هل تتراجع أزمة الدواجن في مصر قبل حلول رمضان؟

انخفاض جديد للأسعار... وإفراج عن آلاف الأطنان من الأعلاف

تواصل الجهود الحكومية في مصر لاحتواء أزمة الدواجن (وزارة الزراعة المصرية)
تواصل الجهود الحكومية في مصر لاحتواء أزمة الدواجن (وزارة الزراعة المصرية)
TT

هل تتراجع أزمة الدواجن في مصر قبل حلول رمضان؟

تواصل الجهود الحكومية في مصر لاحتواء أزمة الدواجن (وزارة الزراعة المصرية)
تواصل الجهود الحكومية في مصر لاحتواء أزمة الدواجن (وزارة الزراعة المصرية)

تواصلت الجهود الحكومية في مصر لاحتواء أزمة ارتفاع أسعار الدواجن، وعبّرت قطاعات مختلفة من المصريين عن تفاؤل بانخفاض أسعار الدواجن قبل حلول شهر رمضان، الذي تزيد فيه معدلات الاستهلاك.
وفي حين شهدت أسعار الدواجن البيضاء والبلدية وشرائح الدجاج (البانيه) والبيض أيضاً، اليوم (الاثنين)، انخفاضاً لليوم الثاني على التوالي، بنحو 12 جنيهاً مصرياً، بعد ارتفاعات متتالية خلال الأسابيع الماضية قاربت المائة جنيه للكيلو، أعلنت وزارة الزراعة المصرية الإفراج عن 136 ألف طن أعلاف من الموانئ المصرية بقيمة 58 مليون دولار.
وقال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري السيد القصير، في بيان، إنه خلال 6 أيام تمتد من 17 إلى 23 فبراير (شباط) الحالي تم الإفراج عن 136 ألف طن من الذرة وفول الصويا، وأضاف أن الإفراج يشمل 117 ألف طن من الذرة بنحو 42 مليون دولار ونحو 19 ألف طن من فول الصويا بقيمة نحو 14.2 مليون دولار، وأيضاً إضافات أعلاف بنحو 1.4 مليون دولار.
وأكد أن إجمالي ما تم الإفراج عنه خلال الفترة من 16 أكتوبر (تشرين الأول) 2022 حتى 23 فبراير 2023 بلغ 2.746 مليون طن أعلاف، وذلك بمبلغ 1.367 مليار دولار.
من جهة أخرى، قال الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، خلال مشاركته في قمة الصناعات الغذائية بالقاهرة، التي تناقش قضية الأمن الغذائي، إنه تم فتح الاعتمادات المستندية لاستيراد 25 ألف طن دواجن، مؤكداً أن الوزارة ستعمل على زيادة المعروض بمناسبة شهر رمضان الذي تزيد فيه معدلات الاستهلاك، مضيفاً أن الوزارة تقوم بالتعاون مع اتحاد منتجي الدواجن لتوفيرها للمواطنين بأسعار مناسبة، مشيراً إلى أنه يتم طرحها بأسعار تتراوح بين 65 و75 جنيهاً للكيلو (الدولار يساوي 30.63 جنيه مصري).
وبحسب المهندس عبد المنعم خليل، رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين، فإن أسعار الدواجن ستنخفض كثيراً الفترة المقبلة، معتبراً - في تصريحات تلفزيونية - أن «السعر العادل لن يزيد على 65 جنيهاً للكيلو، ومع بداية شهر رمضان ستنخفض الأسعار».
من جانبه، ثمّن عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية في مصر، توالي الإفراجات الجمركية عن مستلزمات صناعة الدواجن عبر الإفراج عن آلاف الأطنان من الذرة والصويا من الموانئ، إلا أنه شدد على أهمية انخفاض الأسعار تبعاً لذلك.
وقال السيد لــ«الشرق الأوسط»: «رغم أهمية استمرارية الإفراج الجمركي عن مستلزمات صناعة الدواجن، فإن توفير كميات الأعلاف في الأسواق مع عدم الانخفاض في أسعار الدواجن لن تكون له قيمة حقيقية، فالمواطن لا يزال يجد السعر مرتفعاً في الأسواق، ويفاجأ بأن هناك تراوحاً بين صعودها وهبوطها دون أي مبررات».
ودعا السيد، اتحاد منتجي الدواجن إلى أن «يتعاون مع الدولة المصرية، حتى نصل إلى ما كان عليه السعر في السابق، وأن يبرر المتغيرات المستمرة التي تحدث في الأسعار».
كما لفت رئيس شعبة الدواجن إلى أن استيراد الدواجن المجمدة من الخارج، وتحديداً من البرازيل، جاء كآلية من جانب الحكومة المصرية لتوفير الدجاج بكميات كبيرة للمواطنين استعداداً لاستقبال شهر رمضان، الذي يشهد معدلات استهلاك كبيرة للغاية بشكل يومي، مضيفاً: «الاستيراد جاء كتصرف من جانب الحكومة، التي وجدت فيه وسيلة لتحقيق ضبط آليات التسعير قبل شهر رمضان، من خلال طرحها في المنافذ الاستهلاكية بأسعار مناسبة، ما أحدث حالة من المنافسة بين الدواجن المحلية والمستوردة».
كما يشير إلى أن استيراد الدواجن هو «تدخل حكومي إيجابي، جاء بهدف سد العجز والفجوة بين الطلب والعرض قبل شهر رمضان، الذي وصلت نسبته إلى 40 في المائة في الوقت الحالي».
يُذكر أن المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري نادر سعد أشار، في وقت سابق، إلى أن «الدواجن المستوردة تباع بسعر أقل من سعر الدواجن المحلية»، موضحاً أن «هذا دليل على أن الاستيراد لهدف محدد مرتبط بسد العجز في الإنتاج الحالي وليس تحقيق الربح».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.