لعبت تجاوزات حركة «الشباب» المتطرفة بالصومال في حق المواطنين، دوراً رئيسياً في تحفيزهم على دعم الحملة العسكرية والقتال بجانب القوات الحكومية، وسط تأكيدات رسمية بانحسار نفوذ «الحركة الإرهابية» الموالية لتنظيم «القاعدة».
ومنذ يوليو (تموز) الماضي، يشنّ الجيش الصومالي بالتعاون مع مسلحي العشائر، عملية عسكرية لتحرير مناطق وسط البلاد من عناصر حركة «الشباب». ووفق وزير الإعلام والثقافة والسياحة الصومالي، داود أويس جامع، فإن «الحكومة الفيدرالية حققت مكاسب كبيرة»؛ مشيراً إلى أن «المسلحين في التنظيم الإرهابي يستسلمون واحداً تلو الآخر، منذ انطلاقة العملية العسكرية ضد الإرهاب».
وذكرت وكالة الأنباء الصومال (الرسمية)، الأحد، نقلاً عن مصادر محلية، أن «معظم المقاتلين في صفوف المقاومة الشعبية الذين يحاربون بجانب الجيش الوطني، دافعهم القوي كان جراء الاعتداءات التي مارسها الإرهاب ضد ذويهم وأقاربهم الذين يعيشون في المناطق الريفية، والمدن الأخرى بجنوب ووسط البلاد».
وأشارت إلى تعزيزات عسكرية قوية من «الجيش الوطني» حصل عليها مقاتلو المقاومة الشعبية، ومن بينهم مقاتلو مدينة حررطيري جنوب محافظة مدغ الذين نجحوا في استعادة المدينة في 16 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضمن العمليات العسكرية التي يجريها الجيش الوطني.
يقول أحد المقاومين، واسمه حسين أحمد علاد: «حملت السلاح من أجل إنقاذ أسرتي وأقاربي من العناصر الإرهابية التي قامت بنهب ممتلكاتنا... كان لدينا مواشٍ نعتمد عليها، ومزارع، وكان المتشددون يأتون إلينا من أجل التهديد وأخذ أموالنا».
من جانبه، أوضح غني علو الذي فقد رجله في إحدى المعارك: «ساهمت بشكل كبير في قتال الإرهابيين، وتمكنَّا مع قوات الجيش من تحرير مدينتي عيل طير ومسغواي بمحافظة غلغدود، بولاية غلمدغ الإقليمية»؛ مشيراً إلى أن «هدفه الوحيد أن يرى كل مناطق جمهورية الصومال الفيدرالية محررة من قبضة الخلايا الإرهابية».
ووفق عبد الرحمن يوسف العدالة، نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الفيدرالية، فإن «ميليشيات الإرهاب ضعفت عسكرياً، وإعلامياً، واقتصادياً، منذ بدء العمليات العسكرية التي أطلقها الرئيس حسن شيخ محمود ضد المتطرفين»، مؤكداً تعرضها لـ«هزائم متلاحقة» خلال الفترة الماضية.
وأعلن يوسف، في تصريحات نشرتها الوكالة الرسمية، الأحد، عن مسابقة شعرية لـ«مواجهة الفكر المتطرف العنيف، وآيديولوجيات الجماعات الإرهابية»، تقام منتصف شهر مارس (آذار) المقبل، تحت عنوان «أبدِع موهبتك الفنية».
وأكد نائب الوزير أن المسابقة تهدف إلى إبداع قصائد شعرية، وغنائية، وفنون تشكيلية، للمرة الأولى منذ 30 عاماً، تسلط الضوء على «العمليات العسكرية التي يجريها الجيش الوطني ضد ميليشيات الخوارج الإرهابية المرتبطة بتنظيم (القاعدة)».
وحسب بيانات حكومية، فقد «قتل أكثر من ألفَي عنصر إرهابي خلال الأشهر الأربعة الماضية»، كما «فقدت الخلايا الإرهابية أكثر من 50 منطقة رئيسية كانت خاضعة لسيطرتها بجنوب ووسط البلاد» في تلك الفترة المحدودة.
إلى ذلك، استقبل رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، الأحد، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لدعم الصومال ليزا فيليبيتو، بمناسبة انتهاء فترة عملها في البلاد. ونقل بيان حكومي، عن فيليبيتو «امتنانها للحكومة الصومالية لتعاونها الوثيق خلال فترة عملها»، وأشادت بـ«جهود الحكومة الفيدرالية التي أحرزت تقدماً كبيراً في مجالات الأمن والاستقرار والمصالحة».
الصومال: تجاوزات «الشباب» تحفِّز الأهالي للقتال بجانب الجيش
تأكيدات رسمية على انحسار نفوذ «الحركة الإرهابية»
الصومال: تجاوزات «الشباب» تحفِّز الأهالي للقتال بجانب الجيش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة