استبعدت وكالات الاستخبارات الأميركية وجود أي خصم أجنبي ذي صلة بالحوادث المرتبطة بما يسمى «متلازمة هافانا»، التي تؤدي إلى إصابات الدماغ وأعراض غامضة أخرى أبلغ عنها دبلوماسيون أميركيون حول العالم.
وألقت النتائج التي نشرها مسؤولو الاستخبارات، الأربعاء، بظلال على الشكوك المحيطة بحالات مرض قد تكون روسيا، أو دولة أخرى، وراءها في إطار عالمي لمضايقة الأميركيين أو مهاجمتهم باستخدام شكل من أشكال الطاقة الموجهة. وأفاد المسؤولون بأن معظم الحالات التي جرى التحقيق فيها لها أسباب مختلفة، منها العوامل البيئية إلى الأمراض غير المشخصة، مؤكدين أنهم لم يعثروا على تفسير واحد لمعظم التقارير أو جميعها. بل على العكس، هناك أدلة على عدم مشاركة دول أجنبية، إذ اكتشفت الولايات المتحدة ارتباكاً بين الحكومات المتخاصمة حول المزاعم والشكوك بأن «متلازمة هافانا» هي مؤامرة أميركية.
وتعرضت إدارة الرئيس جو بايدن لضغوط للرد على حالات أصابت موظفين حكوميين. ووقع بايدن في عام 2021 على قانون هافانا، الذي قدم تعويضات للأشخاص الذين يُعتقد أنهم تعرضوا لإصابات تتفق مع ما تسميه الحكومة «الحوادث الصحية الشاذة»، مثل أعراض الصداع والدوار وغيرهما مما يرتبط غالباً بإصابات الدماغ. وترك بعض الموظفين الأميركيين العمل في الحكومة بسبب خطورة مرضهم.
وقالت مديرة مكتب الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز إنه «بناء على جهد جماعي شاركت فيه وكالات الاستخبارات (...) يمكنني أن أشارككم أن معظمها خلص إلى أنه من المستبعد جداً وقوف كيان أجنبي وراء الاضطرابات»، مشيرة إلى أن الوكالات لها مستويات متفاوتة من «الثقة» في تقييمها. وأضافت أن أجهزة الاستخبارات لا تزال تعتقد أن الأعراض التي ظهرت على الموظفين المعنيين كانت «على الأرجح بسبب عوامل لا تتعلق بكيان أجنبي مثل ظروف موجودة مسبقاً أو أمراض تقليدية أو عوامل بيئية». وأكدت هاينز ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز ومسؤولون أميركيون آخرون أن هذه النتائج لا تشكك أو تقلل «بأي شكل من الأشكال» من الاضطرابات التي أبلغ عنها المتضررون.
وقال كبير مديري برامج الاستخبارات في مجلس الأمن القومي ماهر بيطار في بيان: «لا شيء أكثر أهمية من صحة ورفاهية القوى العاملة لدينا»، مضيفاً أنه «منذ بداية إدارة بايدن - هاريس، ركزنا على ضمان حصول زملائنا على الرعاية والدعم اللذين يحتاجون إليهما».
في المقابل، أفاد وكيل الدفاع عن أكثر من عشرين شخصاً أبلغوا عن إصابات، مارك زيد، بأن التقييم الجديد يفتقر إلى الشفافية وترك الأسئلة الرئيسية دون إجابة. وقال في بيان: «حتى يتم رفع أكفان السرية ويتوفر التحليل الذي أدى إلى تأكيدات اليوم ويخضع للطعن المناسب، فإن الاستنتاجات المزعومة لا قيمة لها من الناحية الموضوعية». وأضاف: «لكن الضرر الذي سببته لمعنويات الضحايا، لا سيما من خلال صرف النظر عن فشل الحكومة في تقييم كل الأدلة، هو ضرر حقيقي وتجب إدانته». وقالت السلطات في هافانا إن النتائج تعكس ما ذكرته كوبا مراراً وتكراراً: «لم تحدث أي هجمات».
وقالت نائبة مدير القسم الأميركي بوزارة الخارجية الكوبية جوانا تابلادا: «نحن لسنا متفاجئين». وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب استخدم الهجمات المزعومة كذريعة لتشديد العقوبات بشكل جذري على كوبا، بما في ذلك الشلل الجزئي لخدماتها القنصلية لأكثر من خمس سنوات.
وراجع المحققون نحو 1500 حالة في 96 دولة. وقال المسؤولون إن العديد من هذه الحالات تم ربطها بتفسيرات محتملة أخرى إلى جانب حملة خارجية: الأمراض الطبية، أو خلل في تكييف الهواء وأنظمة التهوية، أو الموجات الكهرومغناطيسية القادمة من أجهزة حميدة مثل فأرة الكومبيوتر. وأضافوا أن بعض الأشخاص ربما تقدموا للإبلاغ عن الأعراض بناءً على ما سمعوه عن حالات أخرى أو التقارير الإعلامية الشاملة حول «متلازمة هافانا».
الاستخبارات الأميركية تستبعد وجود خصم أجنبي وراء إصابة دبلوماسيين بأعراض «متلازمة هافانا»
الاستخبارات الأميركية تستبعد وجود خصم أجنبي وراء إصابة دبلوماسيين بأعراض «متلازمة هافانا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة