موجة نهب حوثية تستهدف العقارات في إب اليمنية

جانب من أحد الشوارع في مدينة إب (الشرق الأوسط)
جانب من أحد الشوارع في مدينة إب (الشرق الأوسط)
TT

موجة نهب حوثية تستهدف العقارات في إب اليمنية

جانب من أحد الشوارع في مدينة إب (الشرق الأوسط)
جانب من أحد الشوارع في مدينة إب (الشرق الأوسط)

شهدت الأيام الأخيرة في محافظة إب اليمنية (192 كلم جنوب صنعاء) موجة جديدة من النهب للعقارات أقدم عليها قادة في الميليشيات الحوثية، وذلك في سياق سلوك الجماعة الرامي إلى إثراء عناصرها والسطو على الأملاك العامة والخاصة.
في هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة في إب بأن قيادات حوثية صعّدت من جرائم التعدي والنهب المنظم بحق أراضي وممتلكات الدولة والمواطنين في المحافظة، في ظل فوضى كبيرة لا تزال تعيشها المحافظة. وشكا سكان في إب لـ«الشرق الأوسط»، من عمليات سطو ونهب مستمرة تقوم بها قيادات بارزة في الجماعة الحوثية طالت أراضيهم وعقاراتهم بمركز المحافظة ونحو 22 مديرية تابعة لها.
ويؤكد صالح، وهو اسم مستعار لموظف في الأشغال العامة في مدينة إب، أن قادة الانقلاب الحوثي في المحافظة يتنافسون بشكل يومي على الاستحواذ على العقارات والأراضي الخاصة والعامة عبر عصابات مسلحة متخصصة في أعمال السطو.
ويضيف «لا يكاد يمر يوم إلا وتتعرض ممتلكات وعقارات السكان للنهب والاعتداء والمصادرة على أيدي قيادات في الميليشيات الحوثية».
وأرجع سكان في المحافظة أسباب تركيز الانقلابيين على نهب عقارات الدولة والمواطنين في إب، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعارها، كون المحافظة تعد العاصمة السياحية لليمن بحسب قرارات سابقة أصدرتها حكومات يمنية متعاقبة.
وجاء أحدث انتهاكات الميليشيات في إب متمثلاً باعتداء قيادي حوثي على أرضية تابعة للكابتن الرياضي فضل العرومي وأشقائه في وسط مدينة إب.
وأوضحت مصادر مطلعة في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن القيادي الانقلابي المدعو محمد الحارثي المعيّن من قِبل الميليشيات مديراً للأحوال المدنية في إب، شرع حديثاً بمعية عصابة مسلحة في السطو على أرضية أسرة بيت العرومي، مستغلاً منصبه ونفوذه لدى جماعة الانقلاب. وسبق للقيادي الحوثي أن اعتدى على أرضية سابقة لبيت العرومي بهدف السطو عليها، في الوقت الذي رفضت الأسرة الانجرار للمواجهة، وفضلت اللجوء إلى القضاء الخاضع للميليشيات، لتصدر المحكمة حينها قراراً بوقف أي استحداث في الأرضية المجاورة لمبنى الأحوال المدنية، حتى تصدر المحكمة قولها الفصل في القضية.
تأتي هذه الواقعة بعد أيام من عملية سطو مسلح طالت أرضية تاجر يدعى محمد الدعيس في شارع الدائري الغربي لمدينة إب، من قبل قيادي آخر في الميليشيات يدعى «أبو مرشد».
وتواصلاً لأعمال النهب والمصادرة التي يتزعمها قادة في الجماعة بحق أراضي الدولة والمواطنين في إب، أقدم نافذ حوثي على إغلاق أحد الشوارع بمنطقة «سائلة جبلة» جنوب إب؛ بهدف البناء في الشارع، وتأمين عملية السطو التي أقدم عليها.
ذكر شهود عيان أن القيادي الحوثي أغلق شارع 16 بـ«سائلة جبلة»؛ بهدف البناء في الشارع، رغم وجود شارع ومخطط عام ومنازل مواطنين على جانبيه، في تصرف يؤكد عبث الميليشيات، وشراهتها للاستيلاء على العقارات.
سبق ذلك بأسبوع تسجيل حادثة أخرى مشابهة تمثلت بسطو نافذ حوثي آخر على مساحة واسعة من «مجرى السيل» في مدينة إب، الممتد من جبل بعدان، والمؤدي إلى وادي السحول في ذات المحافظة.
وفي سياق ما يمارسه الانقلابيون من جرائم تعد وسطو متكرر بحق أملاك الغير في إب، قالت مصادر محلية إن عنصرين حوثيين قاما بالاعتداء على مقبرة في منطقة «ذي عتم» بعزلة السارة في مديرية العدين غرب إب، وذلك تحت مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية والمحلية الخاضعة للجماعة الحوثية بالمديرية.
يُشار إلى أنه سبق تصاعد تلك الممارسات الحوثية في محافظة إب، زيارة محمد علي الحوثي، ابن عم زعيم الميليشيات إلى المحافظة، حيث أطلق يد قادة الجماعة وأتباعها للاستيلاء على مزيد من الأراضي والعقارات، وتشديد القبضة الأمنية، بالاعتماد على عصابات مسلحة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.