رئيس الـ«سي آي إي» حذر نتنياهو وأبو مازن من انتفاضة ثالثة

في خطاب ألقاه أمام طلبة جامعة جورج تاون بواشنطن

فلسطينيون يحرقون إطارات لقطع الطريق المؤدية إلى أريحا الإثنين بعد مداهمة القوات الإسرائيلية البلدة. (إ.ف.ب)
فلسطينيون يحرقون إطارات لقطع الطريق المؤدية إلى أريحا الإثنين بعد مداهمة القوات الإسرائيلية البلدة. (إ.ف.ب)
TT

رئيس الـ«سي آي إي» حذر نتنياهو وأبو مازن من انتفاضة ثالثة

فلسطينيون يحرقون إطارات لقطع الطريق المؤدية إلى أريحا الإثنين بعد مداهمة القوات الإسرائيلية البلدة. (إ.ف.ب)
فلسطينيون يحرقون إطارات لقطع الطريق المؤدية إلى أريحا الإثنين بعد مداهمة القوات الإسرائيلية البلدة. (إ.ف.ب)

كشف مسؤول سياسي كبير في تل أبيب (الثلاثاء)، أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، وليام بيرنز، حذر كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، من خطر اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في القريب إذا لم يتم تدارك المسألة واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.
وقال المسؤول إنه لم يفاجأ بمضمون خطاب بيرنز الأخير في واشنطن الذي أكد فيه أنه خلال زيارته لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، قبل أسبوعين، شعر كم هو الوضع هش في المنطقة وكيف تتدهور الأمور نحو العنف المتصاعد بين إسرائيليين وفلسطينيين.
وأضاف المسؤول، أن بيرنز أخبر كلاً من نتنياهو وأبو مازن ومسؤولي المخابرات والأمن في الجانبين، بأنه تابع الأحداث في القدس الشرقية والضفة الغربية، ولمس تشابهاً مع المشاهد التي سادت قبيل اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، وقادت في حينه إلى عملية اجتياح إسرائيلي وتصادم مسلح أدى إلى تعطيل المسيرة السلمية بين الطرفين وفقدان الثقة تماماً؛ ولذلك فإنه لا يستبعد أن يؤدي التوتر الحالي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة.
وكانت وسائل الإعلام قد كشفت (الثلاثاء)، أن بيرنز ألقى خطاباً نادراً في جامعة جورج تاون في واشنطن، الخميس الماضي، تطرق خلاله إلى زيارته لإسرائيل والسلطة الفلسطينية ولقائه نتنياهو وعباس وقادة الأجهزة الأمنية لديهما. وقال لجمهرة من الطلبة والمحاضرين الأميركيين، إن «المحادثات التي أجريتها مع القادة تركت لديّ تخوفات، فقد كنت دبلوماسياً رفيعاً أثناء الانتفاضة الثانية، وأنا قلق، مثل زملائي في أجهزة الاستخبارات من تشابه الظروف».
ولفت إلى التذكير غير المفرح بعدد من الوقائع التي شاهدها في السابق. وشدد على أن «جزءاً من مسؤولية الـ(CIA)، هو العمل عن قرب قدر الإمكان مع أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية، من أجل منع تفجر عنف كالذي شاهدنا مثله في الأسابيع الأخيرة. وكان هذا تحدياً كبيراً».
وتطرق بيرنز إلى الوجود الأميركي وسياسة بلاده في الشرق الأوسط، فقال: «الدرس الأكبر الذي تعلمته من سنواتي هناك هو التواضع. فقد كنا في أحيان متقاربة جداً نعتقد أنه بإمكاننا تغيير منطقة في العالم من دون أن نفهمها جيداً دائماً. هذا ليس ادعاء ضد محاولة الولايات المتحدة ممارسة تأثيرها. ربما بإمكاننا الانفصال عن الشرق الأوسط، لكن لهذه المنطقة صفة سيئة بأنها تنجح كل مرة في إبقائنا ضالعين فيها».
ولفت إلى أن الشرق الأوسط في عام 2023، سيشكل تحدياً معقداً لصانعي السياسة الأميركية بشكل خاص؛ «لأن جزءاً من التحديات في الشرق الأوسط موجود في إيران. النظام الإيراني، الاحتجاجات، شجاعة المتظاهرين، خاصة النساء اللواتي سئمن من الفساد والقمع السياسي والقيود. لا شيء من هذا مرتبط بالأميركيين، وإنما بالإيرانيين ومستقبلهم».
وتابع بيرنز، أن «بإمكان الشرطة قمع السكان في المدى القصير، وهم خبراء بالقمع، لكن ليس لديهم إجابات لما هو موجود في رؤوس الشباب في إيران، الذين يشكلون 70 في المائة من السكان. إن عدم إدراكهم لما يحدث في دولتهم يقود إلى سلوك أكثر عدوانية، داخلياً وفي الشرق الأوسط كله، في حين يبرز تعميق للعلاقات العسكرية بين إيران وروسيا».
وبحسب بيرنز، فإن الكثير من الطائرات المسيّرة التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا هي من صنع إيران. وكشف أنه خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الأوكرانية تعرض لقصف روسي بهذه الطائرات. وقال: «لقد زرت العاصمة كييف قبل عدة أسابيع وقضيت فيها 30 ساعة، بينها 6 ساعات في ملاجئ؛ لأنه وقع هجومان روسيان ضد منشآت مدنية أوكرانية. ومعظم الهجمات نُفذت بواسطة مسيّرات إيرانية من طراز (شاهد – 136)، التي تزودها إيران لروسيا من أجل قتل مواطنين أوكرانيين أبرياء، وهذا مقلق جداً».
تعليقًا على تصريحات بيرنز، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس يوم الإثنين، إن قلق مدير وكالة المخابرات المركزية "هو بالضبط السبب الذي دفع وزير الخارجية انتوني بلينكن إلى حث الإسرائيليين والفلسطينيين، من إسرائيل والضفة الغربية ومصر، على اتخاذ خطوات عاجلة بأنفسهم تؤدي إلى تهدئة تصعيد هذا الوضع، وإلى درجات أكبر من الأمن والاستقرار للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«صحة غزة»: مقتل 34049 فلسطينياً منذ 7 أكتوبر

مسعفون يعالجون جريحاً في المستشفى الكويتي بغزة (أ.ب)
مسعفون يعالجون جريحاً في المستشفى الكويتي بغزة (أ.ب)
TT

«صحة غزة»: مقتل 34049 فلسطينياً منذ 7 أكتوبر

مسعفون يعالجون جريحاً في المستشفى الكويتي بغزة (أ.ب)
مسعفون يعالجون جريحاً في المستشفى الكويتي بغزة (أ.ب)

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم السبت، أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 34049 فلسطينيا وإصابة 76901 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأضافت الوزارة في بيان نقلته وكالة «رويترز» أن 37 فلسطينيا لقوا حتفهم و68 آخرين أصيبوا بنيران إسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.


إسرائيل تواصل عمليتها العسكرية في مخيم نور شمس بطولكرم لليوم الثالث

وحدات عسكرية إسرائيلية تمر عبر مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية (د.ب.أ)
وحدات عسكرية إسرائيلية تمر عبر مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تواصل عمليتها العسكرية في مخيم نور شمس بطولكرم لليوم الثالث

وحدات عسكرية إسرائيلية تمر عبر مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية (د.ب.أ)
وحدات عسكرية إسرائيلية تمر عبر مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية (د.ب.أ)

قال شهود عيان اليوم السبت إن مخيم نور شمس في محافظة طولكرم بشمال الضفة الغربية يشهد اشتباكات متواصلة بين مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي الذي يواصل عملية عسكرية في المخيم لليوم الثالث على التوالي.

وقال شاهد لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إن حدة الاشتباكات زادت صباح اليوم، وإن أصوات انفجارات قوية تدوي بالمنطقة بين الحين والآخر.

وذكر شاهد آخر أن قوة إسرائيلية تحاصر منزلاً في المخيم، وتطلق قذائف باتجاهه.

وقال الشهود إن الطواقم الطبية ما زالت غير قادرة على الدخول إلى المخيم وسط أنباء عن احتجاز الجيش الإسرائيلي جثامين خمسة فلسطينيين منذ يوم الجمعة، وفق ما أكده تلفزيون فلسطين.

وقال التلفزيون الرسمي إن سبعة فلسطينيين قتلوا في مخيمي نور شمس وطولكرم منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية مساء يوم الخميس.


«وول ستريت جورنال»: «حماس» تبحث نقل مقر قيادتها السياسية إلى خارج قطر

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (د.ب.أ)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (د.ب.أ)
TT

«وول ستريت جورنال»: «حماس» تبحث نقل مقر قيادتها السياسية إلى خارج قطر

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (د.ب.أ)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (د.ب.أ)

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، اليوم السبت، أن القيادة السياسية لحركة «حماس» تبحث احتمال نقل مقرها إلى خارج قطر، وذلك مع تزايد ضغوط أعضاء الكونغرس الأميركي على الدوحة بشأن الوساطة التي تقوم بها بين إسرائيل والحركة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب قولهم إن الحركة تواصلت في الأيام الأخيرة مع دولتين اثنتين على الأقل في المنطقة، إحداهما سلطنة عمان، بشأن ما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إلى عواصمهما.

وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن مغادرة حماس قطر يمكن أن تحبط المحادثات الحساسة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح عشرات الإسرائيليين المحتجزين في غزة، كما أنه قد يجعل من الصعب على إسرائيل والولايات المتحدة نقل رسائل إلى الحركة التي تصنفها واشنطن كمنظمة إرهابية.

وقال وسيط عربي مطلع للصحيفة الأميركية: «توقفت المحادثات بالفعل مرة أخرى مع عدم وجود إشارات أو احتمالات تذكر لاستئنافها في أي وقت قريب، كما أن انعدام الثقة يتزايد بين حماس والمفاوضين».

وقال وسيط عربي آخر: «احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار بالكامل أصبح ممكناً جداً».


قتيل من «الحشد» في «انفجار» بقاعدة عسكرية شمال بابل... وواشنطن تنفي مسؤوليتها

عسكريون عراقيون يتلقون العلاج في مستشفى في الحلة بمحافظة بابل بعد إصابتهم في قصف خلال الليل على قاعدة عسكرية (أ.ف.ب)
عسكريون عراقيون يتلقون العلاج في مستشفى في الحلة بمحافظة بابل بعد إصابتهم في قصف خلال الليل على قاعدة عسكرية (أ.ف.ب)
TT

قتيل من «الحشد» في «انفجار» بقاعدة عسكرية شمال بابل... وواشنطن تنفي مسؤوليتها

عسكريون عراقيون يتلقون العلاج في مستشفى في الحلة بمحافظة بابل بعد إصابتهم في قصف خلال الليل على قاعدة عسكرية (أ.ف.ب)
عسكريون عراقيون يتلقون العلاج في مستشفى في الحلة بمحافظة بابل بعد إصابتهم في قصف خلال الليل على قاعدة عسكرية (أ.ف.ب)

أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية اليوم (السبت) مقتل عنصر من «الحشد الشعبي» وإصابة ثمانية آخرين بينهم منتسب من الجيش في انفجار وحريق داخل معسكر كالسو بشمال بابل، فيما قال مصدران أمنيان إن الانفجار ناجم عن «قصف جوي».

وأضافت خلية الإعلام الأمني في بيان أنه تم تشكيل لجنة فنية مختصة من الدفاع المدني والجهات الأخرى ذات الصلة لمعرفة أسباب الانفجار والحريق في المعسكر.

وأشار البيان إلى تقرير أصدرته قيادة الدفاع الجوي وأكدت فيه عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبيل الانفجار وفي أثنائه.

وقال مصدر أمني في محافظة بابل لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إن معسكر كالسو مشترك «فهو يضم مقرات ألوية مقاتلة للحشد الشعبي ووحدات تابعة للجيش العراقي وأخرى من الشرطة الاتحادية».

وكان مصدران أمنيان قد تحدثا عن «قصف جوي» لقاعدة كالسو العسكرية. وردّاً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» لم يُحدّد مسؤول عسكري ومسؤول في وزارة الداخليّة الجهة التي تقف وراء القصف . كما لم يُحدّدا ما إذا كانت الضربة قد شُنّت بطائرة مسيّرة.

وأعلنت القيادة العسكريّة الأميركيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) من جهتها، أنّ الولايات المتحدة «لم تُنفّذ ضربات» في العراق الجمعة.

وقالت «سنتكوم» عبر منصّة «إكس»: «نحن على علم بمعلومات تزعم أنّ الولايات المتحدة نفّذت غارات جوّية في العراق اليوم (أمس). هذه المعلومات خاطئة».

وردّاً على سؤال «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الجيش الإسرائيلي إنّه «لا يُعلّق على معلومات ترد في وسائل الإعلام الأجنبيّة».

جندي يقف حراسة عند مدخل قسم الطوارئ في مستشفى في الحلة بمحافظة بابل بوسط العراق حيث يعالج الأشخاص الذين أصيبوا في قصف على قاعدة «كالسو» في محافظة بابل (أ.ف.ب)

وقال «الحشد» في بيان: «وقع انفجار في مقرّ لـ(الحشد الشعبي) في قاعدة (كالسو) العسكريّة، في ناحية المشروع طريق المرور السريع شمال محافظة بابل».

وأضاف: «وصل فريق تحقيق على الفور إلى المكان، وتسبّب الانفجار بوقوع خسائر مادّية وإصابات».

وأشار إلى أنه سيقدّم مزيداً من التفاصيل عند «انتهاء التحقيق الأوّلي».

يأتي هذا التطوّر الذي شهده العراق في سياق إقليمي متفجّر تُغذّيه الحرب الدائرة في غزّة، في حين تتواصل الجهود الدبلوماسيّة لتجنّب تمدّد النزاع.

فجر الجمعة، سُمعت أصوات انفجارات قرب قاعدة عسكريّة في منطقة أصفهان وسط إيران حيث قلّلت السلطات من تأثيرها، من دون أن تتّهم إسرائيل مباشرةً بالوقوف وراءها، في حين لم يصدر تعليق إسرائيلي على الهجوم. وحصل ذلك بعد أقلّ من أسبوع على هجوم إيراني غير مسبوق ومباشر ضدّ إسرائيل.

«مخاطر التصعيد العسكري»

في قاعدة «كالسو» في العراق، أفاد مسؤول عسكري مشترطاً عدم كشف اسمه، بسقوط ثلاثة جرحى في صفوف الجيش العراقي جرّاء القصف ليل الجمعة/ السبت.

وقال إنّ «هناك مخازن للعتاد حالياً تنفجر بسبب القصف»، وأشار إلى أن «النار ما زالت تلتهم بعض الأماكن، والبحث جارٍ عن أيّ إصابات أخرى».

وأكّد المسؤول في وزارة الداخليّة من جانبه، أنّ الانفجار استهدف «مقرّ الدروع التابعة لـ(الحشد الشعبي)»، مضيفاً أنّ «الانفجار طال العتاد والأسلحة من السلاح الثقيل والمدرّعات».

و«الحشد الشعبي» جزء لا يتجزّأ من جهاز الأمن العراقي الرسمي الخاضع لسلطة رئيس الوزراء. لكنّ هيئة «الحشد الشعبي» تضمّ عدداً من الفصائل المسلّحة الموالية لإيران، والتي نفّذ بعضها هجمات في العراق وسوريا ضدّ الجنود الأميركيّين المنتشرين في إطار التحالف الدولي المناهض للجهاديّين.

وهذا الانفجار الذي شهده العراق ليل الجمعة/ السبت ولم تتبنّه أيّ جهة على الفور، يأتي في سياق إقليمي متفجّر تُغذّيه الحرب الدائرة في غزّة بين إسرائيل وحركة «حماس».

ونفت القيادة المركزية الأميركية تقارير زعمت أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية في العراق يوم الجمعة.

وعبّرت الخارجيّة العراقيّة مساء الجمعة عن «قلقها الشديد» حيال الهجوم الذي استهدف أصفهان، محذّرة من «مخاطر التصعيد العسكري الذي يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة». وأضافت: «هذا التصعيد يجب ألّا يصرف الانتباه عمّا يجري في قطاع غزّة من دمار وإزهاق للأرواح البريئة».

ولا يزال رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني موجوداً في الولايات المتحدة حيث التقى الرئيس جو بايدن في وقت سابق هذا الأسبوع.

الفصائل العراقية ترد

من جهة أخرى، قالت فصائل عراقية مسلحة إنها استهدفت فجر اليوم (السبت)، «هدفاً حيوياً في إيلات» في جنوب إسرائيل في هجوم بطائرات مسيرة، حسبما نشرت «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت الفصائل، التي تطلق على نفسها اسم «المقاومة الإسلامية في العراق»، في بيان، أن الاستهداف جاء «رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل، وانتهاك العدو الصهيوني للسيادة العراقية في استهدافه الغادر لمعسكرات (الحشد الشعبي)».

وسبق أن أعلنت هذه الفصائل استهداف قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا أو أهداف في إسرائيل، فيما تقول إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وتعرض معسكر «كالسو» في محافظة بابل إلى الجنوب من بغداد، والذي تتخذه بعض تشكيلات «الحشد الشعبي» مقراً لها، لقصف صاروخي مساء أمس (الجمعة).


خطوات «عملية» للأمن اللبناني في ملف النزوح السوري

سمیر جعجع: لترحيل مخالفي قوانين الإقامة من النازحين السوريين (لبنانی فورسز - میدیا)
سمیر جعجع: لترحيل مخالفي قوانين الإقامة من النازحين السوريين (لبنانی فورسز - میدیا)
TT

خطوات «عملية» للأمن اللبناني في ملف النزوح السوري

سمیر جعجع: لترحيل مخالفي قوانين الإقامة من النازحين السوريين (لبنانی فورسز - میدیا)
سمیر جعجع: لترحيل مخالفي قوانين الإقامة من النازحين السوريين (لبنانی فورسز - میدیا)

بدأت وزارة الداخلية اللبنانية وجهاز الأمن العام خطوات «عملية» للدفع قدماً بملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.

وبينما طلبت الوزارة من المحافظين ورؤساء البلديات التشدد في تطبيق التعاميم التي أصدرتها في سبتمبر (أيلول) الماضي لجهة التعامل بصرامة فيما يتعلق بموضوع مواقع إقاماتهم وعمالتهم وقمع المخالفات وإزالة التعديات، قالت مصادر «الأمن العام»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجهاز مستعد لترحيل ما بين 2000 و3000 نازح غير نظامي يومياً في حال كان هناك قرار سياسي بذلك». ولفتت المصادر إلى «تدابير جديدة اتُّخذت منذ بضعة أسابيع في إطار السعي لتنظيم هذا الملف والدفع باتجاه عودة النازحين إلى بلادهم؛ أبرزها عدم القبول بإفادات مصرفية وعقود إيجار لتجديد الإقامات واستبدال بها فرض إيداع مبلغ يتراوح بين مليار ونصف المليار ليرة لبنانية (نحو 16 ألف دولار أميركي) و3 مليارات ليرة (33 ألف دولار) في وزارة المال، كما بتنا نلجأ لإقفال المحال التجارية التي تؤدي لمنافسة غير مشروعة مع اللبنانيين».

وفي مؤتمر صحافي، دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى ترحيل مَن لا إقامة له، متحدثاً عما بين 40 و45 في المائة من السوريين يقيمون بشكل غير شرعي.

وحمّل جعجع «المسؤولية الأولى المركزية في مسألة اللجوء السوري للأمن العام اللبناني، ومعه بالدرجة الثانية قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني».


«حماس» تؤكد مقتل قائد كتيبة طولكرم برصاص إسرائيلي... والرئاسة الفلسطينية تندد

آليتان للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)
آليتان للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)
TT

«حماس» تؤكد مقتل قائد كتيبة طولكرم برصاص إسرائيلي... والرئاسة الفلسطينية تندد

آليتان للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)
آليتان للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)

أكدت حركة «حماس»، الجمعة، مقتل قائد كتيبة طولكرم في «سرايا القدس» و«عدد آخر من رفاقه»، إثر اقتحام القوات الإسرائيلية مخيّم نور شمس بمدينة طولكرم في الضفّة الغربية.

وقالت الحركة إنّ هذا القائد يُدعى محمد جابر «أبو شجاع»، وأضافت في بيان نقلته وكالة «أنباء العالم العربي»: «نحيي جماهير الضفة الغربية الذين لا يزالون منخرطين في طوفان الأقصى، ويلبّون نداء المقاومة والدفاع عن الأرض والعرض رغم وحشيّة الاحتلال وبطشه».

وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية قد أفادت بمقتل عدد من الشبان برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم. ونقلت عن مصادر قولها إن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت منزلاً في المخيم وقتلت 4 شبان كانوا يتحصنون داخله.

آليات للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)

في الوقت نفسه، أفادت وزارة الصحّة الفلسطينيّة بمقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم.

وقالت الوزارة عبر «فيسبوك» إن القتيل، هو فتى يبلغ من العمر 16 عاماً يُدعى قيس فتحي من المخيم، وصل إلى مستشفى طولكرم الحكومي بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة، إثر إصابته بالرصاص الحي.

ونددت الرئاسة الفلسطينية بما وصفتها بـ«الجريمة الجديدة» التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مدينة طولكرم، بما فيها مخيما نور شمس وطولكرم، وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين، فضلاً عن إحداث تدمير كبير في البنية التحتية والممتلكات.

وقالت الرئاسة إن «الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، واعتداءات المستوطنين، لا يمكن أن تكسر إرادة شعبنا، لكنها تقود فقط إلى مزيد من العنف والتوتر».


ماكرون يؤكد السعي «لتجنب تصاعد العنف بين لبنان وإسرائيل»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في باريس (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في باريس (إ.ب.أ)
TT

ماكرون يؤكد السعي «لتجنب تصاعد العنف بين لبنان وإسرائيل»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في باريس (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في باريس (إ.ب.أ)

أكد إيمانويل ماكرون، الجمعة، لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي خلال استقباله في باريس، «التزام فرنسا بذل كل ما في وسعها لتجنب تصاعد أعمال العنف بين لبنان وإسرائيل»، بحسب ما نقل الإليزيه.

وأضافت الرئاسة، في بيان، أن الرئيس الفرنسي، الذي التقى أيضاً قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، «أكد عزمه على مواصلة تقديم الدعم الضروري للقوات المسلحة اللبنانية»، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

ويتبادل «حزب الله» اللبناني وفصائل فلسطينية أخرى الضربات مع الجيش الإسرائيلي عبر الحدود، وترد القوات الإسرائيلية بقصف جوي ومدفعي ضد أهداف في قرى جنوب لبنان، وذلك منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) على خلفية اندلاع الحرب في غزة.


«أسطول الحرية» مستعد للإبحار من تركيا لغزة... وتحذير لإسرائيل من أي هجوم

سفينة «أكدينيز رورو» إحدى سفن أسطول الحرية (أ.ف.ب)
سفينة «أكدينيز رورو» إحدى سفن أسطول الحرية (أ.ف.ب)
TT

«أسطول الحرية» مستعد للإبحار من تركيا لغزة... وتحذير لإسرائيل من أي هجوم

سفينة «أكدينيز رورو» إحدى سفن أسطول الحرية (أ.ف.ب)
سفينة «أكدينيز رورو» إحدى سفن أسطول الحرية (أ.ف.ب)

يستعد «أسطول الحرية» للإبحار إلى غزة من ميناء توزلا التركي (غرب) لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وتقديم المساعدات للسكان الفلسطينيين، حسبما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتنتظر 3 سفن على الأقل محملة بـ5 آلاف طن من المواد الغذائية ومياه الشرب والمساعدات الطبية، الضوء الأخضر من السلطات التركية لمغادرة الميناء الواقع على بحر مرمرة جنوب إسطنبول، الأسبوع المقبل، إن أمكن، بحسب ما قال المنظمون، الجمعة.

وأعرب 280 ناشطاً ومدافعاً عن حقوق الإنسان ومحامياً وطبيباً عن استعدادهم للصعود على متن السفينة، آتين من أكثر من 30 دولة؛ بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والنرويج وألمانيا وإسبانيا وماليزيا.

وطلبوا أمام الصحافة ضمان حرية عبورهم ووقفاً فورياً لإطلاق النار في قطاع غزة الخاضع للحصار ويتعرض لقصف إسرائيلي منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وحذرت آن رايت، ناشطة السلام والضابطة السابقة في الجيش الأميركي، التي قالت إنها «استقالت عام 2003 احتجاجاً على الحرب في العراق»، السلطات الإسرائيلية من أن «أي محاولة للصعود على متن سفننا أو مهاجمتها ستكون غير قانونية».

ما لا يقل عن 3 سفن تحمل 5000 طن من الغذاء ومياه الشرب والمساعدات الطبية (أ.ف.ب)

وأضافت رايت: «نمثل المجتمع المدني المطالب بالسلام والعدالة. ونطلب من العالم ضمان أمننا لتوفير السلع الأساسية لإخواننا وأخواتنا في غزة».

وتابعت: «كما تعلمون هذا الأسطول ليس الأول»، في إشارة إلى محاولة سابقة لكسر الحصار أدت إلى توترات كبيرة بين إسرائيل وتركيا.

سابقة عام 2010

وعام 2010، أبحر «أسطول الحرية» الذي ضم 8 سفن شحن وعلى متنه 700 راكب ومساعدات إنسانية ومواد بناء من أنطاليا (جنوب) في محاولة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وإمداد السكان بحاجاتهم.

وبعد 9 أيام من إبحاره في 31 مايو (أيار)، أدت عملية عسكرية إسرائيلية والصعود على متن إحدى السفن «مافي مرمرة» إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة 28 من الناشطين و10 في الجانب الإسرائيلي.

وعقب هذه الحادثة، شهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا أزمات إلى حين استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بشكل كامل في أغسطس (آب) 2022، مع عودة السفيرين والقنصلين إلى البلدين.

وشددت رايت على أن «ما يعانيه الشعب الفلسطيني حالياً أمر لا يمكن تصوره»، مؤكدة أن «حصار غزة غير قانوني، وهو شكل من أشكال العقاب الجماعي ويشكل جريمة حرب».

من جهتها، قالت المحامية الأميركية هويدا عراف، وهي تضع الكوفية الفلسطينية: «هاجمت إسرائيل أسطولنا عام 2010، وقتلت 10 من متطوعينا من دون أن تحاسب يوماً».

وأكدت أنه «مثلما يعد حصار غزة غير قانوني، فإن أي محاولة من جانب إسرائيل لمهاجمتنا أو محاولة اعتراض سفننا ستكون مخالفة للقانون».

عمال يقومون بإعداد أسطول الحرية الراسي في ميناء توزلا البحري بالقرب من إسطنبول (أ.ف.ب)

كذلك، أشارت طبيبة التوليد وأمراض النساء الماليزية فوزية محمد حسن إلى أنه بينما يستمر تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، فإن «عمليات القتل مستمرة في غزة».

وأضافت: «لا يمكننا أن نسمح لإسرائيل بأن تحول انتباه العالم عما يتسبب في حصد مزيد من القتلى وانتشار الأمراض والدمار في غزة»، مشيرة إلى وجود «أكثر من 50 ألفاً من الحوامل» في القطاع المحاصر.

وأوضحت أننا «نعلم أن النساء يخضعن لعمليات قيصرية من دون تخدير، ويلدن أطفالاً خدجاً غير مكتملين ولا يستطعن إرضاعهم بسبب الإجهاد».

وتركيا من الدول الرئيسية التي تقدم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين. ووصلت، الجمعة، إلى ميناء العريش المصري «سفينة الخير» التاسعة التي بعثت بها الحكومة التركية، وهي محملة بـ3774 طناً من المساعدات الإنسانية.


ماكرون يمسك مجدداً بالملف اللبناني وعازم على مساعدته

ماكرون مستقبلاً ميقاتي (دالاتي ونهرا)
ماكرون مستقبلاً ميقاتي (دالاتي ونهرا)
TT

ماكرون يمسك مجدداً بالملف اللبناني وعازم على مساعدته

ماكرون مستقبلاً ميقاتي (دالاتي ونهرا)
ماكرون مستقبلاً ميقاتي (دالاتي ونهرا)

عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليهتم شخصياً ومباشرة بالملف اللبناني، رغم الخيبات الكثيرة التي واجهتها جهوده في لبنان منذ عام 2020، مع تفجيري المرفأ والزيارتين المتلاحقتين اللتين قاما بهما إلى لبنان، لمحاولة وضعه على سكة التعافي السياسي والاقتصادي. وبعدها، ترك الملف في عهدة وزير خارجيته، وقتها، جان إيف لودريان، لينتقل بعدها إلى كاترين كولونا التي سلمها حقيبة الخارجية في بداية ولايته الثانية، قبل أن تنتقل الحقيبة المذكورة إلى ستيفان سيجورنيه الذي كان مستشاره السياسي ورئيس مجموعة حزبه «النهضة» في البرلمان الأوروبي. وبين هذا وذاك، كانت خلية الإليزيه الدبلوماسية المؤلفة من مستشاره السفير إيمانويل بون، ومن مستشاره لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي باتريك دوريل، وبالتشارك مع برنار إيميه، السفير الأسبق لدى لبنان ومدير المخابرات الخارجية حتى أشهر خلت، الجهة المولجة بالملف اللبناني، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية.

نهاية الإخفاقات الفرنسية

عندما أخفقت الجهود الفرنسية في إنجاز المهمة الصعبة الموكلة إليها، عمدت إلى الاستدارة بداية نحو اللجنة الثلاثية (فرنسا والولايات المتحدة والمملكة السعودية)، لتتحول لاحقاً إلى لجنة خماسية (بانضمام مصر وقطر إليها). وآخر ما قام به ماكرون تكليف الوزير السابق لودريان بمهمة «تنسيقية» لمساعدتها. والحال أن الأخير، بعد زيارتين غير مثمرتين إلى لبنان، دأب على العودة إلى الواجهة ليومين أو 3، ليختفي لأشهر بعدها. وآخر ما قام به زيارة واشنطن لتنسيق المواقف بين فرنسا والولايات المتحدة بشأن ملفين رئيسيين: حرب «المشاغلة» القائمة في جنوب لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل. ولهذا الغرض، قدم سيجورنيه خطة مع محطات زمنية لإعادة الهدوء لهذه الجبهة، وجاءت موازية (ومنهم من يصفها بالمنافسة) لخطة أميركية قدمها مبعوث الرئيس بايدن لشؤون أمن الطاقة أموس هوكشتاين مهندس الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل. والملف الثاني عنوانه الانتخابات الرئاسية التي فشلت باريس، بداية، في تنفيذ رؤيتها القائمة وقتها على وصول النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، مرشح الثنائي الشيعي إلى قصر بعبدا، لتتخلى عنها مع لودريان الذي أخذ يدافع عن خيار المرشح الثالث الذي رفضه، حتى اليوم، الثنائي المذكور.

وسط هذه الإخفاقات وعلى خلفية التصعيد الذي يشهده الشرق الأوسط والمخاوف الفرنسية التي نقلها المسؤولون في باريس مراراً إلى السياسيين اللبنانيين، داعين إياهم لأخذ التهديدات الإسرائيلية بتوسيع نطاق الحرب مع لبنان على محمل الجد، ولكن دون طائل، يبدو أن الرئيس ماكرون قرر استعادة الملف اللبناني الذي حمله مع آخرين إلى القمة الاستثنائية التي حصلت في بروكسل يومي الأربعاء والخميس الماضيين. واللافت فيها أن ماكرون اغتنم فرصة المؤتمر الصحافي الذي عقده بنهايتها ليوجه مجموعة رسائل وليرسم «خريطة طريق» تحركه الجديد لصالح لبنان.

وجاءت الاجتماعات التي شهدها قصر الإليزيه الجمعة، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومع قائد الجيش العماد جوزيف عون، ثم الاجتماع الموسع على مأدبة الغداء الذي ضم المستشارين من الطرفين، لاستكمال النقاش ومن أجل التفاهم على الملفات الأربعة التي أثارها ماكرون من بروكسل؛ وأبرزها السبل الآيلة لتوفير وضمان الأمن والاستقرار في لبنان، ما يعني عملياً إيجاد تسوية لملف «حرب المناوشات» بين لبنان وإسرائيل واستباق تحولها إلى حرب موسعة بالارتباط مع التصعيد الأخير الحاصل بين إيران وإسرائيل والمخاوف الفرنسية بأن يكون لبنان أحد مسارحه. والملف الثاني يتناول دعم الجيش اللبناني. وقال ماكرون من بروكسل إن «المجلس الأوروبي قرر توفير مساعدة معززة للجيش اللبناني» الذي يراد له أن يلعب دوراً محورياً، بالتعاون مع قوات «اليونيفيل»، في تبريد جبهة الجنوب والعودة إلى تطبيق مضمون القرار الدولي رقم 1701 لعام 2006 الذي ينص على منطقة خالية من السلاح والمسلحين ما بين نهر الليطاني والحدود الدولية.

وكان يفترض أن تستضيف باريس الشهر الماضي، مؤتمراً دولياً لدعم الجيش اللبناني. إلا أنه لم يحصل، بل عُقد مؤتمر مشابه في إيطاليا بحضور العماد عون. ويصر الغربيون على الحاجة للمحافظة على الجيش باعتباره دعامة المحافظة على لبنان واستقراره. والثالث يركز على الالتفات إلى الاقتصاد اللبناني وكيفية مد يد المساعدة له. وسبق لماكرون أن قدم خريطة طريق اقتصادية عام 2020، لإنقاذ لبنان والحؤول دون انزلاقه إلى قعر الهاوية وربطها بالإصلاحات المطلوبة التي هي وسيلة الوصول إلى المساعدات الدولية التي وعد بها لبنان في مؤتمر «سيدر» في عام 2018. وكانت الوعود ضربت وقتها رقماً قياسياً، إذ وصلت إلى 11 مليار دولار بين هبات وقروض واستثمارات.

الأولوية لمساعدة الجيش اللبناني

وفي السياق العسكري، أشارت مصادر مواكبة للاجتماع بين ماكرون وعون إلى أنه كان إيجابياً، وقدم فيه عون دراسة متكاملة عن حاجات الجيش ووضعه والتحديات التي يواجهها عسكرياً ومادياً. ودرسها الجانب الفرنسي، وكانت لديه بعض الأسئلة حول مندرجاتها. وتم البحث في كيفية القيام بمساعدة الجيش، كما تم البحث بالوضع في الجنوب وإمكانية تعزيز وجوده وفق خطة معينة وتأمين حاجاته. ومن أجل ذلك تم تشكيل لجنة مشتركة للبحث بهذه الخطة والحاجات وكيفية تمويلها. وقد يحتاج ذلك بالطبع إلى قرار سياسي لبناني ووقف لإطلاق النار في الجنوب.

أما بالنسبة للملف الاقتصادي، فإن باريس تذكر بأنها مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة دعم لبنان كانت دائماً جاهزة لتقديم المساعدات الاقتصادية والمالية، شرط القيام بالإصلاحات البنيوية لوقف النزيف المالي الذي يتعرض له لبنان من جراء الفساد. والطريق إليها تمر عبر الإصلاحات الهيكلية.

كذلك تم بحث موضوع اللاجئين السوريين من جميع جوانبه. وكان الرئيس ماكرون قد أشار إلى «تولي الاتحاد الأوروبي مسؤولية اللاجئين السوريين». ومن السيناريوهات المحتملة أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتقديم المساعدات لسد المصاريف التي تتكبدها الدول المضيفة؛ ومنها لبنان.

أما الملف الأخير فيتناول الشغور الرئاسي الذي لم يغِب عن المحادثات. إلا أن مصدراً في قصر الإليزيه قال إنه «ليس الهدف الأساسي» من المناقشات التي أُجريت الجمعة، رغم أهمية القيام في أسرع وقت ممكن بانتخاب رئيس للجمهورية من أجل إعادة بناء مقومات الدولة، وباريس تحذر السلطات اللبنانية من المخاطر التي يتعرض لها البلد.


«الأمم المتحدة» تستنكر التحطيم «المتعمد والغاشم» للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة

يتم وضع الأطفال حديثي الولادة في السرير بعد إخراجهم من الحاضنات في مستشفى الشفاء بغزة (رويترز)
يتم وضع الأطفال حديثي الولادة في السرير بعد إخراجهم من الحاضنات في مستشفى الشفاء بغزة (رويترز)
TT

«الأمم المتحدة» تستنكر التحطيم «المتعمد والغاشم» للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة

يتم وضع الأطفال حديثي الولادة في السرير بعد إخراجهم من الحاضنات في مستشفى الشفاء بغزة (رويترز)
يتم وضع الأطفال حديثي الولادة في السرير بعد إخراجهم من الحاضنات في مستشفى الشفاء بغزة (رويترز)

ندّدت «الأمم المتحدة»، اليوم (الجمعة)، بالتدمير المتعمد للمعدات الطبية المعقدة التي يصعب الحصول عليها في المستشفيات وأقسام الولادة التي ترزح تحت ضغوط هائلة في غزة، ما يزيد المخاطر التي تواجهها النساء اللواتي يلدن في «ظروف غير إنسانية ولا يمكن تصورها»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال دومينيك ألين، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في دولة فلسطين، إن البعثات الأخيرة التي قادتها «الأمم المتحدة» إلى 10 مستشفيات في غزة وجدت أن كثيراً منها «في حالة خراب» ولم يعد سوى عدد قليل منها قادراً على تقديم أي مستوى من الرعاية الصحية للأمهات.

وقال إن ما عثرت عليه الفرق في مجمع مستشفى ناصر الطبي، الذي حاصرته القوات الإسرائيلية لفترة طويلة خلال عملياتها في مدينة خان يونس الجنوبية، «يفطر قلبي».

وفي حديثه للصحافيين، في جنيف عبر الفيديو من القدس، أشار إلى أنه رأى «معدات طبية تم تحطيمها عمداً، وكابلات أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية وقد تم قصُّها، وأنتم تعرفون مدى أهميتها للمساعدة في ضمان ولادة آمنة».

وأضاف: «لقد تم تحطيم شاشات المعدات الطبية المعقدة، مثل أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية وغيرها من الشاشات».

وشرحت منظمة الصحة العالمية مدى صعوبة إدخال مثل هذه المعدات إلى غزة قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بين حركة «حماس» وإسرائيل.

«تدمير مقصود وغاشم»

وشدد ألين على أن هذا «التدمير المتعمد والغاشم لقسم الولادة»، إلى جانب الأضرار الأخرى، وقطع الماء والكهرباء وتدمير شبكة الصرف الصحي، يعقد الجهود الرامية إلى إعادة تشغيل ما كان في السابق ثاني أهم مستشفى في القطاع المحاصر «لتوفير شريان حياة».

وفي الوقت نفسه، قال إنه في مستشفى الخير التخصصي للولادة في خان يونس «لا يبدو أن هناك أي معدات طبية تعمل».

وأعرب عن أسفه أمام الصمت المخيم على غرف الولادة، وفي حين أنها «يجب أن تكون مكاناً يهب الحياة فإنها توحي بشعور غريب بالموت».

ولا يعمل حالياً سوى 10 مستشفيات من أصل 36 في غزة، وبشكل جزئي.

وقال ألين إن 3 فقط منها يمكنها تقديم المساعدة لنحو 180 امرأة يلدن في مختلف أنحاء غزة كل يوم، ويعاني نحو 15 في المائة منهن مضاعفات تتطلب رعاية متخصصة.

ومن ثم، فإن المستشفيات التي يمكنها تقديم مثل هذه الرعاية عاجزة عن ذلك.

وأضاف أن المستشفى الإماراتي في الجنوب، وهو مستشفى الولادة الرئيسي في غزة حالياً، ييسر على سبيل المثال نحو 60 ولادة يومياً، بما في ذلك 12 عملية قيصرية.

ونظراً للضغط الكبير الذي يواجهه، يُضطر إلى إخراج النساء بعد ساعات فقط من الولادة، «وبعد الولادة القيصرية، يخرجن بعد أقل من يوم واحد»، وفقاً لألين، الذي شدد على أن «هذا يزيد من المخاطر» على صحتهن وصحة مواليدهن.

«شلل تام»

وقال إنه من الواضح أن هناك مخاطر في الإجراءات المعقدة، على صلة «بسوء التغذية والجفاف والخوف، ما يؤثر على قدرة المرأة الحامل على الولادة بأمان وحمل طفلها إلى فترة الحمل الكاملة بأمان».

وأبلغ طبيب في المستشفى الإماراتي ألين بأنه «لم يعد يرى أطفالاً يولدون بحجم طبيعي».

وأضاف ألين أنه في ظل النظام الصحي «المصاب بشلل تام» في غزة، فإن صندوق الأمم المتحدة للسكان «يشعر بقلق عميق بشأن القدرة على توفير الرعاية بعد الولادة».

وقال إن الوكالة تنشر القابلات ومعدات القبالة في المراكز المؤقتة التي يتم إنشاؤها في المدارس للمساعدة في سدّ النقص.

اندلعت الحرب الحالية بعد أن شنّت «حماس» هجوماً غير مسبوق في 7 أكتوبر احتجز المهاجمون خلاله نحو 250 رهينة، تقدر إسرائيل أن 129 منهم ما زالوا في غزة، من بينهم 34 يُعتقد أنهم لقوا حتفهم.

وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي المدمر إلى مقتل أكثر من 34 ألف شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في القطاع، الذي كانت تديره «حماس».