أسرى فلسطينيون يعتصمون في ساحات السجون احتجاجاً على إجراءات التضييق

وسط عشرات من مظاهرات التضامن في القدس والضفة الغربية

فلسطينيون يصلون خارج مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة تضامناً مع الأسرى أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يصلون خارج مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة تضامناً مع الأسرى أمس (أ.ف.ب)
TT
20

أسرى فلسطينيون يعتصمون في ساحات السجون احتجاجاً على إجراءات التضييق

فلسطينيون يصلون خارج مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة تضامناً مع الأسرى أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يصلون خارج مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة تضامناً مع الأسرى أمس (أ.ف.ب)

في اليوم الرابع من خطوات العصيان الجماعي، الجمعة، أقام آلاف الأسرى الفلسطينيين اعتصامات في باحات السجون الإسرائيلية؛ احتجاجاً على إجراءات التضييق عليهم، التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية، بطلب من وزير الأمن القومي أيتمار بن غفير، للتضييق عليهم. وتَرافق الاعتصام مع وقفات ومظاهرات جماهيرية نُفّذت في مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية، انتهى عدد منها باعتداء من قوات الجيش الإسرائيلي.
كانت لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة قد بدأت عملية تمرد وعصيان تدريجية، بلغت حدّ الاعتصام في ساحات السجون بعد صلاة الجمعة، وإعلان مضاعفة حالة الاستنفار والتعبئة في جميع السجون، في ضوء التطورات الخطيرة وإعلان إدارة السجون توسيع دائرة تهديداتها، والاعتداء على الأسرى في سجن «جلبوع».
وأكدت اللجنة أن جميع الحوارات التي جرت بين الأسرى وإدارة السجون، على مدار الأيام الماضية، لم تُفض إلى أي نتائج، إذ تبيَّن أن مصلحة السجون تهدف إلى استطلاع مواقف الأسرى فقط. وحذّرت مؤسسات الأسرى من ارتكاب قوات القمع التابعة لإدارة السجون أي اعتداء على الأسرى المعتصمين.
وقالت إن ما تعرَّض له الأسرى، خلال اليومين الماضيين، من عمليات ضغط، يهدف لإجبارهم على القبول بالواقع الجديد الذي تسعى إرادة السجون لفرضه. وأكدت الحركة الأسيرة داخل السجون أنها «ماضية بخطواتها الاحتجاجية ضد إجراءات المتطرف الفاشي (بن غفير)، ولن ترهبها أو تخيفها العقوبات». وأوضحت أن «استمرار إدارة سجون الاحتلال في خوض مغامرة غير محسوبة النتائج، سيكون له أثمان كبيرة، وإنجازات الأسرى التي يسعى بن غفير لمصادرتها مجبولة بدماء الأسرى الشهداء، وأطنان من اللحوم التي ذابت عن أجساد الأحياء».
وقالت: «إن المرحلة الخطيرة التي يمر بها الأسرى، والتي تستهدف كينونتهم ووجودهم تتطلب من أبناء شعبنا بكل مكوناته مزيداً من التحرك على كل المستويات لوضع قضية الأسرى في مسارها الصحيح، وتحذير العالم من المخاطر والتداعيات الخطيرة لهذا العدوان الهمجي على أسرانا الأبطال».
كانت إدارة سجون الاحتلال قد أبلغت الأسرى بفرض عقوبات جماعية بحقّهم، اعتباراً من الخميس في عدد من المعتقلات؛ رداً على خطوات «العصيان» التي نفّذوها رفضاً لإعلانها بدء تطبيق إجراءات المتطرف بن غفير. ففي سجن «ريمون»، تمثلت العقوبات الجديدة بإغلاق «الكانتينا»، وتكبيل يديْ كل أسير عند خروجه من القسم، حتى إن خرج إلى عيادة السجن، كما أعلنت حرمان الأسرى من الخروج لأداء الرياضة الصباحية، وأكدت أن هذه العقوبات ستبقى قائمة ما دام الأسرى مستمرين بخطواتهم.
ونُفّذت هذه الإجراءات في سجن «نفحة»، لتضاف إلى الإجراءات التي نفّذتها إدارة السجون، خلال الأيام الماضي،ة وتمثلت بوضع أقفال على الحمامات الخاصة بالاستحمام وقطع المياه الساخنة. وفي سجن «عوفر» وسجن «جلبوع»، سحبت الإدارة بلاطات التسخين، وبعض الأدوات الأساسية الأخرى.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير أن خطوات «العصيان» ستكون مفتوحة حتّى التاريخ المحدد لخطوة الإضراب عن الطعام المقرَّرة في الأول من رمضان المقبل. وقالت إن «هذه الخطوات ستكون مرهونة بموقف إدارة سجون الاحتلال، والتطورات التي يمكن أن تحدث خلال الفترة المقبلة، وستبقى لجنة الطوارئ في حالة انعقاد دائم».
وتتمثل خطوات العصيان الأولية التي أقرّتها لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة، والتي بدأ بتنفيذها معتقلو سجن «نفحة»، الثلاثاء الماضي، بإغلاق الأقسام وعرقلة ما يسمى «الفحص الأمني»، وارتداء اللباس البُني الذي تفرضه إدارة السجون، كرسالة لتصاعد المواجهة، واستعداد الأسرى لذلك. وفي يوم الخميس بدأت القوات الإسرائيلية حملة مداهمات لبيوت الأسرى قامت خلالها بمصادرة أي مبلغ من المال وأي مجوهرات، كما صادرت الحسابات البنكية.
ويبلغ عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية نحو 4780، منهم 160 طفلاً، و29 أسيرة، و914 معتقلاً إدارياً، وهم يتعرضون لعمليات تنكيل شديدة في السنوات الأخيرة، ومع ذلك فإن بن غفير وغيره من وزراء اليمين المتطرف يعتبرون السجون «مَصيفاً للاستجمام»، وقرروا سلسلة من الإجراءات التي تضرب حقوقهم. ومع أن مصلحة السجون أعربت عن اعتراضها على هذه الإجراءات، وأكدت أن ظروف المعيشة في السجون سيئة وليس فيها أي ترفيه، وحذرت من أن الإساءة فيها أكثر ستؤدي إلى توتر، وربما تتسبب في تهديد حياة السجّانين، إلا أن الحكومة أصرّت على موقفها.
ويلقى الأسرى الفلسطينيون تعاطفاً واسعاً في الشارع الفلسطيني. ومنذ إعلان الاعتصام، تشهد الضفة الغربية والقدس نشاطات تضامن يومية، وقد تعرَّض عشرات المتظاهرين، الجمعة، إلى الاعتداء والإصابة بجروح.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

روسيا تقول إنها تنسق مع أميركا بشأن سوريا

0 seconds of 2 minutes, 52 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
02:52
02:52
 
TT
20

روسيا تقول إنها تنسق مع أميركا بشأن سوريا

السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (رويترز)
السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (رويترز)

نقلت وكالة «تاس» للأنباء، اليوم الاثنين، عن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قوله إن روسيا تنسق مع الولايات المتحدة بشأن أعمال عنف في سوريا.

ووقعت اشتباكات في سوريا في الأيام القليلة الماضية بين قوات الحكومة الجديدة وموالين للرئيس المخلوع بشار الأسد، وقدّر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن تلك الاشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من ألف في منطقة ساحلية كانت معقلاً للأسد.

وقدمت موسكو دعماً قوياً للأسد الذي فر إلى موسكو في ديسمبر (كانون الأول) بعد الإطاحة به. ولدى روسيا منشأتان عسكريتان في المناطق التي وردت أنباء عن اندلاع قتال فيها في الآونة الأخيرة.

ورداً على أسئلة من صحافيين قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي عما إذا كانت موسكو تتعاون مع واشنطن بشأن سوريا، نقلت وكالة «تاس» عن نيبينزيا قوله: «نعم».

ووصف الكرملين الوضع في سوريا بأنه مثير للقلق، وحث على إنهاء إراقة الدماء.