وصول إغاثة «الصحة العالمية» ومديرها إلى شمال سوريا

13 طائرة مساعدات إماراتية لمنكوبي الزلزال عبر مطاري دمشق واللاذقية

طائرة مساعدات من «الصحة العالمية» في مطار حلب (تويتر)
طائرة مساعدات من «الصحة العالمية» في مطار حلب (تويتر)
TT
20

وصول إغاثة «الصحة العالمية» ومديرها إلى شمال سوريا

طائرة مساعدات من «الصحة العالمية» في مطار حلب (تويتر)
طائرة مساعدات من «الصحة العالمية» في مطار حلب (تويتر)

وصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى مطار حلب الدولي شمال سوريا، السبت، على متن طائرة حملت 37 طناً مترياً من الإمدادات الطبية الطارئة استجابة للزلزال المدمر، وفق ما ذكرت المنظمة في حسابها على «تويتر». وقال غيبرييسوس، في تغريدة تضمنت صوراً: «أشعر بالحزن لرؤية الظروف التي يواجهها الناجون: الطقس المتجمد والوصول المحدود للغاية إلى المأوى والغذاء والماء والتدفئة والرعاية الطبية».
وكان غيبرييسوس قال للصحافيين في المطار: «إنها إمدادات طبية طارئة تبلغ نحو 37 طناً مترياً»، موضحاً أنّها «ستسهم في تقديم الدعم الطارئ للأشخاص المتضررين» من الزلزال.
وهذه الزيارة هي الأولى لمسؤول أممي بارز إلى سوريا منذ الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا ومركزه تركيا المجاورة، متسبباً بسقوط 24 ألفاً و290 قتيلاً على الأقل في البلدين، 3553 منهم في سوريا وحدها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد المسؤول الأممي أنّ منظمة الصحة العالمية ستواصل تقديم الدعم «عبر إحضار المزيد من الإمدادات الطارئة»، مشيراً إلى أن «شحنة اليوم (السبت) هي الأولى وستليها شحنة أخرى غداً»، محملة «بأكثر من 30 طناً مترياً». وشدد على أن المنظمة تعتزم «توفير الإمدادات الطارئة خصوصاً تلك المهمة للتعامل مع الصدمات (التروما) لدى الأشخاص المتضررين من الزلزال».
وأعرب عن قلقه إزاء تداعيات الزلزال، لا سيما لناحية شلّ الخدمات الأساسية على غرار المياه. وقال: «الناس معرضون لأمراض الإسهال... ومشكلات صحية أخرى، خصوصاً مشكلات الصحة النفسية».
وجال غيبرييسوس، وفق ما ذكرت وكالة «سانا»، مع وزير الصحة السوري حسن غباش ومحافظ حلب على بعض المستشفيات ومراكز الإيواء في مدينة حلب التي تضرّرت بشدة جراء الزلزال.
وقال غباش، الذي كان في استقبال مدير المنظمة لصحافيين: «زيارة الدكتور تيدروس لها أهمية كبيرة من نواحٍ عدة، فهو سيطلع أولاً على الواقع وما سببته هذه الكارثة». وتمنى عليه «الاطلاع على واقع المشافي وما ينقصها من تجهيزات»، معولاً على قدرة المنظمة على «إمدادنا بها لتقديم الخدمات الصحية المطلوبة».
واستنزفت سنوات الحرب الطويلة التي تشهدها سوريا منذ عام 2011 المرافق الطبية، وأدت إلى دمار عدد كبير منها، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في شمال غربي البلاد.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 50 في المائة من المرافق الصحية في البلاد خارج الخدمة، بينما تلك التي تعمل، تشكو من نقص في المعدات والطواقم الطبية والأدوية. وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري، في مؤتمر صحافي السبت: «الاحتياجات هائلة حقاً ونحن حالياً قلقون بشأن هذه المرحلة الحادة والوقت الحرج».
وتعتزم المنظمة، وفق ما أعلن مدير الطوارئ الإقليمي الدكتور ريتشارد برنان، توجيه نداء تمويل من أجل سوريا وتركيا بقيمة 40 مليون دولار. ويعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا إحدى أسوأ الكوارث التي تشهدها المنطقة منذ قرن. على جانبي الحدود، تهدمت آلاف المساكن. وتكثف فرق الإنقاذ والإغاثة جهودها بحثاً عن ناجين رغم انقضاء الساعات الـ72 الأولى الحيوية، فيما يزيد الصقيع من صعوبات الوضع ولا يزال المئات تحت الأنقاض.
وفي السياق نفسه، وصلت طائرة إماراتية، السبت، إلى مطار دمشق الدولي محملة بمساعدات إغاثية للمتضررين جراء الزلزال، لتكون بذلك الطائرة الـ13 التي ترسلها الإمارات.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة معتز دوه جي قوله إن الطائرة الإماراتية الواصلة إلى مطار دمشق الدولي صباح السبت هي الـ13، وتحمل مساعدات غذائية وإغاثية للمساهمة في إغاثة أهالي المناطق المتضررة جراء الزلزال، ويبلغ وزن حمولتها نحو 88 طناً.
ولفت دوه جي، في تصريح للصحافيين، إلى أن عدد الطائرات التي وصلت إلى مطارات حلب واللاذقية ودمشق مع طائرة السبت 55 طائرة، منها 28 طائرة هبطت في مطار دمشق الدولي. وأوضح دوه جي أنه سيتم شحن مواد الإغاثة التي وصلت إلى مطار دمشق الدولي إلى المحافظات المتضررة من الزلزال على الفور من قبل لجنة الإغاثة، لافتاً إلى أن سوريا تقدر هذا التضامن العربي في محنتها التي تمر بها.
ووصلت إلى مطار دمشق، أمس، ثلاث طائرات إماراتية وأخرى مقدمة من منظمة «اليونيسف» قادمة من الإمارات محملة بمساعدات إغاثية للمتضررين جراء الزلزال.


مقالات ذات صلة

الشمس تلعب دوراً في وقوع الزلازل وتساعد على التنبؤ بها

علوم الحرارة المنبعثة من الشمس قد تلعب دوراً في حدوث الزلازل (أرشيفية-رويترز)

الشمس تلعب دوراً في وقوع الزلازل وتساعد على التنبؤ بها

كشفت دراسة جديدة أن الحرارة المنبعثة من الشمس قد تلعب دوراً في إحداث الزلازل على الأرض، وهو الاكتشاف الذي يمكن استخدامه لتحسين التنبؤات بالزلازل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أوروبا مشهد من مدينة نابولي الإيطالية (أرشيفية - رويترز)

سلسلة من الزلازل تهز نابولي الإيطالية بالقرب من بركان هائل

تعرضت مدينة نابولي الإيطالية لسلسلة من الزلازل كان أشدها بدرجة 3.9 درجة على مقياس ريختر.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
آسيا صورة عامة للعاصمة نيودلهي (أرشيفية-رويترز)

زلزال بقوة 4 درجات يضرب نيودلهي

ضرب زلزال بقوة 4 درجات صباح الاثنين نيودلهي وحُدد مركزه على مشارف العاصمة الهندية الضخمة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
أفريقيا العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (أرشيفية - د.ب.أ)

زلزال بقوة 6 درجات يهز إثيوبيا

ذكرت مراكز متخصصة في رصد الزلازل أن زلزالاً بلغت شدته ست درجات هز وسط إثيوبيا أمس (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
أوروبا رجال الإطفاء يسيرون في قرية فيرا التي تم إخلاؤها تقريبًا في سانتوريني باليونان (إ.ب.أ)

بسبب استمرار الزلازل في سانتوريني... إعلان حالة الطوارئ بجزيرة يونانية ثانية

أعلنت السلطات حالة الطوارئ في جزيرة يونانية ثانية، اليوم (الأربعاء)، فيما تواصل سلسلة من الزلازل هز المنطقة الواقعة جنوب شرقي البلاد في بحر إيجة.

«الشرق الأوسط» (أثينا)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.