مقتل 10 موالين لإيران في ضربتين بطائرات مسيرة شرق سوريا

معبر البوكمال الحدودي (أرشيفية-أ.ب)
معبر البوكمال الحدودي (أرشيفية-أ.ب)
TT

مقتل 10 موالين لإيران في ضربتين بطائرات مسيرة شرق سوريا

معبر البوكمال الحدودي (أرشيفية-أ.ب)
معبر البوكمال الحدودي (أرشيفية-أ.ب)

قُتل 3 أشخاص؛ بينهم قيادي في مجموعة مقاتلة مُوالية لطهران، جراء ضربات نفّذتها طائرة مسيّرة، اليوم الاثنين، في شرق سوريا، في هجوم هو الثاني من نوعه في غضون 24 ساعة، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وتُعدّ المنطقة الحدودية بين شرق سوريا والعراق من أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات المُوالية لها في سوريا، وبينها فصائل عراقية. وتعرضت على مر السنوات شاحنات كانت تُقلّ أسلحة وذخائر ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة لتلك المجموعات، إلى ضربات جوية، بينها ما أعلنت عنه واشنطن، وأخرى نُسبت إلى إسرائيل.
وغداةَ استهداف طائرات مسيّرة قافلةَ شاحنات في ريف البوكمال، بعد عبورها من العراق، مما أوقع 7 قتلى من القوات الموالية لطهران، وفق المرصد، استهدفت طائرة مسيّرة، صباح اليوم، سيارة رباعية الدفع في المكان نفسه.
وأدى القصف إلى «مقتل قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لإيران مع اثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية»، بينما كانوا يتفقدون موقع الاستهداف، وفق المصدر نفسه.
ولم يتمكن المرصد من تحديد جنسيات القتلى في الهجومين، ولا هوية الجهات التي نفّذتهما. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته حتى هذه اللحظة.
وطالت الضربات، ليل أمس، 6 شاحنات تبريد فور دخولها من العراق، وكانت تُقلّ أسلحة إيرانية، وفق ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، به «وكالة الصحافة الفرنسية».
ووفقاً للمرصد، دخلت قافلتان مماثلتان على الأقل، خلال هذا الأسبوع، من العراق، أفرغتا حمولتهما في مدينة الميادين، لافتاً إلى نقلها «أسلحة متطورة» إلى مجموعات موالية لطهران.
وأفادت إذاعة «شام إف إم» المحلية بأن طيراناً «مجهول الهوية يستهدف بعددٍ من الغارات 6 شاحنات (براد)، كانت متوقفة قرب قرية الهري شرق البوكمال، بعد اجتياز البوابة الحدودية المشتركة مع العراق».
وقال الناشط عمر أبو ليلى عمر، الذي يوثّق الأوضاع في دير الزور، عبر موقعه «دير الزور 24»، إن الغارات «استهدفت مقرات لمجموعات موالية لطهران». وأضاف: «هناك دمار كبير بالأماكن المستهدفة».
وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لضربات مماثلة تطال تحديداً تحركات لمجموعات موالية لطهران.
وفي العراق أكد مسؤول من سلطات الحدود، للوكالة، أن «الشاحنات التي قُصفت داخل سوريا، عراقية، لكنها لا تحمل أي بضائع عراقية» باعتبار أن بلاده لا تصدّر منتجات إلى أي بلد عربي.
وقال إن «الشاحنات تُقلّ بضائع إيرانية باتجاه سوريا، وقد عبَرت من منافذ غير رسمية»، مرجحاً استخدام شاحنات عراقية عوض الإيرانية لتلافي تعرّضها للقصف.
تُعدّ إيران داعماً رئيسياً لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع في عام 2011 دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وقد بادرت، في عام 2011، إلى فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه. وقد أسهم هؤلاء في ترجيح الكفة لصالح القوات الحكومية على جبهات عدة.
ومحافظة دير الزور مقسمة بين أطراف عدة، إذ تسيطر قوات النظام ومقاتلون إيرانيون ومجموعات موالية لهم على المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى جزأين، في حين تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على المناطق الواقعة عند ضفافه الشرقية.
وتنتشر قوات إيرانية، وأخرى عراقية، ومجموعات موالية لطهران؛ بينها «حزب الله» في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي، خصوصاً بين مدينتي البوكمال والميادين. ويقدِّر المرصد عدد أفراد تلك المجموعات بنحو 15 ألف مقاتل.
وأقرّ التحالف الدولي مراراً بتنفيذه ضربات في المنطقة طالت مقاتلين موالين لطهران.
وجرى مراراً استهداف مقاتلين موالين للنظام في المنطقة، وقُتل 55؛ منهم سوريون وعراقيون في يونيو (حزيران) 2018 في ضربات قال مسؤول أميركي إن إسرائيل تقف خلفها، إلا أن الأخيرة رفضت التعليق.
تشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً متشعب الأطراف، تسبّب منذ اندلاعه بمقتل نحو نصف مليون شخص، وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
TT

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)

زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل، من الأربعاء إلى الجمعة، حيث التقى بمسؤولين من الجيش الإسرائيلي، وناقش الوضع في سوريا وعدداً من المواضيع الأخرى المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وفق «رويترز».

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إن الجنرال كوريلا التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وحثت واشنطن إسرائيل على التشاور الوثيق مع الولايات المتحدة بشأن مستجدات الأوضاع في سوريا، بعد أن أنهى مقاتلو المعارضة بقيادة أحمد الشرع، المكنى أبو محمد الجولاني، قبل أيام، حكم عائلة الأسد الذي استمر 50 عاماً عقب فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد من البلاد.

ويراقب العالم لمعرفة ما إذا كان بمقدور حكام سوريا الجدد تحقيق الاستقرار في البلاد التي شهدت على مدى أكثر من 10 سنوات حرباً أهلية سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، وأثارت أزمة لاجئين كبيرة.

وفي أعقاب انهيار الحكومة السورية، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت مئات الضربات في سوريا، ودمرت الجزء الأكبر من مخزونات الأسلحة الاستراتيجية لديها.

وأمر كاتس القوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء خلال فصل الشتاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، في إشارة جديدة إلى أن الوجود الإسرائيلي في سوريا سيستمر لفترة طويلة.

وقال بيان القيادة المركزية الأميركية: «ناقش القادة مجموعة من القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك الوضع المستمر بسوريا، والاستعداد ضد التهديدات الاستراتيجية والإقليمية الأخرى».

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن كوريلا زار أيضاً الأردن وسوريا والعراق ولبنان في الأيام القليلة الماضية.

ورحبت إسرائيل بسقوط الأسد، حليف عدوتها اللدودة إيران، لكنها لا تزال متشككة إزاء الجماعات التي أطاحت به، والتي ارتبط كثير منها بتنظيمات إسلاموية.

وفي لبنان، زار كوريلا بيروت لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية الأولى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، في حرب تسببت في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص.

وتشن إسرائيل حرباً منفصلة في قطاع غزة الفلسطيني منذ نحو 14 شهراً. وحصدت هذه الحرب أرواح عشرات الآلاف، وقادت إلى اتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وهو ما تنفيه إسرائيل.