الرئيس الصومالي يدعو إلى «وقف فوري» لأعمال العنف في لاسعانود

بعد اشتباكات مع انفصاليين خلفت عشرات القتلى

اجتماع الحكومة الصومالية أمس في العاصمة مقديشو (وكالة الصومال الرسمية)
اجتماع الحكومة الصومالية أمس في العاصمة مقديشو (وكالة الصومال الرسمية)
TT

الرئيس الصومالي يدعو إلى «وقف فوري» لأعمال العنف في لاسعانود

اجتماع الحكومة الصومالية أمس في العاصمة مقديشو (وكالة الصومال الرسمية)
اجتماع الحكومة الصومالية أمس في العاصمة مقديشو (وكالة الصومال الرسمية)

دعا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، اليوم (الثلاثاء)، إلى «وقف فوري» لأعمال العنف في مدينة لاسعانود بمحافظة سول بـ«أرض الصومال» الانفصالية شمال البلاد، بعدما لقي حوالى 34 شخصاً مصرعهم في اشتباكات بين القوات الحكومية لـ«أرض الصومال» ومجموعات أهلية مسلحة.
وبعدما قدم تعازيه لأسر وأقارب ضحايا العنف، أكد شيخ محمود «دعم الحكومة الفيدرالية لكل من يساهم في إحلال السلام»، وشدد على «ضرورة احترام ومراعاة رغبة سكان المنطقة، وحل الخلافات القائمة عبر المفاوضات والمصالحة». كما حث زعماء العشائر على حل الخلافات عبر المحادثات وتجنب إراقة دماء المدنيين.
بدورها، دعت الحكومة الصومالية إلى الوقف الفوري للعنف ووقف إطلاق النار في لاسعانود، وقالت على لسان وزير داخليتها أحمد فقي، إنها تتابع عن كثب الأوضاع في المدينة، وتعرب عن أسفها الشديد لما حدث وتسبب في نزوح السكان وتدمير الممتلكات.
واعتبر في مؤتمر صحافي عقده أمس أن المشكلة القائمة في المدينة سياسية ولا يمكن حلها بالقوة، داعياً إلى مراعاة رغبة السكان ومحاولة حل الخلافات القائمة عبر المفاوضات. وأكد فقي أن حكومته مسؤولة عن حماية المبادئ الدستورية للحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية الصومالية وشعبها، وتحترم رغبة وقرار أهالي المدينة.
وفي غياب أي إحصائيات رسمية أو حكومية، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن طبيب في المستشفى، أن 34 على الأقل قُتلوا وأصيب 40 في قتال دار يوم الاثنين، فيما أكد طبيب ثان عدد القتلى، وقال إن المستشفى استهدف بقذائف «مورتر».
وقال محمد كاهن وزير داخلية «أرض الصومال»، إن القتال اندفع في شرق المنطقة بين قوات محلية ومسلحين مناهضين للحكومة، لافتاً في تصريحات صحافية، إلى تعرض قوات الولاية لهجوم مسلح من مجموعات مسلحة»، مشيراً إلى أن «القوات تصدت للهجوم»، دون مزيد من التفاصيل.
وطبقاً لسكان المدينة، فإن المواجهات بين قوات الحكومة ومجموعات مسلحة من عشيرة طلبهنتي، كانت عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وتزامنت مع اجتماع لشيوخ العشيرة التي تقطن إقليمي سول وسناغ، طالبوا فيه بسحب القوات الحكومية من المدينة.
وأعلن شيوخ العشيرة في بيان عقب الاجتماع، أن سول وسناغ إقليمان منفصلان عن إدارة «أرض الصومال» وتابعان للحكومة الصومالية الفيدرالية.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق نار كثيفاً من قبل الأطراف شرق مدينة لاسعانود.
وهذا هو القتال الأحدث من نوعه في المنطقة، بعد مرور شهر على مقتل نحو 20 في احتجاجات خرجت بسبب التنازع على السيطرة على بعض المناطق.
وانفصلت «أرض الصومال» عن الصومال في 1991، لكنها لم تحظ باعتراف دولي واسع لاستقلالها، كما واجهت المنطقة معارضة لمطالباتها بالسيادة على أراض على حدودها الشرقية مع بلاد بنط، وهي إحدى المناطق التي بها حكم شبه ذاتي في الصومال.
إلى ذلك، أعلن عبد القادر محمد نور وزير الدفاع الصومالي، موافقة حكومته على اتفاقية أمنية مع حكومة الإمارات، من منطلق تعزيز التعاون العسكري والأمني والعملياتي في مكافحة العناصر والتنظيمات والتهديدات الإرهابية في الحرب المستمرة ضد الإرهاب.
وعدَّ في بيان عبر «تويتر»، أن هذه الاتفاقية «ستساعد الصومال على تكوين قوات كافية من أجل تجاوز العمليات الأمنية بالكامل من نظام قوات حفظ السلام الأفريقية بما يتماشى مع رؤيتنا الأمنية»، لافتاً إلى أنه «عبر التدريب المناسب، ستكون لدى الصومال القوة الكافية لمواجهة التهديدات الأمنية الناشئة داخل أراضيها وخارجها».


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

العالم العربي الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

أعلن الجيش الصومالي نجاح قواته في «تصفية 60 من عناصر حركة (الشباب) المتطرفة»، في عملية عسكرية مخططة، جرت صباح الثلاثاء، بمنطقة علي قبوبي، على مسافة 30 كيلومتراً جنوب منطقة حررطيري في محافظة مذغ وسط البلاد. وأكد محمد كلمي رئيس المنطقة، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية، أن «الجيش نفذ هذه العملية بعد تلقيه معلومات عن سيارة تحمل عناصر من (ميليشيات الخوارج) (التسمية المتعارف عليها حكومياً لحركة الشباب المرتبطة بالقاعدة) وأسلحة»، مشيراً إلى أنها أسفرت عن «مقتل 60 من العناصر الإرهابية والاستيلاء على الأسلحة التي كانت بحوزتهم وسيارتين عسكريتين». ويشن الجيش الصومالي عمليات عسكرية ضد «الشباب» بدعم من مقات

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار

رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

(حوار سياسي) بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إليها مستقبلاً...

خالد محمود (القاهرة)
العالم رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار حمزة بري أكد ضرورة القضاء على أزمة الديون لإنقاذ وطنه من المجاعة والجفاف بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إ

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

رفض مجلس النواب الأميركي مشروع قانون، قدمه أحد النواب اليمينيين المتشددين، يدعو الرئيس جو بايدن إلى سحب جميع القوات الأميركية من الصومال في غضون عام واحد. ورغم هيمنة الجمهوريين على المجلس، فإن المشروع الذي تقدم به النائب مات غايتس، الذي لعب دوراً كبيراً في فرض شروط الكتلة اليمينية المتشددة، قبل الموافقة على انتخاب كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، رفضه غالبية 321 نائباً، مقابل موافقة 102 عليه. وعلى الرغم من أن عدد القوات الأميركية التي تنتشر في الصومال، قد تراجع كثيراً، عما كان عليه في فترات سابقة، خصوصاً منذ عام 2014، فإن البنتاغون لا يزال يحتفظ بوجود مهم، في الصومال وفي قواعد قريبة.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

عقدت الدول المشاركة في بعثة قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال (أتميس)، اجتماعاً (الثلاثاء)، بالعاصمة الأوغندية كمبالا، لبحث «سبل تعزيز العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على (حركة الشباب) المتطرفة». ويأتي الاجتماع تمهيداً للقمة التي ستعقد في أوغندا خلال الأيام المقبلة بمشاركة رؤساء الدول المنضوية تحت بعثة «أتميس»، وهي (جيبوتي، وأوغندا، وبوروندي، وكينيا، وإثيوبيا)، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية الرسمية. وناقش الاجتماع «سبل مشاركة قوات الاتحاد الأفريقي في العمليات العسكرية الجارية للقضاء على فلول (حركة الشباب)، كما تم الاستماع إلى تقرير من الدول الأعضاء حول ذلك»، مشيدين بـ«سير العمليات

خالد محمود (القاهرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.