مصر: أزمة الدواجن المستوردة تعود للواجهة

جدل حول طريقة ذبحها

إحدى مزارع الدواجن في مصر (أ.ف.ب)
إحدى مزارع الدواجن في مصر (أ.ف.ب)
TT

مصر: أزمة الدواجن المستوردة تعود للواجهة

إحدى مزارع الدواجن في مصر (أ.ف.ب)
إحدى مزارع الدواجن في مصر (أ.ف.ب)

عادت أزمة الدواجن المستوردة للواجهة من جديد في مصر، عقب جدل أُثير على مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً حول «طريقة ذبحها». التي ادعى البعض أنها «ليست على الشريعة الإسلامية». وتستقبل السوق المصرية خلال أيام شحنة جديدة من الدواجن المستوردة التي تقدّر بنحو 50 ألف طن.
وتطرح الحكومة المصرية الدواجن المستوردة (المجمدة) في السوق المحلية، في محاولة لاستيعاب أزمة قطاع الدواجن وارتفاع أسعارها بشكل كبير بعد وصولها إلى المستهلك، خاصة مع استمرار انخفاض العملة المحلية في مقابل الدولار (الدولار يعادل 30.7 جنيه حتى مساء الخميس).
ويرى الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن في مصر، أن «حالة التوجس من الدواجن المستوردة متوقعة، لكن هناك تطمينات تتعلق بخضوعها للعديد من الإجراءات التي تضمن سلامة مواصفاته ومطابقتها للشريعة الإسلامية»، على حد تعبيره. ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك لجاناً بيطرية تقوم بحضور عملية الذبح على الشريعة الإسلامية، وإذا لم تتوفر تلك اللجان أو لم تتمكن من السفر، يكون الذبح تحت إشراف المراكز الإسلامية بالدول التي نقوم بالاستيراد منها وتقوم باستخراج شهادات الذبح الحلال».
ويتابع السيد، أن «تلك المرحلة يسبقها التأكد من الموقف الوبائي من الدولة التي نقوم بالاستيراد منها بتقرير من منظمة الصحة العالمية، وبعد وصول الشحنات، تمرّ الدواجن بمرحلة أخذ عيّنات عشوائية لفحصها والتأكد من سلامتها قبل طرحها في الأسواق، وهي عبارة عن عيّنة من معهد صحة الحيوان، وعيّنة لوزارة الصحة، وعيّنة للصادرات والواردات، وبالتالي يتم عمل إفراج مؤقت لحين أخذ العيّنات والتأكد من سلامتها».
وكانت الحكومة المصرية قد نفت في وقت سابق ما تردد حول استيراد شحنات دواجن مجمدة «منتهية الصلاحية». ونقل بيان لمجلس الوزراء المصري عن الهيئة القومية لسلامة الغذاء، قولها إن «جميع الشحنات الغذائية المستوردة من الخارج والمتداولة بالأسواق بما فيها شحنات الدواجن المجمدة (آمنة تماماً)، ومطابقة لكافة المواصفات القياسية واللوائح الفنية الملزمة».
وهنا يعتبر رئيس شعبة الدواجن، أن «الدواجن المستوردة تظل محاولة من الحكومة لسد الفجوة المصاحبة لأزمة توافر الدواجن البلدية في مصر، إلا أن فكرة الاستيراد لا تُغني عن ضرورة (عودة التعافي للصناعة المحلية لصناعة الدواجن)»، على حد تعبيره. ويضيف «يظل من حق المشتري حسبما يتيح له قانون المستهلك، أن يقوم باسترجاع أي دجاجة يشتبه في أنها (غير سليمة)؛ لأنها في النهاية ستكون مشكلة فردية، وليست تتعلق بالشحنة المستوردة التي تمر بمراحل فحص وتدقيق قبل وصولها للسوق المحلية».
وحسب تقديرات اتحاد الغرف التجارية، فإن «حجم إنتاج الدواجن في مصر يبلغ مليار دجاجة سنوياً، في حين يمثل ذلك نحو 90 في المائة من حجم الاستهلاك، وتتم تغطية الفجوة عن طريق الاستيراد».
وتواجه الحكومة المصرية ما تصفها بـ«إشاعات» بشأن الدواجن المستوردة، وذلك من خلال تصريحات مسؤولين رسميين منها تصريح لوزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور علي المصيلحي، الذي أفاد بأن «إشاعات (فساد) شحنة الدواجن سببها أصحاب المصلحة والمتضررون من خفض الأسعار». وسبق أن أكدت وزارة الصحة المصرية، أن «الدواجن المستوردة صالحة للاستهلاك الآدمي وصلاحيتها سارية، وأن 3 جهات رقابية هي وزارة الصحة، والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، والهيئة العامة للخدمات البيطرية، تفحص تلك الشحنات».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تتابع التحقيقات في مقتل أحد مواطنيها بإيطاليا

مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر تتابع التحقيقات في مقتل أحد مواطنيها بإيطاليا

مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)

تتابع مصر التحقيقات التي تجريها السلطات الإيطالية في ميلانو حول ملابسات واقعة مقتل شاب مصري (19 عاماً). ووفق إفادة لوزارة الخارجية والهجرة المصرية، الجمعة، وجه وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي القنصلية المصرية في ميلانو بمتابعة إجراءات وسير التحقيقات مع السلطات الإيطالية، والوقوف على تقرير جهات الاختصاص لمعرفة ملابسات واقعة الوفاة، فور الانتهاء من التحقيقات.

وبحسب صحيفة «كوري ديلا سيرا» الإيطالية، فإن الحادث وقع بمنطقة «كورفيتو»، والشاب المصري سقط خلال وجوده على دراجة نارية «سكوتر» يقودها شاب تونسي، في أثناء محاولتهما الفرار من ملاحقة الشرطة «بسبب سير الشابين عكس الاتجاه بالطريق». وأوضحت الصحيفة أن المدعي العام فتح تحقيقاً في الحادث، بينما جرى توقيف الشاب التونسي قائد الدراجة النارية للتحقيق معه.

وتصدرت إيطاليا المرتبة الأولى من حيث استقبال المهاجرين المصريين في 2023 بحسب بيانات «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»، فيما تقدر أعداد الجالية المصرية في إيطاليا بأكثر من 650 ألف مصري، بوصفها أكبر جالية مصرية في أوروبا التي يوجد فيها 1.5 مليون مصري على الأقل، وفق تقديرات شبه رسمية.

وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأوروبية، السفير جمال بيومي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مثل هذه الحوادث يصاحبها تحرك عاجل من القنصلية المصرية لمتابعة سير التحقيقات ونتائجها. وأضاف أن التعامل في التحقيقات يجري وفق قوانين الدولة التي وقع فيها الحادث، ويكون هناك تواصل بين مسؤول القنصلية وعائلة الضحية باستمرار مع تمكينهم من الاطلاع على ما يسمح به من معلومات حول القضية، مشيراً إلى "ضرورة عدم استباق نتائج التحقيقات حول ملابسات الواقعة.

وبحسب وسائل إعلام إيطالية فإن والد الشاب المصري يقيم في إيطاليا منذ 11 عاماً، ويتعاون مع السلطات الإيطالية في التحقيقات، وسبق أن طالب بـ«الكشف عن ملابسات وفاة نجله بناء على التحقيقات التي تجرى مع الشاب التونسي الموقوف، وأحد قوات الشرطة».

وتداول مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، مقاطع فيديو، قالوا: «إنها لأعمال شغب في ميلانو ضد الشرطة على خلفية مقتل الشاب المصري»، فيما نفى والد الشاب المصري «علاقة الأسرة بهذه الأعمال»، وفق تقارير إعلامية.

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قال: «إن مثل هذه الحوادث لا تؤثر عادة على العلاقات الدبلوماسية، خصوصاً حال التأكد من عدم وجود تعمد في الواقعة»، لافتاً إلى أنه حال «ارتكاب الضحية خطأ»، فإن القنصلية المصرية «لا يمكنها سوى محاولة العمل على إنهاء الإجراءات بأسرع وقت».