مئات ضباط الاحتياط في مسيرة ضد «انقلاب نتنياهو» على القضاء

مسيرة في تل أبيب السبت ضد خطط الحكومة منح المشرعين سيطرة أكبر على النظام القضائي (إ.ف.ب)
مسيرة في تل أبيب السبت ضد خطط الحكومة منح المشرعين سيطرة أكبر على النظام القضائي (إ.ف.ب)
TT

مئات ضباط الاحتياط في مسيرة ضد «انقلاب نتنياهو» على القضاء

مسيرة في تل أبيب السبت ضد خطط الحكومة منح المشرعين سيطرة أكبر على النظام القضائي (إ.ف.ب)
مسيرة في تل أبيب السبت ضد خطط الحكومة منح المشرعين سيطرة أكبر على النظام القضائي (إ.ف.ب)

انطلق مئات من جنود وضباط جيش الاحتياط وقدامى المحاربين والأطباء البيطريين في الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، في مسيرة احتجاج على التغييرات الجذرية التي تخطط لها الحكومة في النظام القضائي، ويعتبرونها «انقلاباً على الجهاز القضائي، يزعزع أركان الديمقراطية، ويمس بقدرات الجيش الإسرائيلي».
وقد وقف على رأس المسيرة عدد من كبار قادة الجيش والمخابرات، من بينهم رئيس الموساد الأسبق، تَمير باردو، ونائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، متان فيلنائي، واللواء المتقاعد طال روسو، الذي شغل منصب قائد القيادة الجنوبية للجيش ودخل السياسة لفترة وجيزة في عام 2019، وضباط في الاحتياط برتبة لواء.
كذلك شارك في المسيرة ضباط سابقون في سلاح الجو وسلاح البحرية، وضباط في وحدات كوماندوز نخبوية ومن وحدات المدرعات والمدفعية. وسيسير هؤلاء لمدة 3 أيام، من منطقة اللطرون حيث يقام نصب تذكاري للمقاتلين من سلاح المدرعات، إلى مقر المحكمة العليا في القدس الغربية.
وقد بادر إلى هذه المسيرة الجنرال روسو، ومعه 15 لواء سابقاً في سلاح المدرعات، وعشرات من كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، الذين قالوا في بيان الدعوة للمشاركة في المسيرة إن «ما يسمى بخطة الإصلاح القضائي للحكومة، إضافة إلى احتمال إضرارها بالديمقراطية، ستضر بالتجنيد في الجيش الإسرائيلي واستدعاء قوات الاحتياط». وجاء أيضاً: «الخطة التشريعية للحكومة الإسرائيلية لتغيير طبيعة النظام ستلحق أضراراً جسيمة بالنظام القائم، وتضع نهاية للديمقراطية، وتؤدي إلى حكم ديكتاتوري في بلدنا». وأضاف الجنرالات: «كقادة كبار في سلاح المدرعات، نحذر من التحركات التي قد تضر بدافع واستعداد جيش الاحتياط للتعبئة».
وبالرغم من المشاركة المحدودة في المسيرة، في اليوم الأول، فقد اعتبرها مراقبون قفزة في حملة الاحتجاجات، لأن صوت الجنرالات ما زال يترك أثراً في الجمهور الإسرائيلي، خصوصاً أنهم يربطون بين الحرب على الجهاز القضائي وبين الأمن.
يذكر أن عمال وموظفي الشركات والورش قرروا البدء بإضراب احتجاجي كبير في جميع المرافق الاقتصادية، يشل الحركة التجارية والمصانع. وقرر أكثر من 50 شركة هايتك إسرائيلية تأييد هذا الإضراب.
هذا وتواصل الحكومة السير في خطتها الانقلابية في الحكم، رغم حملات الاحتجاج المتصاعدة والانتقادات والتحذيرات الشديدة التي يطلقها كبار الخبراء الماليين والقانونيين، بالإضافة إلى احتجاجات أسبوعية وعرائض عامة من قبل كثير من المسؤولين والمهنيين والشركات الخاصة وتحذيرات دول الغرب.
وناقشت لجنة القانون والدستور في الكنيست، الأربعاء، تعديلات في «قانون أساس - القضاء»، الذي طرحه رئيس اللجنة، عضو الكنيست، سيمحا روتمان، في إطار خطة إضعاف جهاز القضاء. ويسعى روتمان إلى إنهاء مناقشة التعديل في يوم واحد، وإجراء تصويت على البنود الجديدة التي تهدف إلى تغيير تركيبة لجنة تعيين القضاة، بحيث يُمنح الائتلاف سيطرة كاملة على اللجنة، ومنع المحكمة العليا من إلغاء قوانين أساس أو بنود فيها. وتأجلت المصادقة على التعديلات إلى الإثنين المقبل، وبعدها سيتم التصويت على التعديلات في الهيئة العامة للكنيست بالقراءة الأولى.
وأعلن روتمان، مساء الثلاثاء، نص التعديلات النهائية التي ستصوت عليها لجنة القانون والدستور، ورفض ملاحظات المستشار القانوني للجنة، غور بلاي، الذي حذر من أن التعديلات المتعلقة بصلاحيات المحكمة العليا ستمنع الرقابة القضائية على قوانين أساس. ودعا بلاي إلى أن يكون سن قانون أساس من خلال 4 قراءات، بحيث تكون المصادقة في القراءة الرابعة بتأييد من 70 عضو كنيست.
وقد بدأت اللجنة مناقشاتها، صباح الأربعاء، بأجواء متوترة بين روتمان وأعضاء كنيست من المعارضة، وأخرج روتمان عدداً منهم من قاعة الاجتماع في الدقائق الأولى بعد بدء الاجتماع.
وقال عضو الكنيست عن حزب العمل، غلعاد كاريف، حول التعديل المتعلق بلجنة تعيين القضاة، إن «8 من بين 9 أعضاء ستعينهم الحكومة، ويتعين أن يعلم مواطنو إسرائيل بهذا الأمر». وأضاف: «نحن متجهون نحو تعيينات سياسية في المحكمة، سينتهي عهد القضاة المستقلين في دولة إسرائيل، وهذا مسجل باسمك (نتنياهو) واسم وزير القضاء ليفين». وقال عضو الكنيست عن حزب «ييش عتيد»، يوآف سيغالوفيتش، إن «الكنيست يسن قوانين فاسدة، لن نسمح بحدوث ذلك».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

بعد ضرباتها في سوريا... إسرائيل تفترض «السيناريو الأسوأ»

دبابات إسرائيلية تتنقل بين السياجين داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا (إ.ب.أ)
دبابات إسرائيلية تتنقل بين السياجين داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا (إ.ب.أ)
TT

بعد ضرباتها في سوريا... إسرائيل تفترض «السيناريو الأسوأ»

دبابات إسرائيلية تتنقل بين السياجين داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا (إ.ب.أ)
دبابات إسرائيلية تتنقل بين السياجين داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا (إ.ب.أ)

يرى محللون أن إسرائيل بتنفيذها ضربات واسعة على أهداف عسكرية سورية، وسيطرتها على المنطقة العازلة الخاضعة لمراقبة الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان، تسعى إلى «تجنّب الأسوأ» بعد سقوط حكم آل الأسد.

وقال يوسي ميكيلبرغ، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد تشاتام هاوس في لندن، إن «الحكومة الإسرائيلية... تتصرف على أساس أسوأ السيناريوهات»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشار محللون إلى أن بقاء بشار الأسد في السلطة كان أهون الشرور بالنسبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم تحالفه مع إيران، العدو اللدود للدولة العبرية، وحليفها «حزب الله» اللبناني، وذلك خوفاً من أن تؤدي إطاحته إلى فوضى.

وبُعيد سقوط الأسد، الأحد، شنّت إسرائيل خلال 48 ساعة مئات الضربات من الجو والبحر، قالت إنها طالت «أغلبية مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا؛ خشية سقوطها بيد عناصر إرهابية».

واحتلت إسرائيل معظم هضبة الجولان السورية خلال حرب يونيو (حزيران) عام 1967. وبعد حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، أُقيمت منطقة عازلة منزوعة السلاح تحت سيطرة الأمم المتحدة، عقب اتفاق لفض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية عام 1974. وضمت إسرائيل القسم المحتل من الجولان عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.

ومنذ اتفاق فض الاشتباك، لم تشهد جبهة الجولان أي تحرك عسكري من جانب سوريا.

والآن، يبدو أن القادة الإسرائيليين يخشون أن تكون الفوضى قد حلّت في سوريا أصلاً، ويتصّرفون وفقاً لذلك.

وفي يوم سقوط الأسد، أعلن نتنياهو أن اتفاق 1974 انهار، وأمر قواته بالسيطرة على المنطقة العازلة.

وقالت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي للدولة العبرية، إن انتشار القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة يجب أن يكون «مؤقتاً»، بعدما قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل تنتهك اتفاق الهدنة عام 1974.

ومذاك، شن الجيش الإسرائيلي مئات الضربات ضد أصول عسكرية سورية، مستهدفاً خصوصاً مخازن أسلحة كيميائية ودفاعات جوية تابعة للبحرية السورية؛ لإبعادها عن أيدي المقاتلين.

وقد دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن إلى وقف فوري لعمليات القصف الإسرائيلية.

من جهته، قال المحلّل داني سيترينوفيتش، من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إنه يتوقع أن توسّع إسرائيل ضرباتها، موضحاً: «كل شيء استراتيجي في سوريا (...) الصواريخ والطائرات، وكذلك مركز البحوث العلمية (التابع لوزارة الدفاع)، كل شيء سيقصف».

وأضاف: «لا نعرف من سيتصدى لنا من الجانب السوري، سواء كان تنظيم (القاعدة) أو (داعش) أو أي تنظيم آخر، لذلك علينا أن نكون مستعدين لحماية مدنيينا».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أصدر تعليمات للجيش «بإقامة منطقة خالية تماماً من السلاح والتهديدات الإرهابية في جنوب سوريا من دون وجود إسرائيلي دائم».

وقال أفيف أوريغ، المحلل في مركز المعلومات مئير عميت، إن مصدر القلق الرئيسي على المدى القصير بالنسبة إلى إسرائيل هو المخزونات المتبقية من الأسلحة الكيميائية، وغيرها من الأسلحة الاستراتيجية.

وذكّر بالماضي الجهادي لبعض فصائل المعارضة السورية، موضحاً: «إذا وقعت هذه الأسلحة بين أيديهم فمن يدري ماذا سيفعلون بها؟».

لكنّ ميكلبرغ رأى أن تلك الطريقة «ليست الأفضل لبناء الجسور مع الحكومة الجديدة»، لافتاً إلى كثافة الضربات الإسرائيلية وحجمها.

الأكراد والدروز

وفي وقت يسود فيه تفاؤل في سوريا بشأن مستقبل البلاد، يتوقع بعض المحللين الإسرائيليين أن تكون البلاد مجزأة.

وقال إيال بينكو، وهو ضابط بحري متقاعد وخبير أمني، إنه يتوقع أن تنقسم سوريا إلى مجموعات إثنية - دينية، موضحاً: «أعتقد أنه لن تعود هناك سوريا».

من هذا المنطلق، يمكن لإسرائيل أن تختار مجموعات دون أخرى للعمل معها.

والاثنين، قال وزير الخارجية جدعون ساعر إن أكراد سوريا الذين وصفهم بأنهم «قوة الاستقرار»، يجب أن يتمتعوا بحماية المجتمع الدولي، فيما تحدث سابقاً عن العمل مع الأكراد في شمال شرقي البلاد والدروز في الجنوب.

وقال بينكو: «لا أعتقد أنهم سيحكمون سوريا... لكن إسرائيل ستحاول الدخول في سلام مع من يرغب فيه».

من جهته، رأى ميكيلبرغ أن العمل العسكري في الجولان، وتفضيل مجموعات على أخرى، سيشكلان خطأ من شأنه أن يضر بأي علاقة مستقبلية.

محادثات نووية

على مدى عقود، كانت سوريا حليفاً وثيقاً لطهران، والركيزة الأساسية للجسر البري الذي كانت تصل عبره الأسلحة الإيرانية إلى «حزب الله».

وبعدما تضرر بشدّة خلال حربه الأخيرة مع إسرائيل، قد يجد «حزب الله» الآن صعوبة في إعادة تسليحه دون روابط بسوريا.

وقال سيترينوفيتش إن سوريا «أساسية» بالنسبة إلى «حزب الله»، «وأنا أقول إنه دون سوريا تحت تأثير إيران، فلن يكون هناك في الواقع محور مقاومة».

وأيّده بينكو في ذلك قائلاً: «الخطر المرتبط بالمحور، (حزب الله) وسوريا وإيران والميليشيات العراقية أيضاً، أقل بكثير» الآن.

لكن السؤال الأهم هو: كيف يمكن لإيران أن ترد بينما أصبح موقفها أضعف؟ وقال سيترينوفيتش إن طهران قد «تسارع لإنتاج قنبلة (نووية)».

وهو ما قاله أيضاً أوريغ، مشيراً إلى أن ذلك يشكّل مصدر القلق الاستراتيجي الرئيسي لإسرائيل؛ «لأنه عندما تتعامل مع إيران مسلّحة نووياً، فإن الأمر سيكون مختلفاً تماماً».

إذا بدأت إيران تصنيع أسلحة ذرية، فقد تقرر إسرائيل القيام بعمل عسكري كما يتوقع البعض، لكنّ آخرين قدموا فرضية بديلة، وهي أنه يمكن جعل إيران تتفاوض بعدما أُضعفت الآن.