيف حملات الرقابة بخصوص تعاطي المخدرات في أثناء القيادة».

ولقي حادث انقلاب حافلة طريق «الجلالة» تفاعلاً من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث دعوا إلى «مراجعة الحالة الفنية للطريق، بعد تكرار حوادث انقلاب حافلات الركاب عليه».

بينما يستبعد أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، حسن مهدي، فرضية أن يكون وقوع الحوادث بسبب الحالة الفنية للطريق، مرجعاً ذلك إلى «عدم تكرار الحوادث في مكان واحد على الطريق»، ومشيراً إلى أن «وقوع الحوادث المرورية في مناطق متفرقة يعني أن السبب قد يكون فنياً؛ بسبب (المركبة)، أو لخطأ بشري من السائق».

وأشار مهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى ضرورة «تطبيق منظومة النقل الذكي، للحد من الحوادث، خصوصاً على الطرق السريعة»، مضيفاً أن «التوسع في المراقبة الذكية لحركة السير سيقلّل من الأخطاء، ويُسهم في التزام السائقين بإجراءات السلامة في أثناء القيادة»، وموضحاً أن «مشروع قانون المرور الجديد، المعروض أمام البرلمان ينص على تطبيق هذه المنظومة بشكل موسع».

وتضع الحكومة المصرية «قانون المرور الجديد» ضمن أولوياتها في الأجندة التشريعية لدور الانعقاد الحالي للبرلمان، وناقش مجلس النواب، في شهر أكتوبر الماضي «بعض التعديلات على قانون المرور، تضمّنت عقوبات مغلظة على مخالفات السير، والقيادة دون ترخيص».