الفلسطينيون يدفعون بخطط استثمار مشترك مع ليبيا

وفد ليبي في رام الله... والسلطة للانفكاك الاقتصادي عن إسرائيل

اجتماع رئيس الوزراء محمد اشتية مع وفد رجال الأعمال الليبي الأربعاء (وفا)
اجتماع رئيس الوزراء محمد اشتية مع وفد رجال الأعمال الليبي الأربعاء (وفا)
TT

الفلسطينيون يدفعون بخطط استثمار مشترك مع ليبيا

اجتماع رئيس الوزراء محمد اشتية مع وفد رجال الأعمال الليبي الأربعاء (وفا)
اجتماع رئيس الوزراء محمد اشتية مع وفد رجال الأعمال الليبي الأربعاء (وفا)

دفع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه بفكرة تأسيس شركة مشتركة فلسطينية ليبية، من أجل أوسع استثمار مشترك مع الدولة الليبية.
وقال اشتيه أثناء لقائه وفدا من رجال الأعمال الليبيين، في رام الله، الأربعاء، إن استراتيجية حكومته تقوم على تعزيز المنتج الوطني، وتعزيز الصادرات والشراكات ما بين القطاع الخاص الفلسطيني والقطاعات الخاصة في الوطن العربي والعالم، «نحو الانفكاك عن الاحتلال الإسرائيلي والتوجه نحو العالم، وفتح أسواق في مختلف الدول».
وكان اشتيه قد استقبل في مكتبه وفدا ترأسه رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة الليبي، وعضو مجلس النواب محمد الرعيض، وهو الوفد الليبي الأول من نوعه الذي يصل رام الله منذ تأسيس السلطة الفلسطينية.
ووصل الوفد إلى الأراضي الفلسطينية في إطار تفاهمات سابقة توصل إليها الفلسطينيون والليبيون العام الماضي، بعد زيارة اشتيه إلى ليبيا، ضمن خطة أطلقتها الحكومة الفلسطينية من أجل فتح الطريق إلى الأسواق العربية بدل الإسرائيلية.
وتسعى السلطة بذلك إلى الانفكاك الاقتصادي عن إسرائيل، وهي خطة لم يتسن لها حتى الآن أن ترى النور، بسبب تحكم إسرائيل في مفاتيح كل شيء. وتقوم الخطة على استبدال سوق عربية بالسوق الإسرائيلية، استناداً إلى قرارات فلسطينية صدرت عن المجلسين الوطني والمركزي بضرورة تعديل اتفاق باريس الاقتصادي.
واتفاق باريس هو أحد ملاحق اتفاقية غزة - أريحا، وقد وقع في العام 1995، وينص على أن تجمع إسرائيل الضرائب والرسوم الجمركية المستحقة للسلطة الفلسطينية، ثم تحولها إلى السلطة، إضافةً إلى أنه يحدد غلافاً جمركياً و«كوتا» للسلع المسموح باستيرادها من الخارج، إلى جانب أمور أخرى.
وحتى الآن لم يكن هناك تبادل تجاري فلسطيني مع ليبيا، باستثناء بعض الصادرات الفلسطينية القليلة باعتبار أن إسرائيل كانت تمنع السلطة من إقامة أي اتفاق مع دول لا تقيم هي علاقات معها. وستختبر الاتفاقات الجديدة إلى أي حد يمكن للسلطة أن تمضي في خطتها.
وكان الوفد الليبي قد اتفق مع وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد عسيلي، قبل لقائه اشتيه، على وضع آليات مشتركة لتنشيط التبادل التجاري بين البلدين، وإقامة استثمارات مشتركة وتسهيل تصدير المنتجات الفلسطينية إلى السوق الليبية.
واتفق الطرفان، خلال اللقاء الذي حضره ممثلون عن القطاع الخاص الفلسطيني، على إقامة شراكات بين رجال الأعمال الفلسطينيين ونظرائهم الليبيين، من بينها إقامة معرض للمنتجات الفلسطينية في ليبيا «صنع في فلسطين»، علاوة على تبادل الزيارات بين رجال الأعمال لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة.
وأكد عسيلي على الاهتمام بترجمة هذه الزيارة إلى شراكات استثمارية تعود بالنفع على اقتصاد البلدين، مشددا على توفر الجاهزية لتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما ينسجم مع العلاقة السياسية المميزة، «وهناك تجارب وخبرة فلسطينية في الاستثمار».
ويعول المسؤولون على العمق العربي في دعم استراتيجية فلسطينية بالانفكاك الاقتصادي عن إسرائيل، ولفت الوزير عسيلي إلى سعي السلطة لإحلال المنتجات العربية محل المنتجات الإسرائيلية، وتعزيز الصادرات الوطنية إلى الأسواق العربية، «وهناك فرصة حقيقية بأن نرى المنتجات الليبية في السوق الفلسطيني».
أثناء الاجتماع، طمأن اشتيه الوفد الليبي، إلى أن الإمكانيات الاستثمارية في فلسطين موجودة، سيما في قطاعات الزراعة والتكنولوجيا والصناعة، وعرض حاجة السوق المحلي للاستثمار في مجالات الطاقة الشمسية؛ وجهود الحكومة التنموية في العديد من المجالات وخصوصاً مجال التوجه إلى التعليم المهني والتقني.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

غزة تترقب الهدنة... وإسرائيل تنتظر الأسرى

جنود إسرائيليون يحمّلون دبابة على شاحنة نقل على الحدود مع قطاع غزة أمس (أ.ب)
جنود إسرائيليون يحمّلون دبابة على شاحنة نقل على الحدود مع قطاع غزة أمس (أ.ب)
TT

غزة تترقب الهدنة... وإسرائيل تنتظر الأسرى

جنود إسرائيليون يحمّلون دبابة على شاحنة نقل على الحدود مع قطاع غزة أمس (أ.ب)
جنود إسرائيليون يحمّلون دبابة على شاحنة نقل على الحدود مع قطاع غزة أمس (أ.ب)

يدخل اتفاق غزة حيّز التنفيذ في مرحلته الأولى صباح اليوم (الأحد)، بعدما تطلّب شهوراً من الدمار والموت، فانتظر الغزيّون سريانه على أمل «هدنة» تكفيهم شر القتل والتشرد والبحث عن لقمة عيش وشربة ماء، في حين تنتظر إسرائيل إطلاق أسراها لدى حركة «حماس»؛ حيث من المقرر أن يُطلق 3 منهم بعد الظهر.

وإذ بدأت إسرائيل بالفعل سحب قواتها من القطاع، سارعت «حماس» إلى إعلان استعدادها لنشر قواتها، في إشارة واضحة منها إلى أن هدف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لم يتحقق في القضاء نهائياً عليها، ومنعها من العودة إلى حكم القطاع.

في المقابل، أكد الرئيس محمود عباس ضرورة تولِّي دولة فلسطين مسؤولياتها الكاملة في القطاع. وقال، في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الحكومة الفلسطينية مستعدة لتسلُّم المعابر.

من جهته، أكد نتنياهو أن إسرائيل لن تمضي قُدماً في اتفاق وقف النار في غزة قبل تسلُّم قائمة بأسماء 33 رهينة ستطلق «حماس» سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق. في حين أفادت صحيفة «هآرتس» العبرية بأن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أعلن استقالته من الحكومة احتجاجاً على الاتفاق.