فاجأت شركة «الخطوط الجوية التركية»، فرق البحث والإنقاذ التي شاركت في عمليات المناطق المنكوبة بزلزالي 6 فبراير (شباط) الماضي، بالسماح لها باصطحاب كلابها التي كان لها دور كبير في التوصل إلى عشرات الناجين تحت الأنقاض، وذلك على درجة رجال الأعمال (بيزنس كلاس).
وفي لفتة للتعبير «عن الامتنان الكبير» للجهود التي بذلتها الكلاب المدربة المرافقة لتلك الفرق، قررت الشركة عدم وضعها في عنابر الشحن مع الأغراض، بل صعودها إلى الطائرات والسفر على درجة رجال الأعمال.
وشاركت «الخطوط التركية» صوراً لكلاب مغادرة في طريق عودتها بعد انتهاء دورها في عمليات البحث والإنقاذ، عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي وعلقت: «تقوم الخطوط الجوية التركية بترقية كلاب فرق البحث والإنقاذ البطولية العائدة إلى بلادها من تركيا... من عنبر الشحن إلى الدرجة الأولى».
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة التركية، الدكتور أحمد بولاط: «الصورة صحيحة. جميع الطواقم بما في ذلك كلاب البحث والإنقاذ، طارت في درجة رجال الأعمال وعادت إلى بلادها. أظهرنا تقديرنا لجهودها البطولية».
أحد الكلاب في الطائرة (الخطوط الجوية التركية)
ولفتت كلاب البحث والإنقاذ المدربة «ذات الأنف الحساس» الأنظار خلال العمليات في المناطق المنكوبة، وهي تقود فرق الإنقاذ التركية والأجنبية إلى المواقع التي يوجد فيها أحياء تحت ركام الزلزال، متحاملة على نفسها رغم إصابة العديد منها بجروح في أرجلها، وعملها لساعات طويلة دون كلل.
ويؤكد خبراء الزلازل، أنه رغم التقدم التكنولوجي الكبير في أدوات البحث والإنقاذ، إلا أن الكلاب المدربة «تبقى أكثر الوسائل فاعلية في الكشف عن الأحياء تحت الأنقاض، وهو ما برهنت عليه، مجدداً، كارثة الزلزال في تركيا».
وكلاب البحث والإنقاذ، ليست كغيرها، فمنذ عملية اختيارها إلى مشاركتها في تلك العمليات، هناك رحلة طويلة مليئة بالجهد والتعب في التدريبات.
وتبدأ عملية الاختيار قبل مولد هذه الكلاب عن طريق اختيار الأب والأم ورعاية الكلاب الوليدة، ثم متابعة سماتها الشخصية، و«أهمها أن يكون الكلب اجتماعياً، ويمتلك روح الإصرار والمثابرة».