قال مسؤولون، الخميس، إن الانتحاري الذي نفذ هجوماً في باكستان هذا الأسبوع، أسفر عن مقتل 101 شخص، تنكر في زي رجل شرطة لخداع أفراد الحراسة ودخول مجمع قيادة للشرطة شديد التحصين.
وقُتل ما لا يقل عن 101 شخص، معظمهم من أفراد الشرطة، داخل أحد المساجد عندما قام الانتحاري بتفجير نفسه بين المصلين في مقر الشرطة الإقليمي بمدينة بيشاور، يوم الاثنين. من جانبه، قال معظم جاه أنصاري، قائد الشرطة في إقليم خيبر بختونخوا، الواقع في شمال غربي باكستان: «لم يفحصه من كانوا في الخدمة؛ لأنه كان يرتدي زي الشرطة... لقد كانت ثغرة أمنية». كما تحقق السلطات في احتمال أن يكون أشخاص داخل المجمّع ساعدوا في تنسيق الهجوم، بحسب ما قال مسؤول محلي بارز في الشرطة.
وقال أنصاري، في مؤتمر صحافي، «إن الشرطة عثرت على رأس الانتحاري مقطوعاً، بين أنقاض مجمع المساجد، وتعرفت عليه من خلال لقطات كاميرات المراقبة». وأضاف قائد الشرطة أن المهاجم «ركب دراجة نارية داخل مجمع المساجد، وهو يرتدي قناعاً للوجه وخوذة». وقال أنصاري، في مؤتمر صحافي، إن الحراس المناوبين «لم يدققوا في هويته؛ لأنه كان يرتدي زي الشرطة... كان ذلك تقصيراً (في مجال) الأمن».
وأكد أنّ لدى الشرطة «فكرة دقيقة جداً» عن هويته، «بعدما قارنت بين رأسه الذي عُثر عليه في مكان الانفجار، وصور كاميرات المراقبة».
وأضاف أنصاري أن «شبكة كاملة تقف وراءه»، موضحاً أنّ «هجوم الاثنين لم يخطط له شخص واحد».
وكان المئات من رجال الشرطة يصلون بعد ظهر الاثنين في مسجد في مجمّع خاص بهم عندما وقع الانفجار، وأدى إلى انهيار جدار وسحق عناصر من الشرطة.
وقال أنصاري، الخميس، إن «معظم القتلى من ضباط إنفاذ القانون». وأوضح أن الشرطة تتبعت تحركات الانتحاري.
وقال، في مؤتمر صحافي، «إن لقطات كاميرات المراقبة تظهر أن الانتحاري، وصل إلى نقطة تفتيش للشرطة على دراجة نارية، وسأل شرطياً عن اتجاه المسجد، وتم السماح له بالمرور؛ لأنه كان يرتدي زي الشرطة». يشار إلى أن هذا الهجوم هو الأعنف في باكستان منذ أعوام، ويأتي الهجوم ضمن موجة جديدة من أعمال العنف التي اندلعت بعد سيطرة حركة «طالبان» على السلطة في دولة أفغانستان المجاورة.
وأكد أنصاري أن حركة «طالبان» الباكستانية المعروفة باسم «تحريك طالبان»، تقف وراء التفجير الانتحاري الذي استهدف المسجد. وفي وقت سابق، الإثنين، قال المتحدث باسم حركة «طالبان» الباكستانية، محمد خراساني، إن الحركة «لا علاقة لها» بالتفجير، نافياً إعلان حاكم الظل بحركة «طالبان» باكستان مسؤولية الحركة عن التفجير. وأصدر مسؤولو الظل في حركة «طالبان» تصريحات، الاثنين، قائلين إن الهجوم كان «انتقاماً» لمقتل خالد خراساني، المتشدد في حركة «طالبان» باكستان العام الماضي، وهو أحد الأعضاء المؤسسين للجماعة.
وكان قائد شرطة مدينة بيشاور الباكستانية محمد إعجاز خان، أعلن الأربعاء، اعتقال 23 شخصاً على خلفية تفجير استهدف مسجداً في مجمع للشرطة، أودى بحياة 101 شخص، وفق ما ذكر مسؤول رفيع طلب عدم الكشف عن هويته.
وأضاف خان، أن مزيداً من الاعتقالات ستُجرى، موضحاً أن السلطات تحقق أيضاً في كيفية دخول المهاجم المسجد.
وأشار خان إلى أن المسجد كان به نحو 400 مصلٍ، وأن معظم القتلى من رجال الشرطة، بحسب «رويترز».
وقال مسؤول رفيع: «اعتقلنا أشخاصاً من صفوف الشرطة (في المقر) لتحديد الكيفية التي وصلت المتفجرات من خلالها إلى الداخل، ولمعرفة إن كان أي مسؤول في الشرطة متورّطاً أيضاً في الاعتداء».
وتابع: «قد تكون للمهاجم والأشخاص الذين سهلوا وصوله علاقات خارج باكستان». ويزداد نشاط المجموعات المسلحة التي تستهدف عادة نقاط التفتيش الأمنية في المناطق القريبة من بيشاور، والمحاذية لأفغانستان، منذ سيطرة «طالبان» على كابل في أغسطس (آب) 2021.
وذكرت الشرطة أن تفجير المسجد جاء للانتقام من قوات الشرطة التي تقود المعركة ضد عودة نشاط المجموعات المسلحة منذ تولت «طالبان» الأفغانية السلطة عبر الحدود. وحذّرت حكومة «طالبان» في كابل الوزراء الباكستانيين من «توجيه اللوم إلى الآخرين».
إلى ذلك، تعهد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بالتغلب على خطر الإرهاب «بالجهود الجماعية والحكمة». وأعرب شهباز، في كلمة ألقاها أمام اجتماع لمجلس الوزراء الاتحادي في إسلام آباد الأربعاء، عن قلقه الشديد إزاء عودة ظهور العناصر الإرهابية، وخصوصاً في خيبر بختونخوا، مؤكداً أنه إذا لم يتم اتخاذ خطوات فورية وفعالة، فقد تمتد الأحداث المقيتة إلى أجزاء أخرى من البلاد، بحسب صحيفة «إكسبريس تريبيون» الباكستانية.
وأضاف شريف أن المواطنين من مختلف مناحي الحياة، بما في ذلك السياسيون، قدموا حياتهم في الحرب ضد الإرهاب، مؤكداً أن عودة ظهور العناصر الإرهابية أمر مثير للقلق.
وأعرب شريف عن تقديره لتضحيات أبناء خيبر بختونخوا في الحرب على الإرهاب، موضحاً أن «الإقليم ظل دائماً خط المواجهة لدى باكستان في هذه الحرب، وأن التاريخ سيذكر دائماً تضحياته».
وأوضح أن إقليم خيبر بختونخوا حصل على 417 مليار روبية منذ عام 2010؛ لتحسين قدرته على مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن الأموال من حق الإقليم، لكنه تساءل: أين تم إنفاق المبلغ؟!
7:57 دقيقة
مفجر مسجد بيشاور كان يرتدي «زي الشرطة»
https://aawsat.com/home/article/4134946/%D9%85%D9%81%D8%AC%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF-%D8%A8%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%88%D8%B1-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B1%D8%AA%D8%AF%D9%8A-%C2%AB%D8%B2%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D8%A9%C2%BB
مفجر مسجد بيشاور كان يرتدي «زي الشرطة»
مفجر مسجد بيشاور كان يرتدي «زي الشرطة»
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة