غسل اليدين.. خط الدفاع الأول ضد الأمراض

تساعد في درء الإصابات بالنزلات المعوية وعدوى العيون

غسل اليدين.. خط الدفاع الأول ضد الأمراض
TT

غسل اليدين.. خط الدفاع الأول ضد الأمراض

غسل اليدين.. خط الدفاع الأول ضد الأمراض

من المدهش أن أبسط العادات الصحية التي يمارسها جميع البشر في معظم المناطق الحضرية مثل غسل الأيدي قبل تناول الطعام وبعد الخروج من الحمام أو تقليم الأظافر بشكل منتظم، يمكن أن يكون لها الكثير من الفوائد التي تعمل كخط دفاع أولي بشكل كبير ضد الإصابة بأنواع العدوى المختلفة. وعلى الرغم من أن تلك الإجراءات لا تبدو للكثيرين بمثل هذا القدر من الأهمية فإن الكثير من الدراسات أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك الكثير من الميكروبات والأمراض المختلفة يمكن القضاء عليها بمجرد غسيل الأيدي الجيد بالماء والصابون أيا كان نوعه. وتكمن المشكلة في أن هناك الكثير من المناطق في العالم تعاني من الفقر الشديد في المياه والموارد.

* درء النزلات المعوية
* ومن أبرز المشكلات الصحية التي يمكن تفاديها والتي تسبب مشكلة صحية شديدة الخطورة في بعض مناطق العالم الثالث هي إصابات النزلات المعوية التي ما زالت تشكل حتى الآن أحد أهم أسباب وفيات الأطفال في العالم الثالث. وبطبيعة الحال لا يمكن لمجرد غسل الأيدي تلافي الإصابة أو منعها ولكن مما لا شك فيه أن هذه العادات تلعب دورًا كبيرًا في الوقاية.
وفضلا عن التهاب الأمعاء يمكن أيضا تلافي أمراض العيون والعدوى التي تنتقل من خلال الميكروبات الموجودة على اليدين وتسبب الأمراض الجلدية المختلفة وفي إحدى الدراسات الإنجليزية السابقة أشارت إلى أن الأجهزة المحمولة يمكن أن تنقل العدوى من خلال ملامسة الجراثيم الموجودة عليها للأيدي
وأشارت أحدث دراسة تناولت أثر غسيل اليدين وتقليم الأظافر بشكل أسبوعي، إلى أن هذين الإجراءين كفيلان بمنع إعادة الإصابة بالالتهاب المعوي وذلك بالنسبة للأطفال في عمر المدرسة في إثيوبيا. ونشرت الدراسة التي قام بها علماء من جامعة ميكلي Mekelle University بإثيوبيا في مجلة بلوس الطبية PLOS Medicine..
أجريت الدراسة على 367 طالبًا من المدارس الإثيوبية من الذين أظهرت عينة البراز الخاصة بها سلبية الإصابة بالتهاب الأمعاء بعد إصابتهم في السابق بالنزلة المعوية. وتم تقسيمهم بشكل عشوائي إلى أربع مجموعات إحداها تم التنبيه عليهم وعلى ذويهم بضرورة غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعد استخدام دورة المياه ومتابعة ذلك بشكل جيد في منازلهم ومراقبة استهلاك الصابون في كل أسرة. وتم التنبيه على المجموعة الثانية بضرورة تقليم الأظافر بشكل أسبوعي وأيضا تمت متابعة ذلك الإجراء بشكل دقيق وفي بعض الأحيان من خلال الباحثين أنفسهم بشكل جماعي. أما المجموعة الثالثة والأخيرة فقد تم استخدام كلتا الطريقتين لدى أفرادها، أي غسل اليدين وتقليم الأظافر، بينما تركت المجموعة الرابعة من دون إجراءات صحية معينة. وخضعت تلك المجموعات لهذه الدراسة لمدة 6 شهور.
وبعد تثبيت بقية العوامل بين المشاركين مثل نوعية المرحاض والمنطقة السكنية ومصدر المياه، في نهاية التجربة، كانت النتيجة بالنسبة للفئة التي استخدمت غسل اليدين بالصابون (سواء بمفرده أو مع تقليم الأظافر بشكل أسبوعي) عودة الإصابة بالتهاب الأمعاء بنسبة 14 في المائة مقابل 29 في المائة للأطفال الذين لم يستخدموا غسل الأيدي مطلقا. وبالنسبة لتقليم الأظافر كانت النسبة عودة الإصابة بالالتهاب بنسبة 17 في المائة للفئة التي استخدمت تقليم الأظافر سواء بمفرده أو مع غسل الأيدي بينما كانت 26 في المائة في الأطفال الذين لم يتم استخدام أي إجراء معهم.
وأظهرت هذه التجربة أفضلية غسل الأيدي على تقليم الأظافر في منع العدوى كما أشار الباحثون إلى أن نجاح التجربة في توضيح ضرورة غسل اليدين وتقليم الأظافر كإجراء صحي عام حدث في وجود متابعة دقيقة من الباحثين ولذلك يجب رفع درجة الوعي الصحي حتى تقوم الأسرة بنفس الدور.

* برامج توعية
* وفى نفس السياق نجحت حملة سابقة تم تنفيذها في قرى الهند من تشجيع سكان 14 قرية من القرى الفقيرة في أرجاء الهند بغسل اليدين باستمرار واستخدمت في ذلك طريقة جديدة بدلا من المحاضرات الصحية التي لم يكن لها أثر كبير في مخاطبة الأطفال هناك. وكانت هذه الطريقة هي استخدام المشاعر الشخصية بين الأطفال مثل إظهار الاستياء من الطفل الذي يتناول الطعام دون غسل الأيدي إذا تناول طعاما مشتركا مع أقرأنه والعكس بإظهار الثناء على غسل الأيدي وفى خلال 6 شهور فقط من استخدام هذا البرنامج زادت معدلات غسل الأيدي بمقدار 31 في المائة عن بقية القرى التي لم يتم تنفيذ البرنامج بها. وتم إجراء التجربة على طلبة المدارس الابتدائية بشكل عشوائي وكانت هناك مجموعة خضعت لغسل الأيدي مقابل مجموعة أخرى لم تمارس تلك العادة.
ومن المعروف أن الهند من أكثر الدول تضررا من وفيات الأطفال جراء النزلات المعوية وتبلغ عدد حالات وفاة الأطفال من الإسهال نحو 80 ألف طفل قبل عمر الخامسة كل عام. وأشار الباحثون إلى أن مجرد غسل اليدين بالصابون يمكن أن يحد هذه النسبة بمقدار الثلث. وفى التجربة السابقة تم إشراك الأمهات أيضا مع الأطفال وتشجيعهن على غسل الأيدي وتمت متابعة الأسر بشكل دوري عند بداية التجربة وبعد 6 أسابيع ثم بعد 6 أشهر ثم بعد عام وارتفعت معدلات غسل الأيدي من 1 في المائة عند البداية لتصل إلى نحو 30 في المائة بعد 6 شهور.

* استشاري طب الأطفال



دراسة: التوتر النفسي يزيد من حساسية الجلد

التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة  (أرشيفية)
التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة (أرشيفية)
TT

دراسة: التوتر النفسي يزيد من حساسية الجلد

التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة  (أرشيفية)
التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة (أرشيفية)

اكتشف باحثون أدلة جديدة تساعد في فهم كيف يمكن للتوتر والضغط النفسي أن يزيدا من حساسية الجلد. ووجد الباحثون في دراسة منشورة بدورية (جورنال أوف أليرجي آند كلينيكال إيميونولوجي) أن التوتر يعمل على تعطيل الوظائف المناعية والتدخل في استجابة الجسم للالتهاب.

الدراسة التي أجريت على الفئران أظهرت أن التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة التي تسمى الخلايا البلعمية المضادة للالتهابات على إزالة الخلايا الميتة في موقع الحساسية. وقال الباحثون إن تراكم الخلايا الميتة في الأنسجة يزيد من تسلل الخلايا المناعية المسماة الخلايا الحمضية، مما يرفع مستوى الاستجابة التحسسية، ومن ثم يؤدي إلى زيادة الشعور بالحساسية.

ذاكرة الضغط النفسي

وقال الدكتور سويشيرو يوشيكاوا، كبير الباحثين في الدراسة والاستاذ بكلية الطب بجامعة جونتيندو في اليابان، في بيان «هذه أول دراسة في العالم تثبت أن التوتر... يعطل وظيفة الخلايا البلعمية، والتي تساعد عادة في كبح ردود الفعل التحسسية، وبالتالي زيادة الاستجابة التحسسية». كما وجد الباحثون أن تأثير الضغط النفسي على الخلايا المناعية يبدو طويل الأمد ويمكن أن يؤثر على الخلايا البلعمية التي ينتجها الجهاز المناعي في وقت لاحق.

وقال يوشيكاوا «هذه الظاهرة، التي يشار إليها باسم 'ذاكرة الضغط النفسي'، تعني أن الضغط والتوتر الشديدين يتركان بصمة باقية على الخلايا المناعية، مما يؤثر على وظيفتها ويساهم في تطور المرض». وأشار الباحثون إلى أن تجنب الضغط النفسي تماما سيكون الحل الأمثل لمنع خلل وظائف الخلايا المناعية. ونظرا لأن هذا ليس ممكنا دائما، فإن فهم الآليات الجزيئية وراء «ذاكرة الضغط النفسي» قد يمهد الطريق لسبل علاج لحساسية الجلد.