«مسرح الجنوب» يحتفي بالموروثات الشعبية وقضايا المرأة في مصر

«السعودية للأبحاث والإعلام» تشارك في دعم المهرجان

مشهد من مسرحية «مغامرات الشيخ بنتالوني»
مشهد من مسرحية «مغامرات الشيخ بنتالوني»
TT

«مسرح الجنوب» يحتفي بالموروثات الشعبية وقضايا المرأة في مصر

مشهد من مسرحية «مغامرات الشيخ بنتالوني»
مشهد من مسرحية «مغامرات الشيخ بنتالوني»

تتنوع فعاليات المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب في دورته السابعة، الذي يقام بمحافظة قنا (600 كيلومتر جنوب العاصمة المصرية القاهرة)، بين العروض المسرحية والأراجوز والعرائس وورش الحكي والرسم، وذلك ضمن أنشطة اتحاد المسرحيين الأفارقة ومشروع تنمية القرية المصرية، وتقام الفعاليات في الفترة من 7 إلى 12 مارس (آذار) الحالي، بدعم من عدد من الوزارات المصرية والمؤسسات الصحافية من بينها وزارتا الثقافة، والشباب والرياضة المصريتان، والشركة السعودية للأبحاث والتسويق، وصحيفة الأهرام المصرية.
وتهتم العروض المسرحية التي سيتم تقديمها هذا العام بالتراث والموروثات الشعبية وقضايا المرأة، وفق الناقد الفني هيثم الهواري، رئيس المهرجان، ورئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة.
وتتضمن العروض المسرحية التي تشارك في الدورة الجديدة، وتستمر أسبوعاً، «فعاليات الشوارع»، وهي عبارة عن مسرحيات تقدم على المقاهي أمام الجمهور، ومعها عروض الحكي، فضلاً عن 15 عملاً مسرحياً من 15 دولة عربية وأفريقية وأوروبية، من بينها «المصطبة» و«مغامرات إيمو وتربو»، من مصر، والعرض التونسي «حالة»، والسوداني «فئران السلطان»، والجزائري «مغامرات الشيخ بنتالوني»، بالإضافة إلى عرضَي «المقامة الواسطية»، و«بلا حدود»، اللذين يشاركان من العراق.
وأوروبياً يتم عرض مسرحية فرنسية بعنوان «زوجة الخباز»، و«عرس الدم» و«مكاريو يموت جوعاً» من إسبانيا، و«المفارقة» من بولندا، فضلاً عن المسرحية الألمانية «الموت في الفصول الأربعة»، والإيطالية «الوهم» والهندية «عندما يكون قوس قزح كافياً».
وتركز مسرحيات الدورة الحالية، وفق الهواري، على العديد من الثيمات الخاصة بقضايا مهمة وأساسية تدعم دور المرأة، وتساعد على إبراز ما تقوم به في المجتمع، وما تقاسيه من معاناة في الحياة، كما تبرز أهمية الموروثات الشعبية والتراث في حياة الشعوب.
ويقدم المهرجان ضمن مسابقته ثلاث جوائز مالية، عبارة عن دعم إنتاج لثلاث فرق مصرية عبارة عن 10 آلاف جنيه «الدولار يساوي 30.5 جنيه مصري».
وذكر الهواري أن مجموعة من الفنانين من مصر وأوروبا سوف يقيمون عدداً من الورش التدريبية، وتتنوع بين «التأليف المتكئ على التراث» ويقدمها الكاتب بكري عبد الحميد، و«التمثيل» للمخرج أحمد السيد، و«الديكور» للدكتورة عايدة علام، و«الفنون الأدائية» للمخرج البولندي كريستوف ريغاتزويتس، و«المكياج» للفنانة الجزائرية حكيمة جلايلي، و«صناعة العرائس» للمخرج عمرو حمزة، و«أداء وتحريك العرائس الماريونيت» للمخرجة إيمان فتوح، و«فنون الأداء في الغناء المسرحي» الموسيقار محمد مصطفى.
وأشار الهواري إلى أن «مهرجان هذا العام مدعوم من عدد من المؤسسات الصحافية المصرية والعربية، على غرار «الشركة السعودية للأبحاث والتسويق» التي قدمت أعداداً من مجلة «مانجا» الخاصة بالأطفال، إلى جانب مؤسسة «الأهرام» التي قدمت مجلة «علاء الدين»، فضلاً عن هيئة قصور الثقافة، وجميعها سوف تسهم في إنشاء مجموعة من مكتبات قرى قنا ضمن المشروع القومي للقراءة، وسوف تبدأ، وفق الهواري بأربع مكتبات تتوزع على القرى كمرحلة أولى».
وتم الاتفاق مع عدد من المؤسسات الصحافية للمساهمة في تنمية ودعم مواهب أطفال القرى، منها «مجلة علاء الدين»، و«سمير»، وسوف يقوم المهرجان بتوزيع جوائز قيمة على المواهب من أبناء القرى، والكثير من الإصدارات والمجلات المهداة من الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومؤسسة الأهرام، ومؤسسة دار الهلال، والشركة السعودية للأبحاث والتسويق.
وأطلقت إدارة المهرجان اسم الراحل الدكتور مصطفى سليم على الدورة الجديدة من المهرجان «تقديراً لإسهاماته في مهرجان مسرح الجنوب وتدريبه عدداً كبيراً من شباب المسرحيين، فضلاً عما قدمه من دراسات نقدية، وأعمال أثرت الحركة المسرحية في مصر»، وفق رئيس المهرجان.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


اجتماعات «المائدة المستديرة» بين الفرقاء السودانيين في جنيف لوقف الحرب

جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
TT

اجتماعات «المائدة المستديرة» بين الفرقاء السودانيين في جنيف لوقف الحرب

جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)

للمرة الثالثة تستضيف مدينة جنيف السويسرية ما عرفت باجتماعات «المائدة المستديرة» بين القوى السياسية والمدنية السودانية، وتهدف لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة السودانية، مواصلة للاجتماعين السابقين اللذين نسقتهما منظمة «بروميديشن» الفرنسية، في القاهرة وجنيف، وتهدف الاجتماعات لتحقيق توافق على وقف الحرب عبر التفاوض وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.

وتشارك في الاجتماعات، التي بدأت يوم الاثنين وتستمر ليومين، كل من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، وتحالف «الكتلة الديمقراطية» الموالية للجيش، وحركات مسلحة تابعة للكتلة، مع إعلان بعض الأطراف مقاطعة هذه الاجتماعات.

وانشقت «الكتلة الديمقراطية» قبل سنوات عن تحالف «قوى الحرية والتغيير» الذي قاد الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بحكومة الرئيس عمر البشير.

وتتكون «الكتلة الديمقراطية» أساساً من حركات مسلحة وقوى سياسية أيدت انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي ناهضه التحالف الرئيس «الحرية والتغيير» الذي تطور بعد الحرب إلى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم».

وصدرت مواقف متضاربة بين أعضاء تحالف «الكتلة الديمقراطية» تراوحت بين الرفض والقبول للمشاركة في اجتماعات جنيف. وأعلن المتحدث باسم الكتلة، محمد زكريا، الذي ينتمي لـ«حركة العدل والمساواة»، اعتذار كتلته عن المشاركة، بينما

استنكر القيادي في الحزب «الاتحادي الديمقراطي» عمر خلف الله، وهو أيضاً ناطق رسمي باسم «الكتلة الديمقراطية» تصريح زكريا، قائلاً إن الموضوع لم يناقش في قيادة الكتلة، وأكد مشاركتهم في اجتماعات جنيف «من أجل رؤية تعزز المشروع الوطني».

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

تباين مواقف «الكتلة الديمقراطية»

وإزاء مواقف «الكتلة الديمقراطية»، قال قيادي في الكتلة لـ«الشرق الأوسط» إن المشاركة في اجتماعات جنيف كشفت تباينات حادة داخل الكتلة، وأن «حركة العدل والمساواة» بقيادة وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم سنت لنفسها خطاً منفرداً يمكن وصفه بـ«الانشقاق» داخل الكتلة، مضيفاً أن «رفض المشاركة يعبر عن موقف الحركة وليس موقف الكتلة».

وقال القيادي في «تقدم» والأمين السياسي لحزب «المؤتمر السوداني» شريف محمد عثمان لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة جنيف السويسرية شهدت صباح يوم الاثنين الاجتماع الرابع لسلسلة الاجتماعات التي تنسقها «بروميديشن»، وينتهي يوم الثلاثاء، ويهدف إلى تقريب المسافات بين القوى المناهضة للحرب وتلك التي انحازت لأحد طرفي القتال، في إشارة إلى الجيش.

ووفقاً للقيادي في «تقدم»، فإن الاجتماعات تعمل على تحقيق توافق على إنهاء الحرب عبر الحلول السلمية التفاوضية، والتي تبدأ بالوصول إلى وقف العدائيات بغرض إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وفتح مسارات آمنة، باعتبارها خطوات تمهيدية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب سلمياً.

اجتماع سابق للهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية «تقدم» (فيسبوك)

مشاركة واسعة

وأوضح عثمان أن طيفاً واسعاً من المدنيين يشارك في الاجتماع وعلى رأسهم قيادات تحالف القوى الديمقراطية المدنية الأكبر في البلاد «تقدم»، ويمثلها كل من رئيس حزب «المؤتمر السوداني» عمر الدقير، ورئيس حزب «التجمع الاتحادي» بابكر فيصل، ورئيس «حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي» الهادي إدريس. كما يشارك في الاجتماعات «حزب الأمة القومي»، و«الحزب الاتحادي الأصل» بقيادة جعفر الميرغني، و«التحالف الديمقراطي للعدالة» بقيادة مبارك أردول، و«حركة تحرير السودان - جناح مناوي»، ويمثلها علي ترايو، إضافة لممثلين عن حزب «المؤتمر الشعبي» الإسلامي المنشق عن حزب الرئيس المعزول عمر البشير، و«حزب الأمة – جناح مبارك الفاضل».

وتوقع عثمان توصل المجتمعين لبيان ختامي متوافق عليه بشأن قضيتي إنهاء الحرب سلمياً، ووقف عدائيات إنساني يسهل وصول المساعدات الإنسانية.

وكانت العاصمة المصرية القاهرة قد شهدت في أكتوبر (تشرين الأول) اجتماعاً مماثلاً، توصل إلى بيان ختامي وقعته القوى المشاركة، باستثناء حركة تحرير السودان – مناوي، وحركة العدل والمساواة – جبريل إبراهيم اللتين رفضتا توقيع بيان القاهرة رغم مشاركتهما في الاجتماعات.

و«بروميديشن» منظمة فرنسية مدعومة من الخارجية الفرنسية والخارجية السويسرية، ظلت تلعب أدواراً مستمرة في الشأن السوداني، وعقدت عدداً من اجتماعات المائدة المستديرة بين الفرقاء السودانيين، بدأتها منذ يونيو (حزيران) 2022 بمفاوضات بين حركات مسلحة دارفورية، ثم طورت اجتماعاتها لتشمل القوى السياسية والمدنية السودانية بعد الحرب.