الأسهم الصينية تهوي بأكثر من 8 % لتسجل أكبر خسارة لها في 8 سنوات

ألقت بظلالها على الأسواق العالمية وجددت المخاوف بشأن ثاني أكبر اقتصاد

انخفض مؤشر سي إس آي 300 لأسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن 6ر8 في المائة
انخفض مؤشر سي إس آي 300 لأسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن 6ر8 في المائة
TT

الأسهم الصينية تهوي بأكثر من 8 % لتسجل أكبر خسارة لها في 8 سنوات

انخفض مؤشر سي إس آي 300 لأسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن 6ر8 في المائة
انخفض مؤشر سي إس آي 300 لأسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن 6ر8 في المائة

هوت الأسهم الصينية أكثر من ثمانية في المائة، أمس (الاثنين)، وسط تجدد المخاوف بشأن آفاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ليعود شبح الانهيار الشامل للسوق الذي دفع الحكومة إلى تدخل غير مسبوق هذا الشهر.
وتكبدت المؤشرات الرئيسية أكبر خسارة ليوم واحد منذ عام 2007 منهية فترة من الهدوء النسبي في أسواق الأسهم الصينية منذ أطلقت بكين دفعة من إجراءات الدعم لكبح الانخفاض الذي بدأ منتصف يونيو (حزيران).
وانخفض مؤشر سي إس آي 300 لأسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن 6ر8 في المائة إلى 73ر3818 نقطة، في حين فقد مؤشر شنغهاي المجمع 5ر8 في المائة ليسجل 56ر3725 نقطة. وفي حين جاءت التراجعات إثر بيانات ضعيفة، صدرت، أمس، عن أرباح الشركات الصناعية الصينية ومسح مخيب للآمال للقطاع الصناعي يوم الجمعة، فلا يوجد ما يفسر المدى الواسع لعمليات البيع. وبحسب «رويترز»، قال بعض المحللين إن المخاوف من أن الصين قد تحجم عن إجراء مزيد من التيسير النقدي، ساهم في إضعاف معنويات المستثمرين.
وقال يانغ هاي، المحلل في كايوان للأوراق المالية: «الانتعاش الأخير كان قويًا وسريعًا؛ ولذا هناك حاجة إلى تصحيح فني».
من جهتها، تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوى لها في أسبوعين، أمس، مواصلة خسائرها لخامس جلسة على التوالي؛ إذ ألقت المخاوف بشأن آفاق نمو الاقتصاد الصيني بظلال قاتمة على بعض النتائج الفصلية التي فاقت توقعات المحللين.
وهبط مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية 1ر2 في المائة إلى 28ر1530 نقطة بعد أن هبط في وقت سابق إلى 42ر1529 نقطة أدنى مستوى له في أسبوعين. وكان المؤشر هبط أكثر من خمسة في المائة في أسبوع لكنه مرتفع 12 في المائة عن مستواه في بداية العام.
وفي أنحاء أوروبا انخفضت مؤشرات الأسهم في لندن وباريس وفرانكفورت أيضًا ما بين 9ر0 في المائة و1ر2 في المائة.
وهبطت سهم بنك «يو بي إس» واحدًا في المائة، رغم إعلان البنك أرباحًا فاقت التوقعات، كما انخفض سهم فاليو لمكونات السيارات أيضًا أربعة في المائة رغم رفع الشركة توقعاتها للأرباح.
من جهته، تراجع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية إلى أقل مستوى في أسبوعين، أمس، بفعل المخاوف من تباطؤ النمو العالمي إثر انخفاضات في الأسواق الأميركية والصينية وأسعار السلع الأولية. وتأثرت الثقة سلبًا بسبب اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الذي يبدأ اليوم (الثلاثاء)، وقد يأخذ خطوة جديدة صوب رفع أسعار الفائدة الأميركية. ونزل نيكي واحدًا في المائة إلى 10ر20350 نقطة مسجلاً أدنى مستوى إغلاق له منذ 13 يوليو (تموز). وقال نوريهيرو فوجيتو، المحلل الاستثماري في ميتسوبيشي يو إف جيه مورجان ستانلي للأوراق المالية: «كانت البداية من الصين». واستهل الاقتصاد العالمي النصف الثاني من السنة بصورة مهزوزة؛ إذ أظهر مسح أولي للقطاع الخاص انكماش قطاع المصانع الصيني في يوليو بأسرع وتيرة في 15 شهرًا. وحل الضعف بقطاع الصناعات التحويلية بمنطقة اليورو بشكل أكبر من المتوقع لكن النشاط الأميركي تسارع.
وأظهرت البيانات الرسمية اليوم تراجع أرباح الشركات الصناعية الصينية 3ر0 في المائة في يونيو عنها قبل عام، وذلك بعد ارتفاعها 6ر0 في المائة في مايو (أيار). وقال فوجيتو: «التباطؤ الصيني قد يقلص الطلب بالنسبة للمصدرين اليابانيين في المستقبل؛ ولذا علينا أن نتوخى الحذر». ونزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا 1ر1 في المائة إلى 90ر1637 نقطة، في حين انخفض مؤشر جيه بي إكس - نيكي 400 بنسبة واحد في المائة إلى 66ر14783 نقطة.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).