إضراب عمال الجزائر احتجاجاً على تعديل قوانين الشغل والإضراب

المعارضة أكدت سخطها على «تقليص هوامش المطالبة بالحقوق والحريات»

جانب من اجتماع النقابات الجزائرية (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع النقابات الجزائرية (الشرق الأوسط)
TT

إضراب عمال الجزائر احتجاجاً على تعديل قوانين الشغل والإضراب

جانب من اجتماع النقابات الجزائرية (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع النقابات الجزائرية (الشرق الأوسط)

نفذت اليوم، 30 نقابة في قطاعات التعليم والصحة والشؤون الدينية والضرائب والتكوين المهني، في الجزائر العاصمة، إضراباً، احتجاجاً على تعديلات أدخلتها الحكومة على قانون «الحق النقابي وإنشاء النقابات المهنية»، وقانون «ممارسة الحق في الإضراب والنزاعات المهنية». واعتبر الساخطون على هذه التعديلات أنها تقضي على ما بقي من مكاسب ديمقراطية تخص عالم الشغل وحقوق العمال.
وتقود حركة الاحتجاج «النقابات المستقلة»، وهي حسب مؤسسيها، على نقيض «نقابة السلطة»؛ وهي «الاتحاد العام للعمال الجزائريين»، الذي يعد أكبر اتحاد مهني في البلاد درج على تأييد كل قرارات الحكومة في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019)، بما فيها تلك التي وصفت بأنها «غير شعبية»، و«في غير مصلحة البلاد»، كتخصيص الشركات الحكومية، وخطوات تعلقت بالاستثمار الأجنبي في قطاع المحروقات.
وبحسب تقارير صحافية، لقي نداء الإضراب استجابة متفاوتة من قطاع لآخر. وقررت هذه النقابات أن يكون الاحتجاج ليوم واحد فقط، من أجل دعوة الحكومة إلى سحب تعديلاتها، فيما يحضر نواب «المجلس الشعبي الوطني» (غرفة التشريع) للمصادقة عليه. وقد صعد النقابيون الاحتجاج لاعتقادهم الراسخ أن البرلمان سيبقي على النصين كما وصلا إليه من الجهاز التنفيذي، بقيادة الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن.
وعقدت «النقابات المستقلة» مؤتمراً صحافياً بالعاصمة في 21 الشهر الماضي لـ«شرح خطورة المسودتين القانونيتين»؛ حيث أكد مسعود بوديبة، المتحدث باسم «المجلس الوطني لأسلاك التعليم»، أن القوانين التي أعدتها الحكومة «تهدد بحل النقابات التي تدافع عن حقوق العمال، وهو ما يتعارض مع الدستور الذي يكفل الحق في الإضراب»، في إشارة إلى التهديد بإجهاض أي خطوة للإضراب، قبل استنفاد وسائل الحوار والمصالحة والتحكيم. كما تلزم التعديلات التي تريدها الحكومة النقابيين بعقد اجتماع للعمال لاستشارتهم حول إضراب محتمل، على أن يتخذوا القرار. وعدّ النقابيون هذا المسعى تجريداً لهم من أدوات الضغط على مسيري المؤسسات والشركات، وأنه يحرمهم من افتكاك مكاسب مهنية، ومن توقيف تجاوزات مفترضة في حق العمال والموظفين، المنتسبين لهذه النقابات، وهم بالآلاف. وكان «الاتحاد العام للعمال الجزائريين» نفسه قد رفض هذه التعديلات، بذريعة أن الجهة التي أعدتها، وهي وزارة العمل، لم تأخذ برأيه بخصوصها، باعتباره منظمة عمالية تضم الملايين من المنخرطين. واحتجت كل النقابات والاتحادات المهنية على «الصياغة المنفردة» لمسودتي القانونين المثيرين للجدل، في حين ترى المعارضة أن السلطة «تسعى لإغلاق كل هوامش الحريات والحقوق السياسية».
ومما جاء في التعديلات أن أرباب العمل يحق لهم أن يستبدلوا بالعمال المضربين آخرين، إذا حكم القضاء بعدم شرعية الإضراب. كما تتضمن حل النقابة التي دعت للإضراب في هذه الحالة أيضاً. وكثيراً ما لجأت الحكومة إلى المحاكم للحصول على قرارات استعجالية لإخماد الإضرابات في بدايتها، ونجحت في السنين الأخيرة في ثني قطاعات نشاط كثيرة عن التفكير في الاحتجاج، رغم حالة الغليان التي تعيشها كل الفئات العمالية، نتيجة تدهور القدرة الشرائية الناجم عن ارتفاع جنوني لأسعار كل المنتجات والسلع. والخميس الماضي، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون في مقابلة مع وسائل إعلام محلية، رفضه التصعيد النقابي. وقال إن القوانين الجديدة «جاءت لتنظم تجاوزات سابقة»، مؤكداً أنه «من غير المعقول أن نجد 34 نقابة في قطاع واحد»، وكان يقصد قطاع التعليم الذي ينشط به كثير من النقابات.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

«الصحة العالمية»: الوضع الصحي في السودان منهار

مدير منظمة الصحة العالمية يتفقد جناح الأطفال بمستشفى بورتسودان (الشرق الأوسط)
مدير منظمة الصحة العالمية يتفقد جناح الأطفال بمستشفى بورتسودان (الشرق الأوسط)
TT

«الصحة العالمية»: الوضع الصحي في السودان منهار

مدير منظمة الصحة العالمية يتفقد جناح الأطفال بمستشفى بورتسودان (الشرق الأوسط)
مدير منظمة الصحة العالمية يتفقد جناح الأطفال بمستشفى بورتسودان (الشرق الأوسط)

قالت منظمة الصحة العالمية إن النظام الصحي في السودان «منهار ومعقد في عدد من المناطق، ومتماسك في مناطق أخرى بسبب الجهود الكبيرة التي يبذلها الأطباء في تقديم الخدمات للمرضى في هذه الظروف الصعبة». ووصل مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السبت، إلى مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، ترافقه المديرة الإقليمية لمكتب شرق المتوسط، حنان حسن بلخي. وتعد زيارة تيدروس الأولى للسودان منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية (الجيش) و«قوات الدعم السريع»، للوقوف على الأوضاع الصحية في البلاد.

وقالت بلخي في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن الوضع الصحي في السودان «منهار ومعقد في بعض المناطق، ومتماسك في مناطق أخرى، بفضل الأطباء السودانيين الذين يعملون ليل نهار من أجل تقديم الخدمات للمرضى». ووصفت زيارة مدير المنظمة والوفد المرافق له للسودان، بأنها مهمة للاطلاع على الوضع الصحي عن قرب في البلاد. وأضافت: «وقفنا على الوضع الصحي للأطفال خاصة، وأهل السودان عامة».

ورأت أن الأوضاع الأمنية الراهنة تصعب على الأطباء القيام بأعمالهم، وقالت المديرة الإقليمية: «لا توجد تقديرات دقيقة لحجم المبالغ المالية لتلبية الاحتياجات الإنسانية والصحية في السودان». وأضافت: «نأمل في أن يحدث استقرار بالسودان في أسرع وقت، ونحاول إيجاد الدعم المادي والتقني للسودان لمواجهة تلك الصعوبات».

وزار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، مستشفى حوادث الأطفال في مدينة بورتسودان، وتفقد الجناح الخاص بأمراض سوء التغذية المتكدس بأعداد كبيرة من الأطفال المرضى. بدوره، وصف المدير الطبي للمستشفى، أيمن عبد القادر، زيارة مدير الصحة العالمية للسودان بـ«المهمة جداً»، وقال إن «تيدروس وعد بإنشاء مستشفى جديد للأطفال».

المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية حنان بلخي تتفقد مستشفى الأطفال في بورتسودان (الشرق الأوسط)

من جانبه، قال وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، لدى استقباله مدير المنظمة الدولية بمطار بورتسودان، إن الزيارة تأتي امتداداً لدعم منظمة الصحة العالمية للسودان خلال الفترة الماضية. وأضاف أن عمل المنظمة العالمية لا يقتصر على الدعم المالي، ويتجاوزه لتحريك جهود المنظمات العالمية الأخرى لتمويل الأنشطة بالسودان. وسيجري مدير المنظمة الدولية لقاءات مع نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، وعضو المجلس إبراهيم جابر، بجانب لقاءات مع الممثل المقيم لوكالات الأمم المتحدة، ودور الإيواء والمرافق الصحية.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، خرجت على أثرها أكثر من 80 في المائة من المستشفيات والمرافق الطبية في البلاد عن الخدمة. وقتل ما لا يقل عن 30 ألف شخص، وأصيب أكثر من 70 ألفاً في القتال المستمر بين الطرفين منذ أبريل (نيسان) العام الماضي.

وحذرت منظمة الصحة العالمية في يونيو (حزيران) الماضي، من أن الوصول إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية في السودان «محدود للغاية». وأشارت إلى وجود نحو 15 مليون شخص في السودان يحتاجون لرعاية صحية عاجلة، مثل رعاية الأمهات والأطفال حديثي الولادة وعلاج السرطان والسكري وغيرها من الأمراض الأخرى.