وصل إلى قطاع غزة، صباح الخميس، تور وينسلاند منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، في محاولة لتهدئة التصعيد بعد إطلاق صواريخ من القطاع تجاه مستوطنات الغلاف، لترد إسرائيل على تلك الصواريخ بغارات مكثفة بعد ساعات من قتل الجيش 11 فلسطينياً في هجوم دموي على نابلس شمال الضفة الغربية.
ودخل وينسلاند القطاع عبر حاجز بيت حانون (إيرز) مع عدد من مرافقيه، والتقى مسؤولين في حركة «حماس» والفصائل، بعد اتصالات أجراها وينسلاند ومصر وجهات أخرى من أجل عدم دخول غزة على خط المواجهة.
وقالت مصادر في غزة لـ«الشرق الأوسط»، إن وينسلاند يريد إقناع الفصائل بتجنيب القطاع حرباً جديدة من أجل إعطائهم الفرصة لاستئناف جهود التهدئة في الضفة الغربية، وهذا ما نقله مسؤولون مصريون للفصائل، التي ردت بأنه «لا يمكنها ضبط النفس أكثر» إذا استمرت إسرائيل في ارتكاب مجازر في الضفة الغربية.
وقبل وصوله، عبر وينسلاند في بيان عن انزعاجه العميق لاستمرار دائرة العنف، واستنكر وقوع خسائر في أرواح المدنيين، كما حضّ الأطراف جميعاً على «الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها تأجيج الوضع المتقلب بالفعل».
وكانت الفصائل الفلسطينية قد أطلقت صواريخ عدة باتجاه مستوطنات الغلاف، فجر الخميس، قبل أن ترد إسرائيل بشن غارات.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد قصف غزة: «ننتهج سياسة واضحة لضرب عدونا أينما كان وبالقوة اللازمة... قواتنا هاجمت حماس بغزة بعد إطلاق الصواريخ، وقتلت في نابلس عدداً من الإرهابيين كانوا على وشك تنفيذ هجمات ضدنا... من يحاول إيذاءنا سوف نتسبب في قتله».
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية على غزة، بعد ساعات من إطلاق فلسطينيين 6 صواريخ على مستوطنتين في محيط غزة، هما أشكلون وسديروت، ومناطق أخرى بالقرب من قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن طائرات مقاتلة قصفت ورشة أسلحة تابعة لحركة «حماس» وسط غزة، وكذلك «موقعاً عسكرياً» غير محدد في الجزء الشمالي من القطاع تستخدمه الحركة لتخزين أسلحة بحرية. وأضاف أن «الغارة توجه ضربة قاسية لقدرة حماس على تحصين وتسليح نفسها».
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي انفجاراً كبيراً في مبنى بالقرب من الساحل، وتصاعد عمود من الدخان الداكن فوق القطاع المكتظ بالسكان في ضوء الصباح الباكر.
وقال الجيش إن منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ أسقطت 5 من المقذوفات، وآخرها سقط في منطقة مفتوحة. ولم ترد تقارير عن وقوع أضرار أو إصابات. ولم تعلن أي جماعة فلسطينية مسؤوليتها عن الهجوم.
وجاء الهجوم في أعقاب هجوم إسرائيلي دامٍ بالضفة الغربية يوم الأربعاء، قتل 11 فلسطينياً، وأصاب أكثر من 100 شخص، وبعد أن أصدر المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة «حماس» في قطاع غزة، أبو عبيدة، تهديداً مبطناً، قائلاً إن الحركة «تراقب جرائم العدو المتصاعدة ضد شعبنا في الضفة الغربية المحتلة وصبرها ينفد»، وبعد أن أكد أمين عام «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة، أن قوى المقاومة سترد على هذه الجريمة الإسرائيلية الكبرى «دون تردد».
يأتي القصف والضربات الإسرائيلية اللاحقة بعد تصعيد سابق في 13 فبراير (شباط)، حيث قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أهدافاً لحركة «حماس» بعد إطلاق صواريخ على إسرائيليين.
ويعد إطلاق الصواريخ، الأول من نوعه الذي يتم منذ فترة طويلة بالتنسيق بين «الجهاد الإسلامي» و«حماس»، أقوى منظمتين في القطاع. ورداً على الهجوم الإسرائيلي، قال حازم قاسم الناطق باسم حركة «حماس»: «إن المقاومة الباسلة في قطاع غزة ستظل دائماً حاضرة للدفاع، وتراقب كل تفاصيل الإجرام الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني»، وتؤكد أن صبرها «آخذ بالنفاد»، مشدداً على أن «المقاومة تثبت معادلة القصف بالقصف، وأن الرد على عدوان الاحتلال سيظل حاضراً».
كما أكد الناطق باسم حركة «الجهاد الإسلامي» طارق سلمي، أن «محاولات الاحتلال الرامية للفصل بين الساحات ستفشل، وأن الشعب الفلسطيني موحد والمعركة واحدة، والمقاومة مستعدة ومتأهبة ولن تتخلى عن واجباتها والتزاماتها في الرد على العدوان أينما وقع».
لكن رغم ذلك فإن إسرائيل تقدر أن المواجهة لن تذهب أبعد من ذلك. وقال طال ليف رام المحلل العسكري لصحيفة «معريب»، إن «الجيش الإسرائيلي لا يزال يعتقد أن لحماس مصلحة في عدم التصعيد من غزة». لكنه حذر من أن «ما يجري على الأرض يظهر بوضوح تغييراً مهماً في سياسة حماس التي تسمح على الأقل بإطلاق الصواريخ».
وينسلاند في غزة... ومصر تكثف اتصالاتها لتجنب جولة قتال جديدة
قصف صاروخي من القطاع رداً على مجزرة نابلس قابلته غارات إسرائيلية
وينسلاند في غزة... ومصر تكثف اتصالاتها لتجنب جولة قتال جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة