كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون درامر، نقل رسالة باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الإدارة الأميركية، قبيل اجتماع «الكابنيت» (المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في الحكومة الإسرائيلية)، واتخاذه القرار حول «تشريع تسع بؤر استيطانية» وبناء 10 آلاف وحدة سكنية في المستوطنات، وأبلغها أن الحكومة لن تقدم على قرارات استيطانية أخرى «إلا إذا تم قتل إسرائيليين». وقال إن الحكومة ستبني مستوطنة مقابل كل يهودي يقتل بأيدي فلسطينيين.
وقالت هذه المصادر إن نتنياهو اتفق مع وزير المالية بتسلئيل سموترتش، الذي يشغل منصب وزير إضافي في وزارة الدفاع أيضاً، على تحويل 77 بؤرة استيطان عشوائية إلى مستوطنات رسمية. ولكنه خلال الحوار مع واشنطن، أنزل عددها إلى 14 بؤرة، ورفض الأميركيون فأنزل الرقم إلى 9، مع التأكيد على أن العدد سيزيد مع مقتل كل إسرائيلي.
وبحسب «القناة 13» للتلفزيون الإسرائيلي، فإن الأميركيين «أصروا على خفض عدد البؤر الاستيطانية، وعلى أن تكون البؤر التي تحظى بالشرعية مقامة منذ سنوات كثيرة وقائمة قرب مستوطنات موجودة وليس في مناطق منعزلة».
وبناء على ذلك، أبلغت واشنطن مبعوث نتنياهو أنها ستواصل التعبير عن رفضها العلني لإقامة المستوطنات، ولكنها لن تستخدم حق الفيتو الذي تتمتع به في مجلس الأمن الدولي في حال طرح الموضوع. وفي هذا الإطار، ولمساعدة الولايات المتحدة على استخدام الفيتو، بعث السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة غلعاد أردان برسالة إلى مجلس الأمن الدولي، طالب فيها بتضمين المداولات حول الاستيطان، العمليات الفلسطينية المسلحة ضد يهود في القدس.
على صعيد متصل، أقدم نتنياهو على خطوة أخرى في مسار التصعيد في المناطق الفلسطينية. ورغم أن مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف حذرت كبار موظفي نتنياهو من المضي قدماً في خطة لنقل صلاحيات رئيسية لوزارة الدفاع المتعلقة بالضفة الغربية إلى الوزير اليميني المتطرف سموترتش، وقالت إن بلادها ستعتبر هذا الإجراء خطوة نحو الضم، فإن نتنياهو أبلغ سموترتش أنه سيمنحه الصلاحيات الفعلية قريباً جداً.
وكان سموترتش قد هدّد نتنياهو بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا لم يتسلم تلك الصلاحيات، التي أُقرت في اتفاقيات الائتلاف الحكومي بينهما. وقال إنه يدرك أن وزير الدفاع يوآف غالانت، غير معني بتسليمه تلك الصلاحيات، ولكنه يرى أن تحقيق رغبة غالانت سيشكل أزمة ائتلافية. وأضاف: «من حق غالانت أن يرفض هذه الاتفاقيات ويستقيل ويريحنا. ولكن، ليس من حقه أن يمنع تنفيذ الاتفاقيات».
وحقق نتنياهو مطلباً آخر لسموترتش (الأربعاء)، عندما أصدر أمراً للجيش الإسرائيلي، بوقف أعمال اقتلاع أشجار في إحدى مزارع الكروم الواقعة في مستوطنة «شيلا» شمال رام الله في الضفة الغربية. وكان الجيش قد أقدم على هذه العملية بناء على قرار لمحكمة العدل العليا، باعتبار أن مزرعة الكروم أقيمت من جانب مستوطن يهودي من دون الحصول على التصاريح والتراخيص اللازمة. واقتلعت قوات من الجيش و«حرس الحدود» (صباح الأربعاء) نحو 1000 من مجموع 1100 شجرة مغروسة في الأرض التابعة إلى مستوطنة «شيلا»، وبينها أرض فلسطينية خاصة. ووقعت مواجهات بين عناصر الشرطة والمستوطنين في المكان. وقد هرع سموترتش إلى مكتب نتنياهو طالباً وقف هذا العمل، وهدد: «استمرار أعمال اقتلاع الأشجار يهدد استقرار الحكومة».
ومع أن مكتب نتنياهو أحيط مسبقاً بأعمال اقتلاع الأشجار في الكروم، من دون أن يبدي أي معارضة لذلك، حسبما ورد في موقع «واللا» الإلكتروني نقلاً عن مسؤول سياسي رفيع، فإن نتنياهو سارع إلى وقف أعمال الاقتلاع والتجريف على الرغم من معارضة أجهزة الأمن.
ووصف أحد الجنرالات تصرف نتنياهو هذا بـ«الجبن». وقال إنه «يرتعد خوفاً من سموترتش ويرضخ لإملاءاته، حتى على حساب المصالح الأمنية وحتى لو أدى تصرفه إلى المساس بالجيش أو حتى بالأصدقاء والحلفاء في الخارج، بمَن فيهم الحليف الأكبر في واشنطن».
إسرائيل «ستشرعن» بؤرة استيطانية مقابل مقتل كل يهودي
نتنياهو يعد سموترتش بمنحه صلاحيات إدارة الاستيطان قريباً جداً
إسرائيل «ستشرعن» بؤرة استيطانية مقابل مقتل كل يهودي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة