زلزال تركيا... «بصيص أمل» يتضاءل في العثور على ناجين

إردوغان تعهد التعويض... وثكنات الجيش تُفتح أمام المتضررين

مسعفون وجنود ينقلون فتاة تبلغ 10 سنوات بعد انتشالها حيّة من تحت الأنقاض في هاتاي التركية (أ.ب)
مسعفون وجنود ينقلون فتاة تبلغ 10 سنوات بعد انتشالها حيّة من تحت الأنقاض في هاتاي التركية (أ.ب)
TT

زلزال تركيا... «بصيص أمل» يتضاءل في العثور على ناجين

مسعفون وجنود ينقلون فتاة تبلغ 10 سنوات بعد انتشالها حيّة من تحت الأنقاض في هاتاي التركية (أ.ب)
مسعفون وجنود ينقلون فتاة تبلغ 10 سنوات بعد انتشالها حيّة من تحت الأنقاض في هاتاي التركية (أ.ب)

مع مرور 3 أيام على كارثة زلزال كهرمان ماراش في تركيا، لا يزال الناجون في الولايات العشر المنكوبة يتمسكون ببصيص أمل ولو كان ضئيلاً في خروج أحبائهم وذويهم من تحت الأنقاض سالمين.
وتخوض فرق البحث والإنقاذ سباقاً مع الزمن في المناطق التي دمرها الزلزال فجر الاثنين، لكن فرص الوصول إلى أحياء تتضاءل مع مرور الوقت، في ظل حرارة متدنية ليلاً.
ويأتي ذلك في وقت ارتفعت فيه حصيلة قتلى الزلزال في تركيا وسوريا إلى أكثر من 11 ألفا و700، حسبما ذكر مسؤولون وأطباء الأربعاء. وأوضحوا أن 9 آلاف و57 شخصاً قضوا في تركيا وألفين و662 شخصاً في سوريا.
وتفقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس الأربعاء، المناطق المنكوبة في ولاية كهرمان ماراش، التي شهدت زلزالين بقوة 7.8 و7.6 في بلدتي بازارجيك وإلبيستان التابعتين لها. وأعلن إردوغان حصيلة جديد للضحايا بلغت 9 آلاف و57 قتيلاً، وإصابة 52 ألفاً و979 آخرين، مضيفاً أن عدد المباني المنهارة بلغ 6 آلاف و444 في الولايات العشر المتضررة من الزلزال.
وقال إردوغان في تصريحات: «حشدنا جميع مواردنا والدولة تعمل بكل إمكاناتها مع البلديات وبخاصة إدارة الكوارث والطوارئ... فليطمئن مواطنونا، لا يمكن أن نسمح ببقائهم في العراء»، مشيراً إلى أنه تم التعاقد مع فنادق في ولايات أنطاليا ومرسين القريبة من المناطق المنكوبة لنقل المتضررين من الزلزال إليها. وأضاف أن حكومته ستمنح 10 آلاف ليرة تركية على نحو عاجل لكل عائلة متضررة من الزلزال.

وقال الرئيس التركي أيضاً إنه «مثلما نفذنا حملات لبناء مساكن بمناطق كوارث أخرى من قبل، سننجز المشاريع في الولايات العشر المتضررة من زلزالي كهرمان ماراش خلال عام واحد».
وحذر إردوغان، للمرة الثانية خلال يومين، مما وصفه بالتحريض على الدولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولاحقاً فرضت السلطات قيوداً على الوصول إلى مواقع التواصل، ولا سيما «تويتر»، في خطوة أثارت غضباً واسعاً، لا سيما أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في عمليات الإنقاذ عبر النداءات التي وجهها المواطنون من خلالها منذ وقوع الزلزالين، خصوصاً في ظل انقطاع الكهرباء وتعطل الطرق في المناطق المنكوبة.
وانتقدت المعارضة التركية بشدة هذه الخطوة، وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، الذي يقوم لليوم الثاني على التوالي بجولة في الولايات العشر المنكوبة، في مداخلة مع قناة «خلق»، إن الحكومة فقدت قدرتها على إدارة الدولة، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في إنقاذ الكثيرين، وأن هذا الوقت ليس وقت انتقام أو حديث عن تحريض «فالناس تعيش آلاماً وأحزاناً بما فيه الكفاية».
من جانبها، انتقدت رئيسة حزب الجيد ميرال أكشينار تقييد الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي. وكتبت على «تويتر»: «عار عليكم».
في الوقت ذاته، أكد مواطنون في هطاي أن فرق البحث والإنقاذ تأخرت كثيراً، وأن هناك بعض المناطق التي لم يصل إليها أي مساعدة رغم مرور 3 أيام على وقوع الزلزال، متسائلين: «أين هذه الدولة؟!».
وفي كهرمان ماراش، ساد الغضب من تأخر عمليات الإنقاذ، وكذلك من عدم إصدار السلطات تصاريح دفن للضحايا الذين تم انتشال جثثهم. وقال أحد المواطنين غاضباً إنه فقد حفيديه وزوجته، وإن كل ما يطلبه هو استخراج تصاريح لدفنهم. وانتقد عدم تحرك وزارة العدل لإرسال مدعي العموم لإصدار التصاريح اللازمة، قائلاً: «أقول لوزير العدل بكير بوزداغ إذا لم يكن هناك عدد كاف من مدعي العموم في كهرمان ماراش فأرسل لنا من أنقرة أو من ولايات أخرى».
وبالتزامن مع الجهود المبذولة من جانب فرق البحث والإنقاذ أعلنت إدارة الطوارئ والكوارث التركية عن وقوع عدد من الهزات الارتدادية في كهرمان ماراش وهطاي جنوب البلاد، حيث وقعت هزة بقوة 5.1 على مقياس ريختر، فجر الأربعاء، في محافظة كهرمان ماراش جاء مركزها في منطقة غوك صو على عمق 9 كيلومترات.
وبالتزامن وقعت هزة بقوة 4 درجات قبالة سواحل ولاية هطاي. وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية، في بيان، إن الزلزال وقع قرب الحدود مع سوريا. وتسارعت في اليوم الثالث عمليات البحث والإنقاذ في المواقع المتضررة من الزلزالين المدمرين في كهرمان ماراش، وأضنة، وعثمانية، وأديامان، وهطاي، وكليس، وغازي عنتاب، وشانلي أورفا ومالاطيا، وذلك بعد انضمام فرق من الجيش التركي وطواقم إنقاذ وصلت من الخارج.
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن نقل 9 كتائب كوماندوز من غرب تركيا و4 كتائب من شمال قبرص إلى مناطق الزلازل للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ، وفتح جميع المقرات والثكنات العسكرية الواقعة في مناطق الزلزالين أمام المنكوبين. وقال إن نحو 7500 من أفراد القوات المسلحة يواصلون العمل في المناطق المنكوبة، وسينضم إليهم 1500 عنصر آخر اعتباراً من أمس الأربعاء.
كما أعلنت وزارة الدفاع استمرار عمليات إخماد الحريق الذي اندلع في الحاويات على مساحة كبيرة من ميناء إسكندرون، في أعقاب الزلزالين يوم الاثنين. وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية إرسال طائرة «بيريف بي إي - 200» (التير)، إلى تركيا للمساعدة في إخماد الحريق، وتجهيز مجموعة إضافية من رجال الإنقاذ لإرسالها إلى تركيا. كما أعلنت إسرائيل وبلجيكا إرسال فرق إغاثة ومستشفى ميداني إلى المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده تلقت عروض مساعدة من 76 دولة و14 منظمة دولية، عقب زلزالي الاثنين، وأن 3 آلاف و319 عنصر إنقاذ قادمين من 36 دولة وصلوا إلى تركيا، ومن المنتظر وصول فرق أخرى من 7 دول، ويتم اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان وصولهم بأسرع وقت إلى المناطق المتضررة. ولفت جاويش أوغلو إلى اتخاذ خطوات لإيواء المواطنين المتضررين من الزلزال في فنادق بولايات أنطاليا وموغلا ومرسين جنوب البلاد، إضافة إلى تخصيص دور ضيافة تابعة لمؤسسات حكومية، بسعة 4 آلاف و380 سريرا لإيواء المتضررين من الزلزالين. ونجحت فرق الإنقاذ، الأربعاء، في انتشال أحد الأحياء في ديار بكر جنوب شرقي البلاد تركيا، و3 سيدات في هطاي، وتم الإبلاغ عن سماع أصوات تحت الأنقاض في هطاي، ما أعطى أملاً بإمكان العثور على أحياء.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل «ليست لديها مصلحة» في خوض مواجهة مع سوريا، وذلك بعد أيام على إصداره أوامر بدخول قوات إلى المنطقة العازلة بين البلدين في هضبة الجولان.

وجاء في بيان بالفيديو لنتنياهو: «ليست لدينا مصلحة في مواجهة سوريا. سياسة إسرائيل تجاه سوريا ستتحدد من خلال تطور الوقائع على الأرض»، وذلك بعد أسبوع على إطاحة تحالف فصائل المعارضة السورية، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، بالرئيس بشار الأسد.

وأكد نتنياهو أن الضربات الجوية الأخيرة ضد المواقع العسكرية السورية «جاءت لضمان عدم استخدام الأسلحة ضد إسرائيل في المستقبل. كما ضربت إسرائيل طرق إمداد الأسلحة إلى (حزب الله)».

وأضاف: «سوريا ليست سوريا نفسها»، مشيراً إلى أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل».

وتابع: «لبنان ليس لبنان نفسه، غزة ليست غزة نفسها، وزعيمة المحور، إيران، ليست إيران نفسها».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه تحدث، الليلة الماضية، مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول تصميم إسرائيل على الاستمرار في العمل ضد إيران ووكلائها.

وصف نتنياهو المحادثة بأنها «ودية ودافئة ومهمة جداً» حول الحاجة إلى «إكمال انتصار إسرائيل».

وقال: «نحن ملتزمون بمنع (حزب الله) من إعادة تسليح نفسه. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، يجب أن نواجهه وسنواجهه. أقول لـ(حزب الله) وإيران بوضوح تام: (سنستمر في العمل ضدكم بقدر ما هو ضروري، في كل ساحة وفي جميع الأوقات)».