الاتحاد الأوروبي يدين أكبر مصادقة إسرائيلية على خطط استيطانية

مواجهات بين فلسطينيين من قرية بورين وإسرائيليين من مستوطنة براخا المجاورة بعد اشعالهم النار في سيارات القرية أمس (أ.ف.ب)
مواجهات بين فلسطينيين من قرية بورين وإسرائيليين من مستوطنة براخا المجاورة بعد اشعالهم النار في سيارات القرية أمس (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يدين أكبر مصادقة إسرائيلية على خطط استيطانية

مواجهات بين فلسطينيين من قرية بورين وإسرائيليين من مستوطنة براخا المجاورة بعد اشعالهم النار في سيارات القرية أمس (أ.ف.ب)
مواجهات بين فلسطينيين من قرية بورين وإسرائيليين من مستوطنة براخا المجاورة بعد اشعالهم النار في سيارات القرية أمس (أ.ف.ب)

أدان الاتحاد الأوروبي موافقة السلطات الإسرائيلية، نهاية الأسبوع، على خطط لبناء أكثر من 7000 وحدة استيطانية في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. وقالت المتحدثة الرسمية باسم مسؤول العلاقات الخارجية والشؤون الأمنية للاتحاد الأوروبي، نبيلة مصرالي: «هذا يتجاوز العدد الإجمالي الذي تم تقديمه خلال عام 2022 بأكمله، والذي كان عاماً قياسياً من حيث التوسع الاستيطاني غير القانوني». وأضافت: «نجدد موقفنا بأن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وندعو السلطات الإسرائيلية لوقف بناء المستوطنات، وإلغاء هذه القرارات الأخيرة على وجه السرعة».
وكان مجلس التخطيط والبناء الأعلى في المستوطنات، قد صادق يوم الأربعاء، على 3000 وحدة استيطانية، ثم صادق يوم الخميس على 4000 وحدة إضافية، بينها وحدات استيطانية قائمة أصلاً لكن تمت المصادقة عليها حديثاً، ليصبح إجمالي ما تمت المصادقة عليه خلال يومين 7287 وحدة استيطانية، مقابل 4427 وحدة تمت المصادقة عليها في عام 2022. وقال موقع «تايمز أوف إسرائيل» إن التحركات واسعة النطاق التي جاءت بعد شهرين من تأسيس حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجديدة، تهدف إلى «ترسيخ الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية».
وتنص سلسلة الاتفاقات التي مهدت الطريق لتأسيس الائتلاف الحاكم في إسرائيل، على توسيع المستوطنات بشكل كبير، وتضمنت التزاماً بضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية. وتشمل الخطط التي تم تقديمها يومي الأربعاء والخميس مشروعات لـ5257 منزلاً في 35 مستوطنة، تم دفعها عبر مرحلة تخطيط «الودائع» السابقة، إلى جانب 1900 منزل حصلت على الموافقة النهائية للبناء. ويشمل ذلك، مشروعات تقع في 4 بؤر استيطانية «غير قانونية بحسب القانون الإسرائيلي نفسه»، وهي ميفؤوت يريحو، نوفي نحميا، وبني كيدم، وناتيف هأفوت، التي سيتم إضفاء الشرعية عليها رسمياً عند الموافقة على مرحلة التخطيط النهائية. كما تم تقديم المشروع الأخير المكون من 433 منزلاً تعويضا لمستوطني ناتيف هأفوت بعد أن هدمت السلطات 15 منزلاً تبين أنها مبنية على أراض فلسطينية خاصة.
ومع انعقاد اللجنة الفرعية العليا للتخطيط يوم الخميس، أعادت اللجنة الفرعية للإدارة المدنية التي تستمع إلى الاعتراضات القانونية على مشروعات الاستيطان، تحديد موعد جلسة استماع لتباحث الطعون المتعلقة بمشروع استيطاني في منطقة تعرف باسم E1 في 27 مارس (آذار). ووصف النقاد حيا جديدا في معاليه أدوميم بأنه مستوطنة «يوم القيامة»، لأنه يقسم الضفة الغربية إلى مناطق شمالية وجنوبية ويمنع تطوير مدينة فلسطينية كبيرة تصل بين القدس الشرقية، وبيت لحم، ورام الله، ويأمل الفلسطينيون أن تكون بمثابة أساس لدولتهم المستقبلية.
وسعت الحكومة السابقة لعقد جلسة لجنة الاعتراضات ثلاث مرات على الأقل، لكنها وافقت على تأجيلها في كل مرة في أعقاب ضغوط من الولايات المتحدة والدول الأوروبية. ومشروع «إي 1» هو مشروع استيطاني ضخم تم التصديق عليه عام 1999، ويشمل نحو 12 ألف دونم، غالبيتها أراضٍ أعلنتها إسرائيل «أراضي دولة»، وضُمت هذه الأراضي خلال التسعينات إلى منطقة نفوذ لمستوطنة معاليه أدوميم، وتشمل من وقتها نحو 48 ألف دونم.
ويهدف المشروع إلى ربط القدس بعدد من المستوطنات الإسرائيلية عبر مُصادَرة أراضٍ فلسطينية وإنشاء مستوطنات جديدة في المنطقة الواقعة بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم. وهذا سيزيد من حدة عزل القدس الشرقية عن سائر أرجاء الضفة الغربية، وخلق سلسلة متصلة من المستوطنات غير الشرعية تمتد من القدس الشرقية إلى الحدود الأردنية، مما سيعيق التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، وبالتالي يجعل إمكانية قيام دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً. وتنظر السلطة إلى المشروع بعين الخطر الشديد وهددت مراراً بأنها ستتخذ خطوات متقدمة إذا نفذت إسرائيل المشروع الذي رفضته أيضاً إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما والرئيس الحالي جو بايدن.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
TT

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، على خلفية جرائم حرب في غزة، يسود قلقٌ في إسرائيلَ من إمكان أن تشمل الملاحقات أيضاً قادة جيشها.

وإذا كان المتهمان الأساسيان بجرائم غزة هما نتنياهو وغالانت، فإنه يوجد منفذون أيضاً هم قادة الجيش الكبار والصغار وألوف الجنود والضباط الذين نشروا صوراً في الشبكات الاجتماعية يتباهون فيها بممارساتهم ضد الفلسطينيين.

ولم يشهد سكان غزة، أمس، ما يدعوهم للأمل في أن يؤديَ أمرا اعتقال نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع، فيما قال مسعفون إن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات جديدة.