المغربي أنيس الرافعي يفوز بـ«جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية»

طالب الرفاعي يسلم الجائزة لأنيس الرافعي
طالب الرفاعي يسلم الجائزة لأنيس الرافعي
TT

المغربي أنيس الرافعي يفوز بـ«جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية»

طالب الرفاعي يسلم الجائزة لأنيس الرافعي
طالب الرفاعي يسلم الجائزة لأنيس الرافعي

أعلنت جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية مساء أمس الأول فوز رواية (سيرك الحيوانات المتوهمة) للكاتب أنيس الرافعي من المغرب بدورتها الخامسة، وصدرت عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع.
وتعدّ جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية أبرز الجوائز المقدمة في هذا الجنس الأدبي بالمنطقة العربية وتبلغ قيمتها 20 ألف دولار.
وفي حفل إعلان الفائزين الذي أقيم برعاية جامعة الشرق الأوسط الأميركية، تم الاعلان عن فوز القاص المغربي من بين خمسة قاصين عرب تأهلوا للقائمة القصيرة، وهم: الأزهر الزناد (من تونس)، وضياء جبيلي (من العراق)، ومحمد رفيع (من مصر)، ويوسف ضمرة (من الأردن)، بالإضافة الى أنيس الرافعي (من المغرب)، من أصل 241 مشاركا من 23 دولة تقدموا للجائزة في دورتها الخامسة.
وأعرب رئيس مجلس أمناء الجامعة فهد العثمان في كلمة خلال الحفل عن سعادته بحجم الإقبال على الجائزة في دورتها الخامسة مضيفا أنها دلالة مهمة على أن دولة الكويت أصبحت تمثل حضورا مهما في مشهد الجوائز العربية.
وأضاف العثمان أن تبني الجائزة يعد سعيا مشروعا لتأكيد حضور دولة الكويت على ساحة الجوائز العربية المرموقة وتشجيعا ودعما للإبداع والمبدع العربي والانتقال به عبر الترجمة إلى العالمية.

في حين قال الدكتور عبدالله إبراهيم رئيس لجنة التحكيم في الحفل الختامي، إنّ كلمة الفوز بالجائزة «لا تلقى أيا كانت تلك الجائزة، لبيان الرحلة الشاقة للجنة للتحكيم، إنما تكرّس الكلمة للإشادة بالعمل الفائز، ولإظهار قيمته السردية والدلالية. ويجب أن يكون كتابا قد استوفى معايير الكتابة في أسمى صيغها، لأنه نازع مئتين وأربعين مجموعة قصصية، وحظي بالاسبقية طوال رحلة التحكيم».
وتحدث عن المجموعة القصصية الفائزة، قائلا: «العمل الذي رأت اللجنة أنه سيثري تاريخ جائزة الملتقى، وبدوره سوف يفتخر بأن الجائزة أسهمت في وضعه الموضع المناسب له تحت أنظار القراء جميعا، كتاب سبك بقوة، وصرامة، وطرافة، كتب بلغة رفيعة، وخيال خصب،
وابتكر مواقف لم تخطر ببال، قصصه تدعو للتفكير والتأمل والاعتبار، وليس للاسترخاء والاستسلام والخدر. قصص تتحدى القارئ في وعيه، وتزعزع لديه أعراف التلقي التي رسخها فن القص التقليدي".
واضاف: «الكتاب الذي ظفر بالجائزة لهذه الدورة هو كتاب (سيرك الحيوانات المتوهمة)، لمؤلفه أنيس الرافعي من المغرب.. أريد التأكيد على أن العمل الفائز دمغ بصبر أهل المغرب، وبراعتهم في التفكير، ودرايتهم في التأليف، وشفع برسومات مميزة و ّشحت صفحاته تولاها الفنان الأردني محمد العامري، وعملت النصوص والرسوم على تقديم تجربة نادرة في السرد العربي الحديث على غرار ما قام به يحيى بن محمود الواسطي، رأس مدرسة بغداد للرسم، وأشهر رسامي العرب في نهاية العصر العباسي، في تجسيد مقامات الحريري بمنمنمات قبل حوالي ثمانمئة سنة من الآن».
يذكر انه يحصل الفائز بالجائزة على 20 ألف دولار أمريكي مع درع وشهادة وسيمنح كل من كتاب القائمة القصيرة الأربعة جائزة بقيمة 5 آلاف دولار مع درع وشهادة أيضا.
وتأسست الجائزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 إثر مذكرة تفاهم بين الملتقى الثقافي ممثلا في مؤسسه ومديره الأديب طالب الرفاعي ورئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط الأميركية في الكويت، لتكون بذلك تشجيعا ودعما للمبدعين العرب في مجال القصة القصيرة.
وقال الرافعي، المولود في الدار البيضاء عام 1976، عقب تسلمه الجائزة في حفل نظمته جامعة الشرق الأوسط الأمريكية بالكويت «رسالتي إلى كل الكتاب أن يؤمنوا بمشاريعهم الإبداعية، وأن تكون كتاباتهم استعارة للتعبير عن العالم والوجود».
وأضاف: «في هذا الكتاب، أردت أن أجد استعارتي الخاصة، كما يفعل الكتاب العالميون، أن أجد صورة للحياة والوجود في سيرك مقلوبة فيه الأدوار بين الإنسان والحيوان، هذا السيرك ينتهي بحريق كبير يخلف الكثير من الرماد، لكن بعد ذلك يأتي تجار الرماد ليعيدوا بيع هذا الرفات».
وتابع قائلا «شرف كبير أن أفوز بهذه الجائزة التي اعتبرها جائزة عالمية، يشارك فيها الكثير من الكتاب المهمين والأساسيين في خريطة السرد العربي».
فعاليات مصاحبة
وضمن الفعاليات المصاحبة لانعقاد جائزة ملتقى القصة القصيرة اقيمت صباح امس الثلاثاء جلسة حواريةً بعنوان: «شهادات الكتّاب الفائزين بالقائمة القصيرة»، أدارها الناقد السعودي محمد العباس وشارك فيها الفائز بالجائزة في هذه الدورة انيس الرافعي، والقاص التونسي الازهر زنار، والاديب المغربي مراد القادري، في حين تتبعها جلسة أخرى مسائية بعنوان «التحكيم والجوائز العربية»، تديرها الدكتورة كاتيا الطويل من لبنان، ويحاضر فيها كل من الدكتور عبدالله إبراهيم من العراق، والدكتورة سعاد العنزي من الكويت وعبدالله وازن من لبنان.
بينما تقام صباح اليوم الأربعاء جلسة بعنوان «سبل تطوير الجوائز العربية» يديرها الدكتور فهد حسين من البحرين، ويحاضر فيها كل من الدكتور هشام عزمي عن «الجوائز المصرية»، الدكتور مراد القادري «جائزة الأركانة»، والأديب إبراهيم الهاشمي عن «جائزة العويس»، يعقبها جلسة بعنوان «الترجمة العربية... وآفاق العالمية»، يديرها الدكتور محمد بن ناصر من الكويت، ويشارك فيها فاروق مردم بيك من فرنسا، الدكتور محمد حقي صوتشين من تركيا، ودلال النصرالله من الكويت.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

في خطوة لاستعادة التراث الحضاري المصري، عبر تنشيط وإحياء الحرف اليدوية والتقليدية، افتتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الدورة السادسة لمعرض «تراثنا»، الخميس، التي تضم نحو ألف مشروع من الحرف اليدوية والتراثية، بالإضافة إلى جناح دولي، تشارك فيه دول السعودية والإمارات والبحرين وتونس والجزائر والهند وباكستان ولاتفيا.

المعرض الذي يستمر حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يضم معروضات من الجمعيات الأهلية، من مختلف محافظات مصر، والمؤسسات الدولية شركاء التنمية، بهدف «إعادة إحياء الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والتراثية، بما يُعزز من فرص تطورها؛ لكونها تُبرز التراث الحضاري المصري بشكل معاصر، يلبي أذواق قاعدة كبيرة من الشغوفين بهذا الفن داخل مصر وخارجها، كما تُسهم في تحسين معيشة كثير من الأسر المُنتجة»، وفق تصريحات لرئيس الوزراء المصري على هامش الافتتاح، كما جاء في بيان نشره مجلس الوزراء، الخميس.

رئيس الوزراء المصري يتفقد أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

ووفق تصريحات صحافية للرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، باسل رحمي، يقدم المعرض مجموعة من الفنون المصرية المُتفردة، مثل: السجاد والكليم اليدوي، والمنسوجات، والتلّى، ومفروشات أخميم، والإكسسوار الحريمي، والحرف النحاسية والزجاجية، وأعمال التطريز، والخيامية، والصدف، والتابلوهات، والخزف، والجلود، ومنتجات الأخشاب، والخوص، والأثاث، إلى جانب الملابس التراثية، والمكرميات، وأعمال الرسم على الحرير، والبامبو، ومنتجات سيناء، وغيرها.

منتجات متنوعة في أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

وعرض جناح هيئة التراث السعودية، منتجات عددٍ من أمهر الحرفيين المتخصصين في الصناعات اليدوية التقليدية، كما عرض جناح غرفة رأس الخيمة، منتجات محلية تراثية، وكذلك جناح الديوان الوطني للصناعات التقليدية في الجمهورية التونسية.

وأعلن رحمي عن توقيع بروتوكولات تعاون مع عدة دول، من بينها الهند، لتبادل الخبرات والتنسيق في المعارض المشتركة؛ بهدف نشر الصناعات اليدوية والعمل على تسويقها داخل مصر وخارجها، مؤكداً على عقد بروتوكول تعاون مع شركة ميناء القاهرة الدولي؛ لتوفير منصات تسويقية تحت العلامة التجارية «تراثنا» داخل صالات مطار القاهرة الدولي، وإتاحة مساحات جاذبة لجمهور المسافرين والزوار لعرض وبيع منتجات الحرفيين المصريين اليدوية والتراثية.

معرض «تراثنا» يضم كثيراً من المنتجات المصنوعة يدوياً (رئاسة مجلس الوزراء)

كما سيتم توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين جهاز تنمية المشروعات، والشركة المسؤولة عن تشغيل المتحف المصري الكبير، وكذلك الشركة المسؤولة عن تنظيم عمليات إنتاج وعرض المنتجات الحرفية داخل متجر الهدايا الرسمي بالمتحف لدعم وتأهيل أصحاب الحرف اليدوية والتراثية وتطوير منتجاتهم، تمهيداً لعرضها بعدد من المتاجر في مناطق سياحية مختلفة داخل وخارج البلاد، في إطار تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص.