التضخم التركي يواصل التراجع السريع

مشاة يسيرون على ممشى قرب البحر في مدينة إسطنبول التركية (أ.ب)
مشاة يسيرون على ممشى قرب البحر في مدينة إسطنبول التركية (أ.ب)
TT
20

التضخم التركي يواصل التراجع السريع

مشاة يسيرون على ممشى قرب البحر في مدينة إسطنبول التركية (أ.ب)
مشاة يسيرون على ممشى قرب البحر في مدينة إسطنبول التركية (أ.ب)

كشفت بيانات رسمية عن استمرار تراجع معدل التضخم السنوي في تركيا، للشهر الثالث على التوالي، وإن كان لا يزال عند مستوى أعلى من التوقعات.
وأعلن معهد الإحصاء التركي أرقام التضخم لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي، مشيراً إلى أن التضخم السنوي في أسعار المستهلكين سجل 57.68 في المائة، بينما كان 64.27 في المائة في ديسمبر (كانون الأول)، و84.39 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، بعدما بلغ الذروة في حوالي ربع قرن في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عند 85.51 في المائة.
وأضاف معهد الإحصاء التركي، في بيان، الجمعة، أن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 6.65 في المائة على أساس شهري في يناير، وهو تقريباً ضعف المتوقع في استطلاع أجرته «رويترز»، حيث بلغ 3.8 في المائة، كما كانت التوقعات بالنسبة للمعدل السنوي 53.5 في المائة.
وعزا خبراء الارتفاع الشهري الحاد في التضخم إلى سلسلة من الزيادات في الأسعار في العام الجديد، شملت وسائل النقل العام ومنتجات التبغ، إلى جانب الارتفاعات المتتالية في أسعار المواد الغذائية.
وكانت بيانات التضخم الرسمية أشارت إلى تراجع حاد بنسبة أكثر من 20 في المائة للتضخم السنوي في ديسمبر (كانون الأول) إلى 64.27 في المائة، من 84.39 في المائة في نوفمبر. وكان التضخم سجل أعلى مستوياته القياسية في 24 عاماً، عند 85.51 في المائة في أكتوبر، نتيجة دورة التيسير غير التقليدية التي بدأت في سبتمبر (أيلول) 2021، وتسببت في انهيار الليرة التركية في أواخر ذلك العام.
وثبت البنك المركزي التركي توقعاته للتضخم في نهاية العام عند 22.3 في المائة، معتبراً أنه لم يعد هناك سبب لارتفاع الأسعار. وقال محافظ البنك شهاب كاوجي أوغلو، خلال استعراضه التقرير الأول للتضخم للعام الحالي في أنقرة، الأسبوع الماضي، إن البنك أبقى على توقعاته للتضخم السنوي لعامي 2023 و2024 عند 22.3 و8.8 في المائة على التوالي.
ورصد تقرير «المركزي التركي» المخاطر الرئيسية على التضخم، وأهمها المخاطر الجيوسياسية واستمرار حالة عدم اليقين بشأن وباء «كورونا»، التي تزيد من مخاطر الهبوط على توقعات النمو العالمي للعام 2023، إضافة إلى ما يشكله الانخفاض الأسرع من المتوقع في الطلب الأجنبي، وإمكانية التعزيز المبكر للطلب المحلي من مخاطر تنعكس في ميزان الحساب الجاري.
في المقابل، رأى التقرير أن هناك عوامل يُحتمل أن توازن المخاطر على رصيد الحساب الجاري، أهمها زيادة الطلب على الحبوب والطاقة، والدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا مركزاً لإمداداتهما، وزيادة حصة موارد الطاقة المحلية، وتعويض التباطؤ في الطلب العالمي من خلال الطلب المحلي.
وأكد التقرير، أنه ستتم مراقبة مسار المكونات المستدامة في النمو عن كثب، وسيكون هناك ارتباط قوي بين سياسات الائتمان المستهدفة وعملية خفض التضخم.
وواصل المركزي التركي خفض معدلات الفائدة في ظل ارتفاع الأسعار، وأبقى سعر الفائدة على عمليات إعادة الشراء لأجل أسبوع (الريبو) المعتمد كسعر معياري للفائدة عند مستوى 9 في المائة في يناير للمرة الثانية على التوالي، بعدما أنهى في أواخر نوفمبر الماضي دورة التيسير التي دعا إليها إردوغان لخفض أسعار الفائدة إلى أقل من 10 في المائة.
وأرجع البنك خطوته إلى ظهور تحسن في معدلات واتجاه التضخم في تركيا بدعم من السياسات الشاملة التي تنتهجها البلاد. وشدد على أنه سيواصل استخدام جميع الأدوات بشكل حاسم حتى يتم تكوين مؤشرات قوية تشير إلى انخفاض مستدام في التضخم، في خطوة تتماشى مع الهدف الرئيسي المتمثل في استقرار الأسعار، والوصول إلى المعدل المستهدف، وهو 5 في المائة.
وتكافح حكومة إردوغان التضخم، وتسعى إلى تخفيضه قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي تَقرر تقديم موعدها لتُجرى في 14 مايو (أيار) بدلاً من موعدها الأصلي في 18 يونيو (حزيران)، لكنها تطبق في الوقت ذاته نموذجاً غير تقليدي في الاقتصاد يقوم على حفز النمو والاستثمار والتوظيف والتصدير بغض النظر عن التضخم، واتبعت دورة تيسير لا تتناسب وأرقام التضخم غير المسبوقة في نحو ربع قرن.


مقالات ذات صلة

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

شؤون إقليمية «المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

قال محافظ «البنك المركزي التركي»، شهاب قافجي أوغلو، أمس (الخميس)، إن المؤسسة أبقت على توقعاتها للتضخم عند 22.3 في المائة لعام 2023، وهو ما يقل عن نصف النسبة بحسب توقعات السوق، رغم انخفاض التضخم بمعدل أبطأ مما كان البنك يتوقعه. وأثارت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة التي طبقها الرئيس رجب طيب إردوغان أزمة عملة في أواخر عام 2021، ليصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 24 عاماً، عند 85.51 في المائة، العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفض معدل التضخّم في تركيا مجدداً في أبريل (نيسان) للشهر السادس على التوالي ليصل الى 43,68% خلال سنة، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

تراجعت الليرة التركيّة إلى أدنى مستوى لها، مقابل الدولار، أمس الثلاثاء، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، في منتصف مايو (أيار)، والتي قد تؤدّي إلى أوّل تغيير سياسي منذ عشرين عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتراجعت العملة إلى 19.5996 ليرة للدولار الواحد، وهو أمر غير مسبوق، منذ اعتماد الليرة الجديدة في يناير (كانون الثاني) 2005. منذ الانخفاض المتسارع لقيمة العملة التركيّة في نهاية 2021، اتّخذت الحكومة تدابير لدعمها، على أثر تراجعها جرّاء التضخّم وخروج رؤوس الأموال. وقال مايك هاريس؛ من شركة «كريبستون ستراتيجيك ماكرو» الاستشاريّة، إنّ «ذلك قد فشل»، فع

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

بينما أطلق مرشح المعارضة لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو برنامج الـ100 يوم الأولى بعد توليه الحكم عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان ثقته في الفوز بالرئاسة مجددا من الجولة الأولى، معتبرا أن الانتخابات ستكون رسالة للغرب «المتربص» بتركيا. وتضمن البرنامج، الذي نشره كليتشدار أوغلو في كتيب صدر اليوم (الخميس) بعنوان: «ما سنفعله في أول 100 يوم من الحكم»، أولويات مهامه التي لخصها في تلبية احتياجات منكوبي زلزالي 6 فبراير (شباط)، وتحسين أوضاع الموظفين والمزارعين وأصحاب المتاجر والشباب والنساء والمتقاعدين والأسر، متعهداً بإطلاق حرب ضد الفساد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إيران تدرس محادثات مع واشنطن لضمان «سلمية» برنامجها النووي

بزشكيان مترئساً اجتماع الحكومة الإيرانية الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان مترئساً اجتماع الحكومة الإيرانية الأحد (الرئاسة الإيرانية)
TT
20

إيران تدرس محادثات مع واشنطن لضمان «سلمية» برنامجها النووي

بزشكيان مترئساً اجتماع الحكومة الإيرانية الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان مترئساً اجتماع الحكومة الإيرانية الأحد (الرئاسة الإيرانية)

قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن طهران ستدرس إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة إذا كان هدف المحادثات هو معالجة المخاوف بشأن إنتاج أسلحة نووية، معلنة في الوقت نفسه رفضها أي محاولة لتفكيك البرنامج. وأضافت البعثة، في منشور على منصة «إكس»، الأحد، أنه إذا كان الهدف من المفاوضات هو تفكيك البرنامج النووي «السلمي» الإيراني، فإن «مثل هذه المفاوضات لن تُعقد أبداً».

وجاءت الرسالة الإيرانية بعد يومين من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أنه أرسل رسالة إلى أعلى سلطة في البلاد للتفاوض على اتفاق نووي.

وفي مقابلة مع «فوكس بيزنس»، قال ترمب: «هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكرياً، أو إبرام اتفاق»، وذلك لمنعها من امتلاك أسلحة نووية.

وقال ترمب إنه يريد التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، واقترح على طهران أن يبدأ البلدان محادثات. كما عاد ترمب إلى سياسة «أقصى الضغوط» التي تبناها خلال ولايته الرئاسية الأولى لعزل إيران عن الاقتصاد العالمي وخفض صادراتها النفطية إلى الصفر.

وتنفي طهران أنها تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، وقال المرشد الإيراني، علي خامنئي، السبت، إن طهران لن تُرغم على الدخول في مفاوضات، واصفاً ترمب بـ«المتنمر».

وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الأحد، إن سياسة بلاده المبدئية هي «خفض التوتر وتعزيز الوحدة»، مضيفاً أن إيران «لم تسعَ مطلقاً لامتلاك أسلحة نووية؛ التزاماً بتوجيهات المرشد علي خامنئي».

ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن بزشكيان قوله، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستوره: «نعدّ أي توتر أو اضطراب أو صراع ضاراً لنا وللمنطقة والعالم».

وأضاف بزشكيان: «سياستنا المبدئية تقوم على تخفيف التوتر وتعزيز الوحدة، لكننا سنواجِه بكل قوة أي تهديد لأمن ومصالح بلدنا».

وهذا أول اتصال معلن بين الرئيس الإيراني ومسؤول غربي بعد إعلان ترمب توجيه رسالة إلى إيران.

ونقل البيان عن رئيس الوزراء النرويجي أن بلاده «تدعم الحلول السلمية في المنطقة» معرباً عن استعداد أوسلو «لتقديم أي مساعدة ممكنة لتعزيز الاستقرار الإقليمي».

وفي المقابل، قال بزشكيان: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت دائماً عامل استقرار في المنطقة، وسعت لمنع الحروب والصراعات قدر الإمكان».

وتابع: «النظام الصهيوني، بوصفه المصدر الرئيسي للتوتر في المنطقة، لا يكتفي بإشعال الحروب وارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، بل يحاول عبر الأكاذيب تصوير الأنشطة النووية السلمية لإيران على أنها تهديد للأمن».

ورفض بزشكيان الاتهامات الغربية لطهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، قائلاً إن بلاده «لم ولن تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية»، مشيراً إلى استمرار التعاون مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» لضمان الشفافية في الأنشطة النووية.

وأضاف: «سياستنا تقوم على نزع فتيل التوتر وترسيخ الوحدة، لكننا لن نتردد في الدفاع عن أمننا ومصالحنا بكل قوة».

وأفاد بيان من الرئاسة الإيرانية بأن الاتصال بين بزشكيان ورئيس الوزراء النرويجي «ناقش القضايا الثنائية بين البلدين والمتعددة، فقد أشار الرئيس الإيراني إلى العلاقات الجدية بين طهران وأوسلو وإمكانات التعاون في القضايا الإقليمية والدولية»، معرباً عن تقديره «جهود النرويج في تعزيز السلام والاستقرار».

وقال المدير العام لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، التابعة للأمم المتحدة، رافاييل غروسي، إن «الوقت ينفد من أمام الطرق الدبلوماسية لفرض قيود جديدة على أنشطة إيران، مع استمرار طهران في تسريع تخصيب اليورانيوم إلى درجة قريبة من صنع أسلحة».