جدد حادث مقتل طفل بمدينة الإسكندرية والمتهم فيه نجل المطرب إيمان البحر درويش، الجدل بشأن «القيادة المتهورة» في مصر. وكانت السلطات المصرية قد ألقت القبض على المتهم ويدعى «إسلام» قبل أمر النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.
وكشف محمود الشوربجي، والد «عمر» الطفل الضحية، ملابسات الحادث، بقوله لوسائل إعلام مصرية إنه كان يقود سيارته بهدوء في شارع المشير في منطقة سيدي جابر بالإسكندرية حينما فوجئ بسيارة تتجه نحوه بسرعة جنونية وتصطدم به، ما أدى إلى انقلاب سيارته وفي داخلها زوجته وأولاده ومن بينهم ابنه عمر البالغ من العمر 8 سنوات، والذي كان نائماً على المقعد الخلفي وفوجئ به غارقاً في الدماء فيما أُصيب بقية أفراد الأسرة بكدمات وجروح متفرقة.
وشدد الشوربجي في تصريحات تلفزيونية على أن «المتهم حاول في بداية الأمر إنكار صلته بالحادث غير أن كاميرات المراقبة أثبتت التهمة ضده»، على حد تعبيره.
وتشهد مصر معدلات مرتفعة في حوادث الطرق رغم الطفرة الكبيرة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة في مجال الطرق، والتي أدت، حسب إحصائية رسمية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى انخفاض عدد الإصابات الناتجة عن حوادث الطرق إلى 51 ألفاً و511 إصابة، لعام 2021، مقابل 56 ألفاً و789 إصابة لعام 2020، بنسبة انخفاض بلغت 9.3 في المائة. وتأتي القيادة المتهورة وما يصاحبها من تخطي السرعات المقررة على رأس أسباب تلك الحوادث بنسبة 23 في المائة، حسب إحصائية الجهاز.
الطفل الضحية (فيسبوك)
وإيمان البحر درويش، المولود عام 1955، هو حفيد الموسيقار سيد درويش الملقب بـ«فنان الشعب»، تخرج في كلية الهندسة وبدأ نشاطه الغنائي بتكوين فرقة غنائية خلال فترة الجامعة لتقديم أعمال جده، واتجه للتمثيل إلى جانب الغناء فشارك في أفلام ومسلسلات عدة، منها «طير في السما»، و«تزوير في أوراق رسمية»، و«حبيبي الذي لا أعرفه».
وتشير الاختصاصية النفسية غادة السمان إلى أن «القيادة المتهورة تعد أحد أشهر السلوكيات الخاطئة التي تعبر عن أكثر من شكل من أشكال الخلل النفسي مثل العنف والاندفاعية والغضب والرغبة في لفت الأنظار ونيل إعجاب جماعات الأقران والأصدقاء بتصرفات غير محسوبة، فضلاً عن اتجاه بعض الشباب إلى تقليد مَشاهد المطاردات في الأفلام السينمائية التي تنتمي إلى الحركة والإثارة والتشويق».
وحول سبل مواجهة ظاهرة «القيادة المتهورة»، تطالب السمان في تصريح إلى «الشرق الأوسط» الأسرة أو الوالدين ﺑ«خلق مساحة حوار مع الأبناء وزرع الثقة والاحترام في نفوسهم». وتشدد على «أهمية التوعية بمخاطر القيادة المتهورة عبر وسائل التواصل والإعلام مع تطبيق إجراءات الصحة النفسية قبل استخراج الرخصة التي يجب منع وصولها لمن يثبت عدم اتزانهم النفسي والانفعالي».