المظاهرات ضد نتنياهو تتسع إلى أوروبا والولايات المتحدة

احتجاجات في تل أبيب السبت ضد توجه الحكومة لإضعاف المحكمة العليا الإسرائيلية (إ.ب.أ)
احتجاجات في تل أبيب السبت ضد توجه الحكومة لإضعاف المحكمة العليا الإسرائيلية (إ.ب.أ)
TT

المظاهرات ضد نتنياهو تتسع إلى أوروبا والولايات المتحدة

احتجاجات في تل أبيب السبت ضد توجه الحكومة لإضعاف المحكمة العليا الإسرائيلية (إ.ب.أ)
احتجاجات في تل أبيب السبت ضد توجه الحكومة لإضعاف المحكمة العليا الإسرائيلية (إ.ب.أ)

اتسعت المظاهرات ضد بنيامين نتنياهو وحكومته، لتشمل 40 بلدة إسرائيلية بمشاركة نحو 100 ألف شخص، واتخذت (الأحد) طابعاً جديداً؛ إذ شارك آلاف الإسرائيليين في مظاهرات في عدة مدن أوروبية وأميركية. وقد بدأت بمظاهرات في برلين ولندن وبازل الأوروبية، وامتدت إلى فانكوفر وسياتل وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وشيكاغو وتورونتو وبوسطن ونيويورك وميامي في الولايات المتحدة. وارتفعت فيها شعارات تندد بـ«خطة نتنياهو ضد الإضرار بالديمقراطية».
ويطلق مئات الضباط من قادة الوحدات العسكرية القتالية في مختلف أسلحة الجيش الإسرائيلي، في يوم الأربعاء المقبل، مسيرة لمسافة 50 كيلومتراً، من متحف سلاح المدرعات في اللطرون وحتى مقر المحكمة العليا في القدس الغربية.
وقال الجنرال طال روسو، الذي يقف على رأس لجنة التنظيم، إن ما يميز هذه المظاهرة هو أن الذين قادوا أهم معارك إسرائيل من سلاح الجو وسلاح البحرية والوحدات الخاصة والمظليين، يرفعون صوتهم لإنقاذ الدولة من الديكتاتورية، «بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية». لافتاً إلى أن الاحتجاجات تضم أفراداً من اليمين واليسار والوسط، كذلك من جميع الشرائح الاجتماعية والطوائف. وأضاف: «لطالما ضحينا بأرواحنا من أجل إنقاذ الدولة من الأعداء. واليوم نجد أنفسنا مضطرين لحمايتها من أعداء الديمقراطية داخلنا، أنصار خطة الحكومة لهدم منظومة القضاء».
ويتظاهر الإسرائيليون مساء كل يوم سبت، للأسبوع الخامس على التوالي، ضد خطة الانقلاب على النظام القضائي التي يقودها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ووزير القضاء يريف ليفين. وأقيمت المظاهرتان المركزيتان في تل أبيب، بمشاركة نحو 40 ألفاً حسب تقديرات الشرطة، واحدة أمام مباني الحكومة في شارع «كابلان»، والثانية في ساحة «هابيما» في تل أبيب، وعلى الرغم من هطول الأمطار، سارت المظاهرات طيلة ساعتين. وشارك في مظاهرة حيفا أكثر من 10 آلاف، وفي مظاهرة القدس نحو خمسة آلاف، وفي مظاهرة بئر السبع 3 آلاف.
كما خرجت مظاهرات كبرى في 40 بلدة أخرى من قريات شمونة في أقصى الشمال إلى إيلات في أقصى الجنوب، مثل ريشون لتسيون ورعنانا وهرتسليا وموديعين وكركور قيسارية وروش بينا وكرميئيل ونوف هجليل ونتانيا ونس تسيونا ورحوفوت وغديرا وبيت شيمش وأسدود وبيتح تيكفا والعفولة وكفار سابا.
واستبقت الشرطة الإسرائيلية انطلاق المظاهرات، بإغلاق عدة شوارع مركزية في كل بلدة أمام حركة السير وطالبت السائقين باستخدام طرق بديلة. ولوح المتظاهرون بأعلام إسرائيل ولافتات كتب عليها من بين شعارات أخرى: «لا للانقلاب»، «لا لنصف الديمقراطية»، «حكومة جنائيين يحكمها فاسدون». ورفعوا لافتات تحمل الأصابع الثلاثة إشارة إلى «ثلاث سلطات كل منها مستقلة».
وبرز من بين المتظاهرين عدد كبير من نشطاء اليمين الليبرالي وحتى من اليمين الاستيطاني والمتدين، الذين اكتفوا برفع علم إسرائيل. كما برز عدد من الجنرالات السابقين في الجيش وغيره من أجهزة الأمن الإسرائيلية، الذين رفعوا صور ثيودور هرتسل، مؤسس الحركة الصهيونية، إشارة منهم إلى أن حكومة نتنياهو تمس بأهداف الحركة الصهيونية التي أرادت تجميع اليهود موحدين في دولة يهودية ديمقراطية. وكان من بين المتظاهرين في حيفا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، يائير لبيد، الذي قال في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: «سننقذ بلدنا لأننا غير مستعدين للعيش في بلد غير ديمقراطي».
وكان نتنياهو قد طرح حال عودته إلى السلطة الشهر الماضي، خطة عرضها باسمه وزير القضاء ياريف لفين، تشمل إصلاحات قضائية جوهرية تضعضع مكانة جهاز القضاء، وتضعف المحكمة العليا، بينها قانون يتيح للكنيست (البرلمان) إلغاء أي قرار للمحكمة العليا بغالبية بسيطة من 61 نائباً في المجلس المكون من 120 مقعداً. كما ستغير الإصلاحات المقترحة النظام الذي يتم عبره تعيين القضاة، ما يمنح السياسيين مزيداً من السيطرة على القضاء.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، أن بلاده قررت تعيين سفير لدى سوريا «لتسليط الضوء» عليها، ما يجعل إيطاليا أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق منذ أن عصفت حرب أهلية بالبلاد.

استدعت إيطاليا جميع الموظفين من سفارتها بدمشق عام 2012، وعلقت النشاط الدبلوماسي في سوريا احتجاجاً على «العنف غير المقبول» من حكومة الرئيس بشار الأسد ضد المواطنين.

واستعاد الأسد السيطرة على معظم سوريا بعد أن ساعدته إيران وروسيا على هزيمة جماعات من المعارضة المسلحة، تحركت ضده قبل 13 عاماً، مما أدى إلى حرب راح ضحيتها مئات الآلاف ودفعت ملايين من اللاجئين صوب أوروبا.

وتم الإعلان عن تعيين المبعوث الخاص حالياً لوزارة الخارجية إلى سوريا، ستيفانو رافاجنان، سفيراً. وقال تاياني لوكالة «رويترز» إنه من المقرر أن يتولى منصبه قريباً.

أرسلت إيطاليا و7 دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، رسالة إلى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل، تطلب أن يلعب التكتل دوراً أكثر فاعلية في سوريا.

وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها «رويترز»: «لا يزال السوريون يغادرون بأعداد كبيرة، مما يزيد من الضغوط على الدول المجاورة، في فترة يتصاعد فيها التوتر في المنطقة، ما ينذر بخطر موجات جديدة من اللاجئين».

وإلى جانب إيطاليا، وقّعت النمسا وقبرص وجمهورية التشيك واليونان وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا على الرسالة. وعبّرت عن أسفها إزاء «الوضع الإنساني» في البلاد الذي «زاد تدهوراً» في ظل بلوغ اقتصادها «حالة يرثى لها».

وقال تاياني، الجمعة: «كلف بوريل دائرة العمل الخارجي الأوروبي بدراسة ما يمكن القيام به»، مضيفاً أن تعيين سفير جديد «يتماشى مع الرسالة التي أرسلناها إلى بوريل... لتسليط الضوء على سوريا».

هناك 6 سفارات لدول في الاتحاد الأوروبي مفتوحة في الوقت الحالي بدمشق، وهي سفارات رومانيا وبلغاريا واليونان وقبرص وجمهورية التشيك والمجر. ولم تُقْدم باقي دول مجموعة السبع بعد، وهي الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا، على خطوة إعادة تعيين سفراء لها لدى سوريا.