إيران عاجزة عن وقف ترنح عملتها أمام الدولار

وزير داخليتها قال إنها «مؤامرة من الأعداء لإثارة الاضطرابات»

رجل يرفع بيده ست أوراق من فئة 100 دولار أميركي في محل صرافة بطهران (إيكو إيران)
رجل يرفع بيده ست أوراق من فئة 100 دولار أميركي في محل صرافة بطهران (إيكو إيران)
TT

إيران عاجزة عن وقف ترنح عملتها أمام الدولار

رجل يرفع بيده ست أوراق من فئة 100 دولار أميركي في محل صرافة بطهران (إيكو إيران)
رجل يرفع بيده ست أوراق من فئة 100 دولار أميركي في محل صرافة بطهران (إيكو إيران)

اتهم وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي «الأعداء» بالوقوف وراء تدهور سعر الريال الإيراني أمام العملات الأجنبية خصوصاً الدولار الأميركي، رغم إجراءات البنك المركزي التي تهدف إلى الحد من طلب المودعين، الذين يشعرون بقلق بشأن التضخم والآفاق الاقتصادية للبلاد، على العملات الأجنبية.
وتخطى سعر الدولار صباح أمس الأحد حاجز 600 ألف ريال، لكن بعد ساعات قليلة سجل انخفاضاً، وتراجع إلى 580 ألف ريال، حسب موقع «بونباست دوت كوم» للصرف الأجنبي، وكان الدولار قد ارتفع إلى 575 ريال في السوق الحرة مساء السبت، بعد ساعات فقط من جلسة مغلقة عقدها البرلمان بحضور مسؤولين من الحكومة لمناقشة أحدث موجة من الانخفاضات القياسية للعملة المحلية. وكان سعر الدولار قد تخطى 540 ألفاً الجمعة.
ووصل سعر اليورو أمس إلى 630 ألف ريال قبل ان يسجل تراجعا طفيفاً ليتوقف عند 610 ألف ريال، فيما تراوح سعر الجنية الإسترليني بين 690 ألف ريال و700 ألف ريال.
وأبلغ وزير الاقتصاد إحسان خاندوزي نواب البرلمان في جلسة السبت أن قوات الأمن ألقت القبض على «العديد من المتلاعبين بسوق العملات، الذين كان هدفهم الإخلال وتعطيل سوق العملة». وانتقد نواب البرلمان «السياسات المتناقضة التي تطرح من المسؤولين في الحكومة» بشأن الدولار، حسبما أفاد متحدث برلماني.
وكشف ممثل مدينة تبريز، النائب علي رضا بيغي، أمس الأحد، عن تفاصيل جديدة من الجلسة المغلقة، ونقل عن محمد مخبر، نائب الرئيس الإيراني قوله للنواب إنه «لا توجد لدينا طريقة أفضل لإدارة سوق العملة، هذا هو ما عليه الحال». وقال النائب إن ما قاله مخبر «تصريحات غير مسؤولة للغاية من مسؤول حكومي». وقال: «انطباعنا من الفريق الاقتصادي في الحكومة هو أنه لا توجد لديه خطة للخروج من الوضع الحالي».
وكان نواب قد انتقدوا طلباً من محافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين بتوسيع صلاحياته في إدارة العملة. ومع ذلك، قال رئيس البرلمان محمد رضا قاليباف: «لقد توصلنا في هذا الاجتماع إلى نتائج جيدة. وإن شاء الله سنتغلب على هذه المشكلة بالتنسيق باتخاذ إجراءات من الحكومة».
وأثارت تقلبات الدولار تذمراً بين الإيرانيين الذين يخشون من موجة ارتفاع جديدة في أسعار السلع الأساسية. وتحول الدولار إلى قضية نقاش ساخن على شبكات التواصل الاجتماعي بين الإيرانيين.
ومع ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى أكثر من 50 في المائة، يحاول الإيرانيون حماية قيمة مدخراتهم عن طريق شراء العملات الأجنبية أو الذهب.
ورفع البنك المركزي السبت حظراً على محلات الصرافة الخاصة التي تبيع العملات الصعبة؛ سعياً لتهدئة السوق، وتخفيف الطلب على الدولار.
وفتح البنك في الأسبوع الماضي مركزاً للصرافة للسماح للإيرانيين العاديين بشراء العملات الأجنبية، لكن بعض محللي السوق قالوا إن هذه الخطوة لم تثبط الإقبال على الدولار بعد. وعلى مدى الأشهر الستة الماضية فقدت العملة الإيرانية نحو 60 في المائة من قيمتها وفقاً لموقع «بونباست».
وذكرت إذاعة «فردا» الناطقة بالفارسية التي تمولها الخارجية الأميركية أن سعر الدولار شهد قفزات بنسبة 118 في المائة أمام الريال الإيراني منذ رأس السنة الإيرانية الماضية، التي صادفت 20 مارس (آذار) الماضي.
وحسب «رويترز»، فقد الريال ما يقرب من 45 في المائة من قيمته منذ اندلاع الاحتجاجات على مستوى البلاد، في أعقاب وفاة شابة إيرانية كردية، خلال احتجاز الشرطة إياها في سبتمبر (أيلول).
وتخشى السلطات هذه الأيام من تجدد الاحتجاجات؛ بسبب تراجع سعر العملة الإيرانية، وتدهور الوضع المعيشي.
وقال وزير الداخلية، أحمد وحيدي في تصريح لصحيفة «همشهري» اليوم: «إننا نعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد في قضية العملة، مؤامرة»، وأضاف: «نحن لا نرى أن الأسباب الاقتصادية فقط داخلة في التهاب سوق العملات، بل إنها مؤامرة ينتهجها العدو». وتابع: «عندما لم يتوصل العدو إلى نتائج في أعمال الشغب، تدخل في المشهد الاقتصادي وقضية العملة؛ كي يجعلها أساساً لإثارة الاضطرابات في البلاد».
وقال وحيدي إن «التضخم من مشكلاتنا الاقتصادية المزمنة». وقال «عندما تَسَلَّمْنا الحكومة كان التضخم 59 في المائة، ثم انخفض كثيراً وتراجع إلى 40 في المائة».
ويقول تجار عملة إن هبوط الريال ناجم إلى حد ما عن الاحتجاجات، وعزلة طهران المتزايدة في مواجهة العقوبات الغربية بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، واستخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية الصنع في أوكرانيا.
وأدت إعادة العقوبات الأميركية في 2018 إلى إلحاق الضرر باقتصاد إيران، من خلال الحد من صادراتها من النفط، والوصول إلى العملات الأجنبية.
وتوقفت المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية لكبح برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات منذ سبتمبر، ما أدى إلى تدهور التوقعات الاقتصادية بشأن مستقبل إيران. وكانت المفاوضات قد تعثرت في مارس الماضي.وكانت الحكومة السابقة برئاسة حسن روحاني قد واجهت اتهامات برفع سعر الدولار في الأسواق؛ لتعويض نقص الموازنة، وتوفير نفقات الحكومة.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.