رئيسا «النواب» و«الدولة» يرفضان إدارة «الوحدة» للانتخابات الليبية

أزمة مزدوجي الجنسية تشعل الخلافات السياسية

اجتماع المنفي بوفد الأحزاب في طرابلس (المجلس الرئاسي)
اجتماع المنفي بوفد الأحزاب في طرابلس (المجلس الرئاسي)
TT

رئيسا «النواب» و«الدولة» يرفضان إدارة «الوحدة» للانتخابات الليبية

اجتماع المنفي بوفد الأحزاب في طرابلس (المجلس الرئاسي)
اجتماع المنفي بوفد الأحزاب في طرابلس (المجلس الرئاسي)

أجمع رئيسا مجلسي «النواب» و«الدولة» في ليبيا، على «رفض إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة في ظل حكومة (الوحدة) المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة»، الذي زار تركيا لتقديم واجب العزاء في ضحايا الزلزال.
وجاءت هذه التطورات، في حين استغل محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، لقاءه (الأحد) مع أعضاء شبكة تواصل الأحزاب، للتأكيد على «ضرورة أن تكون القاعدة الدستورية للانتخابات (عادلة) للجميع وغير مفصلة لإقصاء أشخاص أو تمكين آخرين».
وناقش الاجتماع رؤية المجلس بشأن «ضرورة وجود حل لحالة الجمود السياسي للوصول بشكل مباشر إلى الانتخابات». ونقل عن وفد الأحزاب تأكيده «ضرورة وجود مواعيد محددة للانتخابات، وأن يكون هناك بدائل أخرى في حال استمر التأخير في استصدار القاعدة الدستورية».
في المقابل، قرر مجلس الدولة تعليق جلسة عقدها (الأحد) بالعاصمة طرابلس، لمناقشة التعديل الدستوري الـ13 المُحال إليه من مجلس النواب، إلى (الاثنين)، في حين كشف أعضاء شاركوا في الجلسة عن «انقسام حاد بيان أعضاء المجلس حول بعض بنود التعديل»، الذي يفترض أن يتم التصويت عليه لاحقاً.
بدوره، اعتبر خالد المشري، رئيس مجلس الدولة في ليبيا، أن «الدبيبة آخر شخص في ليبيا يفكّر في إجراء الانتخابات، وأن وجوده على رأس الحكومة، أكبر عامل لعدم نجاح العملية الانتخابية»، على حد قوله. وأضاف في تصريحات تلفزيونية (مساء السبت)، أن «الدبيبة لا يتمتع بإدارة كافية للحكومة»، كاشفاً النقاب عن أن الخلافات العالقة بين الأفرقاء الليبيين تتمحور حول «ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية للانتخابات الرئاسية»، لافتاً إلى أن «القوانين الليبية تمنع ترشح شاغلي المناصب المهمة في الدولة، سواء أكان عسكرياً أم غير ذلك، ما لم يستقل من منصبه قبيل ترشحه بمدة كافية تقدر بين 4 و6 أشهر».
وقال المشري إن «مجلس النواب يؤيد ترشح مزدوجي الجنسية، وهو ما يرفضه مجلس الدولة»، موضحاً أنه «لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذه النقطة»، في حين حمّل عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب في ليبيا، «حكومة الدبيبة مسؤولية تعطيل إجراء الانتخابات»، مؤكداً «رفضه لإدارة الدبيبة العملية الانتخابية».
ورغم تأكيده على أن «التوتر الأمني في العاصمة طرابلس يعوق إجراء انتخابات حرة ونزيهة»، اعتبر صالح أن «الانتخابات هي الحل الوحيد لإنهاء الأزمات في ليبيا»، لافتاً إلى ما وصفه بـ«تدخلات خارجية تقف وراء الخلافات السياسية». وقال إن «الوثيقة الدستورية يجب أن تخضع لاستفتاء شعبي قبل اعتمادها»، موضحاً أن «مجلس النواب هو البرلمان صاحب القرار، في حين مهمة مجلس الدولة استشارية فقط».
وأقر بأن أزمة مزدوجي الجنسية أشعلت خلافات سياسية. وأضاف: «أولينا في التعديلات الدستورية الأولية صلاحيات مطلقة للرئيس».
من جهة أخرى، نقل عبد الله اللافي، نائب رئيس المجلس الرئاسي، عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال لقائهما (مساء السبت) على هامش قمة الاتحاد الأفريقي «36» بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، تطلعه لقيام المجلس بدوره في عملية سياسية شاملة تقوم على الملكية الوطنية، وتفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.
كما أعلن اللافي أنه اتفق مع رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، الذي التقاه (الأحد) على هامش قمة الاتحاد الأفريقي، على «تفعيل اللجنة المشتركة الليبية - الإثيوبية، وسبل عودة السفارة الإثيوبية للعمل في طرابلس».
إلى ذلك، قدم الدبيبة برفقة محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، التعازي للرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال لقائهما به (مساء السبت) بمدينة إسطنبول. وأكدا تضامن الشعب الليبي مع إخوتهم في تركيا جراء حادثة الزلزال.
ونقل الدبيبة عن إردوغان إعرابه عن تقديره للشعب الليبي وحكومة «الوحدة»، لوقوفهم مع تركيا في هذه المحنة، مشيداً بجهود فرق الإغاثة والدعم والطوارئ الليبية التي تشارك الفرق التركية في أعمال الإغاثة الإنسانية المختلفة، مؤكداً «عمق العلاقات الليبية - التركية والمواقف المشتركة والصلبة بين البلدين».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

تونس: سجن وزير سابق 3 سنوات بـ«تهم فساد»

وزير البيئة الأسبق رياض المؤخر (الشرق الأوسط)
وزير البيئة الأسبق رياض المؤخر (الشرق الأوسط)
TT

تونس: سجن وزير سابق 3 سنوات بـ«تهم فساد»

وزير البيئة الأسبق رياض المؤخر (الشرق الأوسط)
وزير البيئة الأسبق رياض المؤخر (الشرق الأوسط)

قضت الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي بالمحكمة الابتدائية في تونس العاصمة، الجمعة، بالسجن لمدة ثلاثة أعوام في حق وزير البيئة الأسبق، رياض المؤخر، بحسب ما تداولته صحف محلية ووكالة أنباء تونس الرسمية.

ويتعلق ملف القضية بإحدى الصفقات العمومية، التي أبرمتها وزارة البيئة للتزود بسيارات إدارية لفائدة مصالحها.

كما قضت الدائرة المتعهدة بالسجن لمدة عامين اثنين في حق إطار من الحماية المدنية ملحق بوزارة البيئة.

في سياق ذلك، قضت الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي بالمحكمة الابتدائية بتونس، الخميس، بالسجن مدة أربعة أعوام في حق مسؤول أمني، وثلاثة أعوام سجناً في حق أربعة أمنيين آخرين؛ وذلك من أجل تهم «تتعلق بتكوين جماعة بغاية الاعتداء على الأملاك، واستغلال موظف عمومي لصفته، من أجل استخلاص فائدة لا وجه لها لنفسه أو لغيره، والإضرار بالإدارة، ومخالفة التراتيب المنطبقة على تلك العمليات لتحقيق الفائدة، وإلحاق الضرر المشار إليهما، والتدليس واستخدامه فيما هو مضر بمصالح الغير، واستخدام ما حصل عليه من أختام تابعة للسلط العمومية، والارتشاء من موظف عمومي».

وتفيد أوراق الملف بأن أعمال رقابة كشفت عن تورط خمسة مسؤولين أمنيين بإحدى الإدارات المركزية في الاستيلاء على أمول خاصة، بمنح وظائف ليلية للأعوان الناشطين في تلك الإدارة، وتحويلها إلى حساباتهم الشخصية.

وكان القطب القضائي المالي قد تعهد بالملف، وقرر إيداع الأمنيين الخمسة السجن، وإحالتهم على أنظار الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي، التي قررت إبقاءهم بحالة سراح، قبل أن تصدِر في ساعة متأخرة من ليلة الخميس أحكامها بسجنهم بين ثلاثة وأربعة أعوام.