أكدت الأمم المتحدة ومنظمة «معاهدة احترام حقوق الإنسان» المحلية، الخميس، أن متطرفين من «القوى الديمقراطية المتحالفة» مع تنظيم «داعش» نفذوا عمليات قتل جديدة أوقعت في 2 أبريل (نيسان) الحالي، و3 منه، أكثر من 30 قتيلاً في مقاطعة إيتوري بشمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال منسق «معاهدة احترام حقوق الإنسان» كريستوف مونياندرو للصحافيين، إن رجالاً ونساء وأطفالاً قتلوا على أيدي تنظيم «القوى الديمقراطية المتحالفة» بين إقليمي إيرومو ومامباسا في إيتوري. وأضاف أنه «في هذه المنطقة قتل كثير من المزارعين، وعدد القتلى 31 شخصاً مؤقت فقط بسبب وجود كثير من الجثث التي لم يعثر عليها بعد»، موضحاً أن الهجمات وقعت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وأعقبها قتال لاحق في قرى أخرى.
ويتصاعد العنف في شرق الكونغو منذ عقود، حيث يتقاتل نحو 120 جماعة مسلحة على الأرض والموارد والسلطة، وبعضها للدفاع عن مجتمعاتهم. وزادت هجمات الجماعات المتمردة أخيراً. ومنذ أبريل (نيسان) 2022، قتلت هجمات «القوى الديمقراطية المتحالفة» ما لا يقل عن 370 مدنياً واختطفت مئات آخرين، بينهم عدد كبير من الأطفال، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي تقريره الفصلي الأخير الذي نشر في 27 مارس (آذار) الماضي، قدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقوع عدد كبير من القتلى المدنيين بين 1 ديسمبر (كانون الأول) 2022 و14 مارس 2023، في هذا الإقليم الذي يشهد أعمال عنف تشنها جماعات مسلحة بينها «القوى الديمقراطية المتحالفة»، وعبر عن قلقه من «تصاعد حاد» لأعمال العنف في أقاليم شرق الكونغو.
وانتشر مقاتلو المجموعة، التي كانت تعمل في الأصل بمقاطعة شمال كيفو، إلى إيتوري المجاورة، حيث نزح أكثر من 144 ألف شخص بين يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين، وفقاً لما أعلنته المنظمة الدولية. ولم تؤدِ الجهود التي بذلها جيش الكونغو والقوات الأوغندية لدحرهم إلى نتائج تذكر.
وبدأت «القوى الديمقراطية المتحالفة» بالتوسع في إيتوري عام 2021، من خلال استغلال التوترات الطائفية وملء الفراغ الأمني الذي خلفته حكومة العاصمة كينشاسا. وقال محلل شؤون أفريقيا في شركة «فيريسك مايبلكروفت» لتقييم المخاطر بنجامين هانتر، إن قدرة هذه القوى على ارتكاب مجازر منتظمة مثل هذه تشير إلى أنه من غير المرجح أن تهزم الجماعة في أي وقت قريب.
وفي بيان نشرته مساء الخميس، قالت بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إنها تلقت في 6 أبريل (نيسان)، معلومات تشير إلى عمليات قتل منسوبة إلى «القوى الديمقراطية المتحالفة»، ونددت رئيسة البعثة بينتو كيتا، «بأشد العبارات» بهذه المجازر الجديدة، و«استنكرت هذه الهجمات الدنيئة ضد السكان المدنيين». وحضت «السلطات الكونغولية على إجراء تحقيق وإحالة مرتكبي أعمال القتل هذه إلى القضاء»، وهي دعت أيضاً إلى «وقف فوري لأعمال العنف التي تشنها كل الجماعات المسلحة ضد المدنيين»، مكررة «الدعوة التي وجهها الأمين العام إلى المجموعات المسلحة الأجنبية إلى إلقاء السلاح من دون شروط والعودة إلى بلدانهم».
وبينما تصعد «القوى الديمقراطية المتحالفة» عنفها في إيتوري، تتصاعد هجمات متمردي «حركة 23 مارس» في مقاطعة كيفو الشمالية. وبرزت هذه الحركة لأول مرة قبل 10 سنوات، عندما استولى مقاتلوها على مدينة غوما، كبرى مدن شرق الكونغو على الحدود مع رواندا. ورغم أن «حركة 23 مارس» كانت نائمة إلى حد كبير، عادت الآن إلى الظهور، وهي أيضاً تقتل المدنيين وتستولي على الأراضي.
وخلال العام الماضي، فر نحو مليون شخص من القتال المرتبط بـ«حركة 23 مارس» التي تسببت في كارثة إنسانية، حسبما جاء في بيان صدر هذا الأسبوع، عن منظمة «أطباء بلا حدود» الفرنسية. وقال المدير التنفيذي للمنظمة في الولايات المتحدة، أفريل بينوا، الذي يعمل حالياً في غوما: «أصبحت الأزمة في شمال كيفو صادمة تماماً، من حيث حجمها وشدتها، لكن الاستجابة الإنسانية بطيئة للغاية في كثير من الأماكن». وأضاف: «هناك نقص صارخ في المساعدات التي تصل إلى الأشخاص ذوي الحاجات الأساسية من المأوى والأدوية والغذاء ومياه الشرب، ونرى أن الآثار الصحية هائلة ومتنامية».
تجدد أعمال القتل في شرق الكونغو يثير المخاوف أممياً
متطرفون مرتبطون بـ«داعش» قتلوا أكثر من 30 في إيتوري
تجدد أعمال القتل في شرق الكونغو يثير المخاوف أممياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة