البابا يدين من الكونغو «الاستعمار الاقتصادي» للقارة الأفريقية

البابا لدى لقائه ضحايا النزاع في الكونغو الديمقراطية بكنشاسا أمس (أ.ف.ب)
البابا لدى لقائه ضحايا النزاع في الكونغو الديمقراطية بكنشاسا أمس (أ.ف.ب)
TT

البابا يدين من الكونغو «الاستعمار الاقتصادي» للقارة الأفريقية

البابا لدى لقائه ضحايا النزاع في الكونغو الديمقراطية بكنشاسا أمس (أ.ف.ب)
البابا لدى لقائه ضحايا النزاع في الكونغو الديمقراطية بكنشاسا أمس (أ.ف.ب)

«ارفعوا أيديكم عن الكونغو، ارفعوا أيديكم عن أفريقيا»... بهذه العبارات افتتح البابا فرنسيس زيارته الثالثة إلى القارة الأفريقية في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي خلّدها جوزيف كونراد في أعماله الأدبية، أمام الجموع التي احتشدت لسماعه في «قصر الأمم»، بحضور الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي. وأدان البابا «الاستغلال» الذي تتعرّض له أفريقيا بسبب «الاستعمار الاقتصادي الذي حلّ مكان الاستعمار السياسي، والذي يضرب بشكل خاص الأطفال الذين يموتون تحت وطأة ظروف العمل القاسية والمهينة في المناجم».
وكان خورخي برغوليو، البابا اليسوعي الأول البالغ من العمر 86 عاماً، قد أصرّ على القيام بهذه الزيارة التي يرجّح أن تكون الأخيرة له خارج أسوار الفاتيكان، بعد أن تأجلت في يوليو (تموز) الماضي بسبب ظروفه الصحية التي ما زالت تلزمه التنقل متكئاً على عكاز أو في كرسي متحرك. وهذه هي الزيارة الحادية والعشرون التي يقوم بها حبر أعظم للكنيسة الكاثوليكية إلى أفريقيا منذ الزيارة الأولى التي قام بها البابا بولس السادس إلى أوغندا عام 1969، لكنها الأولى لبابا من العالم الثالث أظهر منذ بداية حبريته اهتماماً خاصاً بهذه القارة التي يردد أنها الأقرب إلى قلبه والأكثر احتياجاً للعناية. وليس أدلّ على هذا الاهتمام الخاص الذي يوليه فرنسيس للقارة الأفريقية ومشكلاته، من استضافته في عام 2019 خلوة روحية لقطبي الحرب الأهلية التي كانت دائرة في جنوب السودان، وهما الرئيس سالفا كير ونائبه ريك ماشار؛ حيث قام بتقبيل قدميهما جاثياً أمام عدسات وسائل الإعلام، ومتوسلاً إليهما التحاور والتوصل إلى حل ينهي النزاع الذي كان قد أوقع ما يزيد على 200 ألف قتيل.
وتأتي هذه الزيارة الأولى للبابا هذه السنة خارج الفاتيكان، بعد أن نفى التوقعات حول عزمه التنحّي قريباً لأسباب صحية، وفي بداية مرحلة انحسار نفوذ التيّار المعارض لسياسته داخل الكنيسة بعد وفاة البابا الفخري بنيديكت السادس عشر الذي كان يعد ركن التيّار المحافظ الذي أرساه البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني.
وتشمل جولة فرنسيس إلى قلب الوسط الأفريقي الذي يشهد زيادة عدد أتباع الكنيسة الكاثوليكية، اثنين من أخطر البلدان في العالم؛ هما جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، اللتان تشكلان اثنين من أبرز مسارح ما يسميه البابا «الحرب العالمية الثالثة» التي يدينها منذ سنوات في خطبه، والتي تدور بواسطة الجماعات والميليشيات الخاصة التي يزيد عددها في هذين البلدين فحسب على 120، والتي يشكّل الصراع على المعادن النادرة محورها الرئيسي. وفي خطبته الثانية التي ألقاها، أمس، خلال القداس الاحتفالي في مدينة كينشاسا، قال برغوليو إن «سموم الجشع قد لطّخت الماس الأفريقي بالدم، في مأساة متمادية يغمض عنها العالم الاقتصادي عينيه ويصمّ آذانه ويكمّ فمه». وتجدر الإشارة إلى أن الصراعات المسلحة في جمهورية الكونغو تدور منذ سنوات حول السيطرة على المناجم التي تزوّد كبرى الشركات العالمية بالمعادن اللازمة للصناعات التكنولوجية المتطورة والتي نادراً ما تشرف الدولة على استغلالها، بل تقع تحت إدارة جهات خاصة لها امتداداتها في البلدان المجاورة مثل رواندا وأوغندا التي تمدّ الجماعات المسلحة بالعتاد والدعم مقابل الحصول على كميات من هذه المعادن.
وفي خطبته الثانية، شدّد فرنسيس، وهو سليل الحركة اليسوعية الناشطة في أفريقيا وبلدان العالم الثالث منذ تأسيسها، على أن «القارة الأفريقية ليست منجماً معروضاً للاستغلال، ولا أرضاً مستباحة للنهب، وعلى العالم أن يتذكر دائماً الكوارث التي حلّت على مر القرون ضد السكان المحليين».
وكان القلق من تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة خلال الأشهر المنصرمة قد دفع بالفاتيكان إلى إلغاء زيارة البابا لبعض المناطق التي هربت إليها قبائل الهوتو خلال حرب الإبادة التي تعرّضت لها في رواندا، بعد تأجيل الزيارة التي كانت مقررة في الصيف الماضي بسبب الوضع الصحي للبابا، الذي قال يومها: «ليس الخوف هو الذي يمنعني من الذهاب، لأنني أعرف أنه لن يحصل لي أي مكروه، لكن في ضوء ما تشهده تلك المنطقة، أخشى وقوع أعمال عنف يذهب ضحيتها الأبرياء في مناطق التجمع».
وقال الناطق بلسان الفاتيكان ماتيو بروني إنه لا يوجد أي تهديد ضد البابا، لكن الخطر هو الذي يحدق بالجماهير التي ستذهب لرؤيته وسماعه، والتي قدرتها السلطات بما يزيد على المليون شخص، ما استدعى اتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة، وفرض طوق يمنع التنقل في جميع المناطق التي يسلكها موكب البابا ومقر القاصد الرسولي، حيث ستكون إقامته. ومن المنتظر أن يلقي فرنسيس 12 خطاباً خلال زيارته إلى الكونغو؛ حيث سيلتقي ضحايا العنف والنازحين وأعضاء الإكليروس وممثلين عن المنظمات الإنسانية والخيرية. ويزور البابا في محطته الثانية جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، التي تعيش سلسلة من المواجهات الدموية منذ نشأتها، والتي يشكّل المسيحيون 52 في المائة من سكانها. ويرافق فرنسيس في زيارته هذه جاستين ويلبي، أسقف كانتربوري المسؤول عن الكنيسة الإنجيلية، وراعي أبرشية الكنيسة الاسكتلندية. وكانت هذه الأطراف الثلاثة قد دعمت مجتمعة عملية السلام لإنهاء الحرب الأهلية في جنوب السودان التي اندلعت في أعقاب الانقلاب الذي وقع عام 2013.
وتفيد قاعدة البيانات المسيحية العالمية بأن القارة الأفريقية هي القارة الوحيدة التي يزداد فيها عدد أتباع الديانة المسيحية الذين يتراجعون في أوروبا وآسيا، والذين كانوا يشكلون 9 في المائة من سكانها مطلع القرن الماضي، وبلغوا اليوم 57 في المائة موزعين بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الإنجيلية. ومن المتوقع أن تصل نسبة الكاثوليكيين إلى 32 في المائة من سكان أفريقيا في عام 2050.


مقالات ذات صلة

هل يُسهم الدعم الدولي في استعادة الكونغو الديمقراطية استقرارها؟

العالم هل يُسهم الدعم الدولي في استعادة الكونغو الديمقراطية استقرارها؟

هل يُسهم الدعم الدولي في استعادة الكونغو الديمقراطية استقرارها؟

تأمل الكونغو الديمقراطية (شرق أفريقيا)، في استعادة حالة الاستقرار الأمني، اعتماداً على دعم دولي، قد يُسهم في تعزيز منظومتها العسكرية، في مواجهة جماعات مسلحة تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي، خاصة شرق البلاد. و(السبت) تعهد صندوق النقد الدولي، بالمساهمة في تحديث القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم تجدد أعمال القتل في شرق الكونغو يثير المخاوف أممياً

تجدد أعمال القتل في شرق الكونغو يثير المخاوف أممياً

أكدت الأمم المتحدة ومنظمة «معاهدة احترام حقوق الإنسان» المحلية، الخميس، أن متطرفين من «القوى الديمقراطية المتحالفة» مع تنظيم «داعش» نفذوا عمليات قتل جديدة أوقعت في 2 أبريل (نيسان) الحالي، و3 منه، أكثر من 30 قتيلاً في مقاطعة إيتوري بشمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقال منسق «معاهدة احترام حقوق الإنسان» كريستوف مونياندرو للصحافيين، إن رجالاً ونساء وأطفالاً قتلوا على أيدي تنظيم «القوى الديمقراطية المتحالفة» بين إقليمي إيرومو ومامباسا في إيتوري.

علي بردى (واشنطن)
العالم «داعش» يتبنى هجوماً أسفر عن مقتل 35 شخصاً في شرق الكونغو

«داعش» يتبنى هجوماً أسفر عن مقتل 35 شخصاً في شرق الكونغو

قالت وكالة إخبارية تابعة لـ«داعش» أمس (الجمعة) إن التنظيم أعلن مسؤوليته عن هجوم استهدف قرية موكوندي الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة بيني بإقليم نورث كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز». كان متحدث باسم الجيش قال يوم الخميس إن متشددين قتلوا 35 شخصاً على الأقل في هجوم على القرية ليلا ردا على حملة للجيش على أنشطة المتمردين. وأوضح المتحدث أنتوني موالوشاي أن المهاجمين ينتمون إلى «القوات الديمقراطية المتحالفة»، وهي جماعة مسلحة أوغندية تنشط في شرق الكونغو أعلنت الولاء لتنظيم «داعش» وتشن هجمات متكررة على القرى.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)
أفريقيا مسلّحون من بينهم أطفال ينتمون إلى جماعة «الشباب» الإرهابية في شمال الصومال (أ.ب)

الأزمات السياسية والاقتصادية تُفاقم «تجارة الأطفال» في أفريقيا

أعادت محاكمة 8 كرواتيين في زامبيا الحديث حول تفاقم ظاهرة «تجارة الأطفال» في القارة الأفريقية، عبر وسائل متنوعة، بينها عمليات «التبني المشبوهة»، وتجنيد الأطفال في الجماعات المتطرفة، في ظل رصد لمنظمات دولية متخصصة رواج تلك التجارة غير المشروعة، مع تنامي الصراعات السياسية وغياب الفرص الاقتصادية والاجتماعية بغالبية دول القارة. ويُترقب في زامبيا محاكمة 8 أزواج كرواتيين، في الأول من مارس (آذار) المقبل، بتهمة «الاتجار بالأطفال»، بعدما ألقت السلطات القبض عليهم في ديسمبر (كانون الثاني) الماضي، وبحوزتهم «وثائق مزيّفة» تقدموا بها لتبنّي أطفال من جمهورية الكونغو الديمقراطية.

مروى صبري (القاهرة)
أفريقيا تظاهرة سابقة تطالب برحيل القوات الفرنسية عن بوركينا فاسو قبل الإعلان رسمياً عن خروج هذه القوات (رويترز)

فرنسا تتجه إلى وسط أفريقيا بعد «خسائرها» غرباً

يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، القيام بجولة أفريقية الأسبوع المقبل تشمل أربع دول في وسط القارة السمراء؛ بهدف تعزيز التعاون معها، فيما تعاني باريس من تدهور في علاقاتها بمستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا، والذي ترتب عليه إنهاء الوجود العسكري الفرنسي ببعض تلك الدول، وسط تنافس روسي - غربي. وتمتد جولة ماكرون من الأول حتى الخامس من مارس (آذار)، وتشمل حضور قمة مخصصة لحماية الغابات الاستوائية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
TT

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)

أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم (الجمعة)، أن وزراء خارجية مجموعة السبع سيناقشون خلال اجتماعهم يومي الاثنين والثلاثاء قرب روما، مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والتي شملت خصوصاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت ميلوني في بيان، إن «الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع تعتزم إدراج هذا الموضوع على جدول أعمال الاجتماع الوزاري المقبل الذي سيعقد في فيوجي بين 25 و26 نوفمبر (تشرين الثاني). وتستهدف مذكرات التوقيف الصادرة يوم الخميس، نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وقائد الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، محمد الضيف.

وأضافت ميلوني: «هناك نقطة واحدة ثابتة: لا يمكن أن يكون هناك تكافؤ بين مسؤوليات دولة إسرائيل وحركة (حماس) الإرهابية».

رفض أميركي

وندَّد الرئيس الأميركي جو بايدن بشدة، أمس (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وغالات، وعدّ هذا الإجراء «أمراً شائناً».

وقال بايدن في بيان: «دعوني أكُن واضحاً مرة أخرى: أياً كان ما قد تعنيه ضمناً المحكمة الجنائية الدولية، فلا يوجد تكافؤ بين إسرائيل و(حماس)». وأضاف: «سنقف دوماً إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات التي تواجه أمنها».

المجر

بدوره، أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي إلى المجر في تحدٍ لمذكرة التوقيف الصادرة في حقه.

وقال في مقابلة مع الإذاعة الرسمية: «لا خيار أمامنا سوى تحدي هذا القرار. سأدعو في وقت لاحق اليوم نتنياهو للمجيء إلى المجر، حيث يمكنني أن أضمن له أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لن يكون له أي تأثير».

وبحسب أوربان، فإن «القرار وقح ومقنّع بأغراض قضائية لكن له في الحقيقة أغراض سياسية»، ويؤدي إلى «الحط من صدقية القانون الدولي».

الأرجنتين

وعدّت الرئاسة الأرجنتينية أن مذكرتي التوقيف الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، تتجاهلان «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها».

وذكر بيان نشره الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بحسابه على منصة «إكس»، أن «الأرجنتين تعرب عن معارضتها الشديدة لقرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير»، الذي يتجاهل «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات مستمرة تشنها منظمات إرهابية مثل (حماس) و(حزب الله)».

وأضاف: «إسرائيل تواجه عدواناً وحشياً، واحتجاز رهائن غير إنساني، وشن هجمات عشوائية على سكانها. إن تجريم دفاع مشروع تمارسه دولة ما مع تجاهل هذه الفظائع هو عمل يشوه روح العدالة الدولية».

الصين

ودعت الصين، الجمعة، المحكمة الجنائية الدولية، إلى «موقف موضوعي وعادل» غداة إصدارها مذكرات التوقيف. وقال لين جيان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي دوري: «تأمل الصين في أن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقف موضوعي وعادل وتمارس صلاحياتها وفقاً للقانون».

بريطانيا

ولمحت الحكومة البريطانية، الجمعة، إلى أن نتنياهو يمكن أن يتعرض للاعتقال إذا سافر إلى المملكة المتحدة.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر للصحافيين: «هناك آلية قانونية واضحة ينبغي اتباعها. الحكومة كانت دائمة واضحة لجهة أنها ستفي بالتزاماتها القانونية». وأضاف: «ستفي المملكة المتحدة دائماً بالتزاماتها القانونية كما هو منصوص عليه في القوانين المحلية والقانون الدولي»، لكنه رفض الإدلاء برأي محدد في شأن رئيس الوزراء الإسرائيلي.

هولندا

بدورها، نقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي)، الخميس، عن وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، قوله إن هولندا مستعدة للتحرّك بناءً على أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحقّ نتنياهو، إذا لزم الأمر.

الاتحاد الأوروبي

وقال مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، كلها ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة. وأضاف بوريل: «هذا ليس قراراً سياسياً، بل قرار محكمة. وقرار المحكمة يجب أن يُحترم ويُنفّذ».

وكتب بوريل، في وقت لاحق على منصة «إكس»: «هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي (للمحكمة الجنائية الدولية) الذي يضم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

آيرلندا

كذلك قال رئيس الوزراء الآيرلندي، سيمون هاريس، في بيان: «القرار... خطوة بالغة الأهمية. هذه الاتهامات على أقصى درجة من الخطورة». وأضاف: «آيرلندا تحترم دور المحكمة الجنائية الدولية. ويجب على أي شخص في وضع يسمح له بمساعدتها في أداء عملها الحيوي أن يفعل ذلك الآن على وجه السرعة»، مؤكداً أنه سيتم اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى آيرلندا.

إيطاليا

وقال أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، إن روما ستدرس مع حلفاء كيفية تفسير القرار واتخاذ إجراء مشترك. وأضاف: «ندعم المحكمة الجنائية الدولية... لا بد أن تؤدي المحكمة دوراً قانونياً، وليس دوراً سياسياً». بينما أكد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو، أن روما سيتعين عليها اعتقال نتنياهو إذا زار البلاد.

النرويج

أما وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارت أيدي، فقال إنه «من المهم أن تنفذ المحكمة الجنائية الدولية تفويضها بطريقة حكيمة. لديّ ثقة في أن المحكمة ستمضي قدماً في القضية على أساس أعلى معايير المحاكمة العادلة».

السويد

وقالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، إن استوكهولم تدعم «عمل المحكمة» وتحمي «استقلالها ونزاهتها». وأضافت أن سلطات إنفاذ القانون السويدية هي التي تبتّ في أمر اعتقال الأشخاص الذين أصدرت المحكمة بحقّهم مذكرات اعتقال على أراضٍ سويدية.

كندا

بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن بلاده ستلتزم بكل أحكام المحاكم الدولية، وذلك رداً على سؤال عن أمري الاعتقال بحقّ نتنياهو وغالانت. وأضاف، في مؤتمر صحافي، بثّه التلفزيون: «من المهم حقاً أن يلتزم الجميع بالقانون الدولي... نحن ندافع عن القانون الدولي، وسنلتزم بكل لوائح وأحكام المحاكم الدولية».

تركيا

ووصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي التوقيف، بأنه «مرحلة بالغة الأهمية».

وكتب فيدان على منصة «إكس»: «هذا القرار مرحلة بالغة الأهمية بهدف إحالة المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا إبادة بحق الفلسطينيين أمام القضاء».

ألمانيا

قال شتيفن هيبشترايت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، إن الحكومة ستدرس بعناية مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، لكنها لن تخطو خطوات أخرى حتى تكون هناك بالفعل زيارة لألمانيا.

وأضاف هيبشترايت: «أجد صعوبة في تخيل أننا سنجري اعتقالات على هذا الأساس»، مشيراً إلى أنه كان من الضروري توضيح المسائل القانونية المتعلقة بمذكرتي الاعتقال. ولم يحدد ما هي هذه المسائل. ولم يرد على سؤال عما إذا كان نتنياهو محل ترحيب في ألمانيا.

وقال المتحدث إن موقف الحكومة الألمانية بشأن تسليم أسلحة إلى إسرائيل لم يتغير بعد إصدار مذكرتي الاعتقال، ولا يزال خاضعاً لتقييم كل حالة على حدة.

فرنسا

بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إن ردّ فعل باريس على أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو، سيكون متوافقاً مع مبادئ المحكمة، لكنه رفض الإدلاء بتعليق حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا وصل إليها.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو، قال كريستوف لوموان إن السؤال معقد من الناحية القانونية، مضيفاً: «إنها نقطة معقّدة من الناحية القانونية، لذا لن أعلّق بشأنها اليوم».

أمل فلسطيني

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن السلطة الفلسطينية أصدرت بياناً ترحب فيه بقرار المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت السلطة جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وفي الأمم المتحدة بتنفيذ قرار المحكمة. ووصفت القرار بأنه «يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أمس (الخميس)، أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بخصوص «جرائم حرب في غزة»، وكذلك القيادي في حركة «حماس» محمد الضيف.

وقالت المحكمة، في بيان، إن هناك «أسباباً منطقية» لاعتقاد أن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم، موضحة أن «الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصبّ في مصلحة الضحايا».

وأضاف بيان المحكمة الجنائية الدولية أن «قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري». وأشارت المحكمة الجنائية الدولية إلى أن «جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب... وكذلك تشمل القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية».