الخلاف على إقالة المحقق العدلي يطيح جلسة «القضاء الأعلى» اللبناني

TT

الخلاف على إقالة المحقق العدلي يطيح جلسة «القضاء الأعلى» اللبناني

أخفق مجلس القضاء الأعلى اللبناني في عقد جلسته الطارئة، التي دعا إليها رئيسه القاضي سهيل عبّود، للبحث في الوضع القضائي المتأزّم ومصير ملفّ التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، في ظلّ «حرب الإلغاء» المتبادلة القائمة بين المحقق العدلي القضائي طارق البيطار والنائب العام التمييزي القاضي غسّان عويدات، والتي بلغت ذروتها عندما قرر الأخير إطلاق سراح جميع الموقوفين بملفّ المرفأ، والادعاء على المحقق العدلي ومنعه من السفر وإحالته على هيئة التفتيش القضائي.
وفيما برّر أعضاء في المجلس تأجيل الاجتماع إلى موعد لم يحدد بعد «حتى لا تعقد الجلسة تحت ضغط الشارع»، أكد مصدر بارز في قصر العدل لـ«الشرق الأوسط»، أن «خلافات أعضاء المجلس على حتمية طرح إقالة البيطار أدت إلى تطيير الجلسة». ورأى أن «الانقسام ما زال حاداً حتى الآن، ولا اتفاق حلّ لمعضلة إبقاء البيطار أو إقالته». ونفى المصدر وجود «ضغوط دولية على القضاء جراء تجميد ملفّ المرفأ، لكن الضغط ينبع من ضرورة عودة التحقيق إلى مساره ومعرفة الحقيقة التي ينتظرها اللبنانيون وأهالي الضحايا».
وتحوّل قصر العدل في بيروت إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، بفعل الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها وحدات من قوى الأمن الداخلي داخل المبنى وفي محيطه، وبدا لافتاً وصول النائب العام التمييزي إلى مكتبه بمواكبة أمنية هائلة لضباط وعشرات العناصر الملثمين التابعين لجهاز أمن الدولة، الذين انتشروا أمام مكتبه وفي الممرات وأروقة الطابق الرابع في قصر العدل، كما توزّعت أعداد منهم في بهو مبنى قصر العدل وعلى السلالم المؤدية إلى الطابق الرابع.ومنذ ساعات الصباح الأولى، لازم رئيس مجلس القضاء، القاضي سهيل عبود، مكتبه تحضيراً للجلسة، وحضر 4 أعضاء هم: حبيب مزهر، وداني شبلي، وميراي الحداد وإلياس ريشا، ولاحقاً انضمّ إليهم القاضي عفيف الحكيم، لكنّ القاضي عويدات آثر البقاء في مكتبه ومتابعة النقاشات الدائرة في مكتب رئيس مجلس القضاء، والتي لم تصل إلى نتيجة، ما استدعى تأجيل الاجتماع إلى وقت غير محدد، ورأى مصدر قضائي أن «وجود عويدات كان ضرورياً للغاية رغم أن النصاب كان مؤمناً بغيابه، إذ لا بدّ من الاطلاع على حيثيات ما حصل، إن لجهة ادعاءات البيطار الجديدة التي شملت قضاة، أو لجهة قرار إخلاء سبيل موقوفي انفجار المرفأ دفعة واحدة». واعترف المصدر لـ«الشرق الأوسط»، بأن «حالة ترقب وحبس أنفاس سادت طيلة اليوم (أمس)، باعتبار أن الجلسة كانت مصيرية، ومقدراً لها إما وضع إطار حلّ جذري لأزمة ملفّ المرفأ، أو ترسيخ الخلاف الذي سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان في الشارع المترقب لما سيؤول إليه الوضع القضائي».
وفوجئ اللبنانيون صباح أمس، بخبر مغادرة مسؤول الأمن في مرفأ بيروت محمد العوف، الذي أخلي سبيله مع رفاقه وتقرر منعهم من السفر، لبنان إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأوضح وكيله القانوني المحامي صخر الهاشم لـ«الشرق الأوسط»، أن «السفارة الأميركية في بيروت هي التي تولّت ترحيل العوف ونقله مباشرة من السجن إلى مطار رفيق الحريري الدولي». ولفت إلى أن موكله «استقل الطائرة وغادر البلاد قبل أن يعمم قرار منع السفر على دوائر الأمن العام»، وأن «العوف أصبح في الولايات المتحدة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

ميقاتي: وقف إطلاق النار خطوة أساسية نحو الاستقرار بلبنان

رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقصر الحكومي في بيروت 28 ديسمبر 2021 (رويترز)
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقصر الحكومي في بيروت 28 ديسمبر 2021 (رويترز)
TT

ميقاتي: وقف إطلاق النار خطوة أساسية نحو الاستقرار بلبنان

رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقصر الحكومي في بيروت 28 ديسمبر 2021 (رويترز)
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقصر الحكومي في بيروت 28 ديسمبر 2021 (رويترز)

تلقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالاً من الرئيس الأميركي جو بايدن، تشاورا خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف إطلاق النار. وشكر ميقاتي الرئيس بايدن على الدعم الأميركي للبنان، والمساعي التي قام بها موفده آموس هوكشتاين، للتوصل إلى وقف إطلاق النار. وعبّر رئيس الحكومة عن ترحيبه بقرار وقف إطلاق النار في لبنان، الذي ساهمت بترتيبه الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

وقال: «إن هذا التفاهم الذي رسم خريطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم، وهو يعدّه خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين إلى قراهم ومدنهم. كما أنه يساعد على إرساء الاستقرار الإقليمي».

وأضاف ميقاتي أن حكومة لبنان تجدد التزامها «تطبيق القرار الدولي رقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان»، داعياً «دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد». وطالب رئيس الحكومة اللبنانية إسرائيل بالالتزام الكامل «بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي تحتلها».

بناء قدرات الجيش اللبناني

هذا، وتعهّدت باريس وواشنطن، في بيان مشترك، صدر مساء الثلاثاء، «بقيادة ودعم الجهود الدولية من أجل بناء قدرات الجيش اللبناني». ويفترض أن ينتشر الجيش في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» بموجب اتفاق وقف النار. كما تعهدتا دعم «نمو لبنان الاقتصادي» من أجل إعطاء «دفع للاستقرار والازدهار في المنطقة».