أكد المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي، أن طهران باتت «قريبة جداً جداً» من الحصول على كميات كافية من اليورانيوم المخصب لإنتاج سلاح ذري، لكنه رفض أن ينعى الدبلوماسية في جهود إدارة الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي، محذراً من أن الخيار العسكري موجود على الطاولة كـ«ملاذ أخير»، مع أنه «صعب للغاية وخطير للغاية».
وفي مقابلة عبر برنامج «بي بي سي هارد توك»، أمس (الاثنين)، قال مالي الذي عمل في ثلاث إدارات ديمقراطية للرؤساء بيل كلينتون وباراك أوباما والآن جو بايدن، إن «الدبلوماسية لا تنتهي أبداً» حتى لو ترافقت مع «ضغوط وعقوبات ومواجهة ما يقومون به وتحريك المجتمع الدولي» وبالتزامن مع «المفاوضات غير المباشرة التي أجريناها معهم»، مذكّراً بأن المسؤولين الأميركيين أعلنوا مرات عدة خلال المحادثات أنهم «لن يترددوا في القيام بخطوات أخرى لوقف سلوك إيران العدواني أو لكبح برنامجها النووي». وأضاف أن المسألة «ليست هذا أو ذاك، الدبلوماسية أو البقية».
وإذ تجنب المسؤول الأميركي القول ما إذا كانت إيران باتت الآن تشكل خطراً أكبر على الأمن القومي الأميركي مما كانت عليه الحال عندما تسلم بايدن زمام الرئاسة قبل نحو عامين، رأى أنه وقتذاك «ورثنا وضعاً بالغ الخطورة بسبب القرار المتهور للإدارة السابقة بالانسحاب من الصفقة التي كانت تعمل». لكنه أقرَّ بأن «برنامج إيران تقدم بلا شك»، مضيفاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين وغيرهم «متحدون اليوم أكثر مما كانت عليه الحال» في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب و«أكثر من أي وقت آخر»، وهذا ما «يضعنا في موقع أقوى لمواجهة إيران». ولكن «نعم، الأمور ساءت لأن إيران طوَّرت برنامجها النووي بطرق بالغة الخطورة».
وسئل مالي عمّا إذا كان يؤكد تصريحاً سابقاً للرئيس بايدن قال فيه إن «خطة العمل الشاملة المشتركة»، الاسم الرسمي للاتفاق النووي، «ماتت»، فأجاب: «أنا لم أُعيَّن لأكتب نعايا الموت». لكنه اعترف بأن إيران «رفضت الكثير من الفرص لإنهاء هذه الأزمة والعودة إلى الاتفاق (...) هم الذين رفضوا وأداروا ظهرهم». وأكد أن الإيرانيين «قريبون جداً جداً» من الحصول على كميات كافية من اليورانيوم المخصب لإنتاج سلاح نووي، أما «كم هم قريبون من الحصول على قنبلة؟ فهذا سؤال آخر» لأنهم «لم يستأنفوا برنامج التسلح وجهودهم للحصول على سلاح (نووي). إذا فعلوا ذلك المعطيات يمكن أن تتغير. لسنا قريبين لأن هذا الجهد يستوجب وقتاً أطول. نحن لن نكون مرتاحين بأن يقتربوا أكثر مما هم عليه اليوم». وكرر أن الإدارة تسعى إلى الدبلوماسية، مذكّراً بأن «الرئيس بايدن قال إنه إذا فشل ذلك الخيار، فإن كل الخيارات الأخرى على الطاولة، بما في ذلك الخيار العسكري (...) كملاذ أخير». وشدد على أن ذلك «ليس خيارنا الأول» لأنه «صعب للغاية وخطير للغاية»، مميزاً بين مصالح إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة، حيث «لم نتّفق دائماً على التكتيكات حتى عندما نتفق على الغاية وهي التأكد من أن إيران لا تمتلك سلاحاً نووياً».
ونفى مالي أن تكون المناورات العسكرية الأميركية - الإسرائيلية الحالية هدفها الاستعداد لتوجيه ضربة ضد إيران، موضحاً أنها «مصمَّمة لدعم إسرائيل ولتأكيد أن الولايات المتحدة وإسرائيل يمكنهما العمل معاً للدفاع عن مصالحهما المشتركة بصرف النظر عمّا يحصل في أوكرانيا وعمّا يحصل في أوروبا».
وجدد دعم الولايات المتحدة للحريات الأساسية في إيران، ومواجهة دعمها لروسيا في الحرب ضد أوكرانيا، وتهديدات إيران ضد المواطنين الأميركيين. وأكد أن واشنطن «لا تعمل من أجل تغيير النظام في إيران»، معتبراً أن «وظيفتنا هي الوقوف مع الشعب الإيراني».
مالي يرى أن إيران «قريبة جداً جداً» من السلاح النووي
لا ينعى الدبلوماسية... ويُبقي الخيار العسكري «ملاذاً أخيراً»
مالي يرى أن إيران «قريبة جداً جداً» من السلاح النووي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة