العالمية... عادة هلالية

أسقط بطل أفريقيا وضرب موعداً مع فلامنغو... والأهلي المصري يقهر سياتل ويصعد لملاقاة «عملاق أوروبا»

فرحة هلالية عارمة بعد التأهل إلى نصف نهائي مونديال الأندية (تصوير: علي الظاهري)
فرحة هلالية عارمة بعد التأهل إلى نصف نهائي مونديال الأندية (تصوير: علي الظاهري)
TT

العالمية... عادة هلالية

فرحة هلالية عارمة بعد التأهل إلى نصف نهائي مونديال الأندية (تصوير: علي الظاهري)
فرحة هلالية عارمة بعد التأهل إلى نصف نهائي مونديال الأندية (تصوير: علي الظاهري)

هزم الهلال عامل الأرض والجمهور والظروف الصعبة، وحلق إلى نصف نهائي مونديال الأندية بعد ملحمة «عالمية» أمام الوداد المغربي بطل أفريقيا، انتهت بفوزه 5 - 3 بضربات الترجيح، بعد التعادل 1 - 1 في الأشواط الإضافية والأصلية.
وضرب الهلال الذي دخل المواجهة دون عدد من أبرز نجومه، على رأسهم القائد سلمان الفرج، موعداً مع فلامنغو البرازيلي بطل أميركا الجنوبية الثلاثاء المقبل.
وفي يوم الأربعاء، سيلعب الأهلي المصري ضمن الدور نفسه أمام ريال مدريد بطل أوروبا، بعد فوز العملاق المصري على سياتل الأميركي أمس، في الدور الثاني.
وأحرز محمد مجدي (قفشة) هدفاً قرب النهاية، ليمنح الأهلي الفوز 1 - صفر على سياتل. وبدت المباراة في طريقها إلى الوقت الإضافي، عندما أطلق قفشة تسديدة رائعة، ارتدت من العارضة وأبعدها دفاع الفريق الأميركي، الذي يشارك في البطولة لأول مرة، لتصل إلى لاعب الأهلي ليسددها وتصطدم بأحد المدافعين إلى داخل المرمى قبل دقيقتين من النهاية.

كاريلو خرج مصاباً من المواجهة (أ.ب)

وبذلك يصعد الأهلي، الذي يشارك في البطولة بصفته وصيف بطل أفريقيا (الوداد)، بسبب إقامة البطولة في المغرب، إلى الدور قبل النهائي للمرة الثالثة على التوالي.
واقتنص الهلال بطاقة التأهل بعد فوزه المُثير على الوداد المغربي عن طريق ركلات الترجيح، في مباراة شهدت أحداثاً دراماتيكية وتحولات مفصلية وبطاقات حمراء وصفراء متعددة.
وبدأ الهلال بقائمة مكونة من عبد الله المعيوف في حراسة المرمى، ومن أمامه سعود عبد الحميد وجيانغ وعلي البليهي وناصر الدوسري، وفي منتصف الميدان غوستافو كويلار ومحمد كنو وميشايل ديلغادو وسالم الدوسري، وفي المقدمة الثنائي موسى ماريغا وأودين إيغالو.
5 دقائق مضت، بحث فيها الوداد عن إرباك بداية الهلال، مُستغلاً وجود الألتراس خلف مرمى الهلال، في هجمة أولى اعتلت العارضة، وخطأ بالقرب من منطقة الجزاء، حيث نجح المعيوف في التصدي للكرة على دفعتين وحافظ على نظافة شباكه.

الجوير ينطلق فرحاً بعد ترجيحية الحسم (تصوير: علي الظاهري)

ضغط مستمر فرضه الوداد رغم التقدم الأزرق وعدم الاستسلام والتراجع، إلا أن انفراداً مغربياً بالجهة اليسرى من الملعب ينجح معه لاعب الوداد سيف الدين بوهرة بتجاوز ناصر الدوسري وإرسال كرة عرضية تمر من أمام المدافعين ويركنها رضا الجعدي داخل الشباك قبل إعلان حالة تسلل.
وبدا الهلال مرتبكاً وبحالة فنية لا يتمكن معها من فرض أسلوبه في السيطرة والاستحواذ الذي عُرف عنه، ولم يقدم لاعبو خط الوسط أي مستويات تذكر على الجانب الهجومي الذي بدا فيه إيغالو معزولاً عن استقبال أي هجمات.
كاد الوداد يزور شباك عبد الله المعيوف بعد كرة عرضية جاوزت المدافعين، لكن سعود عبد الحميد ينجح في إنهاء خطورتها ويحولها لضربة ركنية.
وفي الشوط الثاني، بدأ الهلال بصورة مغايرة؛ البحث عن الهجوم، كانت لقطة أولى عن طريق سالم الدوسري، قبل أن تتبعها محاولتان من نصيب المدافع علي البليهي، الذي كان قريباً من هز الشباك، لكن محاولاته لم يكتب لها النجاح بفضل براعة دفاعات الوداد.
تحول سريع لهجوم مغربي تنتهي معه الكرة لضربة ركنية، رفعت عدد الركنيات التي تحصل عليها فريق الوداد في اللقاء، لعبت الكرة عرضية تحولت بالخطأ نحو أيوب العملود الذي ركنها داخل شباك عبد الله المعيوف هدفاً أول لصالح صاحب الأرض.

سعود عبد الحميد قدم مباراة رائعة أمام الوداد (تصوير: علي الظاهري)

انفجر المدرج الكبير بالتشجيع والهتافات لصالح أصحاب الأرض، أدرك الهلال خطورة موقفه، تقدم سريعاً لتعديل النتيجة؛ محاولة أولى ضاعت للنيجيري أودين إيغالو، الذي سقط قبل أن يتعامل مع الكرة التي وصلت إليه داخل منطقة الجزاء.
بعدها بدقائق قليلة، يتحصل الهلال على خطأ بالقرب من منطقة الجزاء لمحمد كنو الذي كان قريباً من التوغل لمنطقة الجزاء المغربية، لكن الدفاع المغربي تمكن من إعاقته، لعب سالم الدوسري الكرة ساقطة، لكنها أبعدت وكادت تشكل مرتدة خطرة على شباك الهلال.
قدم الهلال واندفع نحو المقدمة وسط تراجع لفريق الوداد، إلا أن الهلال لم يكن يملك التنظيم الكافي للوصول إلى شباك الوداد المغربي، حيث بدأ عدم التجانس واضحاً بين وسط الهلال وخط المقدمة.
محاولة هلالية كانت هي الأخطر بدأت لدى النيجيري إيغالو الذي حاول التسديد، ومرر الكرة نحو سالم الدوسري الذي سدد الكرة قوية وارتطمت بدفاعات الوداد وتحولت لضربة ركنية وسط مطالبات زرقاء بضربة جزاء بحجة ملامسة الكرة لليد، لكن الحكم بعد تشاوره مع تقنية الفيديو المساعد يقرر عدم وجود أي خطأ.

«قفشة» لاعب الأهلي المصري محتفلاً بهدفه في سياتل (رويترز)

وقبل ثماني دقائق من نهاية الوقت الأصلي للمباراة، رمى الأرجنتيني رامون دياز بأول تبديلاته، حيث زج بصالح الشهري وكاريلو على حساب إيغالو وسالم الدوسري.
وتحصل سعود عبد الحميد على ضربة جزاء في الدقيقة قبل الأخيرة من الوقت الأصلي، ومعها أشهر الحكم البطاقة الحمراء ليحيى جبران مدافع الوداد بعد اعتراضه على هذا القرار.
ونجح محمد كنو بتسجيل الجزائية بلمحة فنية مميزة، وبعدها انطلق الهلال وبدأ مباراة مختلفة بهجوم منظم ومستمر على شباك الوداد، وكاد في أكثر من لقطة يهز الشباك المغربية وينهي المباراة.
وكانت البداية غير مثالية للهلال في الشوط الإضافي الأول، بعد حالة طرد للاعب محمد كنو بعد مراجعة الحالة مع حكام تقنية الفيديو المساعد لتتوازن الكفة العددية بين الفريقين.
وفرض الهلال أفضليته المطلقة في دقائق المباراة التي أعقبت تعادله رغم الارتياح الذي بدا عليه لاعبو الوداد بعد طرد محمد كنو، ولكن الهلال تعرض لضربة كبيرة بإصابة لاعبه كاريلو، وبعدها ركن الفريقان للنتيجة، وبحثا عن الاحتكام لركلات الترجيح رغم الفرصتين اللتين كاد معهما الوداد يكسب اللقاء في لحظاته الأخيرة.
وسجل للهلال في الركلات الترجيحية كل من موسى ماريغا ولوسيانو فييتو وصالح الشهري وعبد الله الحمدان ومصعب الجوير «الحاسمة والأخيرة»، فيما أضاع الجزائية الأولى لفريق الوداد لاعبه يحيى عطية الله.


مقالات ذات صلة

«الدوريات الأوروبية» و«فيفبرو» يشكوان احتكار «فيفا» وإضراره بصحة اللاعبين

رياضة عالمية جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي (أ.ب)

«الدوريات الأوروبية» و«فيفبرو» يشكوان احتكار «فيفا» وإضراره بصحة اللاعبين

أعلنت منظمة الدوريات الأوروبية، التي تضم كثيرا من الدوريات الأوروبية الكبرى، أنها ستتقدم بشكوى إلى المفوضية الأوروبية مع اتحاد اللاعبين المحترفين في أوروبا.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية ياسين بونو حارس مرمى الهلال (الشرق الأوسط)

بونو: كأس العالم للأندية فرصة كبيرة لإظهار قيمة الهلال 

مع تبقي أقل من عام على انطلاق منافسات كأس العالم للأندية 2025 بنسختها الجديدة التي تضم 32 فريقاً يتنافسون على الفوز باللقب، كثر الحديث من طرف الفرق واللاعبين.

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة عالمية كأس العالم للأندية ستظهر بشكل جديد (الاتحاد الدولي)

«فيفا» يطرح مناقصة الحقوق التلفزيونية لبطولة كأس العالم للأندية

أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) دعوةً لتقديم العطاءات من أجل الفوز بالحقوق الإعلامية لبطولتي كأس العالم للأندية المقبلة والتي تليها.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية «فيفا» تلقى احتجاجات روابط أوروبية على مونديال الأندية الموسع (الشرق الأوسط)

«اللاعبين الإيطالية» تلحق بالمعترضين على «مونديال الأندية»

أعلنت رابطة اللاعبين المحترفين في إيطاليا انضمامها إلى الدعوة القضائية المرفوعة من قبل رابطة اللاعبين المحترفين (فيفا برو) ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة عالمية فلورنتينو بيريز يرى أن الريال يستحق قيمة أعلى مما تراه «فيفا» في الوقت الراهن (إ.ب.أ)

من مونديال الأندية إلى «كأس العالم 2030»... معركة مفاوضات بين الفيفا والريال

استقطب الجدل الدائر بين الاتحاد الدولي لكرة القدم وريال مدريد حول مشاركة النادي في النسخة الجديدة من مونديال الأندية أنظار العالم.

مهند علي (الرياض )

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.