متى تُعلن جبهة «إخوان لندن» رسمياً اسم القائم بأعمال المرشد؟
هذا التساؤل بات يشغل خبراء ومراقبين للشأن الأصولي خلال الأسابيع الأخيرة. وبينما لمح بعضهم إلى «وجود عقبات تواجه تنصيب القيادي الإخواني صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد»، رأى آخرون أن «محاولات الصلح بين جبهتي لندن وإسطنبول، المتصارعتين على قيادة التنظيم، لم تنجح بسبب تعمق الخلافات، وعدم التوافق حول ملامح مستقبل التنظيم، الذي يقبع معظم قياداته، وفي مقدمتهم محمد بديع مرشد (الإخوان) داخل السجون المصرية، في قضايا عنف وقتل وقعت في مصر، بعد رحيل الإخوان عن السلطة عام 2013». وكانت «جبهة لندن» قد حددت عقب وفاة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد السابق، في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مهلة مدتها شهر، لإعلان القائم بأعمال المرشد الجديد، وكذا الأمور الإدارية للتنظيم كافة؛ لكن لم يتم حسم الأمر حتى الآن. وذكرت حينها أن محيي الدين الزايط سوف يشغل منصب القائم بأعمال المرشد «بشكل مؤقت». وفي المقابل أعلنت كذلك «جبهة إسطنبول» تعيين محمود حسين قائماً بأعمال المرشد.
وبخصوص تأخر إعلان اسم القائم بأعمال المرشد، قال الخبير المصري في شؤون الحركات الأصولية، أحمد بان، «إننا لا نتحدث عن جمعية عمومية أو ناخبين، أو موعد محدد لإعلان نتائج انتخابات؛ لكن نتحدث عن أكثر من تنظيم يتصارع داخل الإخوان، ولا يُمكن الحكم على قوام كل تنظيم». مضيفاً أن «حجم الفرق المتصارعة على التنظيم لا تتجاوز 20 في المائة، لكن الإعلان عن اسم القائم بالأعمال الجديد يرتبط بحسابات مالية، ودول معنية، فضلاً عن أن الإعلان يرتبط بخطوة معينة داخل جبهة لندن، تتفوق بها على الجبهات الأخرى المتصارعة». ويتصارع على قيادة «الإخوان» جبهات «لندن» و«إسطنبول» و«تيار الكماليين». وفي هذا السياق يرى مراقبون أن «تيار الكماليين» أو «المكتب العام» يحاول الآن الاستفادة من الانقسام بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول»، فضلاً عن حديث عن «تيار رابع جديد» قد ينشق عن «مجموعة لندن»، حال عدم تنفيذ مطالبه، المتعلقة بضرورة ترتيب إدارة «الإخوان»، وتدشين «مكتب إرشاد جديد».
وأكد أحمد بان لـ«الشرق الأوسط» أن «(جبهة لندن) توافقت على تسمية صلاح عبد الحق في منصب القائم بأعمال المرشد»؛ لكن «تم تأجيل الإعلان رسمياً لحين الحصول على بيعة للقائم بالأعمال الجديد من الأطراف كافة»، لافتاً إلى أن «عبد الحق يتعامل الآن مع الجميع على اعتبار أنه هو القائم بأعمال المرشد، ويجري اجتماعات للحصول على البيعة، وتحقيق مزيد من التقارب مع جميع الأطراف».
ووفق مراقبين أيضاً، فإن «عبد الحق لم يشغل أي مناصب رفيعة المستوى داخل التنظيم، وكان مسؤول التربية داخل (الإخوان)، وكان قبل تداول اسمه غير مقيم في لندن أو إسطنبول، لكنه وُلد في مصر عام 1945. وانضم لـ(الإخوان) في سن 19 عاماً، وحكم عليه عام 1965 في القضية التي اتهم فيها سيد قطب (مُنظّر الإخوان)، ومحمد بديع».
وحول موعد إعلان اسم القائم بالأعمال الجديد، قال بان إنه قد يتحدد «إذا أقدمت جبهة إسطنبول مثلاً على خطوة جديدة، ووقتها ستسارع (جبهة لندن) للإعلان عن تنصيب عبد الحق»، لافتاً إلى أن «الجبهتين يعتقدان أن شرعية قيادة التنظيم معهما، لكن الشرعية الأكبر مع قيادات السجون». وأضاف بان موضحاً: «يبدو أن أزمة عدم الإعلان عن اسم القائم بأعمال المرشد خلفها محيي الدين الزايط، فهو ومجموعته لا يريدان ربما التسليم بعبد الحق لقيادة التنظيم، أو ربما تنتظر (جبهة لندن) رسالة من قيادات السجون لحسم الأمر لصالح عبد الحق».
من جانبها، اتهمت «مجموعة إسطنبول» «جبهة لندن» بـ«محاولات تمزيق الإخوان، وتشكيل كيانات موازية غير شرعية، وفرض أشخاص»، في إشارة لاختيار «مجموعة لندن» لشاغل منصب القائم بالأعمال على رأس التنظيم بالمخالفة الصريحة للنظم واللوائح.
يشار إلى أن الصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك قيام «جبهة لندن» بتشكيل «مجلس شورى» جديد، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» ومحمود حسين من مناصبهم.
متى يُعلن «الإخوان» رسمياً اسم القائم بأعمال المرشد؟
متى يُعلن «الإخوان» رسمياً اسم القائم بأعمال المرشد؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة