المنفي وباتيلي يدعوان لإنهاء «الجمود السياسي» في ليبيا

{الوحدة} تعزز وجودها بمنح قروض ووحدات سكنية للشباب

الدبيبة خلال إطلاق المرحلة الأولى لمبادرته للإسكان الشبابي (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال إطلاق المرحلة الأولى لمبادرته للإسكان الشبابي (حكومة الوحدة)
TT

المنفي وباتيلي يدعوان لإنهاء «الجمود السياسي» في ليبيا

الدبيبة خلال إطلاق المرحلة الأولى لمبادرته للإسكان الشبابي (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال إطلاق المرحلة الأولى لمبادرته للإسكان الشبابي (حكومة الوحدة)

أعلن محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أنه بحث مع عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة، ما وصفه بـ«أفكار جادة» لإنجاز الانتخابات «في وقت قريب»، وأهمية المسارات المعززة للاستقرار والداعمة للانتخابات، وعلى رأسها المصالحة الوطنية، لافتاً إلى أن باتيلي وضعه في صورة لقاءاته ومشاوراته الأخيرة مع مختلف الأطراف المحلية والدولية.
من جهته، أدرج باتيلي الاجتماع في إطار مشاوراته المستمرة مع جميع الفرقاء الليبيين لإيجاد مخرج من حالة «الجمود السياسي»، لافتاً إلى أنه أطلع المنفي على اجتماعاته مؤخراً مع المسؤولين في الجزائر وبرازافيل والرباط. وبعدما أشاد بجهود المنفي، الذي قال إنه أظهر التزامه الوطني بالاستجابة لنداء الشعب الليبي لإقامة مؤسسات شرعية، وإرساء دعائم الاستقرار والسلام والحكم الرشيد، كرر باتيلي دعوته لكل الأطراف للانخراط بجدية في مسار الحل الوطني. وقال إنه اتفق مع المنفي على ضرورة أن «يرتقي القادة الليبيون إلى مستوى تطلعات الشعب، وأن يتوصلوا إلى توافق وطني ينهي الجمود السياسي، ويقود إلى إجراء انتخابات وطنية شاملة هذا العام».
بدوره، اعتبر عبد الله اللافي، نائب المنفي، لدى حضوره مساء أول من أمس، حفل تخريج الدفعة الرابعة من منتسبي القوات الموالية لحكومة الدبيبة، أن تخريج ما وصفه بوحدات عسكرية نظامية، يستهدف أن «يكونوا سداً منيعاً ضد أعداء الوطن، وحماة لحدوده وضماناً لأمنه واستقراره».
من جانبه، قال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» ووزير دفاعها أيضاً، خلال مشاركته في الحفل إلى جانب محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية للحكومة، والعقيد محمود حمزة آمر اللواء «444 قتال»، إن تخريج دفعات جديدة متدربة «يُعد لبنة راسخة في بناء القوات المسلحة». وتخلل الاحتفال عرض لوحدات رمزية من اللواء «444»، وما وصفته حكومة الدبيبة بجنود نظاميين، ووحدات من القوات الخاصة وعربات وآليات عسكرية.
في شأن آخر، واستمراراً لسياسته في استغلال المنح والقروض لتكريس شعبية حكومته ووجودها، أعلن الدبيبة، في بيان، أن المرحلة الأولى من مبادرة الإسكان الشبابي والأسر المحتاجة شملت توزيع قروض وقطع أراضٍ على 25 ألف مستحق من 144 بلدية، منها 18 ألف قرض و7 آلاف قطعة أرض. وكان الدبيبة قد أشرف على توزيع هذه القروض والأراضي السكنية، خلال احتفالية نظمتها وزارة الشباب، بمشاركة عدد من عمداء البلديات ومديري فروع مصرف الادخار والاستثمار العقاري ومدير شركة التهيئة العمرانية.
وسلم الدبيبة رفقة عدد من عمداء البلديات، القوائم النهائية لمديري فروع مصرف الادخار للبدء في استكمال الإجراءات، بينما أكد وزير الشباب ووكلاء الوزارة أن الخطوات المتخذة من قبل لجنة مبادرة الرئيس للإقراض ماضية بثبات، وأن العمل تم من خلال اللجان الفرعية بالمناطق، وتحت إشراف اللجنة المركزية. وأكد الدبيبة أن المرحلة الأولى من المبادرة أنجزت من خلال الإعلان عن المستفيدين، وطمأن المسجلين بالمنظومة بأن العمل مستمر لاستكمال المرحلة الثانية. وفي هذا السياق، نشرت أول من أمس حكومة الدبيبة قوائم المستفيدين من المرحلة الأولى لمبادرته للإقراض الشبابي، والأسر المحتاجة بمختلف البلديات.
من جهة أخرى، دعا عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، أعضاءه لعقد جلسة رسمية، صباح الاثنين المقبل، بمقره في مدينة بنغازي (شرق)، من دون أن يحدد جدول أعمال الجلسة، لكنه شدد في المقابل على ضرورة التزام النواب بحضورها. وكان صالح قد بحث، مساء أول من أمس، في مدينة القبة بالمنطقة الشرقية، مع سفير ألمانيا لدى ليبيا ميخائيل أونماخت، آخر مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، والتأكيد على دعم جهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي.
وقال أونماخت، الذي أنهى زيارة دامت أربعة أيام إلى بنغازي، إن إنهاء القاعدة الدستورية وإيجاد حل سياسي قائم على جهود باتيلي لتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الوصول للانتخابات، شكّلا أهم محاور لقائه مع صالح.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

​ليبيا: تأييد «حذر» لسقوط الأسد وفق «الهوى السياسي»

«ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (أ.ف.ب)
«ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (أ.ف.ب)
TT

​ليبيا: تأييد «حذر» لسقوط الأسد وفق «الهوى السياسي»

«ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (أ.ف.ب)
«ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (أ.ف.ب)

انشغل الليبيون إلى حد كبير بما يجري في سوريا، وجاءت الردود متنوعة ومحكومة بـ«الهوى السياسي»، فيما نأت السلطة الرسمية عن التعليق حول التغيرات السريعة الحاصلة بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وما بين الفرح والخوف والتحذير، انقسمت صور التأييد وجاءت متضاربة أحياناً داخل الفصيل الواحد، في البلد الأفريقي الذي يعاني توسعاً في نفوذ الميليشيات المسلحة، وسط شبه إجماع على أن ما يحدث في سوريا شهده بلدهم قبل قرابة 14 عاماً.

وفيما رأى الشيخ علي مصباح أبو سبيحة، رئيس «المجلس الأعلى لقبائل ومدن فزان» الليبية، أن سوريا «ستكون أسوأ حالاً من ليبيا»، بارك الساعدي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي «عودة سوريا إلى أهلها».

وانفتحت السلطات في شرق ليبيا وغربها خلال العامين الماضيين على علاقات متنوعة مع تركيا التي تقود عمليات التغيير في سوريا؛ لذا جاءت ردود الفعل في أغلبها «محسوبة» من الأطراف قريبة الصلة من أنقرة والمقيمة بها، بينما تحاشت أطراف موالية لشرق ليبيا التعليق.

وأبدى نظام القذافي في عمومه أسفاً على سقوط بشار الأسد، من وجهة نظر «عُروبية»، وأرجع أبو سبيحة، مخاوفه «نتيجة الاختلافات العرقية والمذهبية، بالإضافة إلى مجاورة سوريا لعدوين لدودين هما تركيا وإسرائيل».

وذهب الأكاديمي الليبي مصطفى الفيتوري، إلى أن سوريا الآن «في مهب الريح»، وقال: «البدائل بين بشار الذي سقط، ومن أسقطه، كانت على مدى قرابة 14 عاماً، مثل المستجير من الرمضاء بالنار».

ولم يكن الساعدي القذافي الذي «بارك للشعب السوري وللمسلمين» سقوط بشار، عبر حساب منسوب له على منصة «إكس»، وحده، فقد تضامن معه نوري أبو سهمين رئيس «المؤتمر الوطني» المنتهية ولايته.

وقال أبو سهمين الذي يترأس تيار «يا بلادي» في ليبيا: «اليوم تسطّر سوريا الحرة أولى صفحات المستقبل المشرق، حيث سقطت رموز الظلم والطغيان»، وأضاف: «من ليبيا الحرة إلى سوريا الحرة، نبارك لكم هذا الانتصار التاريخي. الطريق شاق، لكن الحرية تستحق كل تضحية».

وهلل الليبي علي الصلابي، لسقوط نظام الأسد، وقال: «أحرار سوريا يدخلون دمشق ويعلنون النصر».

وقال الصلابي عبر حسابه على «إكس» إن «شمس الحرية تشرق في سوريا، ونسأل الله أن يحقق لها الأمن والاستقرار والعدل والسلام. سقط الأسد وانتصر الشعب السوري».

ونأت السلطات الرسمية في ليبيا عن التعليق على أحداث سوريا، لكن السفارة الليبية هناك دعت المواطنين الليبيين كافة إلى توخي الحيطة والحذر في ظل الظروف الأمنية الراهنة التي قد تؤثر على سلامتهم.

وقالت السفارة: «نحضّ الجميع على الالتزام بتعليمات السلطات السورية المختصة، والابتعاد عن المناطق التي تشهد اضطرابات أو أعمال عنف»، ودعت أفراد الجالية الليبية للتواصل معها لتسجيل بياناتهم حتى تتمكن من مراجعة ومتابعة أوضاعهم بشكل مستمر، واتخاذ الإجراءات اللازمة.

وذهب محمد المبشر، رئيس «مجلس أعيان ليبيا للمصالحة» إلى أن «سوريا هي درس لمن يملك السلاح والسلطة في ليبيا. تذكّر أن الحليف الحقيقي ليس السلاح ولا النفوذ، بل شعبك وأمتك».

ويرى المحلل السياسي الليبي محمد قشوط، أن «الذي يقول إن ما يحدث في سـوريا والمنطقة ككل ليس له علاقة بليبيا، عليه إما أن يعيد قراءاته وحساباته أو يبتعد عن تخدير نفسه والناس».

ومضى قشوط يقول إنه «في 2011 كانت موجة الثورات كما سمّيت، وفي 2024 بدأت موجة الصفقات، والدولة التي تستبيحها قوات دول أخرى، وتحتل أجزاء من أراضيها، وتتحكم في قرارها السياسي، لن تكون في منأى عن تلك الصفقات متى ما تقرر ذلك». وانتهى قشوط: «قلتها بخصوص سوريا منذ أسبوع، وأعيدها مرة أخرى بين قوسين استعدوا».

وحفلت صفحات التواصل الاجتماعي في ليبيا بتعليقات على تطورات الأحداث في سوريا، وبث رواد وناشطون تسجيلاً مصوراً لاحتفال الجالية السورية في العاصمة الليبية طرابلس بسيطرة «المعارضة السورية المسلحة على دمشق».