مصر: اكتشاف مقابر أثرية فارسية ورمانية وقبطية

عثرت عليها بعثتان محلية وإسبانية جنوب البلاد

الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية البهنسا في العصور القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية البهنسا في العصور القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف مقابر أثرية فارسية ورمانية وقبطية

الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية البهنسا في العصور القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية البهنسا في العصور القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تمكنت البعثة الأثرية المصرية - الإسبانية المشتركة، من اكتشاف ثلاث مقابر من الحجر الجيري، من العصر الروماني، وثلاث مقابر أخرى فردية من العصر الفارسي، و16 مقبرة من العصر البيزنطي والقبطي، وذلك في أثناء أعمال الحفائر بمنطقة الجبانة العليا بالبهنسا بمحافظة المنيا جنوب مصر.
وقال مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي (الجمعة)، إن «أعمال حفائر هذا الموسم أسفرت عن نتائج مهمة تتعلق بتاريخ هذا الموقع، وهو ما سوف يتم العمل على دراسته والكشف عنه خلال الفترة القادمة، مع استكمال أعمال الحفائر بالموقع».
و«المقابر المكتشفَة من العصر الروماني مبنية من الحجر الجيري، وكانت في الغالب مقبية، وعُثر عليها مهدّمة إلى مستوى الأساسات، وهي غير منقوشة، عُثر في إحداها على تابوت في مكانه الأصلي من دون غطاء»، حسب الدكتور عادل عكاشة، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطى، مضيفاً أن «الدراسات الأولية لمقابر العصر الصاوي أوضحت أنها تمت سرقتها في العصور القديمة، وهو ما يفسره عدم العثور على أي أثاث جنائزي بها».
بينما كانت مقابر العصر القبطي عبارة عن حفرة مستطيلة في باطن الأرض، تم بناء الجزء العلوي متجهاً ناحية الشرق، وقد عُثر إلى جانبها على بعض الأواني الفخارية والمسارج.

داخل إحدى المقابر 
وقامت البعثة المصرية بأعمال معالجة اللُّقى الأثرية التي تم الكشف عنها وتدعيم وتقوية الرسومات الجدارية الموجودة علي جدران البازيليكا في الموقع، بالإضافة إلى دراسة النصوص القبطية واليونانية المكتوبة على الجدران أو على الشقافات، وفق د.حسان عامر، أستاذ الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، الذي أشار إلى أنه «تم توثيق الموقع عن طريق الكثير من الصور ثلاثية الأبعاد والصور الجوية».
وأفاد د. إستر بونس ميلادو ود. مايته ماسكورت، رئيسا البعثة من الجانب الإسباني، بأن البعثة كانت قد نجحت خلال موسم حفائرها الماضي في الكشف عن عدد من المقابر الفردية من العصرين الفارسي والروماني منها مقبرة مغلقة لم تُفتح من قبل، وأكدا أن البعثة سوف تستمر في أعمالها للكشف عن المزيد حول هذا الموقع.
والبهنسا هي واحدة من أقدم المدن الأثرية في مصر، عُثر فيها على الكثير من البرديات التي ترجع إلى العصر اليوناني الروماني، وتقع قرية البهنسا على بُعد 16 كيلومتراً من مركز بني مزار، وتعد من أهم القرى الأثرية في مصر، حيث يوجد بها آثار من مختلف العصور التاريخية.
وبينما عُرفت البهنسا في الفترة الرومانية، كمدينة قديمة اسمها بيمازيت، فإنها سُميت في العصر الإسلامي ولاية البهنسا لتمتد من منطقة الواسطى حتى سمالوط، واستمرت كعاصمة الإقليم حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي.
وتضم البهنسا عدداً كبيراً من مشاهد ومقابر صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم)، ونظراً إلى ذلك عُرفت باسم «أرض الشهداء» أو «البقيع الثاني».

مقبرة فردية


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الرئيس التونسي يطالب بـ«حلول جذرية» في مستوى انتظارات الشعب

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
TT

الرئيس التونسي يطالب بـ«حلول جذرية» في مستوى انتظارات الشعب

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)

شدّد رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد خلال اللقاء الذي جمعه، أمس الخميس، بقصر قرطاج، برئيس الحكومة، كمال المدوري، على ضرورة مضاعفة الجهود في كل المجالات، واستنباط «حلول جذرية في جميع القطاعات التي تم تدميرها». مؤكداً على أن تكون التشريعات، التي يتم إعدادها، في مستوى تطلّعات الشعب التونسي، وأن يشعر كل مسؤول، مهما كانت درجة مسؤوليته، أنّ تونس تعيش مرحلة تاريخية جديدة، وأن يستحضر في كل وقت معاناة التونسيين، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.

كما أكد سعيد العمل على اقتراح حلول جذرية، «بعيداً عن الترقيع والرتق»، لأوضاع تحتاج إلى بناء صلب «في مستوى انتظارات الشعب، الذي نهبت ثرواته وتم الاستيلاء على مقدراته، وما زالت بعض الدوائر تسعى إلى عرقلة جهود الدولة لزرع بذور اليأس والإحباط»، حسب نص البلاغ. مشيراً أيضاً إلى أنه «لا مجال للتسامح مع كل مسؤول يُعطّل تقديم الخدمات للمواطنين، ومن يتعمد مثل هذه الممارسات فلا بد أن يتحمل تبعاتها القانونية».

في سياق ذلك، تم التعرض خلال اللقاء إلى وضع حد للحالة التي آلت إليها الأملاك المصادرة، ووضع إطار قانوني جديد، «تعود بموجبه الأملاك للدولة وإلى الشعب التونسي وهي من حقه المشروع، فكثيرة هي العقارات التي تم إهمالها، فتقلصت قيمتها في ترتيب مفضوح للتفويت فيها بأبخس الأثمان، وهو ما يجب التصدي له، ومحاسبة كل من تسبب في هذه الجرائم النكراء»، وفق ما جاء في البلاغ.

والتقى رئيس الجمهورية، أمس الخميس بقصر قرطاج، وزيرة العدل، ليلى جفال، وبحث معها الزمن القضائي الذي يستغرقه البت في العديد من القضايا. وأكد وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية، أنه «لا يُمكن تطهير البلاد إلا بقضاء عادل، فلا يُظلم أحد ولا يفلت من المحاسبة أحد»، مشيراً في هذا السياق، إلى وجود كثير من القضاة الشرفاء، الذين يعون «أهمية وظيفتهم النبيلة في إرساء العدل، ويتساوى أمامهم كلّ المتقاضين، فالعدل أساس العمران وغيابه مؤذن بخرابه».

في سياق آخر، أكّد رئيس الجمهورية إعادة مشروع تنقيح مجلة الشغل، بما يضمن حقّ العمال بإنهاء عقود المناولة، ومع التحسّب في هذا المشروع لكلّ من يستبدل بعمّالٍ آخرين، حتى لا تنطبق عليه الأحكام الجديدة مع ترتيب آثار جزائية على هذه الممارسات.

وشدد الرئيس سعيد في هذا السياق على وضع حدّ لما يسمى العقود المحدودة في الزمن في أسرع الأوقات، «لأن العلاقة الشغلية يجب أن تكون عادلة، ولأن العامل له الحقّ في أجر مجز، وفي حياة مستقرّة مع التحسّب أيضاً في مشروع نصّ القانون للحالات، التي يمكن أن يستغلّها ليغمطوا العمّال حقوقهم».

وخلّص رئيس الجمهورية إلى التأكيد على أن الاستقرار الاجتماعي «لا يمكن أن يتحقّق إلا على أساس العدل».