الأدوية المنتهية الصلاحية وأخطارها على الصحة

تفقد مفعولها بمرور الزمن

الأدوية المنتهية الصلاحية وأخطارها على الصحة
TT
20

الأدوية المنتهية الصلاحية وأخطارها على الصحة

الأدوية المنتهية الصلاحية وأخطارها على الصحة

قد يصاب أحدنا بنوع من الألم، كالصداع مثلاً، فيهرع إلى خزانة الأدوية بالمنزل لتناول أحد المسكنات، مثل باراسيتامول أو إيبوبروفين، ويفاجأ بأن تاريخ الصلاحية المطبوع على علبة الدواء قد انتهى منذ شهر أو شهور أو حتى منذ عام أو أكثر. فما العمل؟ هل يأخذ الدواء المتوفر لديه رغم انتهاء تاريخ صلاحيته أم لا؟ وإذا قرر أخذه، فهل سيكون ذا خطرٍ وقاتلاً؟ أم فقط سيصبح الدواء عديم المفعول ويستمر المريض في معاناته من الصداع؟
بناءً على تواريخ انتهاء الصلاحية المختومة على عبوات الأدوية، تتخلص الصيدليات، والمستشفيات، ودور رعاية المسنين، والمستهلكون، من أدوية بمليارات الدولارات كل عام. وتتخلص المستشفيات وحدها في أميركا مما يعادل أكثر من 800 مليون دولار من الأدوية سنوياً.
قد تكون الأدوية باهظة الثمن للعديد من المرضى ومن المكلف عليهم استبدالها حتى بعد انتهاء صلاحيتها. ما تاريخ انتهاء صلاحية الدواء؟ وهل الأدوية منتهية الصلاحية تظل آمنة؟ هل يمكن تناول دواء بأمان إذا وصل إلى تاريخ انتهاء صلاحيته؟ ما الأدوية التي يجب عدم استخدامها بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها؟ ما أفضل طرق تخزين الأدوية للمحافظة على قوتها وفاعليتها؟

انتهاء صلاحية الدواء
يعرف «تاريخ انتهاء الصلاحية»، بشكل عام، بأنه التاريخ الذي ينبغي بعده عدم استخدام المنتج الاستهلاكي؛ سواء أكان طعاماً أم دواءً؛ لأنه قد يكون فاسداً أو تالفاً أو غير فعال. يجري التعرف على «تاريخ صلاحية الدواء» بالتحقق من التاريخ المطبوع على العبوة الصيدلانية، والذي يمثل التاريخ الذي قد يصبح الدواء بعده غير مناسب للاستخدام كما جرى تصنيعه، حيث إن بعض الأدوية قد تتحلل وتكون غير فعالة أو حتى ضارة إذا تجاوزت مدة صلاحيتها. وتنصح المنظمات الصحية والشركات المصنعة للأدوية بالتخلص من الأدوية بعد تاريخ انتهاء الصلاحية المطبوع على العبوة.
تاريخ انتهاء الصلاحية هو اليوم الأخير الذي تضمن فيه الشركة المصنعة الفاعلية الكاملة للأدوية وسلامتها. تسجل تواريخ انتهاء صلاحية الأدوية على جميع ملصقات الأدوية؛ بما في ذلك الوصفات الطبية والمكملات الغذائية (OTC) والمكملات العشبية. بموجب القانون؛ يُطلب من مصنعي الأدوية وضع تواريخ انتهاء الصلاحية على منتجات الوصفات الطبية قبل التسويق؛ وفقاً لتقرير «أنون (Anon)» الذي نشر محدثاً بتاريخ 21 يوليو (تموز) 2022 في موقع الأدوية «Drugs.com».
ويجري تقدير تاريخ انتهاء صلاحية الدواء باستخدام «اختبار الثبات (stability testing)» في ظل ممارسات التصنيع الجيدة على النحو الذي تحدده «إدارة الغذاء والدواء (FDA)».
وعبر هذا التاريخ يجري التعرف على الوقت الذي سيكون فيه الدواء غير آمن أو غير فعال، وقد يبدو مختلف اللون أو المذاق أو الرائحة بسبب انتهاء صلاحيته أو لسوء تخزينه حتى وإن كان ضمن تاريخ الصلاحية، ويجب التخلص منه فوراً؛ وفقاً لـ«إدارة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)».
كما يجب اتباع تعليمات الطبيب أو الصيدلي حول استخدام الدواء والتخلص من المتبقي منه، على سبيل المثال، قد ينصح الصيدلي بالتخلص من الدواء بعد 7 أيام من الفتح حتى لو كان ضمن تاريخ صلاحية الشركة المصنعة.
عادةً ما يكون للمنتجات الدوائية التي يجري تسويقها في الولايات المتحدة تاريخ انتهاء صلاحية يمتد من 12 إلى 60 شهراً من وقت التصنيع. ومع ذلك، قد يكون العمر الافتراضي الفعلي للدواء أطول بكثير؛ كما أظهر بعض الدراسات؛ منها «تقرير تواريخ انتهاء الأدوية للجمعية الطبية الأميركية (American Medical Association. Pharmaceutical Expiration Dates)».
في الصيدلية، غالباً ما يجري وضع تواريخ «ما بعد الاستخدام» على ملصق زجاجة الوصفة الطبية الممنوحة للمريض. ولكن لماذا تختلف تواريخ انتهاء الصلاحية هذه؟ وفقاً لجهة التصنيع؛ لا يمكن ضمان استقرار الدواء بمجرد فتح الزجاجة الأصلية. ويمكن أن تؤثر الحرارة والرطوبة والضوء وعوامل التخزين الأخرى على الاستقرار.
وبعض الأدوية له تاريخ انتهاء صلاحية قصير، مثل: مخاليط المضادات الحيوية المحضرة: عندما يضيف الصيدلي الماء إلى مسحوق المضاد الحيوي، فإنه يغير ثبات المنتج، وسيعطيه الصيدلي تاريخ انتهاء صلاحية من أسبوع لأسبوعين؛ وفق المنتج. وكذلك قطرات العين: عادة ما يجري إعطاؤها تاريخ انتهاء الصلاحية بعد 4 أسابيع من فتح العبوة لأول مرة؛ لأن العين حساسة بشكل خاص لأي بكتيريا قد تدخل في قطرات العين.

تناول دواء منتهي الصلاحية
توصي «إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)» بعدم تناول الأدوية مطلقاً بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها؛ لأنها محفوفة بالمخاطر مع العديد من المتغيرات غير المعروفة. على سبيل المثال؛ كيفية تخزين الدواء قبل تسلمه، والتركيب الكيميائي، وتاريخ التصنيع الأصلي، كل ذلك يمكنه أن يؤثر على فاعلية الدواء.
والمضاد الحيوي التتراسيكلين أحد الأمثلة على ذلك؛ إذ نُشرت تقارير تفيد بأن استخدام التتراسيكلين المتدهور مرتبط بشكل من أشكال التلف الكلوي الأنبوبي المعروف باسم «متلازمة فانكوني (Fanconi Syndrome)». ومع ذلك، لم يعد يجري تسويق هذه التركيبة من التتراسيكلين.
كما يبدو أن أشكال الجرعات الصلبة، مثل الأقراص والكبسولات، أكثر استقراراً بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها. فقد لا تتمتع الأدوية الموجودة في محلول أو بوصفها تعليقاً مُعاداً تكوينه، والتي تتطلب التبريد (مثل معلق أموكسيسيلين)، بالقوة المطلوبة إذا جرى استخدامها عندما تكون قديمة. يمكن أن يكون فقدان الفاعلية مصدراً كبيراً للقلق الصحي، خصوصاً عند علاج العدوى بمضاد حيوي. بالإضافة إلى ذلك؛ قد تحدث مقاومة للمضادات الحيوية مع الأدوية منخفضة الفاعلية.
يجب التخلص من الأدوية الموجودة في المحلول، خصوصاً الأدوية القابلة للحقن، إذا كان المنتج يشكل راسباً أو يبدو عكراً أو متغير اللون. الأدوية السائلة، مثل محاليل العين أو الأذن أو السوائل الفموية أو المحاليل الموضعية، قد تخضع لتبخر المذيبات بمرور الوقت. قد تكون الأدوية منتهية الصلاحية التي تحتوي على مواد حافظة، مثل قطرات العين، غير آمنة بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها. المواد الحافظة القديمة قد تسمح بنمو البكتيريا في المحلول.
متى تفقد الأدوية منتهية الصلاحية فاعليتها؟ هناك تقرير مثير للجدل، يشير إلى أن بعض الأدوية يمكن أن تستمر فاعليتها بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها، وهو تقرير صادر عن «برنامج تمديد مدة الصلاحية Shelf Life Extension Program (SLEP))» الذي تقوم به «إدارة الغذاء والدواء (FDA)» لوزارة الدفاع الأميركية، والذي كان هدفه مزدوجاً: تحديد العمر الافتراضي الفعلي للأدوية المخزنة لديهم للاستخدام في المستقبل، وتوفير الدولارات.
.(Extending Shelf Life Just Makes Sense. Mayo Clin Proc. November 2015;90:1471-1474. Accessed May 29, 2018)
وقد جرى تقييم أكثر من 3000 قطعة «lots»، تمثل 122 منتجاً دوائياً مختلفاً، في برنامج «SLEP». جرى تقييم الفاعلية، ودرجة الحموضة، ومحتوى الماء، والذوبان، والمظهر الجسدي، أو وجود الشوائب.
وبناءً على بيانات الاستقرار، جرى تمديد تواريخ انتهاء الصلاحية على 88 في المائة من القطع إلى ما بعد تاريخ انتهاء الصلاحية الأصلي بمتوسط 66 شهراً. من بين هذا؛ نحو 12 في المائة من القطع ظلت مستقرة لمدة 4 سنوات على الأقل بعد تاريخ انتهاء الصلاحية. من بين 2652 قطعة، جرى إنهاء 18 في المائة فقط بسبب الفشل.
من أمثلة المنتجات الدوائية الشائعة التي جرى اختبارها دون أي إخفاقات: أموكسيسيلين وسيبروفلوكساسين وديفينهيدرامين وحقن كبريتات المورفين. تراوحت تواريخ تمديد صلاحية هذه المنتجات بين 12 شهراً و184 شهراً (أكثر من 15 عاماً).
كما أن يوديد البوتاسيوم (KI)، الذي جرى تخزينه في الولايات المتحدة لحالات الطوارئ الإشعاعية، لم يظهر أي تدهور كبير على مدى 20 عاماً في دراسة «SLEP».
وفي يونيو (حزيران) 2020، صرحت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» بأنه يمكن تمديد تواريخ انتهاء الصلاحية لبعض مضادات الفيروسات المخزنة مثل تاميفلو Tamiflu (أوسيلتاميفير) 75 ملغ، وكبسولات ريلينزا Relenza (زاناميفير)، إذا جرى تخزينها في ظروف محددة وللاستخدام الطارئ في بعض الولايات. يمكن تمديد تواريخ انتهاء الصلاحية لمدة 15 عاماً لعقار تاميفلو و10 سنوات لريلينزا. (Expiration Dating Extension, U.S. Food and Drug Administration (FDA). April 7, 2022).
وأيضاً؛ أظهرت الاختبارات أن العديد من الأدوية لا تزال فعالة لعقود بعد تواريخ انتهاء صلاحيتها. لاحظ المؤلفون أنه لا توجد تقارير منشورة عن سُمّية بشرية بسبب الابتلاع أو الحقن أو التطبيق الموضعي لتركيبة دواء بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها.
تعتمد قدرة الدواء على أن تكون له مدة صلاحية ممتدة على مكونات الدواء الفعلية، ووجود المواد الحافظة، وتقلبات درجات الحرارة، والضوء، والرطوبة، وظروف التخزين الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، جرى الاحتفاظ بكميات الأدوية المختبرة في برنامج «SLEP» في عبواتها الأصلية. بمجرد إعادة تعبئة الدواء في حاوية أخرى، كما يحدث غالباً في الصيدلية، يمكن أن تنخفض مدة الصلاحية بسبب التغيرات البيئية.
تشير هذه النتائج إلى أن العديد من المنتجات الدوائية قد تمتد فاعليتها إلى ما بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها. ومع ذلك، يصعب على أي مستهلك أو مقدم رعاية صحية معرفة أي منتج في خزانة الأدوية يمكن أن تكون له مدة صلاحية طويلة أو تاريخ انتهاء صلاحية قصير. وعليه؛ يجب الالتزام بتاريخ الانتهاء المطبوع على علبة الدواء.

حفظ وتخزين الأدوية
قد يساعد التخزين الجيد والمناسب للأدوية على حفظها واستمرارية فاعليتها. لا يُعد الحمام مكاناً مثالياً لتخزين الأدوية بسبب الحرارة والرطوبة. وبالمثل؛ ينبغي عدم ترك الأدوية في سيارة ساخنة، أو في الطقس المتجمد.
- يظل معظم الأدوية الفموية الصلبة أكثر استقراراً في الأماكن الجافة والباردة بعيداً من الضوء.
- احتفظ بأغطية الزجاجات مغلقة بإحكام واحتفظ دائماً بالأدوية بعيداً من متناول الأطفال والحيوانات الأليفة.
- انظر إلى نشرة العبوة للحصول على تعليمات التخزين المناسبة، أو اسأل الصيدلي.
- احرص على اتباع أي تعليمات خاصة بالتبريد أو التجميد.
- من الأفضل دائماً استخدام الأدوية التي لم تنته صلاحيتها؛ فذلك أكثر أماناً.
- إذا تناولت دواءً منتهي الصلاحية ولاحظت أن تأثيره ضئيل أو معدوم، فاستبدل به آخر جديداً على الفور.
- احتفظ دائماً بوصفة طبية جديدة لأدوية الأمراض المزمنة المهددة للحياة كالقلب والسرطان، قبل انتهاء صلاحيتها.
- قد تسبب هذه الأدوية مشكلات خطيرة إذا انتهت صلاحيتها: العقاقير البيولوجية - الإنسولين - قطرات العين – الحقن – الأدوية التي تُركب من قبل الصيدلي.
- يجب التخلص من أي دواء يبدو أنه متحلل أو عكر أو له رائحة ضارة واستبداله على الفور.
- عند الشك في صلاحية أو فاعلية أي دواء، فمن الأفضل الحصول على آخر جديد، بأمان.
* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

كيف تحارب التوتر المرتبط بخياراتك الغذائية؟ 5 نصائح فعالة

يوميات الشرق ممارسات عدة تساعد في ضمان تجنب اتباع نهج غير صحي فيما يرتبط بالطعام (إ.ب.أ)

كيف تحارب التوتر المرتبط بخياراتك الغذائية؟ 5 نصائح فعالة

كايلي ساكايدا، اختصاصية تغذية لديها مليونا متابع على منصة «تيك توك»، لا تريد أن يكون الطعام مصدراً آخر للتوتر، والقلق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كينيدي يتحدث في حين يستمع إليه ترمب ووزراء خلال اجتماع وزاري في قاعة مجلس الوزراء بالبيت الأبيض (أ.ب)

كينيدي جونيور يتعهد بتحديد أسباب «وباء التوحد» بحلول سبتمبر

وعد وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي جونيور (الخميس) بأن تُحدد دراسة تجريها السلطات الصحية «بحلول سبتمبر» أسباب ما وصفه بـ«وباء التوحد».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

تنتشر «المواد المضافة للأغذية» في كل مكان هذه الأيام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في استهلاك الأغذية المصنعة، فكيف تؤثر على صحتنا؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة للبهارات والأعشاب من (شاترستوك)

8 أعشاب وتوابل مفيدة للهضم في الصيف الحار

خلال أشهر الصيف الحارة والرطبة، قد يتباطأ الجهاز الهضمي، ويصبح خاملاً بسبب الحرارة والتوتر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك لماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف؟ (جامعة روتشستر)

هل يؤثر انقطاع الطمث لدى النساء على صحة أدمغتهن؟

تُعدّ الهبات الساخنة والأرق وتقلبات المزاج جزءاً مزعجاً من انقطاع الطمث لدى كثير من النساء. لكن زيادة أعراض انقطاع الطمث قد تعني أيضاً تدهوراً في صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
TT
20

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)

تنتشر «المواد المضافة للأغذية» في كل مكان هذه الأيام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في استهلاك الأغذية المصنعة. ومع ذلك، ورغم انتشار استخدامها على نطاق واسع، ما زلنا لا نعرف سوى القليل نسبياً عن كيفية تفاعل هذه المواد، وكيف يمكن أن تؤثر على صحتنا، وفق ما ذكره موقع «نيوز ميديكال» المختص بالأخبار الطبية.

«المواد المضافة للأغذية» هي مواد تضاف في المقام الأول إلى الأغذية المُصنعة، لأغراض تقنية. على سبيل المثال: لتحسين السلامة، أو زيادة الوقت الذي يمكن فيه تخزين الطعام، أو تعديل الخصائص الحسية للطعام، أو الحفاظ على نكهته، أو تحسين مذاقه أو مظهره.

وبحثت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «PLOS» الطبية هذا الأمر بمزيد من التفصيل، حيث بحثت في كيفية ارتباط «المواد المضافة للأغذية» الشائعة بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وتمثل الأطعمة فائقة المعالجة حالياً ما بين 15 إلى 60 في المائة من استهلاك الطاقة اليومي في الدول الصناعية. وتربط أدلة متزايدة هذه الأطعمة بأمراض التمثيل الغذائي، ربما بسبب سوء جودتها الغذائية واحتوائها على «المواد المضافة للأغذية».

ويتم خلط كثير من هذه المواد «بشكل روتيني» مع الطعام، ورغم إجراء تقييمات سلامة لكل مادة مضافة منهم على حدة، لم تخضع الخلطات لنفس مستوى التدقيق، على الرغم من استهلاكها من قبل مليارات الأشخاص.

وغالباً ما اعتمدت الموافقات السابقة التي أجازت استخدام هذه المواد على اختبارات «تقييم المخاطر السُمية» الأساسية فقط. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض هذه المواد المضافة قد تُسبب التهابات، وتُعطل ميكروبات الأمعاء، وتُساهم في مشكلات التمثيل الغذائي. ووجدت إحدى الدراسات زيادة في فرط النشاط لدى الأطفال الذين استهلكوا مثل هذه المواد.

وربطت دراسة سابقة بعض المُحليات والمستحلبات الصناعية بأمراض مزمنة، مثل داء السكري من النوع الثاني، إلا أنها لم تتناول كيفية تفاعل تركيبات المواد المُضافة وتأثيرها على الصحة الأيضية.

ووفق موقع «نيوز ميديكال»، ركّز بحث حديث بشكل خاص على مخاطر خلط هذه الإضافات معاً. وشملت هذه الدراسة واسعة النطاق أكثر من 108 آلاف مشارك، بمتوسط ​​عمر 42.5 عام، وتم تتبعهم على مدى نحو 7.7 سنة.

وتُعدّ هذه أول دراسة رئيسية تُقيّم التعرض طويل الأمد لخلطة «المواد المُضافة للأغذية» لدى مجموعة سكانية كبيرة، وتربطه بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وخلال فترة الدراسة، شُخِّص 1131 مشاركاً بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وأثبتت الدراسة ارتباطاً بين التعرض لبعض هذه الخلطات وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وفي حين أن الآليات الدقيقة وراء زيادة خطر الإصابة بالسكري لا تزال غير واضحة، فإن اختلال ميكروبيوم الأمعاء يُعدّ فرضيةً رئيسية. ومن المعروف أن بعض «المواد المُضافة للأغذية» تؤثر على أيض الغلوكوز عن طريق تغيير بكتيريا الأمعاء.

ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج، وكشف الآليات البيولوجية التي تشرح هذه الزيادة في خطر الإصابة بالسكري، تدعم هذه الدراسة توصيات الصحة العامة بالحدّ من التعرض لـ«المواد المُضافة للأغذية» غير الأساسية.