بن عساكر لـ«الشرق الأوسط»: منطلقات وركائز تأسيس السعودية خلت من الدوافع الدينية

اعتبر إقرار يوم سنوي للتأسيس مرحلة مهمة لسبر أغوار التاريخ السعودي بحيادية وإنصاف

مخطوطة تاريخية عن نسب الأسرة السعودية إلى بني حنيفة    -    رسمة للإمام عبد الله بن سعود
مخطوطة تاريخية عن نسب الأسرة السعودية إلى بني حنيفة - رسمة للإمام عبد الله بن سعود
TT

بن عساكر لـ«الشرق الأوسط»: منطلقات وركائز تأسيس السعودية خلت من الدوافع الدينية

مخطوطة تاريخية عن نسب الأسرة السعودية إلى بني حنيفة    -    رسمة للإمام عبد الله بن سعود
مخطوطة تاريخية عن نسب الأسرة السعودية إلى بني حنيفة - رسمة للإمام عبد الله بن سعود

اعتبر الباحث والمؤرخ الدكتور راشد بن عساكر، أن إقرار يوم سنوي للتأسيس يمثل مرحلة مهمة في التاريخ السعودي ويفتح آفاقاً وأبواباً جديدة لدراسة تاريخ السعودية بمراحلها الثلاث، وخصوصاً المرحلة الأولى وإجلاء الغموض عن هذا التاريخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن واقع الدولة السعودية ومنطلقاتها وأهدافها في بداية التأسيس بالاستناد إلى معرفة تاريخية شاملة وموثقة، مشدداً على أن تحقيق الأمن ونشر العدل والقضاء على الفوضى والتشرذم وتكوين دائرة مركزية حضارية واقتصاد مستديم ومنظم، ركائز ومنطلقات التأسيس الأول التي استمرت على نهجه الدولة طيلة ثلاثة قرون، لافتاً إلى أن البعد الديني في تأسيس الدولة لا وجود له ولم يكن سبباً في أهداف التأسيس لأن المجتمع الذي انطلقت من وسطه الدولة كان متديناً ولم تسجل عليه أي مظاهر أو ممارسات تخالف الدين.
وحمّل العساكر في حوار شامل مع «الشرق الأوسط» بعض المؤرخين المتقدمين والمتأخرين مسؤولية العبث بتاريخ الوطن، مبرزاً في هذا الصدد نموذجاً لذلك من خلال المؤرخ «ابن غنّام» الذي يُعدُّ أول من دوَّن أحداث ووقائع الدولة السعودية الأولى من خلال كتابه «روضة الأفكار» الذي كان من المفترض أن يضمنه في الحديث عن تاريخ الدولة ومؤسسها، لكنه خصصه في الأصل للشيخ محمد بن عبد الوهاب من خلال تتبع رسائله وجهوده ورحلاته، ولم يتطرق لتاريخ الدولة وقادتها وجهودهم في عملية التأسيس ومنطلقات الدولة والذي كان الدافع الأول فيه هو نشر الأمن وإحقاق الحق والعدل وليس البعد الديني؛ فالدين الإسلامي والشرائع والعبادات وجميع المظاهر الدينية لم تغب عن المشهد في المجتمع، بل إن ابن غنّام أرخ أحداثاً ووقائع وهو صغير أو كان في المهد.
وتطرق العساكر في حواره إلى الإصلاحات التي تمت في الدولة السعودية الأولى في جميع النواحي، كما لمح إلى أن اللحمة بين أبناء البلد وروح الانتماء لدى الأفراد والمجتمع ظهرت لأول مرة في الجزيرة العربية، إضافة إلى بروز ظاهرة مهمة في التركيبة السكانية والاجتماعية في الأقاليم والمناطق بالتداخل والتصاهر الأسري بين القبائل والبلدان.
ولم ينسَ الباحث الإشارة إلى أن الهوية السعودية ظهرت منذ التأسيس، فقد أطلقت على الدولة الوليدة مسمى السعودية نسبةً للأسرة الحاكمة (آل سعود)، مورداً وثائق وسجلات أجنبية ومحلية تؤكد ذلك وجاء الحوار كالتالي:

- آل سعود... جذور اجتماعية وتاريخية منذ قرون
> ونحن نعيش الذكرى الثانية ليوم التأسيس الأول على يد الإمام محمد بن سعود، هل تحدثنا عن الجذور التاريخية والاجتماعية للأسرة السعودية (آل سعود)؟
- تعود الجذور التاريخية والاجتماعية للأسرة السعودية إلى قبيلة واحدة، فالأسر الحاكمة في الرياض والدرعية تنتمي إلى قبيلة بني حنيفة من بكر بن وائل بن ربيعة العدنانية وهم حكام وسط الجزيرة العربية (نجد) منذ ما قبل الإسلام حتى اليوم، فقد قدم جد الأسرة السعودية الأمير مانع المريدي من الأحساء وكان والده أو جده قبل ذلك في حجر اليمامة (الرياض) إلا أن الظروف أدت إلى نزوحهم من الرياض إلى الأحساء في ظرف تاريخي لم يكشف سببه، والاحتمال العام أنه لأسباب أمنية واقتصادية في المقام الأول. فقد كانت الصلات قائمة بين ابن درع في الرياض ويرجح أنه الأمير عبد المحسن بن سعيد الدرعي الحنفي بالتواصل مع الأمير مانع المريدي، ولم ينقطع هذا التواصل مما يدل على الصلة الزمانية والمكانية بينهم. أقطع أمير حجر اليمامة (الرياض) ابن عمه موضع «الضيق» و«غبيراء» شمال الرياض ثم عُرف هذا الموقع بـ«المليبيد» و«غصيبة» ثم عرفت بالدرعية عام 850هـ - 1446م.
وقد برز جد الأسرة السعودية الأمير إبراهيم بن موسي بن ربيعة بن مانع المريدي الذي تولى الحكم في الدرعية عام 981هـ -1573م، وتمكن من ضبط الأمن وتأمين طرق القوافل؛ مما جعله شخصية مميزة في المنطقة وحكمت سلالته من بعده.

أقدم خريطة للدرعية رسمها القنصل الفرنسي في البصرة وبغداد جان باتيست لويس جاك روسو عام 1808م – 1223هـ

- تدوين من دون رصد الوقائع
> كمهتم وباحث في التاريخ وخصوصاً السعودي، كيف تقيّم الكتابات التاريخية عن وسط الجزيرة العربية؟
- وجد بعض المؤرخين والعلماء ممن دوّن أحداث المنطقة النجدية منذ القرن العاشر الهجري وإن كانت عبارة عن وقائع مختصرة عند تأسيس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ - 1727م، وظهر عدد من المؤرخين تفاوتت كتاباتهم ما بين مقتضب ومطول، مقتصراً على تدوين التاريخ الاجتماعي من دون الخوض في الوقائع التاريخية.
فمثلاً نجد من دوّن نسب الأسرة السعودية وانتماءها القبلي بشكل خاص، وذلك في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وقبل استشهاده عام 1218هـ - 1803م، وربما أن المدون لها الشيخ راشد بن خنين أو الشيخ محمد بن سلوم، وقمت بنشر هذه الورقات للمرة الأولى ضمن كتاب «قوافل الحج المارة بالعارض».

- ابن غنّام أرّخ للشيخ وتجاهل المؤسس
> هل يمكن القول بأن ابن غنام هو أول من دوّن أحداث ووقائع الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام محمد بن سعود، وما هي أبرز الملاحظات على كتاباته ومخطوطاته التي أشرتم إليها، وما هي أبرز الملاحظات على تدوينه خاصة أنكم نشرتم وتتبعتم مخطوطاته التي ذكرتم أنها بلغت سبعاً وعشرين نسخة خطية؟
- نعم، هو أقدم كتاب وصلنا حتى اليوم عن بعض الحوادث التي وقعت في تلك الفترة وإن كان هذا الكتاب اهتم بتدوين تاريخ الداعية الشيخ محمد بن عبد الوهاب وليس كتاريخ دولة. والهدف من جمع النسخ هو التتبع التاريخي لأحداث الدولة السعودية الأولى وهل وصلتنا النسخة كاملة أو كان بعضها مفقوداً! كذلك محاولة تتبع مصادر ابن غنام نفسه كونه عند تأسيس الدولة أو بوصول الداعية محمد بن عبد الوهاب للدرعية، فإن ابن غنام لم يكن مولوداً أو أن عمره يقارب ثلاث سنوات، فمن أين حصل على تلك المعلومات والأحداث، وكيف قام بصياغتها وتحريرها بعد مرور أكثر من نصف قرن على وقوعها! وهل كتب تاريخه بإنصاف أم دخله المجاملة والمبالغة كونه كان طالباً لدى الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ فقد سعى لجمع رسائل الشيخ وما يخصه وتجنّب ذكر رسائل الإمام محمد بن سعود ومخاطبته للأمراء والبلدان فلم يقدّم القدر الكافي من المعلومات على عكس المعلومات التي ساقها لشيخه.
فابن غنام كتب كتابه في الأصل للشيخ محمد بن عبد الوهاب وتتبع رسائله وجهوده، لكنه لم يكتب تاريخ الدولة وقادتها وجهودهم في عملية التأسيس ونشر الأمن الذي كان المنطلق الأساسي لقيام الدولة، فالدين الإسلامي والشرائع والعبادات والمظاهر الدينية قائمة وموجودة قبل الداعية محمد بن عبد الوهاب ولم تُفقد أو تغيب عن المشهد في المجتمع، إضافة إلى وجود علماء الدين والفقهاء ورواة الحديث بالمئات في نجد منذ القرن العاشر الهجري وجميعهم على المذهب الحنبلي المتمسك بالكتاب والسنة.
كتاب ابن غنام المسمى «روضة الأفكار» وهو أقدم ما وصلنا وتلقفه البعض بالتبجيل والمجاملة وأُدخلت فيه بعض الزيادات، منها ما هو منسوب له أو لغيره، حتى أن هناك بعض الرسائل كُتبت على لسان بعض الأئمة وهي ليست لهم، إنما كانت العادة أن من يكتب هذه الرسائل بعض طلاب العلم والوعاظ ويرسلون هذه النصائح الدينية باسم الإمام أو يدخل فيها اجتهادات معينة غير دقيقة، فقد كان كثير منهم مشغولين بتوحيد أجزاء كبيرة من البلاد لأشهر عدة وربما لسنوات، وقد استمرت هذه العادة، أي كتابة رسائل النصيحة - جارية منذ الدولة السعودية الأولى حتى عهد ثاني ملوك الدولة السعودية الثالثة الملك سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل.

- لا دوافع دينية لقيام الدولة
> ركزتم في طروحاتكم على البعد الأمني في قيام الدولة السعودية الأولى، واعتبرتم أن المرتكز الأساسي في ذلك هو تحقيق الأمن والعدل، وإقامة دولة مركزية حضارية موحدة في الجزيرة العربية ولم يكن للدين أي بُعد في ذلك، هل من إيضاح؟
- المجتمع في نجد متدين منذ دخول الرسالة المحمدية وبعد حروب الردة عاد الإسلام واستقرت الأحوال وأصبحت الشريعة هي المطبقة لدى المجتمع وأركان الإسلام قائمة في جميع أحوالهم وما ظهر من وثائق ومخطوطات بأن الأفراد وعموم المجتمع مسلمون بالفطرة وهذا ما نسلمه، لكن حسين بن غنام حاول أن يعلي من مقدار الداعية الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد تأسيس الدولة وبعد لقائه مع الإمام محمد بن سعود فكتب تاريخه بعد أكثر من خمسين سنة مع أن ابن غنام لم يدرك تأسيس الدولة ولا وقت لجوء الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى أمير الدرعية، وحقيقة الأمر فإن بروز الصراع الذي تم بين الإمام محمد بن سعود وأمير الرياض دهام بن دواس آل شعلان هو صراع سياسيي تم قبل قدوم الداعية محمد بن عبد الوهاب للدرعية بسنوات عدة والإمام محمد له فضل على دهام بن دواس والذي ساعده لتولي السلطة في الرياض عام 1152هـ - 1740م تقريباً، إلا أن دهام بن دواس قلب ظهر المجن للإمام محمد بن سعود عندما رغب في مهاجمة البلدة الملاصقة للرياض وهي منفوحة كون دهام أصله منها إلا أنه تم طرده من قبل أبناء عمه إلى الرياض، ومثّلَ اعتداء دهام على منفوحة خطراً على الدرعية ونقضاً للميثاق بين الدرعية ومنفوحة فهاجم الإمام محمد بن سعود قصر الحكم في الرياض رداً على هجوم دهام لحلفائه وبالتالي بدأت الحروب والغزوات بين البلدتين المهمتين منذ عام 1159هـ - 1746م وذلك لمدة ثمانية وعشرين عاماً، وحاول خلالها الإمام محمد أن يمد نفوذه إلى الرياض ويوسّع من دائرة حكمه للمنطقة ويدخلها تحت حكم واحد ويبدأ عملية التأسيس للدولة.
ولعلَّ من المعيب زعم بعض المؤرخين أن سبب هذه الحروب هو وجود شجرة أو قبر كان يعبد في الرياض أو غيرها! فالرياض وغيرها لا يوجد فيها شيء من هذه المخالفات إطلاقاً، وإن وجد فهو استثناء قد يمارسه فرد أو عدد محدود ولا تصل إلى الظاهرة أو الانتشار، وحتى ابن غنام نفسه عندما يتحدث عن سنوات هذه الحروب لا يذكر أن سببها وجود قبر أو صنم، فقُزّمت المسألة في ذلك للأسف الشديد لإعطاء قدسية لبعض رجال الدين وصناعة هالة التمجيد الشخصي لهم، ورغم هذه الهالة فإن بعض رجال الدين لم يشارك في الحروب ولم يرفع سيفاً في هذه الحرب، على عكس الإمام محمد بن سعود الذي سعى بنفسه بقيادة الجيوش والبدء بأسرته آل سعود وأبنائه ولهذا استشهد عدد من أبنائه في هذه العملية التوحيدية مثل الأميرين سعود وفيصل ابنَي محمد بن سعود في حربه مع أمير الرياض.
وتؤكد مراسلات بعض الأئمة من آل سعود، أن قيام دولتهم حدث بسبب حرصهم الأول على حفظ الأمن ونشره في مختلف أرجاء البلاد وهو ما يسمى في زمنه (الأمنية) كما في خطابات الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ونص خطابه إلى والي العراق بقوله «وأما الأمنية فهي التي لا نزال نقاتل الناس عليها حتى جعلنا الأرض كلها لله وجميع المسلمين مشتركون فيها، وصار الذئب لا يقدر يضر الشاة في أحكامنا». ويؤكد الإمام سعود لوالي بغداد العراق علي باشا الكتخدا، أنه متعهد بتحقيق الأمن للحجاج بقوله «ألا تتعرض للحجاج الذين يأتون إليك من طرف العراق مع الأمنية العمومية في جميع الطرق «وتحضرني رسالة من سلطان المغرب المولى سليمان بن محمد العلوي إلى الإمام عبد الله بن سعود آخر ائمة الدولة السعودية الثانية، حيث أرسل له رسالة مفادها الشكر لله، ثم شكر الإمام على تأمين الطرق والسبل وتأديب القطاع والنهاب فقال «من ملكه الله أزمة العرب، وقيادها فأحسن سياستها وأصلح سيرتها ومهد بلادها ويسر على يديه حسنة أمن السابلة من القطاع والنهاب،،، وحصل في الدواوين أفضل جزاء وحسن مآل»... وهناك غير هذه النصوص التي تجمع أن هدف قيام الدولة على يد آل سعود إنما لباعث أمني، فالأئمة لم يتعرضوا لتغير معتقدات الناس فنجد مثلاً القطيف أو في نجران بعض المذاهب الشيعية، ومع ذلك لم يلزمهم الأئمة من آل سعود باتباع مذهبهم. وهذه النظرة تؤكد أن عموم المجتمع متأصل في تدينه وليس بحادث عرضي فالمجتمع والأسرة المالكة وأهل البلدان متدينون ويحكّمون الشريعة في جميع تعاملاتهم بل ويقودون القوافل لحماية الحجاج إلى الأماكن المقدسة مثل قيام جد الأسرة السعودية الأمير إبراهيم بن موسي بن ربيعة بن مانع المريدي بذلك كما في أقدم وثيقة للأسرة السعودية عام 981هـ - 1573م، وكذلك قيادة أميري الدرعية وهما مقرن وربيعة ابنا مرخان بن إبراهيم بن موسي بن ربيعة وحجهم في عام 1039هـ - 1630م، وقس على ذلك كثيراً من خلال بعض الأحداث والقصائد والأوراق والوثائق الشرعية المحكمة للكتاب والسنة.

مخطوطة تاريخية عن نسب الأسرة السعودية إلى بني حنيفة

- امتداد في كل اتجاه
> ما هو أقصى اتساع للدولة السعودية الأولى، وماذا ترتب على ذلك؟
- توسعت الدولة من جنوب حوران في الشام وجنوباً إلى شمال الحديدة ومن الغرب البحر الأحمر ومن الشرق الخليج العربي، وخصوصاً في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز الأول (الملقب بالكبير) وترتب على هذا التوسع ازدياد الموارد الاقتصادية وصاحبته القوة في تأمين الطرق والبلدان وساد العدل ولكون هذه المنافذ البحرية مهمة بالنسبة للموارد الاقتصادية والتجارية فكان القلق الدولي وخصوصاً البريطانيين، فلا يسمحون للعرب بنهضة أو سيطرة أو تجارة على هذه المنافذ فحدث بعض الاحتكاك، وساندت بريطانيا العثمانيين رغم خلافاتهم إلا أنهم رأوا في إبعاد السعوديين عن البحار مصدر سعادة وارتياح، وأن إبعاد السعوديين عن مصادر تلك المنافذ الاقتصادية تصب في صالح بريطانيا.

- إصلاحات شملت كل شيء
> ما أهم الإصلاحات في فترة الدولة السعودية الأولى وخصوصاً في عهد الإمام سعود الأول؟
- شملت الإصلاحات عدداً من النواحي العمرانية والعسكرية والعلمية، فتوسعت الدرعية وغيرها من البلدان وفي الشأن الاجتماعي زادت الأموال والمصروفات الخاصة للفقراء والأيتام والمحتاجين وغيرهم، واعتنى الإمام سعود بتطوير الجيش وإدخال فرق خاصة فيه تسمى «المنقية»، وهم فئة من المحاربين الذين ينتقون للأعمال العسكرية الخاصة وكان عددهم يقارب ثلاثمائة، بالإضافة إلى اختياره الفرسان من الحاضرة أو البادية وإسكانهم الدرعية مع الصرف على أهاليهم، وسعى للحصول على الأسلحة فبلغت المدافع قرابة الستين مدفعاً، كما كان للجيش ميزانية ضمن الدخل السنوي الذي بلغ قرابة المليوني ريال وحرص الدولة في عهده على العناية ببيت المال أو وزارة المالية في عهدنا ووضع لها فرقاً خاصة، منها أكثر من سبعين فريقاً وكل فريق يتكون من سبعة أشخاص وكل له مسؤولياته.
وبالنسبة للتوسع العلمي، فقد كثرت الكتاتيب والمدارس والحلقات العلمية وكثرت المخطوطات وتداولها وظهور أسماء نسّاخ بارزين مما زاد من وجود المكتبات الخاصة، وتميز الإمام سعود بأنه عد من أبرز القادة والذي جمع صفات الشجاعة والكرم والعلم والفصاحة والخطابة فقد كان يتم في قصر سلوى الحلقات والندوات التي يعلق عليها الإمام سعود، ومن الإصلاحات التي سعى إليها ضبط عملية الفتوى الدينية ومحاسبة بعض طلاب العلم والدعاة والحد من تجاوزاتهم ومحاسبتهم عند وقوع الخطأ.

- تغير اجتماعي غير مسبوق
> كيف تقرأ مستوى التغير الاجتماعي في مسار الدولة السعودية حتى اليوم؟
- لا شك حدث تحول مهم، وملامح ذلك التغير هو التداخل الاجتماعي بين البادية والحاضرة بشكل بارز خلال تلك المرحلة، وزادت الهجرات أي الانتقال من مكان إلى آخر بسبب الوفرة الاقتصادية والتحسن المعيشي نتيجة الأمن الذي ضربت أطنابه أرجاء الجزيرة العربية، كذلك برزت ظاهرة مهمة في التركيبات الاجتماعية للأقاليم والمناطق فقد زاد التداخل النسبي والتصاهر الأسري بين القبيلة ومنافستها الأخرى، وبالمثل بين البلدان المختلفة والعكس حتى اكتملت في أزمنتنا الحاضرة فأصبح المواطن في وسط المنطقة في نجد يتداخل أسرياً مع أسرة في المنطقة الجنوبية، والذي في شرق الجزيرة متداخل ومتصاهر مع الأفراد من غرب بلادنا فهذا لم يكن ليحدث مثل هذا منذ ألف سنة مضت ويعود ذلك بسبب ظل الدولة والأمن ولله الحمد.

- الهوية السعودية تشكّلت مع فجر التأسيس
> هل تشكلت الهوية السعودية مبكراً منذ تأسيس الدولة 1727م؟
- الهوية في مفهومها العام هي مجموعة خصائص وأنظمة وقيم وسمات تترجم روح الانتماء لدى الأفراد والمجتمع فيتميز بها، وهذه مرتبطة ومستقاة من واقع التكوين الاجتماعي والديني في المنطقة عموماً، لكن كيف تتم صياغتها حسب اللحمة الواحدة والمكان الواحد والمصير! هنا تم تحقيقها بوجود دولة مرتبطة بحياة الناس وأمنهم، يرأسها آل سعود، وعبر بعض المؤرخين بألفاظ مبسطة لهذه الهوية في الكتابات المحلية الأولى كالمسلمين ويعنون اجتماع البلد الواحد، وقد تعبر عند بعض القبائل بلفظ الطاعة وسلامة الحاكم والإمام، بينما نجد أقدم من دوّن عن الدولة السعودية بتوسع هو بوركهارت، فنص في إشاراته العامة لابن سعود وأنه «عائلة ابن سعود، المؤسس السياسي للدولة السعودية الأولى» أو لفظ السعوديين في كتابات دومنجو باديا الإسباني عام 1221هـ -1807م، ونجد تعريف الهوية مخلوطاً بلفظ كلمة الوهابيين أو الشيخ الوهابي وإطلاقهم لذلك هو بسبب تأثر هؤلاء الغربيين بعملية الإصلاح الديني التي جرت في أوروبا ونسبة المذاهب المتأخرة لديها من المذهب البروتستانتي والمذهب اللوثري وهو رائد الإصلاح الديني في أوروبا خلال القرن السادس عشر الميلادي.
ووجدت هناك كتابات وتدوينات بلفظ «السعوديين» كانتماء لدولة واحدة وبدأ يسري ذلك في النطاقين المحلي والإقليمي حتى وجدنا بعض الكتابات تسمي «الطائفة السعوديين» أو «السعوديون» وهذا في الدولة السعودية الأولى وقبل أن يتممها الملك عبد العزيز بالتسمية العامة «المملكة العربية السعودية» عام 1351هـ - 1932م.

- يوم التأسيس فتح آفاقاً لقراءة الواقع
> شكّل مرسوم التأسيس الذي أقرّه العام الماضي الملك سلمان بن عبد العزيز، بتخصيص 22 فبراير (شباط) من كل عام «يوماً للتأسيس» مرحلة مهمة في التاريخ السعودي، كيف يمكن قراءة ذلك كمؤرخ ولك عناية بالتاريخ؟
- إن بناء الفكرة على ضوء مقتضيات الحاضر وآمال المستقبل تلزم فهم الروابط التي توقظ الأفراد والشعوب لإدراك ماضيهم وتأثرهم به؛ فالحاجة إلى الوعي التاريخي من المتطلبات العامة عند الأمم فهي تتضمن فهم الماضي والتطلع في استكشافه واستجلاء المعاني الموصلة لفهمه وإدراكه في الواقع الحاضر، والمراحل المقبلة لتاريخنا السعودي تتطلب من مؤرخينا الفكر الصحيح الصريح بعمق المسؤولية، وتلمس الأسئلة المهمة التي تثيرها علاقتنا بماضينا، وتاريخ الدولة السعودية بمراحله كافة ولا سيما المرحلة الأولى منه مهم في بابه؛ كونه يشكل انطلاق جذوره وكيف تكونت مفاهيمه، والفرد السعودي الذي يعيش الحياة الحاضرة لا يمكنه أن يشيح بوجهه عن الماضي؛ ولهذا فإن المعالجة الصحيحة للقضايا التاريخية يجب أن تستند إلى معرفة تاريخية شاملة المدى، بعيدة الغور وتلمس عناصر القوة والجذور التي ارتبطت بها حتى الوصول إلى مرحلتها الحاضرة، وفي ظني أنه خلال العقود المقبلة ستتشكل آفاق جديدة لقراءة التاريخ السعودي مع فهم سرديته وفتح أبواب جديدة فيه وتسليط الضوء على حقبة التاريخية المجهولة وجميع ذلك بدعم القيادة وهمة الباحثين.


مقالات ذات صلة

أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

الرياضة أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

توج الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بطلي الشوطين الرئيسيين في كأس المؤسس، التي نظمها نادي سباقات الخيل في ميدان الملك عبد العزيز. وحقق «عسفان الخالدية» ابن «ليث الخالدية» المملوك لأبناء الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز لقب الشوط العاشر للخيل العربية، وحقق جائزة الخمسة ملايين ريال، وبلغت مسافة هذا الشوط 1600 متر، ونجح الجواد في وصول خط النهاية خلال 1:46 دقيقة، وذلك تحت قيادة المدرب سعد مطلق والخيال عبد الله العوفي.

فهد العيسى (الرياض)
السعودية تحتفي بعلمها الذي ظل شامخاً عالياً خفاقاً على مدى 3 قرون

السعودية تحتفي بعلمها الذي ظل شامخاً عالياً خفاقاً على مدى 3 قرون

احتفت المملكة العربية السعودية في جميع مناطقها، يوم أمس (السبت)، بـ«يوم العلم»، الذي يصادف 11 مارس (آذار)، والذي أقره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ليكون ذكرى سنوية خاصة بهذه المناسبة، حين أصدر في مطلع الشهر الحالي، أمراً ملكياً ليكون هذا التاريخ يوماً خاصاً بالعلم. وجاء في سياق الأمر الملكي: «وحيث إن يوم 27 من ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه ـ العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء، أمرنا بما هو آتٍ: أولاً: يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوماً خاصاً بال

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سارية العلم في جدة تزيح طاجيكستان من «غينيس» وتحتل المركز الثاني

سارية العلم في جدة تزيح طاجيكستان من «غينيس» وتحتل المركز الثاني

من أفضل المشاهد التي يمكن أن تراها من نافذة الطائرة، وأنت قادم إلى جدة، «سارية العلم»، التي تحمل راية التوحيد، والتي رُفعت على السارية لأول مرة في اليوم الوطني السعودي في 23 سبتمبر (أيلول) 2014، وتُرفرف على ارتفاع 171 متراً، حيث تغطي النباتات مساحة 9 آلاف متر مربع من حولها، ويحيط بها 13 ضوءاً يمثل عددها مناطق المملكة الـ13. وبتثبيت العلم السعودي ورفعه عليها، كُسر الرقم القياسي في موسوعة «غينيس» لطاجيكستان البالغ 165 متراً، بفارق 6 أمتار، لتصبح بهذا المشروع ثاني أكبر سارية علم في العالم بعد سارية العاصمة الإدارية الموجودة في مصر.

أسماء الغابري (جدة)
«معرض العلم» السعودي يحاكي سيرته وتطوراته عبر 4 مراحل تاريخية

«معرض العلم» السعودي يحاكي سيرته وتطوراته عبر 4 مراحل تاريخية

استذكاراً ليوم 11 مارس (آذار)، يحتفل السعوديون للمرة الأولى بيوم العلم، وبقيمته الوطنية والتاريخية الممتدة منذ 3 قرون. وأعاد يوم العلم السعودي، الذي صدر بأمر ملكي، صلة السعوديين برمز الوحدة والسيادة الوطنية، وفتح نوافذ إلى التاريخ الشاهد على مراحل تطوره، متزامناً مع حقب مفصلية من تاريخ البلاد وهي تواجه شروط الاستدامة واستحقاقات التنمية. وفي ساحة العدل، المقابلة لجامع الإمام تركي بن عبد الله المعروف في منطقة قصر الحكم، ومن قصر المصمك التي تمثل الرياض القديمة، ومنطلق نهضة السعودية المعاصرة، نظمت وزارة الثقافة السعودية فعاليات فنية وثقافية وإثرائية تُرسي الارتباط الوثيق بين المواطن وبين العَلَم،

محمد هلال (الرياض)
«الدرعية» تستعيد أقدم أسواقها التاريخية وتحتفي بتراثها الثقافي

«الدرعية» تستعيد أقدم أسواقها التاريخية وتحتفي بتراثها الثقافي

بالتزامن مع يوم العلم الوطني السعودي، الذي تحتفل به السعودية لأول مرة تعزيزاً لقيمته التاريخية والوطنية، تستعيد الدرعية مهد الدولة السعودية الأولى، إحدى أعرق أسواقها التاريخية، حيث أحيت دوي حركتها التجارية وعبقها العلمي، إذ كانت محلاً لتبادل البضائع والتعليم في آن معاً. وتقع «سوق الموسم» التاريخية في الدرعية على ضفاف وادي حنيفة، واشتهرت بكثرة الحوانيت فيها، حيث يجتمع الناس لتبادل البضائع، والبيع والشراء، وتلبية احتياجاتهم المعيشية. السوق التي تتخذ موقعاً استراتيجياً، بتوسطها بين أهم أحياء منطقة الدرعية (الطريف والبجيري) على طرفي وادي حنيفة، كانت حوانيتها مبنيّة من القصب وسعف النخل، وكانت زاخرة

عمر البدوي (الرياض)

مركز الملك سلمان للإغاثة يبعث «رسائل الأمل» لأطفال غزة

تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)
تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)
TT

مركز الملك سلمان للإغاثة يبعث «رسائل الأمل» لأطفال غزة

تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)
تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)

«أرسل لكم رسالة من القلب، نتمنى بها لكم الخير والسلام وأن تزول الغمة ويعم السلام»، هذه هي رسالة الطفل السعودي عبد العزيز، التي ستقطع المسافات والحدود، لتصل إلى أطفال غزة داخل صندوق ممتلئ بالمساعدات الغذائية، وهي واحدة من آلاف الرسائل التي كتبها الأطفال ضمن حملة «رسائل الأمل» التي أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

إحدى الرسائل الموجودة داخل السلال (تصوير: تركي العقيلي)

وتأتي الحملة التي تدعو الأطفال في السعودية إلى كتابة رسائل موجهة إلى أقرانهم في غزة، لإضافة «روح للمساعدات وإيصال المشاعر التي يكنها السعوديون تجاه أهالي غزة»، وفق ما أوضح المتحدث الرسمي للمركز، الدكتور سامر الجطيلي، أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط» في مقر الحملة بالرياض.

ويستمر المركز بتسيير الطائرات المحمّلة بالمؤنة والغذاء إلى مطار العريش تمهيداً لنقلها إلى معبر رفح.

وأكد الجطيلي أن عدد الطائرات التي شاركت في الجسر الإغاثي الجوي وصل إلى 47 طائرة، إضافة إلى 6 بواخر حمل جميعها أكثر من 6 آلاف طن من المساعدات الإغاثية، مشدداً على أن المركز سيعمل بكل الوسائل والطرق لإنقاذ الشعب الفلسطيني.

أرسلت السعودية 6 آلاف طن من المساعدات منذ بداية الأزمة (تصوير: تركي العقيلي)

في سياق متصل أعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، عن ترحيب المملكة بنتائج التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، التابعة للأمم المتحدة، الذي يؤكد الدور الرئيسي للوكالة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني الشقيق.

وجدّدت الوزارة تأكيد السعودية «أهمية التزام الدول المانحة لوكالة (الأونروا) لضمان استدامة وفعالية كل أشكال الدعم للاجئين من الشعب الفلسطيني، بما يخفف حجم المعاناة التي يعانيها، خصوصاً في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

الدكتور سامر الجطيلي (تصوير: تركي العقيلي)

ومع استمرار تدفق المساعدات إلى معبر رفح، أشار الجطيلي إلى أن «التعنت الإسرائيلي» ما زال يعوق وصول كثير منها إلى داخل غزة، مما أثّر سلباً على أهاليها الذين هم بحاجة ماسة إلى هذه المواد الطبية والغذائية، مؤكداً أنه لو أزيلت هذه العوائق يستطيع المركز أن يصل إلى كل بيت في غزة.

يجدر بالذكر أن السلة الغذائية الواحدة يبلغ وزنها قرابة 36 كيلوغراماً تغطّي حاجة الأسرة المتوسّطة لمدة شهر تقريباً، وتتكوّن من عدد من الأكياس والعبوّات والمغلّفات، منها من الدقيق، والأرز، والسكّر، والتمور، والزيت، وملح الطعام، وغيرها.


اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
TT

اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)

أبرم الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس، اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة.

واستعرض الوزيران خلال لقائهما في الرياض، العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين، وسبل تعزيزها بمختلف المجالات، وتكثيف التنسيق الثنائي في القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما بحثا المستجدات الدولية والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس بالرياض (واس)


أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
TT

أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)

استعرض أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني سُبل تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك خلال استقبال أمير قطر للوزير البحريني بمناسبة زيارته للبلاد.

وقالت «وكالة الأنباء القطرية»، إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استقبل بمكتبه في قصر لوسيل اليوم، وزير خارجية البحرين والوفد المرافق له، حيث جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وسبل تنميتها وتطويرها.

وحضر المقابلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.

وكان وزير الخارجية البحريني وصل صباح اليوم إلى الدوحة في زيارة رسمية.


وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
TT

وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)

وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر مساء أمس، الطائرة الإغاثية السعودية الـ 47، التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع وزارة الدفاع، تحمل على متنها مواد طبية وإيوائية، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.

وصول الطائرة الإغاثية السعودية إلى مطار العريش (واس)

وتأتي هذه المساعدات في إطار دور السعودية الإنساني المعهود بالوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي تمر بهم.


السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
TT

السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)

رحبت السعودية، الأربعاء، بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الذي يؤكد الدور الرئيسي للمنظمة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني.

وجددت وزارة خارجيتها في بيان، تأكيد السعودية على أهمية التزام الدول المانحة لـ«الأونروا» بضمان استدامة وفاعلية كل أشكال الدعم للاجئين الفلسطينيين، بما يخفف من حجم معاناتهم، خاصةً في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والإنساني.


الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
TT

الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

غادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة بعد أن استكمل الفحوصات الروتينية.

كان الديوان الملكي السعودي، قد أعلن ظهر الأربعاء، دخول الملك سلمان المستشفى؛ لإجراء فحوصات روتينية لبضع ساعات.


لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
TT

لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق مصالحهما المشتركة.

واستعرض الجانبان - خلال اللقاء الذي عقد في أبوظبي - أبرز التطورات الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها؛ حيث عبر الطرفان عن أملهما في خروج القمة العربية المقبلة في دورتها الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، بنتائج إيجابية وقرارات بناءة تعزز التضامن العربي ووحدة الصف، والنهوض بقدرات الأمة وإمكاناتها السياسية والاقتصادية، وحماية أمنها القومي، وتلبية تطلعاتها على طريق التقدم والتنمية المستدامة.

ودعا الجانبان إلى تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتجنب التصعيد العسكري وتغليب الحلول الدبلوماسية وتسوية جميع النزاعات من خلال الحوار والتفاوض.

كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تنفيذ قرارات الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة بما يحفظ أرواح المدنيين، ويوفر المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية لهم دون عوائق، مؤكدين ضرورة التحرك الدولي الفاعل من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام الإقليمي العادل والشامل بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على أساس مبدأ حل الدولتين.

وأكد العاهل البحريني ورئيس الإمارات أهمية مواصلة التشاور والتنسيق وفق رؤية استراتيجية موحدة تنشد تحقيق المصالح لكلا البلدين وشعبيهما، وتقوية روابط الأخوة الخليجية والعربية، والتعاون الدولي لنشر السلام وقيم التسامح والتآخي الإنساني.

لقاء وزراء الخارجية

من جهة أخرى، بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ونظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك المتصلة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، واستعرضا عتطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي والدكتور عبد اللطيف الزياني

معالجة الأضرار

أعلنت الإمارات عن اعتماد ملياري درهم (544 مليون دولار) لمعالجة الأضرار التي لحقت ببيوت المواطنين ومساكنهم، بالإضافة إلى تكليف لجنة وزارية متابعة هذا الملف وحصر أضرار المساكن وصرف التعويضات بالتعاون مع بقية الجهات الاتحادية والمحلية.

وجاء اعتماد المبالغ خلال جلسة لمجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي أكد أن المجلس ناقش نتائج وآثار الحالة الجوية التي مرت بها البلاد خلال الأيام السابقة. وقال: «الحالة كانت غير مسبوقة في شدتها.. ولكننا دولة تتعلم من كل تجربة... وتطور نفسها... حيث تعاملت غرف العمليات المركزية مع أكثر من 200 ألف بلاغ، وشارك أكثر من 17 ألفاً من عناصر أجهزة الأمن والطوارئ والداخلية، و15 ألفاً من الجهات المحلية... وآلاف المتطوعين في التعامل مع نتائج الحالة الجوية الاستثنائية».

وأكد عودة الحياة لطبيعتها بسرعة، موجهاً إلى حصر الأضرار، ودعم الأسر، والبدء بشكل فوري بدراسة حالة البنية التحتية، وأكد أن سلامة المواطنين والمقيمين على رأس الأولويات، مضيفاً: «شكلنا في مجلس الوزراء أيضاً اليوم لجنة لحصر أضرار السيول والأمطار على البنية التحتية واقتراح الحلول والإجراءات على مستوى الدولة برئاسة وزارة الطاقة والبنية التحتية وعضوية وزارة الدفاع والداخلية والطوارئ والأزمات وغيرها من الجهات الاتحادية بالإضافة لممثلين من الإمارات المحلية كافة».

اجتماع مجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (وام)

مساهمة السياحة

وقال الشيخ محمد بن راشد: «استعرضنا خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم مستجدات الاستراتيجية الوطنية للسياحة، بلغ إجمالي نزلاء المنشآت الفندقية 28 مليون نزيل في 2023 بزيادة 11 في المائة على العام الذي سبقه، والذي شهد إنفاقاً عاماً للسياحة الدولية في الإمارات بلغ 118 مليار درهم (32.1 مليار دولار) مقابل 47 مليار درهم (12.7 مليار دولار) للسياحة الداخلية، وتقترب مساهمة القطاع السياحي في ناتجنا المحلي من 180 مليار درهم (49 مليار دولار) في عام 2023.

وأضاف: «استعرض مجلس الوزراء اليوم تطورات الأجندة الاقتصادية لدولة الإمارات حيث استطاعت الدولة التوقيع والتفاوض على اتفاقيات شراكات اقتصادية شاملة مع أكثر من 13 دولة، ما سيمكننا من زيادة صادرات الدولة بقيمة إضافية تبلغ 366 مليار درهم (99 مليار دولار) سنوياً بحلول 2031، بسبب هذه الاتفاقيات».


السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
TT

السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)

أقر النائب العام السعودي رئيس مجلس النيابة العامة الشيخ سعود المعجب، الأربعاء، إنشاء «مركز برنامج حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، إنفاذاً للمادة الرابعة من نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وفقاً لبيان نشرته النيابة العامة عبر حسابها في منصة «إكس».

وكانت الجريدة الرسمية قد نشرت في عددها الصادر مطلع مارس (آذار) الماضي، «نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، بعد موافقة مجلس الوزراء عليه. وتضمّنت المادة الرابعة من النظام أن «يُنشأ وفق أحكام النظام برنامج خاص في النيابة العامة يسمى برنامج حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وتحدد اللائحة الهيكل التنظيمي للبرنامج وإدارته ومهماته والاختصاصات المنوطة به، وآلية الصرف عليه».

وأشار الشيخ المعجب إلى أن هذا النظام يؤسس مرحلة جديدة في الحماية العدلية الرفيعة للمتصلين بالإجراءات القضائية، مؤكداً أن الحماية الواردة في هذا النظام تشمل جميع الإجراءات والتدابير والضمانات الهادفة إلى حماية الضحايا أو المبلغين أو الشهود أو الخبراء، وجميع أقاربهم وغيرهم ممن قد يكون عرضة للضرر بسبب ذلك، معتبراً أن صدور هذا النظام يأتي «معزّزاً لأهمية تطبيق الأنظمة بجدية من خلال تدابير فعّاله، ما يعزز ثقافة التبليغ في المجتمع وتعزيز حسّ المسؤولية الوطنية لدى الأفراد».

وبحسب بيان «النيابة العامة»، يهدف المركز إلى توفير الحماية العدلية للأشخاص المشمولين بالحماية من أي تهديد أو خطر أو ضرر قد ينالهم، بكل أو بعض أنواع الحماية المنصوص عليها في المادة الرابعة عشرة من النظام، وهي: الحماية الأمنية، وإخفاء بياناته الشخصية، وكل ما يدل على هويته، ونقله من مكان عمله - مؤقتاً أو دائماً - ومساعدته في الحصول على عمل بديل، وتقديم الإرشاد القانوني والنفسي والاجتماعي، ومنحه وسائل للإبلاغ الفوري عن أي خطر يهدده أو يهدد أياً من الأشخاص وثيقي الصلة به، وتغيير أرقام هواتفه، وتغيير محل إقامته، واتخاذ إجراءات كفيلة بسلامة تنقله، بما في ذلك توفير مرافقة أمنية له أو مسكنه، ومساعدته ماليّاً.

وأوضحت «النيابة العامة» أنها تنسِّق مع جهات الرقابة والضبط والتحقيق والمحاكمة في الجرائم المشمولة بأحكام النظام، وذلك لاتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة «لأن تُخفي عند الاقتضاء أو بناءً على طلب من المبلغ أو الشاهد أو الخبير أو الضحية، في مراسلاتها ومحاضرها وجميع وثائقها، هوية كلّ منهم وعنوانه بشكل يحول دون التعرف عليه، والتعاون مع المحكمة بما يكفل أداء الشهود لشهادتهم دون تأثير أو تأخير».

وأوضح المتحدث الرسمي للنيابة العامة مهند المجلد، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «وفقاً للمادة السادسة والثلاثين من النظام أن النيابة العامة تنسق مع وزارتي العدل والداخلية ورئاسة أمن الدولة وهيئة الرقابة ومكافحة الفساد في إعداد مشروع اللائحة».

تحقيق العدالة

ورداً على سؤال حول الإجراءات المعمول بها قبل صدور النظام، قال المجلد إن «هناك موادّ في أنظمة متفرقة مثل نظام الإجراءات الجزائية ونظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله وغيرها من الأنظمة المنصوص فيها على بعض أوجه الحماية التي تضمنها نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، وتتضمّن تلك الضمانات وفقاً للمجلد «سرِّية إجراءات التحقيق والنتائج التي تسفر عنها المقررة وفق المادة 68 من نظام الإجراءات الجزائية، ومن ذلك ما جاء في المواد 95 و98 و100 من النظام ذاته من تمتع الشهود بضمانات عند سماع أقوالهم، بما يحقق العدالة ويكفل الضمانات المتعلقة بأشخاصهم».

وتفصيلاً، ذكر المجلد أن «المادة 85 من نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله نصت على «رعاية حقوق الضحايا، ومن في حكمهم في الجرائم المنصوص عليها في النظام، من خلال توفير المساعدة والدعم المناسبين للمطالبة بحقوقهم، وتقديم الحماية اللازمة للشهود والمصادر والقضاة والمدعين العامين والمحققين ومحامي الدفاع ومَن في حكمهم في حال وجود أسباب جدية من شأنها أن تعرض حياتهم أو سلامتهم أو مصالحهم الأساسية أو أحد أفراد أسرهم للخطر أو الضرر».

المواطنون والمقيمون

وأوضح المجلد أن المركز سيكون مقرّه في العاصمة الرياض، لافتاً إلى أن «نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا» يشمل جميع الأشخاص «وفق قواعد الاختصاص الولائي للجهات المختصة بتطبيق أحكام هذا النظام؛ حيث يتمتعون بالحماية الجنائية سواء كانوا مواطنين أو مقيمين».

ومن المنتظر أن يتخذ المركز الإجراءات اللازمة لوقاية المشمول بالحماية من الإصابة الجسدية، وضمان صحته وسلامته وتكيّفه الاجتماعي، طوال فترة الحماية المقررة له، مع مراعاة حقوقه وحرياته، وعدم تقييدها إلا بالقيود الضرورية وفقاً لأحكام النظام.

كما يمكّن النظام الأشخاص المشمولين بالحماية من تقديم طلبات الحماية وفق إجراءات وشروط محددة، كما منح النظام توفير الحماية للمشمول بها دون موافقته، في حال توفر ما يبعث بإمكان تعرّضه لخطر وشيك، كما قضى النظام عقوبات جزائية تجاه أي سلوك من شأنه الجناية على المشمولين بالحماية، بالسجن الذي قد يصل إلى 3 سنوات، وغرامة مالية قد تصل إلى 5 ملايين ريال.


الوحدة الإسلامية وحرب غزة والسودان والإسلاموفوبيا على طاولة «رابطة العالم الإسلامي»

7 قضايا ملِحَّة على جدول أعمال الدورة الـ46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
7 قضايا ملِحَّة على جدول أعمال الدورة الـ46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
TT

الوحدة الإسلامية وحرب غزة والسودان والإسلاموفوبيا على طاولة «رابطة العالم الإسلامي»

7 قضايا ملِحَّة على جدول أعمال الدورة الـ46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
7 قضايا ملِحَّة على جدول أعمال الدورة الـ46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)

تبحث الدورة السادسة والأربعون للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي سبعَ قضايا مُلِحَّة مدرجة على جدول أعمالها، تتصدرها قضية وَحدة الأمة الإسلامية، وفلسطين وحرب غزة، وتعطيل الملاحة في البحر الأحمر، إضافةً إلى الأوضاع في السودان، والإسلاموفوبيا، والإساءة للرموز الدينية.

وتعقد أعمال الدورة برئاسة المفتي العام للسعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، رئيس المجلس الأعلى للرابطة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، ومشاركةِ كبار المفتين والعلماء، ممثلي الشأن الديني للشعوب الإسلامية في الداخل الإسلامي ودُوَل الأقليَّات.

واستهلت الدورة أعمالَها بكلمةٍ لمفتي عام السعودية، أكد فيها أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان، تعتزُّ بما حباها الله من مكانةٍ سامقةٍ في العالم كله، فهي محضن الحرمين الشريفين، ومهوى أفئدة المسلمين.

وأضاف المفتي أنه من هذا المنطلق حملت السعودية على عاتقها مسؤوليةً عظيمةً تجاه المسلمين، فكانت سبَّاقة للاهتمام بقضاياهم، والعناية بشؤونهم، والسعي في معالجة مشكلاتهم، ومدِّ يد العون والإغاثة لهم، وصار ديدنها أن تقِفَ معهم في أزماتهم ومعاناتهم، وتدافع عنهم في المحافل الإقليمية والدولية.

تعقد أعمال الدورة برئاسة المفتي العام للسعودية ومشاركةِ كبار المفتين والعلماء ممثلي الشأن الديني للشعوب الإسلامية (الشرق الأوسط)

وشدَّد المفتي العام على أنَّ المملكة بذلت جهوداً في رأب الصدع وحلِّ الخلافات والنزاعات بين المسلمين، وسعتْ في تقريب وجهات نظرهم، وحثّهم على الاجتماع والاتفاق والانسجام والوئام، مبيِّناً أنه في سبيل تحقيق ذلك قامت المملكة بتأسيس عددٍ من الهيئات والمجامع والمؤسسات المعنية بشؤون المسلمين، ودعم قضاياهم وحل أزماتهم.

وأكَّد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أنَّ احتضان المملكة لهذه المؤسسات ودعمها ومؤازرتها لَخيرُ دليلٍ على عناية قيادتها المتواصلة بالمسلمين، مُشيراً إلى أنَّ هذه العناية تجلَّت في مجالات كثيرة ومتنوعة، قامت خلالَها المملكة بتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي، لتعزيز الأمة المسلمة وتقويتها، وتجاوُز ما تواجهه من تحديات وأزمات، وحمايتها من كل خطرٍ يُهدِّدُ كيانها».

ثم تحدَّث المفتي، عن رابطة العالم الإسلامي بوصفها من الجهات الرائدة التي تحتضنها المملكة وترعاها؛ مؤكِّداً أنَّ المجلسَ الأعلى للرابطة يسعى لتحقيق عددٍ من الأهداف النبيلة على المستوى الإقليمي والعالمي، ومن أهمِّ تلك الأهداف: نشر الفكر الوسطي، والحماية من التطرف والغلو والإرهاب، ونشر السلام والعدل، وتحرير الإنسانية من العبودية لغير الله، وتنمية التعارف والتعاون بين الشعوب، والمشاركة في الجهود الإغاثية والرعوية والتنمويّة حول العالم، والعمل على تعميق الوَحدة بين المسلمين وجمعِ كلمتهم.

من جانبه، ثمَّن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، نائب رئيس المجلس الأعلى للرابطة، الشيخ الدكتور محمد العيسى، خلال كلمته، ما اضطلع به المجلسُ الأعلى للرابطة من جهود ميمونة تستحقُّ الإشادة والتثمين، ومن ذلك ما سبَقَ من قرارات مهمة، من بينها تحديث نظامه الأساسي؛ لينسجِمَ مع كون الرابطةِ منظمةً دوليةً بحسب اتفاقية المقر بين الرابطة ودولة مقرها المملكة العربية السعودية.

وأكَّد العيسى أنه غيرُ خافٍ أنَّ الرابطة تُعدّ حسنةً من حسنات المملكة أهدتْها للعالم الإسلامي؛ لتنطلق الرابطة من مهد الرسالة بمكة المكرمة في رحاب المملكة العربية السعودية للعالَمين».

وأشار الدكتور العيسى إلى أنَّه في سياق السعي الحثيث من الرابطة نحو مهامِّها، وذلك من تأسيسها حتى اليوم، اضطلعتْ بمسؤوليتها بحسب رسالتها الإسلامية التي تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتُبيِّنُ للعالمين حقيقةَ دينِنَا الحنيف، وذلك في مواجهة الجهل والإغراض»، مُشدِّداً على أنَّ الرابطة «اتخذتْ منهجاً وسَطاً في شأنها كلِّه؛ إنْ في الدعوة أو الحوار أو المناظرة، وحقَّقَت في هذا مكاسبَ عظيمةً شرقاً وغرباً».

وأضاف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: «لدينا نماذجُ متعددةٌ من جهلةٍ بالأمس، ومنهم من كان حادّاً في مواقفه، أصبحوا اليومَ إمَّا على استيعابٍ مُجرَّدٍ لحقيقة الإسلام، أو على قناعةٍ به، وفي الأول سلامةٌ من أذاه، وفي الثاني مكسَبٌ للإسلام والمهتدي إليه بالدخول فيه»، مبيِّناً أنَّ قاعدةَ الرابطة في هذا قولُ الحق سبحانه: ((ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بالَّتِي هِيَ أَحْسَن))، وقوله تعالى: ((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)).

من جانبه، أكَّدَ رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، أنَّ اجتماعَ المجلس الأعلى للرابطة عكس تطلعات الأمة، ليسودَ السَّلام والوئام كلَّ أرجاء المعمورة، ويستلهمَ المسلمون مبادئَ دينهم الحنيف الذي يدعو إلى وَحدة الصف ولمِّ الشمل والاستمساك بالعروة الوثقى؛ مشدِّداً على ضرورة تعزيز الحوار بين الأديان السماوية والحضارات والثقافات، بما يخدم رسالة الدين الإسلامي الحنيف السمح.

وثمَّن السديسُ جهودَ السعودية، وقيادتها، في خدمة الإسلام والمسلمين والشعوب الإسلامية والإنسانية؛ حيث لم تألُ جهداً في مناصرة قضايا العالم الإسلامي في كل المحافل الدولية العالمية، ودعم البرامج التوعوية، ونشر منهج الوسطية والاعتدال.

الرابطة اتخذت منهجاً وسطاً في شأنها كلِّه وحقَّقَت في هذا مكاسبَ عظيمةً شرقاً وغرباً (الشرق الأوسط)

بدوره، أشاد وزير الأوقاف، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، الدكتور محمد مختار جمعة مبروك، خلال كلمته، بِدَوْرِ رابطة العالم الإسلامي وأمينها العام، وجهودِها الرامية إلى إحلال السَّلام العالمي والإنساني.

وخلال كلمته، قدَّم وزير الشؤون الدينية في الجمهورية التركية، الشيخ الدكتور علي أرباش الشكرَ للسعودية وقيادتِها؛ لاحتضانهم الاجتماع، ولخدمتهم للإسلام والمسلمين.

وأثنى أرباش على جهود الرابطة وقيادتها وترشيحها له ليكون عُضواً في المجلس الأعلى؛ مؤكِّداً استعدادَ رئاسة الشؤون الدينية التركية للمساهمة مع الرابطة لتحقيق الأهداف المرجُوَّة، مشدِّداً على أهميَّة العمل في سبيل توثيق عُرى الأواصِر بينَ المسلمين لتوحيد كلمتهم وصفوفهم؛ لافتاً إلى ضرورة ترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطيَّة، ونشر ثقافة الحوار والتسامح، والاهتمام بالأقلِّيَّات المسلمة والعمل على حل مشكلاتها.

يُذكر أنَّ المجلسَ الأعلى هو السُّلْطَةُ العُليا في الرابطة التي تعتمد كافة الخطط التي تتبنَّاها الأمانة العامة للرابطة، ويتكوَّن من (65) عضواً؛ من الشخصيات الإسلامية المرموقة، يمثِّلون الشعوبَ والأقلياتِ المسلمةَ، ويُعيَّنُون بقرارٍ من المجلس، ويَجتمع دَوْرِيّاً لاتخـاذ القرارات فيمــا يـُعرَض عـليه مـن البحـوث والقضايـا.


السعودية تبدأ تنفيذ اتفاقيات المرحلة الثانية من «حماية ضحايا الاتجار بالأشخاص»

أبو اثنين (يمين) والتويجري يحاورهما رئيس تحرير «إندبندنت عربية» عضوان الأحمري في ندوة مكافحة الاتجار بالأشخاص (واس)
أبو اثنين (يمين) والتويجري يحاورهما رئيس تحرير «إندبندنت عربية» عضوان الأحمري في ندوة مكافحة الاتجار بالأشخاص (واس)
TT

السعودية تبدأ تنفيذ اتفاقيات المرحلة الثانية من «حماية ضحايا الاتجار بالأشخاص»

أبو اثنين (يمين) والتويجري يحاورهما رئيس تحرير «إندبندنت عربية» عضوان الأحمري في ندوة مكافحة الاتجار بالأشخاص (واس)
أبو اثنين (يمين) والتويجري يحاورهما رئيس تحرير «إندبندنت عربية» عضوان الأحمري في ندوة مكافحة الاتجار بالأشخاص (واس)

بدأت المملكة العربية السعودية تنفيذ اتفاقيات المرحلة الثانية من مشروع تعزيز جهود السعودية في مجال حماية ضحايا الاتجار بالأشخاص، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة، والمنظمة الدولية للهجرة، وذلك في إطار مذكرتَي تفاهم أبرمتهما السعودية مع المنظمتين.

هذا ما أعلنته رئيسة هيئة حقوق الإنسان ورئيس لجنة مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، الدكتورة هلا التويجري، خلال ندوة نظّمتها الهيئة في الرياض، الأربعاء، تحت عنوان «تعزيز التعاون في مجال مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص»، بمشاركة متحدثين ومختصين على المستويين المحلي والدولي لمناقشة التحديات وبحث أفضل الممارسات العالمية لمكافحة هذه الجرائم.

وتأتي الندوة في إطار الجهود السعودية لبحث أفضل السبل الرامية إلى مكافحة هذه الجرائم والوقاية منها بحضور ممثلين من الجهات الحكومية، وهي: وزارة الداخلية، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والنيابة العامة، وهيئة حقوق الإنسان، ولجنة مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، وعدد من المنظمات الدولية، منها «يونيسيف» من خلال مكتبها في دول الخليج، ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في السعودية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمنظمة الدولية للهجرة.

التويجري متحدثة في ندوة مكافحة جرائم الاتجار بالبشر (واس)

واستعرضت الندوة الأُطر الوطنية والدولية التشريعية والمؤسسية الرامية إلى مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، والصكوك والمواثيق الإقليمية والدولية التي تشكل إطاراً معيارياً لمكافحتها، وتعزيز الوعي بالأنماط السائدة لهذه الجرائم وتطوراتها الحديثة والسُبل المُثلى للحماية والوقاية منها، والاستفادة من أفضل الممارسات والتجارب العالمية في مكافحتها.

وسائل مبتكرة

وأكد المتحدثون على أهمية تعزيز التعاون في مكافحة الاتجار بالأشخاص، والبحث عن وسائل وأدوات مبتكرة تخرج عن السياق التقليدي لمكافحة هذه الجرائم، وتبني مؤشرات أكثر دقة للاتجار بالأشخاص، تمكّن من الوصول إلى الضحايا، والمعالجة المبكرة والمناسبة من حيث الوقت لجرائمه، بما يضمن كرامة الإنسان وصونها من جميع أشكال الاستغلال.

وأشار المتحدثون في الندوة إلى أن الاتجار بالأشخاص يُعدّ من الجرائم العابرة للحدود التي تنتهك حقوق الإنسان، وتسلب حريته، وتهدر كرامته، وأنه من الضرورة تبني سياسات وتدابير تعزز المكافحة وتدمج النهج القائم على حقوق الإنسان في ذلك، من خلال المساواة وعدم التمييز، وإيلاء الضحايا والضحايا المتحملين القدر اللازم من العناية، وحمايتهم وتمكينهم وإدماجهم في المجتمع، والوقوف على الأسباب المؤدية إلى هذه الجرائم، وتحديد الثغرات التي تمكّن مرتكبيها من الإفلات من العقاب، ومن ثم حرمان الضحايا من العدالة.

التويجري: دعم شامل

وأوضحت التويجري، في كلمتها خلال الندوة، أن من أفضل الممارسات العالمية لمواجهة هذه الجرائم تعزيز التشريعات وتطبيقها بشكل فعّال، وتوفير العدالة والرعاية والدعم الشامل للضحايا، وتوعية وتثقيف المجتمع بمخاطرها وآثارها، وتشجيع الإبلاغ عن حالات الاتجار، وتطوير برامج تدريبية لتحسين الكشف عن حالات الاتجار ومعالجتها، وتعزيز التعاون الدولي والوطني بين جميع الجهات ذات الصلة بمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص.

وأكدت التويجري أن هيئة حقوق الإنسان تنفذ حالياً اتفاقيات المرحلة الثانية من مشروع تعزيز جهود السعودية في مجال حماية ضحايا الاتجار بالأشخاص، مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمنظمة الدولية للهجرة، في إطار مذكرتَي التفاهم اللتين أبرمتهما السعودية مع المنظمتين؛ لتوحيد جهود الاستجابة لمكافحة هذه الجرائم من خلال نهج شامل. وشددت على أن الأزمات والنزاعات التي يشهدها العالم وفّرت بيئة خصبة للاتجار واستغلال الضحايا؛ مما يستدعي مضاعفة الجهود الدولية لمكافحة هذه الجريمة، لذلك أقيمت الندوة لنتبادل التجارب، وزيادة مستوى التنسيق بهدف التصدي لهذه الجريمة ومنع حدوثها والحد من آثارها على الضحايا وحمايتهم.

مشاركة دولية واسعة في مناقشة مواضيع ندوة حقوق الإنسان (واس)

وبيّن نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، الدكتور عبد الله أبو اثنين، خلال الجلسة أن الوزارة عملت من منطلق مسؤوليتها في سوق العمل، على تنفيذ وتفعيل الخطة الوطنية لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص التي ترتكز على أربعة محاور رئيسية، هي: الوقاية، والحماية والمساعدة، والملاحقة والقضائية، والتعاون الوطني والإقليمي والدولي، بالإضافة إلى سنّ التشريعات والسياسات المتعلقة بالحقوق التعاقدية للعاملين في سوق العمل السعودية، وحمايتهم من الممارسات غير النظامية سواء الاتجار بالأشخاص أو العمل الجبري أو غيرها من الممارسات السلبية والجرائم العمالية.

وأوضح أن الوزارة أطلقت عدداً من البرامج التي تستهدف الحد من جرائم الاتجار بالأشخاص، ومنها مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية؛ بهدف تفعيل المرجعية التعاقدية في العلاقات العمالية، وبرنامج توثيق العقود الذي وثّق منذ إطلاقه أكثر من 7 ملايين عقد، وبرنامج الأجور الذي يلزم المنشآت بدفع أجور العاملين، وكذلك برنامج «ودي» لتسوية الخلافات العمالية، حيث وصلت نسبة الصلح في الخلافات العمالية إلى 77 في المائة.

يجدر بالذكر، أن السعودية شهدت في الأعوام الأخيرة نقلة نوعية في حماية وتعزيز حقوق الإنسان، شملت تطوير الإطارين التشريعي والمؤسسي، ورسمت خريطة طريق جديدة لهذا الملف بالبلاد في مجالات حقوق المرأة، وكبار السن، والطفل، والأشخاص ذوي الإعاقة، وفي مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص.