تخيلات وتوقعات الأطفال.. تساهم في تطوير أمخاخهم

تعزز الإدراك وتنمي المهارات

تخيلات وتوقعات الأطفال.. تساهم في تطوير أمخاخهم
TT
20

تخيلات وتوقعات الأطفال.. تساهم في تطوير أمخاخهم

تخيلات وتوقعات الأطفال.. تساهم في تطوير أمخاخهم

كشفت دراسة علمية جديدة عن أن الأطفال يمكن أن يستفيدوا جدا من تخيلاتهم وتوقعاتهم حول مختلف الأشياء، في تشكيل مخهم الذي يكون ما زال في مرحلة النمو في عمر مبكر جدا. ويشمل ذلك حتى الأطفال في فترة الرضاعة الذين لا يتعدى عمرهم عدة شهور التي لا يتمتعون فيها بأي خبرات ملموسة.
ومن الطبيعي أن تساهم التوقعات في تطور الإدراك وتنمية المهارات. والتوقع هو استخدام الخبرات السابقة في الوصول إلى تخمين معين. وهذا الأمر يبدو منطقيا جدا بالنسبة للبالغين أو الأطفال في عمر الدراسة أو حتى بالنسبة للأطفال الصغار، ولكن المفاجأة هي أن حتى الرضع يتمتعون بمثل هذه المقدرة.
ويعتبر هذا الاكتشاف بمثابة إنجاز علمي كبير يكشف عن سر جديد من أسرار المخ البشرى الذي لا يكاد يمر شهر واحد تقريبا من دون اكتشاف أسرار جديدة تتعلق بطريقة عمله. وبطبيعة الحال تكون مرحلة الطفولة دائما هي المرحلة الأهم في الدراسات وذلك لأنها الفترة التي يحدث فيها تطور المخ البشري بشكل سريع ومذهل، ومن خلالها تحدث الطفرة الكبيرة من تغير في الإدراك والسلوك وتعلم المهارات الأساسية.

* قدرات المخ

الدراسة التي قام بها علماء من جامعة برينستون Princeton University بالولايات المتحدة نشرت في شهر يوليو (تموز) من العام الحالي في النسخة الإلكترونية من مجلة «أعمال الأكاديمية الوطنية للعلوم» Proceedings of the National Academy of Sciences، وأوضحت أن الرضع في عمر 6 شهور ومن خلال التوقع يمكنهم تحسين قدرات القشرة المخية، حيث أشارت سلسلة من التجارب أجريت على رضع تتراوح أعمارهم بين 5 و7 شهور إلى أن الجزء المسؤول عن عملية الرؤية في المخ يستجيب للإثارة البصرية ليس فقط لصورة معينة، ولكن لمجرد توقع رؤية تلك الصورة. وكانت تلك مفاجأة كبيرة للباحثين معرفة أن مخ الطفل قادر على مثل هذا التوقع نظرا لنقص الخبرات التراكمية التي تساعد على التخمين خاصة في هذه السن المبكرة.
وأوضحت الدراسة أن التعلم يمكن أن يشجع على التوقع وأن المخ حتى في طور النمو قادر على تحليل الأشياء وربطها ببعضها البعض. وفى إحدى التجارب قام الباحثون بتقسيم الرضع إلى مجموعتين، عرضوا أمام المجموعة الأولى نموذجا لدمية على شكل مهرج وتم إسماع الأطفال صوتا معينا مثل الطرق، ثم قاموا بعد ذلك بعرض صورة لوجه ضاحك لونها وردي. وبالنسبة للمجموعة الثانية قاموا بإسماع الأطفال نفس الصوت وتم عرض نفس الصورة تماما بعد ذلك، ولكن من دون نموذج الدمية ثم قاموا بعد ذلك باستخدام تقنية معينة functional near - infrared spectroscopy لقياس مدى تشبع أجزاء من المخ بالأكسجين في المناطق التي تستخدم الضوء وذلك بعد سماع الصوت ورؤية الصورة.
وتعتبر عملية مزج الصورة بالصوت من أفضل طرق تعليم الأطفال لما فيها من ربط بين وسيطين مختلفين واستعمال حاستي السمع والرؤية لذلك تكون محببة للرضع والأطفال في عمر ما قبل المدرسة.
وبعد أن عرض الباحثون الصور والأصوات لما يقرب من الدقيقة أعيدت التجربة مرة أخرى، ولكن بعد حذف الصورة والاكتفاء بالصوت فقط. وأظهرت تقنية الأشعة أن نشاط المخ في المنطقة المسؤولة عن الإبصار في المجموعة الأولى (التي شاهدت الدمية) كان نفس النشاط في الحالتين بمعنى أثناء عرض الصورة وعند حذفها، بينما المجموعة الأخرى كان نشاط هذه النقطة في المخ في الفقرة التي كانت هناك صورة فقط مما يعني أن المجموعة الأولى كانت تتوقع رؤية الصورة على الرغم من عدم عرضها وذلك لربطها بنموذج الدمية.

* مهارات الإدراك

وتعتبر هذه النتيجة شديدة الأهمية ويمكن أن تكون مفيدة جدا في فهم تطور نمو الأعصاب في الرضع، والوضع في الاعتبار فرضية التوقع يمكن أن يفسر الكثير من الغموض حول تطور المهارات الأساسية في الإنسان ونشوء اللغة والإدراك.
وقال الباحثون إن من المثير معرفة أن الأطفال لا يمكنهم التعلم من العالم الخارجي فحسب، بل أيضا يمكنهم توقع ما يمكن حدوثه في ضوء معطيات معينة وذلك على الرغم من خبراتهم البسيطة جدا، وهو الأمر الذي يعني بالضرورة حتمية أن يتم تغيير المناهج التي تتعامل مع الطفل كمتلقٍ فقط وتبدأ في التعامل مع الطفل كمشارك في الوصول إلى معلومة معينة ويتم التركيز على كيفية جعل التعليم وسيلة لتنمية الإدراك أكثر خاصة في الأطفال الذين يمكن أن يعانوا من مشكلات في النمو الإدراكي مثل الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية. ومن خلال التعليم المبكر جدا يمكن تنمية مهاراتهم الإدراكية من خلال التوقع.
وأيضا يمكن أن يركز التعليم على ما يلفت الانتباه فقط ويثير الخيال، حيث إن من المعروف علميا أن المخ يتجاهل الكثير من الوقائع غير المهمة ويركز فقط على ما يثير الانتباه والاعتماد على الوسائط المختلفة بدلا من التلقين فقط وحث الطلاب على توقع أحداث معينة.

* استشاري طب الأطفال



كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)
الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)
TT
20

كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)
الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)

كلما تقدمنا ​​في العمر، ازداد خطر إصابتنا بالضعف الإدراكي. ويتساءل الكثير من الناس حول كيفية تأخير ظهور الأعراض، حيث يتم طرح أسئلة مثل: هل التغييرات البسيطة تُحدث فرقاً؟ إجابة عن ذلك، قدم أطباء الأعصاب 10 نصائح بسيطة للحفاظ على صحة أدمغتنا والاعتناء بها مدى الحياة، وفقاً لصحيفة «الغارديان»:

اعتنِ بصحتك بشكل عام

تقول الدكتورة سوزان أوسوليفان، استشارية طب الأعصاب في المستشفى الوطني لطب وجراحة الأعصاب في لندن: «جميع الأمور المعقولة التي تنطبق على صحة الجسم تنطبق على صحة الدماغ».

وتضيف: «عندما تبلغ العشرين من العمر، يُمكنك أن تُفلت من العقاب. قد لا تنام ليالي متواصلة وما شابه. لكنك لا تُفلت من العقاب عندما تصل إلى منتصف العمر. مع كل عام أتقدم فيه في العمر، يصبح نمط حياتي أكثر صحة».

وتركز جميع استشاراتها، إلى حد ما، على خيارات نمط الحياة، كما تقول: «أعمل مع الكثير من الأشخاص المصابين بأمراض الدماغ التنكسية، وهي ليست ناجمة عن نمط الحياة. لكن كل شيء يتحسن بممارسة قدر معتدل من التمارين الرياضية، وتناول طعام صحي، والنوم الجيد، سواءً كانت أمراضاً جسدية أو دماغية أو نفسية».

ابتعد عن التدخين والكحول

يشرح توم سولومون، أستاذ علم الأعصاب بجامعة ليفربول: «إذا كنت ترغب في إتلاف دماغك، فدخن كثيراً». وبالمثل، «الإفراط في تناول الكحول ليس جيداً... الأدلة الإجمالية تشير إلى أن الكحول ضار، وخاصةً للدماغ»، كما يفيد الطبيب.

وتتخذ الدكتورة فاي بيجيتي، طبيبة أعصاب في مستشفيات جامعة أكسفورد، موقفاً حازماً: «أجد أن الأشخاص غير المدمنين على الكحول، ولكنهم يشربون كمية صغيرة من الكحول يومياً على مدى عقود، قد يواجهون مشاكل أيضاً».

مارس الرياضة 3 مرات أسبوعياً

يفيد الدكتور ريتشارد دافنبورت، استشاري طب الأعصاب في إدنبرة، إن هناك صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ: «يؤثر ذلك على مستويات عديدة: النفسية، والأيضية، والفسيولوجية».

ويضيف سولومون: «ما يفيد الأوعية الدموية يفيد الدماغ أيضاً. الكثير من حالات الخرف ناتجة عن تلف الأوعية الدموية. النشاط البدني مفيد للأوعية الدموية لأنه يحافظ على ضغط الدم منخفضاً».

ويوصي بممارسة نشاط يُخفف من ضيق التنفس ولو قليلاً لمدة 20 - 30 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً، مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات.

الوقوف على ساق واحدة

تقول بيجيتي: «هناك دراسات تُظهر أن النشاط البدني يُساعد حقاً في إطالة عمر الدماغ. أنصح الناس بإدراج تمارين الساق الواحدة في روتينهم، لأن المشي يعتمد بشكل كبير على توازن الساق الواحدة، ويصبح الحفاظ على هذا التوازن أمراً بالغ الأهمية مع التقدم في السن. تُطلق التمارين الهوائية مادة كيميائية مُغذية للدماغ تدعم الخلايا العصبية لدينا».

وتتابع: «يُعد الجمع بين ذلك وتمارين المقاومة التي تُقوي العضلات أمراً بالغ الأهمية، حيث وجدت العديد من الدراسات أن زيادة كتلة العضلات تُقلل من التدهور المعرفي، حتى لدى أولئك الذين شُخِّصوا بالفعل بالخرف».

الابتعاد عن الزبدة

حاول اختيار «مضادات الأكسدة والدهون غير المشبعة، وتجنب الإفراط في تناول اللحوم الحمراء»، كما يقول سولومون.

أما بيجيتي، فتوضح: «أكبر دليل على ذلك هو النظام الغذائي المتوسطي»، مضيفةً: «لقد وُلدتُ في اليونان، لذا ربما أكون متحيزة». وتقول إن نصيحتها غالباً في هذا الشأن بسيطة: «عند الطهي، يجب أن يكون مصدرك الأساسي للدهون زيت الزيتون بدلًا من الزبدة. هذا ما أفعله... كما أن تناول بعض أحماض أوميغا 3 مع الأسماك الزيتية له أدلة قوية على صحة الدماغ أيضاً».

وتؤكد أهمية تناول النباتيين لمكملات فيتامين «ب 12».

شرب الماء بدلاً من القهوة

يقول سولومون: «نرى أشخاصاً يعانون من صداع بسيط أو مزمن... الأشياء التي تُقلل من خطر الصداع متشابهة إلى حد كبير. ممارسة الرياضة بانتظام. الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب لترين من الماء على الأقل يومياً. التوقف عن تناول الكافيين تماماً. عدم تفويت وجبات الطعام. النوم في وقت مناسب. عادةً ما نقول للناس: (إذا التزمتم بهذا النظام الغذائي لمدة ثلاثة أشهر، فسيقل الصداع)... ومعظم هذه الأمور مفيدة أيضاً لصحة دماغكم بشكل عام».

الاهتمام بالنوم

تفيد بيجيتي: «يبدأ النوم الجيد في بداية النهار، وليس في الليل عندما تشعر بالتوتر من عدم الحصول على نوم جيد. حاول الاستيقاظ في الوقت نفسه تقريباً كل يوم. إذا كنت بحاجة إلى مزيد من النوم في عطلات نهاية الأسبوع، فعوض ذلك بـ60 إلى 90 دقيقة، أو دورة نوم إضافية. لا تجعل عادات نومك غير منتظمة، لأن دماغك حينها لن يعرف متى يُنتج الهرمونات المناسبة».

وضع حدود لاستخدام الهاتف

نعيش حالة من الذعر حيال تأثير التكنولوجيا على أدمغتنا، ولكن كما توضح بيجيتي، لا يؤكد العلم إدماننا على هواتفنا. ومع ذلك، فهي تقصر تصفحها لحسابها على «إنستغرام» على مرتين يومياً، وتتجاهل جميع مجموعات «واتساب».

وتتابع: «أقترح على الناس محاولة وضع روتين أو جدول زمني للتواصل والانفصال يناسبهم. التشتيت قضية أساسية عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا. أُفضل أن يستخدم الناس التكنولوجيا عمداً برغبتهم، بدلاً من اللجوء لها لتجنب القيام بعمل شاق، واستخدامها لسد بعض الفجوات... عندما يستخدمها الناس كأسلوب للتجنب، أعتقد أنها قد تُشعرهم بالسوء».

اختر «هوساً صحياً»

يقول الدكتور ريتشارد ريستاك، أستاذ علم الأعصاب في مستشفى جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة :«ابحث عن هوس صحي رائع، اهتم بشيء ما... وابذل جهداً ذهنياً كبيراً لتعلم المزيد. يمكنك ربط ذلك بالتفاعل الاجتماعي، وهو أمر بالغ الأهمية».

عالج مشاكل السمع والبصر

يقول دافنبورت: «يُعد الصمم إحدى السمات التي حُددت بوصفها عامل خطر مهماً للإصابة بالخرف. وينطبق الأمر نفسه على البصر. أي شيء يُقلل من تفاعلك مع العالم الخارجي من المرجح أن يكون ضاراً». ويضيف أن هناك أدلة أقل على آثار ضعف البصر، «ولكن إذا تدهورت رؤيتك، فستتوقف عن القيادة، وقد تتوقف عن الخروج كثيراً، وكل هذه الأمور تبدأ في التسبب في العزلة الاجتماعية... حافظ على حواسك؛ تأكد من قدرتك على السمع والرؤية».

ويضيف دافنبورت أن «حاسة الشم غالباً ما تكون من الأعراض المبكرة لبعض الأمراض التنكسية. لا أحد يُشير إلى أن فقدان حاسة الشم يؤدي إلى هذه الأمراض. ربما يكون مجرد عرض مبكر، وخاصةً في مرض باركنسون».