المجتمع الدولي يهرع لتقديم المساعدات لتركيا وسوريا بعد الزلزال المدمر

رجال إنقاذ ينتشلون محمد روزغار ابن الـ5 سنوات من تحت أنقاض مبنى مدمر في هاتاي تركيا (رويترز)
رجال إنقاذ ينتشلون محمد روزغار ابن الـ5 سنوات من تحت أنقاض مبنى مدمر في هاتاي تركيا (رويترز)
TT

المجتمع الدولي يهرع لتقديم المساعدات لتركيا وسوريا بعد الزلزال المدمر

رجال إنقاذ ينتشلون محمد روزغار ابن الـ5 سنوات من تحت أنقاض مبنى مدمر في هاتاي تركيا (رويترز)
رجال إنقاذ ينتشلون محمد روزغار ابن الـ5 سنوات من تحت أنقاض مبنى مدمر في هاتاي تركيا (رويترز)

تتواصل العروض الدولية لإرسال المساعدات لتركيا وسوريا بعد الزلزال القوي الذي ضرب جنوب شرقي تركيا، أمس (الاثنين)، وامتدت ارتداداته إلى الشمال السوري، وأودى بحياة الآلاف وخلّف خسائر مادية جسيمة.
وصباح أمس، توجه وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، بنداء عاجل لدول العالم لتقديم المساعدات الضرورية لبلاده من أجل إغاثة المنكوبين جراء الزلزال. وأعلن الرئيس التركي الحداد الوطني مدة 7 أيام وإغلاق المدارس لأسبوع كامل.
وهذا الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، هو الأعنف الذي يضرب تركيا منذ 17 أغسطس (آب) 1999، الذي أودى بـ17 ألف شخص، من بينهم ألف في إسطنبول.
وهز الزلزال المدمّر تركيا وسوريا في ساعة مبكرة من صباح أمس، وتلاه 3 زلازل أخرى كان آخرها منذ قليل، فأسقط مجمعات سكنية بأكملها ودمر مستشفيات وخلف آلاف المصابين أو المشردين.

الولايات المتحدة
وسارعت الولايات المتحدة إلى تقديم المساعدات لتركيا، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن على حسابه الرسمي بـ«تويتر»: «طلبت من أجهزتي أن تواصل متابعة الوضع عن كثب بالتنسيق مع تركيا وتقديم كل المساعدة الضرورية أيّاً كانت».
وأضاف: «تنتشر فرقنا بسرعة للشروع في دعم جهود البحث والإنقاذ في تركيا والاستجابة لحاجات الجرحى والنازحين جراء الزلزال».
وذكرت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أن واشنطن نشرت فريقاً من المتخصصين في التعامل مع الكوارث، وهي بصدد نشر فريقين للبحث والإنقاذ من فرجينيا وكاليفورنيا من المتوقع أن يضم كل فريق 79 شخصاً.

الاتحاد الأوروبي
بدوره، فعّل الاتحاد الأوروبي آلية الحماية المدنية الخاصة به. وقال الاتحاد إن 17 دولة حتى الآن، عرضت إرسال فرق إنقاذ للمساهمة في جهود الإغاثة جراء الزلزال.
وأوضح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل، ومفوض الاتحاد لإدارة الأزمات يانيز ليناركيتش، في بيان مشترك، أنه «تم حشد 10 فرق إنقاذ وبحث بصورة سريعة من بلغاريا وكرواتيا والتشيك وفرنسا واليونان وهولندا وبولندا ورومانيا، لدعم فرق الإغاثة على الأرض».
https://twitter.com/EU_Commission/status/1622564984210202625
كما تعهدت المجر وإيطاليا وإسبانيا ومالطا وسلوفاكيا بتقديم مساعدة مماثلة.
وعرضت وكالة الحماية المدنية الإيطالية المساعدة على تركيا. وكان فريق مكافحة الحرائق يستعد للمغادرة من بيزا، ويقول الجيش الإيطالي إن رحلات النقل ستحمل المعدات، بالإضافة إلى العاملين الصحيين وغيرهم.
وغادر الفريقان الهولندي والروماني بالفعل، بحسب بيان صادر عن المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناركيتش.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، أن الفريق الذي سترسله بلاده يضم 139 من عمال الإنقاذ التابعين للأمن المدني.
كما سيغادر نحو 30 متطوعاً من جمعية «أجهزة الإطفاء للطوارئ الدولية»، ومقرها فرنسا، إلى تركيا اليوم.
وأفادت إسبانيا بأن 85 من رجال الإنقاذ سيغادرون إلى تركيا، وأعلن وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، على «تويتر»، أن بلاده «حشدت على الفور أفراداً ومسيرات» سيتوجهون إلى تركيا.
وفي بولندا، أعلن وزير الداخلية ماريوس كامينسكي، إرسال «76 من عناصر الإطفاء و8 كلاب إنقاذ».
وأعلنت اليونان إرسال نحو 20 رجل إطفاء ومساعدات إنسانية، ووعد رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، بتوفير «كل قواتها» لمساعدة تركيا.
كما تحدث رئيس الوزراء اليوناني هاتفياً مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتقديم «مساعدة فورية» لبلاده.
وأكدت السويد، على لسان رئيس وزرائها أولف كريسترسون، أنها «كشريك لتركيا ومكلفة برئاسة الاتحاد الأوروبي... مستعدة لتقديم مساعدتها».
ثم أعلن وزير الدفاع المدني كارل أوسكار بوهلين، في مؤتمر صحافي، التبرع بـ7 ملايين كورونة (نحو 650 ألف دولار) للجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر، مخصصة لتركيا وسوريا.
والتشيك أيضاً أرسلت فريق إنقاذ من 68 فرداً إلى تركيا، ويضم فريق الإنقاذ رجال إطفاء ومهندس إنشاءات وطبيباً، فضلاً عن كلاب بحث.

رجال الإنقاذ والمدنيون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض المباني المنهارة في كهرمان مرعش ، بالقرب من مركز الزلزال (أ.ف.ب)

بريطانيا
وفي بريطانيا، أعلن وزير الخارجية جيمس كليفرلي، إرسال 76 من رجال الإنقاذ، بالإضافة إلى المعدات وعدد من كلاب البحث إلى تركيا.
وقال كليفرلي في بيان: «نقف مستعدين لتقديم مزيد من الدعم حسب اقتضاء الحاجة».
وأشارت بريطانيا أمس، إلى أنها سترسل متخصصين في البحث والإنقاذ وفرق طوارئ طبية إلى تركيا بعد وقوع الزلزال.

سويسرا
وفي سويسرا، أعلنت وزارة الخارجية أنه سيتم نشر نحو 80 خبيراً في الإسعافات الأولية بتركيا، حسبما أفادت وكالة أنباء البلاد.

روسيا
أيضاً، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أن بلاده أرسلت عمال إنقاذ إلى سوريا وتركيا.
وذكر الجيش الروسي أن أكثر من 300 من جنوده ينتشرون في سوريا باشروا المساعدة في رفع الأنقاض.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية، استعدادها لإرسال فريق بحث وإنقاذ مكون من 100 عنصر إلى تركيا، للمساهمة في مواجهة آثار الزلزال.
وتحتفظ روسيا، وهي حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد، بوجود عسكري قوي في سوريا. كما يرتبط بوتين بعلاقة قوية بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي سعى بلده للتوسط في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

أوكرانيا
وحتى أوكرانيا التي تعاني من الغزو الروسي، بادرت للمساعدة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده «مستعدة لتقديم المساعدة الضرورية» لتركيا، وإرسال مجموعة كبيرة من المنقذين، وفقاً لما أعلن وزير الخارجية دميترو كوليبا على في تغريدة على «تويتر».

آيرلندا
كذلك، أعلنت آيرلندا عن مساعدات إنسانية بقيمة مليوني يورو، استجابة لنداء المساعدة الذي وجهته الحكومة التركية والمنظمات الإنسانية العاملة في تركيا وشمال غربي سوريا.

أذربيجان
أعلنت أذربيجان إرسال 370 فرد إنقاذ إلى تركيا، للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ.

إسرائيل
وقالت إسرائيل أمس، إنها تلقت طلباً من سوريا للمساعدة في جهود الإغاثة عقب الزلزال، وإنها تستعد للقيام بذلك، في بادرة نادرة حيال دولة عربية تناصبها إسرائيل العداء.
وصرح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بأنه أمر بإرسال مساعدات إلى تركيا، مركز زلزال أمس.
وقال نتانياهو: «بما أنه وصل إلينا طلب أيضاً لفعل ذلك من أجل كثير من ضحايا الزلزال في سوريا، وجهت بفعل ذلك أيضاً».
وصرح لاحقاً بأن طلب الإغاثة الإنسانية من سوريا نقله «مسؤول دبلوماسي» لم يفصح عن اسمه.
وأضاف: «وافقت على هذا وأعتقد أن هذه الإجراءات ستحدث قريباً». ولم يتضح ما إذا كان طلب المساعدة وارداً من النظام أم المعارضة.

الصين
وأمس، أفادت وكالة تابعة لمجلس الدولة الصيني معنية بتقديم المساعدات الخارجية، الاثنين، بأن بكين مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى تركيا وسوريا.

الهند
وبدورها، أعلنت وزارة الخارجية الهندية أنه «تقرر إرسال فرق بحث وإغاثة تابعة للقوة الوطنية للاستجابة للكوارث، وفرق طبية، بالإضافة إلى مواد الإغاثة على الفور بالتنسيق» مع تركيا.
وقالت الوزارة في بيان، إن فريقين من القوة الوطنية للاستجابة للكوارث يتألفان من 100 شخص ومن كلاب إنقاذ ومعدات، جاهزان للسفر إلى المنطقة المتضررة، كما أن فرق الأطباء والمسعفين والإسعافات الأولية اللازمة جاهزة للنقل إلى هناك أيضاً.

الدول العربية
ومن تونس، أمر الرئيس قيس سعيد بإرسال مساعدات عاجلة لكل من سوريا وتركيا، حيث ستتولى طائرات عسكرية نقل هذه المساعدات للبلدين.
وفي الجزائر، أمر الرئيس عبد المجيد تبون بإرسال فريق من الحماية المدنية إلى تركيا.
https://twitter.com/APS_Algerie/status/1622662658930483216
وفي ليبيا، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، تعليماته بإرسال فريق مكون من 55 فنياً للمشاركة بشكل فوري في الجهود المبذولة من قبل السلطات التركية والمساعدة في أعمال البحث عن العالقين تحت الأنقاض.
بدورها، أعلنت الحكومة اللبنانية أنها سترسل جنوداً ومسعفين من الصليب الأحمر والدفاع المدني ورجال إطفاء إلى تركيا للمساعدة في جهود الإنقاذ.
أيضاً قالت قيادة الجيش اللبناني: «سنرسل 15 عنصراً من فوج الهندسة إلى سوريا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ».
كما أشارت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني، إلى أنها سترسل 20 عنصراً إلى سوريا، للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل بموقع الزلزال.
أما من الأردن، فسيتم إرسال مساعدات طارئة إلى سوريا وتركيا المنكوبة بالزلزال بأوامر من الملك عبد الله الثاني.
وتعهدت مصر بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لتركيا.
وفي فلسطين، وجه رئيس مجلس الوزراء محمد أشتية، بإرسال فريق للمشاركة في أعمال الإنقاذ لضحايا الزلزال بتركيا وسوريا، وذلك بتكليف من الرئيس محمود عباس، وفق بيان للمجلس.
وأكد الهلال الأحمر العراقي أن فريق إنقاذ عراقياً يتوجه إلى تركيا للمساعدة في عمليات إنقاذ وإغاثة ضحايا الزلزال، وسيتم إرسال 60 طناً من المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى سوريا.

منطقة نشاط زلزالي
وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطاً زلزالياً هو من بين الأعلى في العالم. ففي أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ضرب زلزال بقوة 6.1 درجة شمال غربي تركيا، موقعاً نحو 50 جريحاً، ومتسبّباً بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.
وفي يناير (كانون الثاني) 2020، ضرب زلزال بقوة 6.7 درجة منطقة إلازيغ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً. وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، ضرب زلزال بقوة 7 درجات، بحر إيجة، ما أسفر عن مقتل 114 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين.
وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، في أحدث بيان لها، إن نحو 8 آلاف شخص أُنقذوا من 4758 مبنى مدمراً في الهزات الأرضية باليوم السابق. وأضافت الإدارة أن عدد قتلى الزلزال وصل إلى 3419، والجرحى 20426.
أما في سوريا، فقُتل ما لا يقل عن 1620 وأصيب نحو 3500، وفقاً لأرقام حكومة دمشق ورجال الإنقاذ في المنطقة الشمالية الغربية التي تسيطر عليها المعارضة. وتفاقمت آثار الزلزال في سوريا بسبب الدمار الذي لحق بها جراء الحرب الأهلية.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مسؤول إيراني: لا توجد خطة للرد الفوري على إسرائيل

لوحة دعائية تعرض صورة العميد الإيراني محمد رضا زاهدي وتحمل شعارات بالعبرية تتوعد إسرائيل (إ.ب.أ)
لوحة دعائية تعرض صورة العميد الإيراني محمد رضا زاهدي وتحمل شعارات بالعبرية تتوعد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

مسؤول إيراني: لا توجد خطة للرد الفوري على إسرائيل

لوحة دعائية تعرض صورة العميد الإيراني محمد رضا زاهدي وتحمل شعارات بالعبرية تتوعد إسرائيل (إ.ب.أ)
لوحة دعائية تعرض صورة العميد الإيراني محمد رضا زاهدي وتحمل شعارات بالعبرية تتوعد إسرائيل (إ.ب.أ)

قال مسؤول إيراني كبير لـ«رويترز»، اليوم (الجمعة)، إن طهران ليس لديها خطة للرد الفوري على إسرائيل، وذلك بعد ساعات من إعلان مصادر أن إسرائيل شنّت هجوماً على إيران.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، «لم نتأكد من المصدر الخارجي المسؤول عن الواقعة. لم نتعرض لأي هجوم خارجي، والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوماً».


مسؤول إسرائيلي: الهجوم داخل إيران رسالة عن قدرات تل أبيب على ضرب عمق البلاد

صورة أرشيفية تظهر لقطات شاهد عيان للحظة انفجار في مصنع للصناعات العسكرية في أصفهان، إيران، 29 يناير 2023 (رويترز)
صورة أرشيفية تظهر لقطات شاهد عيان للحظة انفجار في مصنع للصناعات العسكرية في أصفهان، إيران، 29 يناير 2023 (رويترز)
TT

مسؤول إسرائيلي: الهجوم داخل إيران رسالة عن قدرات تل أبيب على ضرب عمق البلاد

صورة أرشيفية تظهر لقطات شاهد عيان للحظة انفجار في مصنع للصناعات العسكرية في أصفهان، إيران، 29 يناير 2023 (رويترز)
صورة أرشيفية تظهر لقطات شاهد عيان للحظة انفجار في مصنع للصناعات العسكرية في أصفهان، إيران، 29 يناير 2023 (رويترز)

صرّح مسؤول إسرائيلي، اليوم (الجمعة)، بأن الجيش الإسرائيلي شن هجوماً جوياً داخل إيران انتقاماً للهجوم الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية على إسرائيل مؤخراً، حسبما أفادت به «وكالة الأنباء الألمانية».

ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي سبَّبه الهجوم، ولكن المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب مناقشة مسائل عسكرية حساسة، قال إن الهجوم يهدف إلى أن يوضح لطهران أن إسرائيل لديها القدرة على شن هجوم داخل العمق الإيراني، بحسب ما أوردته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية على موقعها الإلكتروني.

كانت وسائل إعلام إيرانية أفادت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة بسماع دوي انفجارات وحرائق قرب مطار أصفهان بجنوب طهران وقاعدة هشتم شكاري الجوية التابعة للجيش الإيراني.

وقال المتحدث باسم منظمة الفضاء الإيرانية إن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت عدة مسيرات صغيرة بنجاح.

وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن المنشآت النووية الإيرانية آمنة ولم تتعرض لأي ضرر، وأن أصوات الانفجارات في عدة مناطق ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية لبعض المسيّرات.


السفارة الأميركية في إسرائيل تطلب من موظفيها وعائلاتهم الحد من تنقلاتهم

لافتة تشير إلى موقع السفارة الأميركية (رويترز)
لافتة تشير إلى موقع السفارة الأميركية (رويترز)
TT

السفارة الأميركية في إسرائيل تطلب من موظفيها وعائلاتهم الحد من تنقلاتهم

لافتة تشير إلى موقع السفارة الأميركية (رويترز)
لافتة تشير إلى موقع السفارة الأميركية (رويترز)

طلبت السفارة الأميركية لدى إسرائيل الجمعة من موظفيها وعائلاتهم الحد من تنقلاتهم في البلاد، بعد ساعات من الإبلاغ عن انفجارات في إيران نسبها مسؤولون أميركيون إلى إسرائيل.

وجاء على موقع السفارة الإلكتروني أن «من باب الحذر الشديد عقب تقارير أفادت عن شن إسرائيل ضربة داخل إيران، لا يمكن لموظفي الحكومة الأميركية وأفراد عائلاتهم التنقل لدواعٍ شخصية» خارج مدن تل أبيب والقدس وبئر السبع «حتى إشعار آخر».

ونظراً إلى البيئة الأمنية «المعقدة» التي «يمكن أن تتغير بسرعة»، قد تقوم السفارة «بفرض قيود أو منع» الأشخاص المعنيين من السفر إلى أجزاء من إسرائيل ومدينة القدس القديمة والضفة الغربية المحتلة، على ما جاء في المذكرة.


«وكالة الطاقة الذرية» تؤكد عدم وقوع أي أضرار في المنشآت النووية الإيرانية

صورة جوية لمفاعل نطنز (أرشيفية)
صورة جوية لمفاعل نطنز (أرشيفية)
TT

«وكالة الطاقة الذرية» تؤكد عدم وقوع أي أضرار في المنشآت النووية الإيرانية

صورة جوية لمفاعل نطنز (أرشيفية)
صورة جوية لمفاعل نطنز (أرشيفية)

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الجمعة عدم وقوع أي ضرر في المواقع النووية الإيرانية في الهجوم الذي يُعتقد أن إسرائيل شنته على إيران.

وقالت الوكالة في منشور على «إكس» إنها تواصل مراقبة الوضع عن كثب وتدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس بأقصى درجة، مشددةً على أن المنشآت النووية ينبغي ألا تكون أبداً هدفاً في الصراعات العسكرية.


استهداف أصفهان... ومصادر إسرائيلية: رد على من هاجمنا

صورة نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني لمدينة أصفهان بعد تقارير عن سماع دوي انفجارات بها (أ.ف.ب)
صورة نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني لمدينة أصفهان بعد تقارير عن سماع دوي انفجارات بها (أ.ف.ب)
TT

استهداف أصفهان... ومصادر إسرائيلية: رد على من هاجمنا

صورة نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني لمدينة أصفهان بعد تقارير عن سماع دوي انفجارات بها (أ.ف.ب)
صورة نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني لمدينة أصفهان بعد تقارير عن سماع دوي انفجارات بها (أ.ف.ب)

قالت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الجمعة، إن البلاد تعرّضت لهجوم بمسيّرات صغيرة دفع السلطات لإغلاق المجال الجوي وتعليق الرحلات الجوية، وفق ما ذكرته وكالة أنباء العالم العربي.

ونقلت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية الجمعة عن «مصادر مطلعة» أنه «لا تقارير عن هجوم من الخارج» وقع في إيران، بعد الانفجارات التي سُمعت في البلاد، بينما قال مسؤولون إسرائيليون لهيئة البث الإسرائيلي وصحيفة جيروزاليم بوست إن تل أبيب «هاجمت من هاجمها».

ونقل التلفزيون الإيراني عن قائد كبير بالجيش قوله إنه لم تحدث أي أضرار في الهجوم الذي وقع أثناء الليل. وأضاف أن الضجيج الذي سُمع خلال الليل في أصفهان بوسط البلاد كان بسبب استهداف أنظمة الدفاع الجوي «لجسم مريب».

يأتي هذا بعد أقل من أسبوع على هجوم إيراني استهدف مواقع عسكرية في داخل إسرائيل توعدت إسرائيل بالرد عليه.

وقال مسؤولان عسكريان إسرائيليان لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن الجيش الإسرائيلي ضرب إيران في وقت مبكر اليوم (الجمعة).

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤول أميركي لم تسمّه القول إن صواريخ إسرائيلية ضربت موقعاً داخل إيران. وذكرت أن المسؤول لم يؤكد إن كانت مواقع في العراق أو سوريا قد تعرضت للقصف أيضاً.

وقالت قناة «العهد» العراقية إن دوي انفجار لم تُعرف أسبابه سُمع في ناحية الإمام بمحافظة بابل جنوبي البلاد. ولم تذكر القناة أي تفاصيل إضافية.

ونسبت شبكة «سي إن إن» لمسؤول أميركي أيضاً تأكيد شن إسرائيل ضربة داخل إيران، لكنه أشار إلى أنها لم تستهدف موقعاً نووياً.

وأكدت وكالة «تسنيم» الإيرانية سلامة المنشآت النووية في أصفهان، وقالت إنها «آمنة بالكامل».

ونقلت شبكة «إن بي سي نيوز» عن مصدر مطلع لم تكشف عن هويته القول إن إسرائيل أخطرت الولايات المتحدة مسبقاً بالضربة على إيران. لكن المصدر أكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربة.

وأعلن مدير العلاقات العامة للملاحة الجوية تعليق الرحلات الجوية لمطارات طهران وأصفهان ومناطق أخرى، اليوم الجمعة، بعد سماع دوي انفجار لم تُعرف أسبابه.

ونشرت وسائل إعلام إيرانية مقطع فيديو قالت إنه لتفعيل الدفاعات الجوية في أصفهان.

لكن قناة «العالم» أفادت بأنه لم تقع أي انفجارات على الأرض في أصفهان، وذكرت أن الدفاعات الجوية الإيرانية تصدت لأجسام مشبوهة في أجواء أصفهان قرب القاعدة العسكرية شمال غرب المدينة.

ونسبت وكالة «مهر» الإيرانية لمدير العلاقات العامة للملاحة الجوية الإعلان عن تعليق الرحلات الجوية إلى مطارات طهران وأصفهان وشيراز والمطارات الغربية والشمالية الغربية والجنوبية الغربية.

وفي وقت لاحق أعلنت وكالة «إرنا» الرسمية استئناف الرحلات الجوية في مطارَي الخميني الدولي ومهرآباد بطهران.

في السياق نفسه، قالت قناة «العالم» إن أصوات الانفجارات في تبريز ناجمة عن وسائط الدفاع الجوي ولا انفجارات على الأرض في المدينة. وأفادت بأن الدفاعات الجوية في المدينة قد تم تفعيلها.

وأطلقت إيران مطلع الأسبوع مئات المسيرات والصواريخ باتجاه إسرائيل رداً على ضربة يشتبه في أنها إسرائيلية استهدفت مجمع سفارة إيران في سوريا.

وتم إسقاط معظم المسيرات والصواريخ قبل وصولها إلى إسرائيل.


إيران تتوعد بـ«رد فوري» على أي «مغامرة» إسرائيلية

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (د.ب.أ)
TT

إيران تتوعد بـ«رد فوري» على أي «مغامرة» إسرائيلية

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (د.ب.أ)

توعّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إسرائيل بما وصفه بأنه «رد فوري وعلى أقصى مستوى» إذا قامت باستهداف أي مصالح إيرانية رداً على هجوم طهران العسكري عليها هذا الأسبوع.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية عن الوزير الإيراني القول في مقابلة «إذا قامت إسرائيل بمغامرة جديدة فإن ردنا سيكون فورياً وعلى أقصى مستوى».

وأضاف «هدفنا من مهاجمة إسرائيل كان تحذير إسرائيل وإيصال رسالة للحكومة الإسرائيلية أن لدينا القدرة على الرد. لا نسعى لتوسيع دائرة الفوضى والصراع في المنطقة لكن نتنياهو هو من يفعل ذلك»، في إشارة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وجدد عبداللهيان التأكيد على أن إيران لن تستهدف القواعد ولا المصالح الأميركية في المنطقة، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.

وأطلقت إيران، مطلع الأسبوع، حوالي 300 طائرة مسيّرة وصاروخ على إسرائيل، رداً على قصف إسرائيل لمبنى القنصلية الإيرانية في دمشق قبل نحو أسبوعين.


ترقب قفزة في العلاقات خلال زيارة إردوغان للعراق

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
TT

ترقب قفزة في العلاقات خلال زيارة إردوغان للعراق

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تترقب تركيا والعراق قفزة في علاقاتهما خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى بغداد، الاثنين المقبل. وستشهد الزيارة، حسب ما أعلن في أنقرة وبغداد، توقيع اتفاقية إطارية استراتيجية تشمل الجوانب الأمنية والاقتصادية والتنموية وملفي المياه والطاقة.

وأكد مصدر حكومي عراقي، أمس (الخميس)، ما أعلنه وزير الدفاع التركي يشار غولر، الأربعاء، بشأن توقيع اتفاقية استراتيجية بشأن التعاون بين البلدين الجارين في مكافحة نشاط حزب «العمال الكردستاني».

وقال مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، في إفادة أسبوعية، أمس، إن تركيا ستسرع عملية «المخلب - القفل» العسكرية في شمال العراق، بحيث لا يستطيع حزب «العمال الكردستاني» الرد.

بدوره، أوضح المصدر العراقي أن «الموضوع له أيضاً علاقة بالتعاون الأمني بين البلدين، وقضايا كثيرة ذات اهتمام مشترك تتعلق بالجوانب الأمنية والاقتصادية». وأضاف أن الجانب التركي يُبدي تعاوناً في إيجاد آلية وتعاون في تأمين الحصص المائية للعراق، وسيتم بحث الملف خلال زيارة إردوغان.

وقال إردوغان، في تصريحات الثلاثاء، إن قضية المياه ستكون واحداً من أهم بنود جدول أعماله، وكذلك هناك مطالب عراقية بشأن نقل الغاز الطبيعي والنفط عبر تركيا، وسنعمل على حل القضيتين.

ويشكل مشروع «طريق التنمية»، الذي أعلن العراق إطلاقه، العام الماضي، بنداً مهماً على أجندة زيارة إردوغان. وقال وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، الجمعة الماضي، إنه تم التوصل من خلال جولات من المباحثات الوزارية والفنية على مدى الأشهر الماضية، إلى قرار تركي - عراقي بإنشاء آلية مشتركة شبيهة بـ«المجلس الوزاري»، لمتابعة المشروع، نأمل أن تشارك فيه الإمارات وقطر أيضاً.

وعقدت مباحثات برلمانية تركية - عراقية، في أنقرة، الأربعاء والخميس، خلصت إلى أن من مصلحة البلدين التحرك بشكل مشترك لمكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية، وأن زيارة إردوغان ستشكل نقطة تحول مهمة للغاية.


ما مدى اقتراب إيران من امتلاك قنبلة نووية؟

مفتش من «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» يُجري فحصاً بالمحطة النووية في «نطنز» يوم 20 يناير 2014 (أ.ف.ب)
مفتش من «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» يُجري فحصاً بالمحطة النووية في «نطنز» يوم 20 يناير 2014 (أ.ف.ب)
TT

ما مدى اقتراب إيران من امتلاك قنبلة نووية؟

مفتش من «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» يُجري فحصاً بالمحطة النووية في «نطنز» يوم 20 يناير 2014 (أ.ف.ب)
مفتش من «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» يُجري فحصاً بالمحطة النووية في «نطنز» يوم 20 يناير 2014 (أ.ف.ب)

بمرور السنوات تتراجع أهمية الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران والقوى الكبرى في 2015 ويصيبه الوهن، فيما تقوم إيران بتوسيع وتسريع برنامجها النووي لتقليل الوقت الذي تحتاج إليه لصنع قنبلة نووية إذا أرادت، رغم أنها دأبت على نفي ذلك.

وقال قائد كبير بـ«الحرس الثوري» الإيراني، الخميس، إن طهران قد تُراجع «عقيدتها النووية» وسط التهديدات الإسرائيلية. وفي حين لم يتضح بالضبط ما الذي كان يقصده بقوله هذا، فإن هذا التعبير يشير فيما يبدو إلى دول تمتلك أسلحة نووية، على عكس إيران التي لا تملكها.

انهيار الاتفاق

فرض اتفاق 2015 قيوداً صارمة على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الدولية. وخفضت الاتفاقية مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، ولم يتبقَّ لها سوى كمية صغيرة بدرجة نقاء تصل إلى 3.67 في المائة، وهي نسبة بعيدة كل البعد عن درجة النقاء المستخدمة في صنع الأسلحة وهي 90 في المائة تقريباً.

منشأة «نطنز» النووية التي تبعد 322 كيلومتراً جنوب طهران (أ.ب)

وقالت الولايات المتحدة حينئذ إن الهدف الرئيسي هو زيادة الوقت الذي ستحتاج إليه إيران لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية، وهي أكبر عقبة في أي برنامج للأسلحة، إلى عام على الأقل، وفق وكالة «رويترز».

وفي سنة 2018، انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، من الاتفاق، وأعاد فرض عقوبات على طهران أدت إلى خفض مبيعاتها النفطية وألحقت الضرر باقتصادها.

وفي عام 2019، بدأت إيران في انتهاك القيود على أنشطتها النووية ثم ذهبت إلى مدى بعيد في تجاوزها. وتنتهك طهران الآن جميع القيود الرئيسية المفروضة بموجب الاتفاق، بما في ذلك أماكن التخصيب والآلات المستخدَمة فيه وإلى أي مستوى يمكنها تخصيب اليورانيوم، فضلاً عن كم المواد التي يمكنها تخزينها.

صورة التقطها قمر «ماكسار» للتكنولوجيا تُظهر عمليات توسع في محطة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم بين أغسطس و11 ديسمبر 2020 (أ.ف.ب)

ووفقاً لأحدث تقرير ربع سنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة التي تفتش منشآت التخصيب الإيرانية، فقد بلغ مخزونها من اليورانيوم المخصّب 5.5 طن في فبراير (شباط)، بعد أن كان قد تم تحديد سقف له عند 202.8 كيلوغرام بموجب الاتفاق.

وتخصّب إيران الآن اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، ولديها كمية من المواد المخصبة إلى هذا المستوى تكفي، في حالة تخصيبها بدرجة أكبر، لصنع سلاحين نوويين، وفقاً للتعريف النظري للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

​ ويعني هذا أن ما يسمى «زمن الاختراق» بالنسبة إلى إيران، وهو الوقت الذي تحتاج إليه لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية، يقترب من الصفر، فقد يستغرق على الأرجح أسابيع أو أياماً.

وتفتّش الوكالة الدولية للطاقة الذرية مواقع التخصيب المعلَنة في إيران وهي محطة فوق سطح الأرض، ومحطة أكبر تحت الأرض في مجمع «نطنز»، ومنشأة أخرى داخل جبل في فوردو.

ونتيجة لتوقف إيران عن تنفيذ عناصر الاتفاق، لم تعد الوكالة قادرة على مراقبة إنتاج إيران ومخزونها من أجهزة الطرد المركزي، كما لم يعد بإمكانها إجراء عمليات تفتيش مفاجئة.

وأثار ذلك تكهنات حول ما إذا كان بإمكان إيران إنشاء موقع سري للتخصيب، ولكن لا توجد مؤشرات محددة على وجود مثل هذا الموقع.

إنتاج سلاح نووي

بغضّ النظر عن تخصيب اليورانيوم، هناك سؤال حول المدة التي ستستغرقها إيران لإنتاج الجزء الباقي من قنبلة نووية، وربما تصغيرها بما يكفي لوضعها ضمن منظومة إطلاق مثل الصواريخ الباليستية إذا أرادت ذلك. ويصعب تقدير ذلك لأنه من غير الواضح مدى المعرفة التي تمتلكها إيران.

وتعتقد أجهزة المخابرات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كانت تمتلك برنامج أسلحة نووية منسقاً أوقفته عام 2003، وخلصت الوكالة في تقريرها عام 2015 إلى أن إيران عملت على تطوير قطاعات من برنامج للتسليح النووي واستمر بعض العمل حتى أواخر عام 2009.

وتنفي إيران امتلاك برنامج أسلحة نووية على الرغم من أن المرشد الإيراني علي خامنئي قال إنه إذا أرادت طهران ذلك «فلن يكون بوسع زعماء العالم منعنا».

وتختلف تقديرات المدة التي ستحتاج إليها إيران للحصول على سلاح نووي بين أشهر وعام تقريباً.

وفي مارس (آذار) 2023 شهد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، آنذاك، الجنرال مارك ميلي، أمام الكونغرس، بأن حصول إيران على سلاح نووي سيستغرق عدة أشهر رغم أنه لم يذكر ما يستند إليه هذا التقييم.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها ربع السنوي الصادر في فبراير (شباط) من هذا العام إن «التصريحات العلنية في إيران بشأن قدراتها التقنية على إنتاج أسلحة نووية تزيد من مخاوف المدير العام بشأن صحة واكتمال الإعلانات المتعلقة بالضمانات الإيرانية».

وقال دبلوماسيون إن تلك التصريحات شملت مقابلة تلفزيونية مع الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، شبّه فيها إنتاج سلاح نووي بصنع سيارة، وقال إن إيران تعرف كيف تصنع الأجزاء اللازمة.


بعد فرض عقوبات جديدة هل تعود واشنطن إلى سياسة «الضغوط القصوى»؟

صاروخ "عماد" الباليستي ومسيرات "شاهد 136" خلال مراسم ذكرى الثورة الإيرانية في ميدان آزادي وسط طهران في فبراير الماضي (تسنيم)
صاروخ "عماد" الباليستي ومسيرات "شاهد 136" خلال مراسم ذكرى الثورة الإيرانية في ميدان آزادي وسط طهران في فبراير الماضي (تسنيم)
TT

بعد فرض عقوبات جديدة هل تعود واشنطن إلى سياسة «الضغوط القصوى»؟

صاروخ "عماد" الباليستي ومسيرات "شاهد 136" خلال مراسم ذكرى الثورة الإيرانية في ميدان آزادي وسط طهران في فبراير الماضي (تسنيم)
صاروخ "عماد" الباليستي ومسيرات "شاهد 136" خلال مراسم ذكرى الثورة الإيرانية في ميدان آزادي وسط طهران في فبراير الماضي (تسنيم)

مع إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على إيران، بالتنسيق مع بريطانيا، وقرار دول الاتحاد الأوروبي الأربعاء، تشديد العقوبات عليها، بدا أن فصلاً جديداً قد فتح في مقاربة ملف العلاقة مع طهران.

فقد أعلنت الخزانة الأميركية اليوم (الخميس) فرض عقوبات على 16 فرداً وكيانين يعملان على تمكين إنتاج المسيّرات الإيرانية، بما في ذلك أنواع المحركات التي تعمل على تشغيل المسيّرات من نوع «شاهد»، والتي تم استخدامها في هجوم 13 أبريل (نيسان). وأضاف بيان الخزانة، أن هذه الجهات الفاعلة تعمل نيابة عن «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإسلامي الإيراني، وذراع إنتاج المسيّرات، وشركة «كيميا بارت سيفان» وغيرها من الشركات المصنعة الإيرانية للمسيّرات ومحركاتها.

كذلك صنّف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، خمس شركات توفر المواد المكونة لإنتاج الصلب لشركة «خوزستان» للصلب الإيرانية، أحد أكبر منتجي قطاع الصلب في إيران، الذي يدر عائدات تعادل عدة مليارات من الدولارات سنوياً. وفرض المكتب أيضاً، عقوبات على شركة «بهمن غروب» لصناعة السيارات الإيرانية وثلاث شركات تابعة لها، واصلت تقديم الدعم المادي لـ«الحرس الثوري» الإيراني والكيانات الأخرى المدرجة وفقاً لسلطات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك وزارة الدفاع الإيرانية ولوجيستيات القوات المسلحة.

وتابع البيان أنه بالتزامن مع هذا الإجراء، فرضت المملكة المتحدة عقوبات تستهدف العديد من المنظمات العسكرية الإيرانية والأفراد والكيانات المشاركة في صناعات الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية الإيرانية.

التنسيق مع الحلفاء

وأضاف البيان: «اليوم، بالتنسيق مع المملكة المتحدة وبالتشاور مع الشركاء والحلفاء، نتخذ إجراءات سريعة وحاسمة للرد على هجوم إيران غير المسبوق على إسرائيل».

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين في البيان: «إننا نستخدم الأدوات الاقتصادية لوزارة الخزانة لإضعاف وتعطيل الجوانب الرئيسية لنشاط إيران الخبيث، بما في ذلك برنامج الطائرات من دون طيار والإيرادات التي يدرها النظام لدعم الإرهاب». وأكدت على مواصلة فرض العقوبات «لمواجهة إيران بمزيد من الإجراءات في الأيام والأسابيع المقبلة»، مشيرة إلى أنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، «استهدفنا أكثر من 600 فرد وكيان مرتبطين بنشاط إيران الإرهابي وانتهاكاتها لحقوق الإنسان وتمويلها لـ(حماس) والحوثيين و(حزب الله) والميليشيات العراقية. كما قمنا أيضاً بتنفيذ عقوباتنا بقوة، بما في ذلك فرض غرامات تاريخية وكشف مخططات وشبكات التهرب من العقوبات». وأشارت إلى أن «أفعالنا تجعل الأمر أكثر صعوبة وتكلفة بالنسبة لإيران لمواصلة سلوكها المزعزع للاستقرار».

منشأة «نطنز» النووية التي تبعد 322 كيلومتراً جنوب طهران (أ.ب)

ترضية أم مقاربة جديدة؟

وفيما عَدّ البعض فرض تلك العقوبات «جائزة ترضية» لحض إسرائيل على تجنب الرد على الهجوم الإيراني، وعدم توسيع الصراع، اختلفت آراء أخرى حول ما إذا كانت العقوبات، تشير إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن في طريقها لإنهاء مقاربتها السابقة للعلاقة مع طهران، والعودة إلى سياسة «أقصى الضغوط» التي كانت إدارة سلفه، دونالد ترمب، قد فرضتها، بعد انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018.

وبعدما حاولت إدارة بايدن إعادة التفاوض على الاتفاق النووي، وتخفيف العقوبات، وتحرير عشرات المليارات من الأموال المجمدة، فشلت تلك السياسة في حض إيران على التحول إلى «دولة طبيعية»، وواصلت سياساتها «المزعزعة» للاستقرار، وخصوصاً بعد هجوم «حماس».

وبحسب تحليلات صحافية أميركية، فإن الهجوم الإيراني هو عمل عدواني مفتوح، لكنه ليس بداية هذا الصراع. هو تصعيد للحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران المستمرة منذ ما قبل هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من خلال وكلائها في الشرق الأوسط. والفرق الآن أنه أصبح في العلن وليس في الظل، وهذا من شأنه أن يغير الحسابات في واشنطن على وجه الخصوص.

المنطقة أمام سيناريو تصعيدي

ويشبه البعض ما جرى بأنه يذكّر بحقبات سابقة من الصراعات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط. فبعد حرب 1967، جرت جولات من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية، انتهت باجتياح لبنان عام 1982، وخروج تلك المنظمات منه. اليوم، ومع تبادل الهجمات مع الميليشيات الإيرانية، ومع إيران نفسها، فقد تكون المنطقة أمام سيناريو مشابه، وسط إجماع غربي على معاقبتها، وعجز الدول «الصديقة» لإيران عن التأثير على مجريات الأحداث.

ورغم ذلك، يقول برايان كاتوليس، كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إنه لا يرجح العودة إلى سياسة «الضغط الأقصى»، لسببين رئيسيين: «أولاً، كانت هذه السياسة التي انتهجها الرئيس ترمب، بمثابة (استرضاء سلبي) لتصرفات إيران الإقليمية، في أماكن مثل سوريا والعراق والمملكة العربية السعودية، بسبب أشياء مثل عدم وجود أي رد على أفعال مثل الهجوم على حقول النفط في إبقيق عام 2019. ثانياً، تريد العديد من الدول العربية تجنب المزيد من التصعيد مع إيران، كما تفعل إدارة بايدن».

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

من جهته، يقول بهنام بن طالبلو، كبير الباحثين في الشأن الإيراني في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن: لسوء الحظ، هذا لا يرقى إلى مستوى العودة إلى ممارسة قدر أقصى من الضغط على إيران. ويضيف في حديث مع «الشرق الأوسط»: تمثل العقوبات الجديدة نهجاً تدريجياً يهدف إلى «إدارة المشكلة» معها بدلاً من حلها. ويؤكد بن طالبلو على أنها موضع ترحيب، وتطبيق العقوبات الحالية هو ما يهم مع مرور الوقت. لكنه أضاف: «التغيير الكبير في الصورة سيكون دعم إعادة فرض العقوبات في الأمم المتحدة أو فرض عقوبات على (الحرس الثوري) الإيراني بأكمله بوصفه منظمة إرهابية».

ويعتقد بن طالبلو، أن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يشعران بالحاجة إلى الضغط على برنامج إيران للطائرات من دون طيار والصواريخ والبرنامج العسكري بعد هجوم طهران، لكنهم يشعرون بانجراف استراتيجي من واشنطن، ومن المرجح ألّا يقدموا على خطوات أكبر قبل إدارة أميركية تضغط على إيران خلال عام انتخابات رئاسية.

إيران مأزومة ومحرجة

يبدو أن نجاح التحالف الدولي والإقليمي، الذي شكل على عجل، في إحباط الهجوم الإيراني، يقرأ كإشارة على أن الأمور قد تكون متجهة في غير مصلحة سياسات طهران المأزومة، وقد ينعكس على علاقاتها مع ميليشياتها نفسها، وخصوصاً «حزب الله» ودوره في لبنان. ويستدل على ذلك، من مسارعة إيران، قبل تنفيذ هجومها على إسرائيل، وبعده، تأكيد حرصها على عدم توسيع الصراع، وعدم رغبتها في الدخول في حرب مع أحد، بحسب تصريحات وزير خارجيتها، وسحب خبرائها وعناصر «الحرس الثوري» من سوريا والعراق، وطلبها من ميليشياتها «أخذ الحيطة والحذر» تخوفاً من الرد الإسرائيلي، الذي عدّ أقرب إلى الاعتراف بانسحابها من المواجهة.

ويقول كاتوليس: «بالفعل لقد غيرت إدارة بايدن نهجها في الشرق الأوسط بشكل كبير عما كانت عليه في عام 2021، وهذا انعكاس للاعتراف بحقيقة أن إيران تواصل لعب دور سلبي في تقويض أمن الشرق الأوسط ككل». لكنه أضاف، أن هذا التحول في سياسة الولايات المتحدة، ينبغي أن ينعكس في نهج مختلف في علاقتها مع دول مثل المملكة العربية السعودية، التي وقعت اتفاقاً توسطت فيه الصين العام الماضي، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران.

وقال كاتوليس: لقد أظهرت إيران مدى ضعفها مقارنة بالولايات المتحدة وإسرائيل والعديد من شركاء أميركا. كان هجومها على إسرائيل فاشلاً في معظمه، وهي الآن تتراجع وسط إحراج كبير.

ويرى بن طالبلو أن إيران في حالة تأهب قصوى خوفاً من رد إسرائيلي ضدّها، ومع عدم امتلاكها قدرات ردّ جديد، تعوض عن ذلك، بإغراق وسائل الإعلام بالتعليقات حول استعدادها للرد والتهديد بمزيد من الهجمات، على أمل أن تكبح واشنطن تل أبيب.


تركيا والعراق ينشدان قفزة في علاقاتهما خلال زيارة إردوغان 

إردوغان أكد أنه لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل بلاده والمنطقة (الرئاسة التركية)
إردوغان أكد أنه لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل بلاده والمنطقة (الرئاسة التركية)
TT

تركيا والعراق ينشدان قفزة في علاقاتهما خلال زيارة إردوغان 

إردوغان أكد أنه لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل بلاده والمنطقة (الرئاسة التركية)
إردوغان أكد أنه لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل بلاده والمنطقة (الرئاسة التركية)

تتجه تركيا والعراق إلى قفزة شاملة في علاقات التعاون بينهما، خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان لبغداد الاثنين المقبل، حيث سيجري توقيع اتفاقية إطارية استراتيجية جرى العمل عليها خلال الأشهر الأخيرة تتناول الجوانب الأمنية والاقتصادية والتنموية وإحراز تقدم في ملفي المياه والطاقة.

وأكد مصدر حكومي عراقي ما أعلنه وزير الدفاع التركي يشار غولر، الأربعاء، بشأن توقيع اتفاقية استراتيجية طال انتظارها بشأن التعاون بين البلدين الجارين في مكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني. وقال غولر، قبل اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، الأربعاء: «الأنشطة في نطاق الحرب ضد الإرهاب مستمرة، لقد وضعنا خططنا، والعمل مستمر، رئيسنا (إردوغان) سيكون في العراق يوم الاثنين... للمرة الأولى منذ سنين طويلة، سنوقع اتفاقية استراتيجية، أصدقاؤنا العراقيون لم يعلنوا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، لكن للمرة الأولى قبلوا فيها مصطلحاً قريباً من ذلك». وأضاف غولر: «لقد تم بالفعل إنشاء ممر آمن بعمق 30 كيلومتراً، المسألة ليست ما إذا كان سيتم إنشاؤه أم لا، لكن هناك بعض الأمور الأخرى التي يتعين علينا القيام بها هناك، في جبل قنديل وغارا».

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي»، الخميس، عن مصدر حكومي عراقي، قالت إنه رفض الكشف عن اسمه، تأكيده أن اتفاقية استراتيجية أشار إليها إردوغان وغولر، تتضمن بروتوكولات أمنية واقتصادية تنموية، وأن أنقرة أبدت تعاوناً في مسألة تأمين الحصص المائية للعراق. وأضاف: «زيارة الرئيس التركي تستهدف تعزيز العلاقات بين البلدين، هناك كثير من المشاريع ومذكرات التفاهم التي قد تبرم بين البلدين، وعلى رأسها طريق التنمية ودور تركيا في هذا المشروع الاستراتيجي المهم».

عملية عسكرية

وقال مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية، في إفادة أسبوعية الخميس، إن تركيا ستسرع عملية «المخلب – القفل» العسكرية في شمال العراق بحيث لا يستطيع حزب العمال الكردستاني الردّ. وكشفت مصادر عسكرية عن استعدادات لشنّ عملية عسكرية ضد «العمال الكردستاني» في الصيف لإنهاء وجود «العمال الكردستاني» في شمال العراق. ونقلت صحيفة «يني شفق» القريبة من الحكومة التركية، الخميس، عن المصادر قولها إن فرقاً من قوات الكوماندوز التركية بدأت الانتشار في القواعد التركية شمال العراق، وستبدأ التقدم قريباً، وإن بعض وحدات الكوماندوز في سوريا ستشارك أيضاً في العملية التركية، التي قد تجري بالاشتراك مع الحكومة العراقية وقوات البيشمركة في إقليم كردستان شمال العراق.

لقاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع نظيره العراقي فؤاد حسين (أرشيفية - الخارجية التركية)

وأضافت أنه من المتوقع أن يتم تطهير سنجار، وإنشاء مناطق عازلة وآمنة، وبذلك ستعمل تركيا على تطهير شمال العراق من التنظيم الإرهابي (العمال الكردستاني)، وتبدأ أعمالاً جديدة على الخط الجنوبي للحدود. وكان إردوغان لمح إلى شنّ عملية عسكرية في العراق لإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 - 40 كيلومتراً، قائلاً: «هذا الصيف سنحلّ القضية المتعلقة بحدودنا مع العراق بشكل دائم».

وسبق أن ذكرت صحيفة «حرييت»، القريبة من الحكومة، أن العملية المرتقبة تهدف إلى إغلاق كامل للحدود مع العراق، البالغ طولها 378 كيلومتراً، وسيتم الوصول إلى منطقة غارا، التي تنتشر بها كهوف وملاجئ «العمال الكردستاني»، ووضعها تحت السيطرة دائماً لمنع استخدامها مرة أخرى. وتهدف تركيا أيضاً إلى إخراج «العمال الكردستاني» من سنجار، التي تمثل حلقة الوصل مع «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قسد» في شمال شرقي سوريا، ولذلك انضمت «هيئة الحشد الشعبي» إلى الاجتماعات الأمنية والسياسية رفيعة المستوى بين أنقرة وبغداد، التي انطلقت منذ 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث كانت «قوات الحشد الشعبي» تتعاون أحياناً مع «العمال الكردستاني».

وربطت بغداد التعاون مع أنقرة في مكافحة «العمال الكردستاني»، الذي أعلنته مؤخراً «تنظيماً محظوراً»، شريطة ربط هذا التعاون بتعزيز التعاون الاقتصادي وحلّ مشكلات المياه والطاقة، والتعاون في مشروع طريق التنمية، وهو ما لاقى ترحيباً من الجانب التركي.

حزمة التعاون الأمني والاقتصادي

وقال المصدر الحكومي العراقي إن «الموضوع له أيضاً علاقة بالتعاون الأمني بين البلدين، وقضايا كثيرة ذات اهتمام مشترك أيضاً، تتعلق بالجوانب الأمنية والاقتصادية». وعن ملف المياه، قال المصدر إن «الجانب التركي يبدي تعاوناً في قضية إيجاد آلية وتعاون في تأمين الحصص المائية للعراق، وخصوصاً أن هناك وفوداً رسمية عراقية زارت تركيا مؤخراً، وبحثت مع الجانب التركي هذا الملف، وذلك أيضاً سيتم بحثه خلال زيارة إردوغان». ويعاني العراق أزمة مياه يلقى فيها باللوم على تركيا وإيران، بدعوى عدم التزامهما بالاتفاقيات الدولية الخاصة بحصص مياه الأنهار.

وقال إردوغان، في تصريحات ليل الثلاثاء – الأربعاء، إن قضية المياه ستكون واحدة من أهم بنود جدول أعماله خلال زيارته للعراق، لافتاً إلى أن الجانب العراقي قدّم مطالب في هذا الصدد، وسنعمل على حل القضية، كما أن لهم مطالب بشأن نقل الغاز الطبيعي والنفط عبر تركيا، ستعمل على حلّها أيضاً. ويشكل مشروع «طريق التنمية»، الذي أعلن العراق إطلاقه العام الماضي، ويتكون من طريق لشاحنات نقل البضائع وسكك حديدية لنقل السلع والمسافرين، ويبدأ من ميناء الفاو الكبير في أقصى جنوب العراق، ويمر بـ10 محافظات، وصولاً إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا، بنداً مهماً على أجندة إردوغان في العراق.

وقال وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، يوم الجمعة الماضي، إنه «تم التوصل من خلال جولات من المباحثات الوزارية والفنية على مدى الأشهر الماضية إلى قرار تركي عراقي بإنشاء آلية مشتركة شبيهة بـ(المجلس الوزاري)، لمتابعة المشروع، نأمل أن تشارك فيه الإمارات وقطر أيضاً». وقال رئيس جمعية الناقلين الدوليين في تركيا، شرف الدين أراس، إن زيارة الرئيس إردوغان إلى العراق فرصة مهمة لفتح وإعلان ممر عبور بديل وآمن وسريع للعالم. وأكد أراس أهمية إطلاق مشروع طريق التنمية، مشيراً إلى أن هذا الخط له أهمية بالغة لتطوير تجارة تركيا مع العراق ودول الخليج، وإلى أن أكثر من 200 ألف رحلة برية تتم سنوياً إلى هذه الدول عبر العراق. وقال أراس لـ«الشرق الأوسط» إنه إذا تم حلّ المشكلات الأمنية المستمرة في العراق، وخاصة إذا تغيرت أبعاد الصراع الإسرائيلي الإيراني، فمن الممكن أن يتحول مشروع طريق التنمية إلى ممر فعّال، وسيصبح العراق هو الدولة 78 التي تنضم إلى اتفاقية النقل البري الدولي.

إلى ذلك، جرت مباحثات برلمانية تركية عراقية، في أنقرة، الخميس، برئاسة نائب رئيس البرلمان التركي بكر بوزداغ، ورئيس مجلس النواب العراقي بالنيابة محسن المندلاوي. ولفت بوزداغ إلى أن زيارة إردوغان للعراق تعدّ مؤشراً مهماً على الدعم الذي تقدمه تركيا للعراق، والأهمية التي توليها للعلاقات الثنائية، وستقدم مساهمة في تعميق وتطوير العلاقات في شتى المجالات. وأكد أنه «من مصلحة البلدين التحرك بشكل مشترك في مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الوثيق في هذا الإطار». بدوره، أكد رئيس مجلس النواب العراقي بالنيابة أن تركيا «دولة شريكة» لبلاده، معرباً عن اهتمامه بالعلاقات مع تركيا.