قال «جيه بي مورغان»، يوم الخميس، إن الأضرار المباشرة التي لحقت بالمنشآت في تركيا بسبب الزلزال المدمر الذي وقع في السادس من فبراير (شباط) الحالي قد تصل إلى 2.5 في المائة من نمو الناتج المحلي أو 25 مليار دولار.
وارتفع إجمالي عدد قتلى الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا إلى أكثر من 41 ألفاً، ويحتاج الملايين إلى مساعدات إنسانية؛ إذ أصبح العديد من الناجين بلا مأوى في درجات حرارة تقترب من الصفر في الشتاء.
ومن جانبه، قال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، في تقرير منشور يوم الخميس، إن التداعيات الاقتصادية المحتملة للزلزال القوي الذي ضرب تركيا قد تسفر عن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة واحد في المائة هذا العام. وأضاف البنك، أن هذا «تقدير منطقي» بسبب الدفعة المتوقعة من جهود إعادة الإعمار في وقت لاحق من العام والذي سيعوض التأثير السلبي على البنية التحتية وسلاسل الإمداد.
وقالت بياتا يفورتشيك، كبيرة الخبراء الاقتصاديين بالبنك، لـ«رويترز»: «أثّر الزلزال إلى حد كبير على مناطق زراعية ومناطق تضم صناعات تحويلية خفيفة؛ لذلك فإن تداعياته على القطاعات الأخرى محدودة».
وجرى تعديل توقعات النمو في تركيا، أكبر متلقٍ للتمويل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بالانخفاض إلى ثلاثة في المائة من 3.5 في المائة في 2023 من دون حساب تأثير الزلزال في هذه التقديرات. وسجلت الليرة التركية انخفاضاً قياسياً جديداً يوم الأربعاء.
وقال الخبير الاقتصادي فاتح أكجليك في مذكرة للعملاء «أدى الزلزال في تركيا إلى خسارة مأساوية في الأرواح وله تداعيات اقتصادية كبرى». وقال بنك «جيه بي مورغان»، إنه يتوقع أيضاً أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس أخرى في اجتماعه الأسبوع المقبل إلى ثمانية في المائة.
وقال أكجليك «أشارت القيادة السياسية إلى مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة حتى قبل الزلزال... نحن لا نستبعد المزيد من الخفض في أسعار الفائدة قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في 18 يونيو (حزيران) المقبل».
من جهة أخرى، قال مصدر مطلع بالبنك المركزي التركي، إن تبرعات البنك البالغة 30 مليار ليرة (1.6 مليار دولار) للمناطق المتضررة من الزلزال ستُدفع من أرباح البنك العام الماضي.
وأطلقت تركيا حملة تبرعات لضحايا الزلزال وجمعت في بث مباشر مساء الأربعاء أكثر من 115 مليار ليرة (ستة مليارات دولار) من الأفراد والشركات.
ويحول البنك المركزي أرباحه عن العام السابق إلى الخزانة العامة في شهر أبريل (نيسان) من كل عام. ولم يعلن البنك بعد عن أرباحه السنوية، لكن اقتصاديين حسبوا من بيانات أولية أن البنك حقق أرباحاً العام الماضي تتراوح بين 40 و50 مليار ليرة.
وقامت 213 محطة تلفزيونية و562 إذاعة داخل وخارج تركيا، مساء الأربعاء، ببث حملة مشتركة شارك فيها مشاهير أتراك في تقديم الحملة على الهواء مباشرة. ولاقت الحملة، التي بثتها قنوات وإذاعات في تركيا وأذربيجان وقبرص التركية، دعماً واسعاً من رجال أعمال وشركات وساسة ورياضيين وممثلين.
وفي اتصال هاتفي، أعلن رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما، دعم الحملة بمليون يورو، معرباً عن خالص تعازيه لتركيا حكومة وشعباً. وأضاف «مستعدون لتسخير ما لدينا من إمكانيات لدعم الشعب التركي، وأعلن نيابة عن الشعب الألباني، التبرع بمليون يورو لمتضرري الزلزال».
وفي مداخلة هاتفية أثناء انطلاق الحملة، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده تهدف إلى تشييد مبانٍ جديدة وآمنة خلال عام واحد، في موقع كل مبنى تهدم في الزلزال المزدوج. وأضاف «اعتباراً من بداية مارس (آذار) المقبل، سنضع حجر الأساس لـ30 ألف وحدة سكنية، وبذلك سنكون قد بدأنا إعادة إعمار المناطق المهدمة».
زلزال تركيا يكبّدها 25 مليار دولار
توقعات بانخفاض الناتج المحلي 1%
زلزال تركيا يكبّدها 25 مليار دولار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة