القضاء اللبناني منقسم حيال «تدخل» ميقاتي

الرئيس نجيب ميقاتي مترئساً اجتماعاً أمنياً الأسبوع الماضي في السراي الحكومي (دالاتي ونهرا)
الرئيس نجيب ميقاتي مترئساً اجتماعاً أمنياً الأسبوع الماضي في السراي الحكومي (دالاتي ونهرا)
TT

القضاء اللبناني منقسم حيال «تدخل» ميقاتي

الرئيس نجيب ميقاتي مترئساً اجتماعاً أمنياً الأسبوع الماضي في السراي الحكومي (دالاتي ونهرا)
الرئيس نجيب ميقاتي مترئساً اجتماعاً أمنياً الأسبوع الماضي في السراي الحكومي (دالاتي ونهرا)

عمَّق كتاب رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، الذي طلب فيه من وزير الداخلية، بسام المولوي، «الإيعاز للأجهزة الأمنية بالامتناع عن تنفيذ أي أمر قضائي يصدر عن القاضية غادة عون»، الأزمة المستفحلة أصلاً داخل الجسم القضائي، ما عزَّز الانقسام داخل مجلس القضاء الأعلى، الذي اختلف أعضاؤه مجدداً على طريقة مواجهة هذه الإجراءات، واعترض أغلبهم على البيان الذي صدر باسم المجلس ليل الخميس، ولم يتبنّوا مضمونه.
وناقش مجلس القضاء خطوة رئيس الحكومة وكيفية الردّ عليها، واللافت أنَّ المجلس المنقسم أصلاً على ملفّ انفجار مرفأ بيروت، لم يصل إلى تفاهم، وأوضح مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ «الانقسام طغى على المناقشات، ما استدعى انسحاب 3 أعضاء، وفقدان الجلسة نصابها القانوني».
وأكَّد المصدر أنَّ رئيس المجلس، القاضي سهيل عبود، «أصرّ على إصدار بيان يطلب فيه من رئيس الحكومة ووزير الداخلية الرجوع عن قرارهما، وهو ما اعترض عليه الأعضاء الذين رفضوا ذلك، وطالبوا بمخاطبة رئيس الحكومة ووزير الداخلية عبر وزير العدل (هنري الخوري)، وليس عبر بيان إعلامي».
وأوضح أحد أعضاء المجلس من الذين غادروا الاجتماع، أنَّه «لم يُنظّم محضر رسمي بالاجتماع، ولم يوقّع أحد عليه، والمناقشات كانت عبارة عن تبادل الآراء ووجهات النظر، ولم يتم الاتفاق على موقف نهائي».
الانقسام يتعزز داخل «القضاء الأعلى» اللبناني


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

بالصور: «دمار شامل» في قرى حدودية بجنوب لبنان بعد انسحاب إسرائيل

لبنانيون يسيرون على طول طريق على الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل وسط الدمار في قرية ميس الجبل بجنوب لبنان في 18 فبراير 2025 (إ.ب.أ)
لبنانيون يسيرون على طول طريق على الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل وسط الدمار في قرية ميس الجبل بجنوب لبنان في 18 فبراير 2025 (إ.ب.أ)
TT

بالصور: «دمار شامل» في قرى حدودية بجنوب لبنان بعد انسحاب إسرائيل

لبنانيون يسيرون على طول طريق على الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل وسط الدمار في قرية ميس الجبل بجنوب لبنان في 18 فبراير 2025 (إ.ب.أ)
لبنانيون يسيرون على طول طريق على الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل وسط الدمار في قرية ميس الجبل بجنوب لبنان في 18 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

غيّرت أكوام الركام والحقول المجروفة معالم الأحياء التي كانت تضجّ بالحياة قبل اندلاع الحرب في العديسة الحدودية في جنوب لبنان التي دخلها علي قشمر سيراً على الأقدام، الثلاثاء، بعد الانسحاب الإسرائيلي منها، ليقف مذهولاً أمام ركام ومبنى مدمّر كان يقع فيه منزله.

ويقول قشمر (74 عاماً): «هذا منزلي، كان عبارة عن بناء من 3 طوابق، كنت أقطنه مع أولادي. لقد سُويّ تماماً بالأرض»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويشير إلى منازل قريبة انهارت جدرانها أو تصدّعت قائلاً: «هذه منازل أشقائي، كلّها مدمرة».

مواطنون وجنود لبنانيون على الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل وسط الدمار في قرية العديسة بجنوب لبنان في 18 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

ويضيف: «جلنا القرية كلها سيراً على الأقدام. لا يمكن للسيارات الدخول إليها».

في الطرق التي اختفت آثارها وفي أماكن هنا وهناك، ركام، ودمار. ويواجه منزل قشمر بلدة مسكاف عام الإسرائيلية التي خلت من أي حركة لجنود إسرائيليين، الثلاثاء، وفق مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقول قشمر الذي ترك مع أولاده وعائلاتهم العديسة منذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023: «جئنا لنشتمّ رائحة الأرض ورائحة القرية... المهجورة والخالية تماماً، لكن الدمار شامل، ولا مكان يؤوينا».

صورة ملتقطة في بلدة كفركلا اللبنانية الحدودية مع إسرائيل في 18 فبراير 2025 تظهر قرويين لبنانيين بين الحطام وأنقاض المنازل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من القرى الحدودية في جنوب لبنان (د.ب.أ)

في العديسة كما في الطيبة وحولا وميس الجبل، يروي سكان أنهم لم يتمكّنوا من التعرّف إلى منازلهم وأحيائهم من شدة الدمار.

ونفّذت القوات الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية عمليات تفجير ضخمة في القرى الحدودية، محْدثة دماراً هائلاً. وقالت إنها تدمّر بنى تحتية لجماعة «حزب الله».

وأدّت المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل، وفق تقرير للبنك الدولي صدر منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى تضرّر نحو 100 ألف وحدة سكنية، دُمِّر نحو 18 في المائة منها بالكامل.

سيارات إسعاف تابعة لجمعيات خيرية وآليات للجيش اللبناني تنتشر بين أنقاض المباني المدمرة في قرية كفركلا بجنوب لبنان في 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

في الطريق إلى بلدة العديسة، كما هي الحال إلى كفركلا وميس الجبل ومركبا وحولا وسواها من البلدات الحدودية التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية مع انتهاء المهلة المحددة لانسحابها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، يتكرّر مشهد الدمار، وفق ما أفاد مراسلون ومصوّرون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت طوابير سيارات طويلة اصطفت منذ ساعات الصباح الأولى في انتظار سماح الجيش اللبناني للسكان بالدخول إلى بلداتهم. وانتشرت وحدات من الجيش اللبناني منذ ليل الاثنين داخل 11 قرية، وأزالت سواتر ترابية من الطرق كان أقامها الجيش الإسرائيلي خلال سيطرته على المنطقة.

ولم تتحمّل عائلات كثيرة الانتظار، فأكملت طريقها سيراً على الأقدام لتُفاجأ بهول الدمار الذي طال المنازل والطرق والحقول الزراعية المجروفة على نطاق واسع.

صورة ملتقطة في بلدة كفركلا اللبنانية الحدودية مع إسرائيل في 18 فبراير 2025 تظهر قرويين لبنانيين بين الحطام وأنقاض المنازل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من القرى الحدودية بجنوب لبنان (د.ب.أ)

«لا تقترب»

بدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أميركية فرنسية في 27 نوفمبر، بعد أكثر من عام من المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل. ونصّ الاتفاق على وقف العمليات القتالية وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وانسحاب «حزب الله» حتى نهر الليطاني، أي على مسافة قرابة 30 كيلومتراً من الحدود.

إلا أن إسرائيل أعلنت مع انسحاب قوات لها، الاثنين، الإبقاء على وجودها في «5 نقاط استراتيجية مرتفعة».

وتقع إحدى تلك النقاط على الطريق الفاصل بين بلدتي العديسة وكفركلا، وشاهد مراسل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بالقرب منها سواتر ترابية مرتفعة، من دون أن يتمكّن من رصد أي تحركات لجنود إسرائيليين.

ولا يأبه محمّد مويسي ببقاء القوات الإسرائيلية على مقربة من بلدته.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بانفعال: «سنعود إلى قريتنا، شاءوا أم أَبَوْا، سنرجع رغماً عنهم».

جانب من المباني المدمَّرة جراء الهجوم الجوي والبري الذي شنه الجيش الإسرائيلي ضد «حزب الله» في قرية العديسة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من قرى حدودية بجنوب لبنان في 18 فبراير 2025 (د.ب.أ)

واستبق عناصر الجيش اللبناني دخول الأهالي إلى بلداتهم بفتح الطرق، والتأكد من عدم وجود أجسام متفجرة. وعلّق الجيش ملصقات تحذّر من مخاطر الأجسام المتفجرة تحت الركام، وجاء فيها: «لا تقترب، لا تلمس، بلِّغ فوراً».

وقُتل أكثر من 4 آلاف شخص في لبنان، بينهم المئات من مقاتلي «حزب الله» خلال قرابة سنة من تبادل القصف بين إسرائيل و«حزب الله». ولا تزال عائلات مقاتلين من «حزب الله» تنتظر سحب جثثهم من تحت الركام. وشاهد مصوّرو «وكالة الصحافة الفرنسية» سيارات إسعاف تدخل عدداً من البلدات الحدودية.

ومنذ ساعات الصباح، حضرت سميرة جمعة إلى بلدة كفركلا، وسارت مع عشرات الأهالي الذين حمل بعضهم صور أبنائه ورايات «حزب الله» الصفراء.

وتقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «جئت بحثاً عن أخي الشهيد في كفركلا، جاء إلى هنا مع رفاقه... ولا نعرف عنهم شيئاً».

وتضيف: «نحن على يقين بأنهم استُشهدوا، لكن نأمل أن نعلم شيئاً عنهم».