تشديد يمني على تنشيط العمل الملاحي في الموانئ المحررة

وزير النقل: لا تغيير في حركة السفن... وننسق مع التحالف والأمم المتحدة

اجتماع مسؤولي النقل والتجارة والصناعة في الحكومة اليمنية بعدن (سبأ)
اجتماع مسؤولي النقل والتجارة والصناعة في الحكومة اليمنية بعدن (سبأ)
TT

تشديد يمني على تنشيط العمل الملاحي في الموانئ المحررة

اجتماع مسؤولي النقل والتجارة والصناعة في الحكومة اليمنية بعدن (سبأ)
اجتماع مسؤولي النقل والتجارة والصناعة في الحكومة اليمنية بعدن (سبأ)

جددت الحكومة اليمنية نفي وجود أي تغيير في حركة السفن المتجهة إلى الموانئ اليمنية، بما فيها ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الميليشيات الحوثية، مؤكدة استمرار التنسيق مع الأمم المتحدة والتحالف الداعم للشرعية؛ لفرض الآليات المتبعة بخلاف ما تزعمه الميليشيات الحوثية.
وكانت الميليشيات الانقلابية أشاعت وجود تغير في حركة الملاحة المتجهة إلى موانئ الحديدة بخلاف الآلية المتبعة لدخول السفن المتفق عليها مع الأمم المتحدة، كما منعت الميليشيات دخول البضائع المستوردة إلى مناطقها عبر مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
وفي مسعى من الميليشيات لتعظيم مواردها المالية، أنذرت التجار في مناطق سيطرتها بتحويل وارداتهم إلى ميناء الحديدة، زاعمة أنها ستقدم تخفيضات في الرسوم تصل إلى 50 في المائة.
التصريحات الحكومية جاءت خلال اجتماع مشترك عقد بالعاصمة المؤقتة عدن، برئاسة وزير النقل الدكتور عبد السلام حُميد، ونائب وزير الصناعة والتجارة سالم الوالي، حيث تمت مناقشة تعزيز وتنشيط العمل الملاحي والتجاري عبر موانئ المناطق المحررة.
وحضر الاجتماع أيضاً نائب وزير النقل ناصر شُريف، ورئيس مصلحة الجمارك عبد الحكيم القباطي، ووكيلا وزارة النقل لقطاع الموانئ القبطان علي الصبحي وقطاع النقل البري فضل العبادي، ورئيس الغرفة التجارية والصناعية أبوبكر باعبيد، ورئيس الغرفة الملاحية طالب سليم، والوكلاء الملاحيون وكبار التجار والمستوردون. وطبقاً لبيان رسمي، تطرق الاجتماع إلى «تعزيز آليات التنسيق لدخول البواخر إلى الموانئ المحررة والإجراءات الكفيلة لتقديم التسهيلات للتجار ومستوردي البضائع والسلع الاستهلاكية».
ونقل الإعلام الرسمي عن وزير النقل اليمني تأكيده أن «حركة نقل السفن والبواخر إلى ميناء عدن والموانئ المحررة لم يطرأ عليها تغيير»، وأنه «طمأن كبار التجار والمستوردين والشركات الملاحية بوضع حلول للصعوبات التي تواجه النشاط التجاري، وتنظيم عملية نقل البضائع وفق الأطر المنظمة لها». وقال: «إن الحكومة على تنسيق تام مع التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والأمم المتحدة، وتدرك حساسية الوضع وأهمية ما يقوم به الأشقاء والمجتمع الدولي من جهود رامية للوصول إلى هدنة طويلة تمهيداً لإحلال السلام في البلد بتوافق الأطراف، بما فيها الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي».
وأكد وزير النقل اليمني أن «الميليشيات الحوثية تستغل هذه التطورات لبث الأكاذيب بغرض خلط الأوراق وتحقيق مكاسب وهمية». وحض على «أهمية استشعار المسؤولية والاضطلاع بالدور الوطني والأخلاقي لخدمة الوطن والمواطنين»، مع تأكيده «على ضرورة الاصطفاف لمواجهة التحديات ومعالجة مكامن الخطأ وعدم التوقف عند أي عقبات».
ووعد حميد بأن وزارتي النقل والصناعة والتجارة لن تدخرا جهداً في تقديم كل التسهيلات للقطاع الخاص، واتخاذ الخطوات الملائمة لتحسين بيئة العمل التجاري وجوانب التنسيق مع كافة الأجهزة المعنية وذات الصلة. وهدد الوزير اليمني بـ«اتخاذ الحكومة وأجهزتها المختصة كافة الإجراءات القانونية ضد السفن التجارية وملاك الشحنات التجارية والوكالات الملاحية المخالفة للقانون والآليات المتفق عليها مع كل من قيادة التحالف والأمم المتحدة».
وأقر وزير النقل اليمني حزمة من القرارات والإجراءات التي تعزز النشاط التجاري والملاحي في موانئ المناطق المحررة البحرية والبرية والجوية؛ أبرزها تكليف قيادة جديدة لمؤسسة موانئ البحر الأحمر في الحديدة، واقتصار تغطية النقد الأجنبي على البضائع التي تستورد عبر موانئ المناطق المحررة.
كما أقر «اقتصار تخفيض رسوم التأمين على الموانئ في المناطق المحررة من خلال الوديعة التأمينية الجاري العمل على تنفيذها، واتخاذ كافة الإجراءات بما يكفل تحسين وتعزيز الأنشطة التجارية والملاحية في المناطق المحررة».
في السياق نفسه، نقلت وكالة «سبأ» عن أعضاء الغرفة التجارية والصناعية والتجار والوكلاء والمخلصين الملاحيين، أنهم أبدوا «استعدادهم للتعاون لمعالجة أي إشكاليات تواجه العمل التجاري، وتغليب المصلحة العامة للبلاد، وتمسكهم بقرارات الحكومة الهادفة إلى استقرار النشاط الاقتصادي والتجاري.
وأكد التجار «ضرورة تفعيل دور الحكومة وأجهزتها المختصة لحمايتهم من تهديد الميليشيات الحوثية ومنعها ناقلات البضائع من دخول المناطق الواقعة تحت سيطرتها وحرمان المواطنين من الحصول على تلك السلع والخدمات».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».