الحرب تحتدم... وكييف تطالب بمزيد من الأسلحة

لندن: موسكو أخفت خسائرها والهجوم الأوكراني عشية رأس السنة راح ضحيته 300 جندي روسي

بنايات طالها الدمار جراء القصف الروسي الأخير لمدينة فوغليدار في دونتيسك (رويترز)
بنايات طالها الدمار جراء القصف الروسي الأخير لمدينة فوغليدار في دونتيسك (رويترز)
TT

الحرب تحتدم... وكييف تطالب بمزيد من الأسلحة

بنايات طالها الدمار جراء القصف الروسي الأخير لمدينة فوغليدار في دونتيسك (رويترز)
بنايات طالها الدمار جراء القصف الروسي الأخير لمدينة فوغليدار في دونتيسك (رويترز)

قالت السلطات المحلية إن شخصين لقيا مصرعهما الجمعة، وأصيب خمسة على الأقل، في قصف مدفعي روسي في تشاسيف يار بشرق البلاد. إلى الشمال، أدى قصف قرية دفوريتشنا في منطقة خاركيف إلى مقتل شخصين آخرين، حسبما أعلنت الرئاسة الأوكرانية. كما استُهدِفت مدينة خيرسون في الجنوب بقذائف روسية، بحسب المصدر نفسه. وحشدت روسيا مئات الآلاف من جنود الاحتياط في محاولة لاختراق الخطوط الأوكرانية والسيطرة على بقية منطقة دونباس الصناعية الشاسعة بشرق أوكرانيا.
وقتل 3 أشخاص وأصيب اثنان آخران على الأقل، بعد أن قصفت القوات الروسية حياً سكنياً في مدينة كوستيانتينيفكا بشرق أوكرانيا، وذلك حسبما قال حاكم المنطقة أمس (السبت). وكتب الحاكم بافلو كيريلينكو على تطبيق المراسلة «تليغرام»، أن أضراراً لحقت بأربعة مبانٍ سكنية وفندق، وأن رجال الإنقاذ ومسؤولي الشرطة في الموقع «ليوثقوا بفوغليدارعناية جريمة أخرى ارتكبها المحتلون الروس». وفي وقت سابق، قال كيريلينكو إن 4 أشخاص قتلوا وأصيب ما لا يقل عن 7 في ضربات روسية خلال الساعات الـ24 الماضية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الجمعة)، إن الوضع على الجبهة لا يزال محتدماً بشدة، خصوصاً في منطقة دونيتسك الشرقية، حيث تكثف روسيا هجومها.
وتدور معارك عنيفة في مدينة فوغليدار بشرق أوكرانيا التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها، وقال المسؤول الموالي لروسيا في منطقة دونيتسك (شرق) إيان غاغين، إن اشتباكات «خطيرة ووحشية» اندلعت على بعد 150 كيلومتراً من مدينة فوغليدار المنجمية التي كان يسكنها 15 ألف نسمة قبل الغزو الروسي، مشيراً إلى أن «القوات الروسية تمركزت في جنوب شرقي المدينة وفي شرقها». وأكد المتحدث باسم الجيش الأوكراني للمنطقة الشرقية سيرغي تشيريفاتي، اندلاع «معارك عنيفة»، مشدداً على أن القوات الروسية قد جرى صدّها.
وقال في حديث متلفز، إن «العدو يحاول بالفعل تحقيق نجاح في هذا القطاع، لكنه لا يحقق ذلك بفضل جهود قوات الدفاع الأوكرانية». وأضاف: «العدو يبالغ. في مواجهة خسائره، العدو يتراجع». أما زعيم انفصاليي دونيتسك دينيس بوتشيلين، فقال إن «تطويق هذه المنطقة وتحريرها في المستقبل»، من شأنهما «تغيير ميزان القوى على الجبهة»، من خلال فتح الطريق أمام هجوم على بوكروفسك وكوراخوف، وهما منطقتان تقعان في أقصى الشمال.
وقالت أوكرانيا هذا الأسبوع، إن القوات الروسية كثفت هجماتها في الشرق، لا سيما على فوغليدار، وكذلك على باخموت التي شكّلت هدفاً لها منذ شهور. ووفقًا لمعهد دراسة الحرب، تسعى روسيا إلى «تشتيت» القوات الأوكرانية من أجل «تهيئة الظروف لعملية هجومية حاسمة».واستولى عسكريون روس وعناصر من مجموعة «فاغنر» الخاصة في الآونة الأخيرة على سوليدار الواقعة شمال باخموت، وهو أول تقدّم يحرزونه منذ أشهر عدة، إثر سلسلة من الانتكاسات المهينة للكرملين. وقال يوري (44 عاماً) وهو جندي أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية في باخموت: «الروس يتقدمون، وهناك قصف مستمر ليل نهار، ويحاولون العثور على نقاط ضعف في دفاعنا».
في هذا السياق، رحب زيلينسكي بقرار بولندا تسليم بلاده 60 دبابة إضافية، سيكون نصفها نسخة محدّثة من «تي-72» السوفياتية، بعد أن كانت وعدت أيضاً بتوفير 14 دبابة من طراز «ليوبارد 2» ألمانية الصنع.
وقال فاديم أوميلشينكو، السفير الأوكراني لدى فرنسا في مقابلة مع تلفزيون «بي إف إم»، الجمعة، إن عدة دول (أو ما وصفته كييف بتحالف الدبابات) وعدت أوكرانيا بإرسال 321 دبابة ثقيلة. وطلبت أوكرانيا أيضاً طائرات مقاتلة أميركية من طراز «إف 16». وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الحكومة على علم بطلب أوكرانيا، لكنه أضاف: «ليس لدينا أي أنظمة أسلحة إضافية لنتحدث عنها اليوم». ومن المتوقع على نطاق واسع أن يشن كلا الجانبين هجمات الربيع على الرغم من نصح واشنطن لأوكرانيا بالإحجام عن ذلك حتى تتوافر أحدث الأسلحة والتدريب، وهي عملية يتوقع أن تستغرق بضعة أشهر. وقالت بريطانيا، في تحديث دوري لمعلومات المخابرات، إن القوات الروسية ربما نفذت هجمات استكشافية بالقرب من أوريكيف في الجنوب الشرقي، وفي فاهليدار بالشرق، لكنها تستبعد أنها حققت «تقدماً جوهرياً».
وقالت وزارة الدفاع في لندن، أمس (السبت)، إن روسيا حرفت عدد القتلى في هجوم أوكراني على مأوى عسكري روسي في منطقة دونيتسك عشية رأس السنة الجديدة. وذكرت روسيا أن 89 جندياً قتلوا. غير أن تقارير المخابرات البريطانية تقول إنه من المرجح بشدة أن هناك أكثر من 300 ضحية.
وشددت لندن على أن ذلك يمثل «انتشاراً واسعاً للمعلومات المضللة في الإعلانات العامة الروسية». وقال التقرير إن عدم الدقة الروسية بشأن الضحايا هي نتيجة لأكاذيب متعمدة يوافق عليها مسؤولون رفيعو المستوى وتقارير خاطئة من جانب مسؤولين مرؤوسين يريدون التقليل من حجم إخفاقاتهم خوفاً من العزل. ومن النادر أن تقوم روسيا بالإعلان عن عدد الضحايا. وأشارت لندن إلى أنه في حالة مثل هجوم رأس السنة، قد تكون روسيا اضطرت لتقديم رقم محدد للضحايا عقب موجة من الانتقادات بين القادة الروس.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.