أشتية: الحكومة الإسرائيلية تصدّر أزمتها تجاه الفلسطينيين

السلطة تطالب بإدراج تنظيمات المستوطنين على قوائم الإرهاب وليس تسليحهم

من اعتداءات المستوطنين على أهل قرية جالود في منطقة نابلس (أ.ف.ب)
من اعتداءات المستوطنين على أهل قرية جالود في منطقة نابلس (أ.ف.ب)
TT

أشتية: الحكومة الإسرائيلية تصدّر أزمتها تجاه الفلسطينيين

من اعتداءات المستوطنين على أهل قرية جالود في منطقة نابلس (أ.ف.ب)
من اعتداءات المستوطنين على أهل قرية جالود في منطقة نابلس (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية في مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية الاثنين: «إن الحكومة الإسرائيلية تعيش أزمة عميقة تحاول تصديرها على شكل مزيد من عمليات القتل، والقمع، وفرض العقوبات الجماعية، وسياسة هدم المنازل وإطلاق أيدي المستوطنين الإرهابيين، لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين».
وكان أشتية يعقّب على قرارات المجلس الإسرائيلي الأمني والسياسي المصغر «الكابينت» التي شملت هدم منازل منفذي العمليات، وسحب الإقامات والامتيازات من عائلاتهم وتسليح الإسرائيليين بسرعة.
وحمّل أشتية، حكومة الاحتلال «المسؤولية الكاملة، والمباشرة عن تصعيد عدوانها، وانتهاكاتها، وجرائمها اليومية ضد الفلسطينيين في مخيم جنين الصامد ومدينة القدس المحتلة، وجميع المدن، والبلدات، والقرى، والمخيمات»، محذراً من «تداعيات قرار تسليح المستوطنين»، ومطالباً دول العالم «بإدانة هذه الخطوة التي تهدف إلى ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، وأن يتم التعامل مع ذلك على أنه اعتداء على الإنسانية، وعلى كل القيم الحضارية».
ورأى «أن التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى هدم السلطة». وقال إنه يدرك «حجم الاستهداف الإسرائيلي للمشروع الوطني، وأن ما يصدر عن بعض المسؤولين الإسرائيليين من تهديدات بتقويض السلطة، ما هو إلا انعكاس لحجم التحدي الذي تمثله هذه السلطة».
لكن أشتية قال إن السلطة «لا تنوي الاستسلام للهجوم الإسرائيلي، لأنها وُجدت لتكون العمود الأساسي للدولة وتحقيق السيادة والاستقلال الوطني، وسنعمل كل ما يمكن لحماية إنجازنا الوطني، ونستكمل مشروعنا التحرري بإنهاء الاحتلال، وتجسيد الدولة على الأرض، لتكون ذات سيادة ومتواصلة الأطراف، وقابلة للحياة، وعاصمتها القدس، والتي اعترفت بها أكثر من 140 دولة من دول العالم». وأكد «أن الرهان الإسرائيلي على كسر إرادتنا قد استنفد مداه أمام بطولات شعبنا وتضحياته».
وتحذيرات أشتية من خطوة تسليح الإسرائيليين، جاءت في وقت زادت فيه هجمات المستوطنين في الضفة الغربية، وشمل ذلك اعتداءات على فلسطينيين ومركباتهم ومنازلهم وأراضيهم ومزروعاتهم.
وكان يمكن رصد عبارات «الموت للعرب» و«يا يهود، استيقظوا» على جدران قرى فلسطينية تمت مهاجمة وإحراق منازل ومركبات تعود لفلسطينيين فيها، خلال اليومين الماضيين.
ولطالما هاجمت مجموعات «تدفيع الثمن» التابعة لمتطرفين يهود، فلسطينيين، وارتكبت بحقهم جرائم من ضمنها إحراق أحياء حتى الموت ومنازل وممتلكات ودور عبادة.
ومن جهتها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية دول العالم بإدراج تنظيمات المستوطنين المتطرفة على قوائم «الإرهاب». وحذرت في بيان من «مغبة إقدام المستوطنين على ارتكاب جرائم كبرى أو مجازر بحق المواطنين الفلسطينيين»، وطالبت بموقف دولي وأميركي «حازم وعملي لوقف التصعيد الإسرائيلي عموماً واعتداءات المستوطنين وإرهابهم خصوصاً».
وأكدت الوزارة أنها تتابع «قرارات وإجراءات دولة الاحتلال وإرهاب المستوطنين، بوصفها عقوبات جماعية موسعة وعنصرية، مع مكونات المجتمع الدولي والأمم المتحدة في كل نيويورك وجنيف، وتتابعها كذلك مع الدول كافة بهدف حشد أوسع ضغط دولي على الحكومة الإسرائيلية لوقف تصعيدها الجنوني في الأوضاع في ساحة الصراع، وللمطالبة بتوفير الحماية الدولية لشعبنا، والتعامل مع المنظمات الاستيطانية المتطرفة كتنظيمات إرهابية».
وأدانت الوزارة «إرهاب ميليشيات المستوطنين المسلحة المتصاعد ضد المواطنين وأراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، والذي كان آخره ارتكاب ما يزيد على 120 اعتداءً خلال ليلة واحدة في منطقة جنوب نابلس، وإقدامهم على إحراق منزل ومركبات، وخط شعارات عنصرية في ترمسعيا، واقتحام قرية العوجا في الأغوار ومحاولة إحراق منزل، وإصابة شابين وإحراق مركبتين على يد عصابات الإرهاب الاستيطانية في قرية جالود جنوب نابلس، هذا بالإضافة لعربدتهم ومسيراتهم الاستفزازية في البلدة القديمة بالقدس واقتحاماتهم المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك».
كما أدانت الخارجية بشدة «اعتداء قطعان المستوطنين على مقر بطريركية الأرمن في القدس واعتلاء سور البطريركية وإزالة علمها». وقالت: «إن الحماية التي يوفرها المستوى السياسي في دولة الاحتلال للمستوطنين وعصاباتهم، والدعم والإسناد اللذين توفرهما الحكومة الإسرائيلية للاستيطان... ذلك كله يشجع عناصر الإرهاب اليهودي على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم، خصوصاً ما يتعلق بتوسيع عملية تسليحهم من دون ضابط أو قانون».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

الجيش السوري يشنّ «هجوماً معاكساً» ضد الفصائل المسلحة قرب حماة

عناصر من الفصائل السورية المسلحة على ظهر شاحنة ببلدة صوران بين حلب وحماة (أ.ف.ب)
عناصر من الفصائل السورية المسلحة على ظهر شاحنة ببلدة صوران بين حلب وحماة (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوري يشنّ «هجوماً معاكساً» ضد الفصائل المسلحة قرب حماة

عناصر من الفصائل السورية المسلحة على ظهر شاحنة ببلدة صوران بين حلب وحماة (أ.ف.ب)
عناصر من الفصائل السورية المسلحة على ظهر شاحنة ببلدة صوران بين حلب وحماة (أ.ف.ب)

يشنّ الجيش السوري «هجوماً معاكساً» في محافظة حماة في وسط سوريا، تمكن خلاله من إبعاد الفصائل المسلّحة التي حققت تقدماً واسعاً في شمال البلاد إثر هجوم بدأ الأسبوع الماضي، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الأربعاء.

وقال المرصد إن «هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها «فشلت في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة إثر معارك طاحنة» مع قوات الجيش السوري التي «شنت هجوماً معاكساً بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، بدعم جوي»، ما مكنّ الجيش من إبعاد الفصائل «عن مدينة حماة نحو 10 كيلومترات»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء، في وقت سابق اليوم، بأن الجيش أبعد الفصائل المسلّحة في شمال غربي البلاد نحو 20 كيلومتراً عن مدينة حماة.

وذكرت الوكالة أن قوات الجيش تُواصل عملياتها ضد مواقع ومحاور تحركات الفصائل المسلّحة بريف حماة الشمالي، وتمكنت من «توسيع نطاق أمان المدينة بنحو 20 كيلومتراً، بعد القضاء على أعداد» من المسلحين.

عناصر من الفصائل السورية المسلحة على ظهر شاحنة ببلدة صوران بين حلب وحماة (أ.ف.ب)

وعلى مدى الأيام الماضية، شنّت فصائل مسلّحة في شمال غربي سوريا، بقيادة هيئة تحرير الشام، هجوماً عسكرياً سيطرت خلاله على حلب وإدلب، وتُواصل التقدم باتجاه مدينة حماة، في حين نفى الجيش السوري، أمس، ما ورد من تقارير حول دخول الفصائل منطقتَي الصواعق والمزارب في المدينة.

وكان المرصد قد أفاد أمس بأنّ الفصائل المسلحة باتت «على أبواب» مدينة حماة في وسط سوريا، فيما أكّد الجيش أنه أرسل تعزيزات.

وبحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة كبيرة من المصادر في سوريا فقد «نزحت عشرات العائلات» من مناطق عدة في ريف حماة الغربي والشمالي. وتمكنت الفصائل من السيطرة على مدن وبلدات عدة في ريف حماة الشمالي «بعد اشتباكات عنيفة» مع قوات الجيش السوري.