تركيا: القضاء على «التنظيمات الإرهابية» مفتاح الحل في سوريا

من اجتماع «مجلس الأمن القومي» برئاسة إردوغان (وكالة الأناضول)
من اجتماع «مجلس الأمن القومي» برئاسة إردوغان (وكالة الأناضول)
TT

تركيا: القضاء على «التنظيمات الإرهابية» مفتاح الحل في سوريا

من اجتماع «مجلس الأمن القومي» برئاسة إردوغان (وكالة الأناضول)
من اجتماع «مجلس الأمن القومي» برئاسة إردوغان (وكالة الأناضول)

أكدت تركيا أن القضاء على التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب لديها، في إشارة إلى «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب الكردية» التي تعد أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، من شأنه «أن يفتح باب الحل في سوريا».
وجاء في بيان صدر عن «مجلس الأمن القومي» التركي، ليل الأربعاء–الخميس، في أول اجتماع له في العام الحالي برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، أن «حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وداعميهما، يشكّلون أكبر عقبة أمام تحقيق الشعب السوري السلام والاستقرار والازدهار، وأن القضاء التام على تلك التنظيمات، سيفتح الطريق أمام حل شامل يقوم على أساس سلامة الأراضي السورية وسيادتها».
وتتهم تركيا الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، إلى جانب دول أوروبية، بتقديم الدعم ﻟ«وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تعدها أنقرة امتداداً سورياً ﻟ«حزب العمال الكردستاني»، بوصفها حليفاً في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي.
ويشكّل التعاون في مجال «مكافحة التنظيمات الإرهابية» بنداً رئيسياً في أجندة المحادثات الرامية إلى تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، برعاية روسيا.
وتوجه أنقرة اتهامات إلى كل من الولايات المتحدة وروسيا، بعدم الالتزام بتعهداتهما في مذكرتَي تفاهم وُقِّعتا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 لوقف عملية «نبع السلام» العسكرية التي استهدفت مواقع «قسد» في شرق الفرات، مقابل سحب هذه الأخيرة، إلى عمق 30 كيلومتراً جنوب حدودها مع سوريا.
وتطرح روسيا صيغة تقوم على سحب «قسد» بأسلحتها من المناطق الحدودية وإحلال قوات النظام محلها، أو تعديل اتفاقية أضنة الموقَّعة عام 1998 بين أنقرة ودمشق، للسماح للقوات التركية بالتوغل لمسافة 30 كيلومتراً في الأراضي السورية في حال وجود خطر يهدد حدودها، بدلاً من مسافة 5 كيلومترات تنص عليها الاتفاقية، التي استهدفت بالأساس تمكين تركيا من ملاحقة عناصر «العمال الكردستاني» داخل الأراضي السورية.
وهدأت التصريحات مؤخراً عن الاجتماعات بين وزراء أتراك وسوريين، بعد أن أعلن النظام السوري أن المحادثات يجب أن تجري «على أساس انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، ووقف تركيا دعمها لفصائل المعارضة الموالية لها وإدراجها على قوائم الإرهاب».
وأكد «مجلس الأمن القومي» التركي، أن أنقرة تتمسك بحل الأزمة في سوريا عبر تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2254»، كما أكدت أنقرة مراراً أن أي اتفاق بينها وبين النظام السوري «لن يكون على حساب السوريين اللاجئين لديها، أو الموجودين في مناطق المعارضة شمال غربي سوريا».
في السياق ذاته، استبعد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، التوصل إلى حل في سوريا قريباً، قائلاً خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، ليل الأربعاء–الخميس، حول الوضع الإنساني والسياسي في سوريا، إن «الحل في هذا البلد ليس وشيكاً». وأضاف في سلسلة تغريدات عبر حسابه في «تويتر»، إنه «بينما ننتقل إلى عام 2023، لا يزال الشعب السوري محاصراً في أزمة إنسانية وسياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وأزمة حقوقية شديدة التعقيد وذات نطاق لا يمكن تصوره تقريباً».
وأكد بيدرسن أن «هذا الصراع يحتاج إلى حل سياسي شامل لأنه لا شيء آخر يمكن أن ينجح»، مضيفاً: «هذا الحل للأسف ليس وشيكاً... الأمم المتحدة تواصل التركيز على الإجراءات الملموسة، التي يمكن أن تبني بعض الثقة، وتخلق عملية حقيقية لتنفيذ القرار الأممي 2254».
في سياق متصل، أعلنت ولاية غازي عنتاب الحدودية مع سوريا القبض على 16 من عناصر «داعش» من بينهم شخص كان يعمل «قاضياً» في صفوف التنظيم الإرهابي، في عملية أمنية لجهاز الشرطة المحلي (قوات الأمن العام) في مدينة الباب بمحافظة حلب شمال سوريا، بالتنسيق مع «فرقة سوريا الخاصة» التابعة لقيادة الدرك التركي.
وقالت الولاية، في بيان اليوم (الخميس)، إنه تم خلال تفتيش منازل المشتبه بهم ضبط بندقيتي مشاة ومسدس و85 خرطوشاً، والكثير من المواد الرقمية العائدة للتنظيم الإرهابي، وإنه بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، تقرر توقيف 15 من المضبوطين، وإطلاق سراح شخص واحد.
وتقع مدينة الباب ضمن نطاق سيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة في المنطقة المعروفة بـ«درع الفرات» في حلب.
على صعيد آخر، سيّرت القوات الروسية ونظيرتها التركية، اليوم، دورية عسكرية مشتركة في ريف الدرباسية بريف الحسكة الشمالي، انطلقت من قرية شيريك غرب الدرباسية بمشاركة 4 عربات عسكرية من كل جانب، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة، وجابت الكثير من القرى قبل العودة إلى نقطة انطلاقها. ويتم تسيير الدوريات المشتركة بموجب مذكرة التفاهم التركية - الروسية الموقَّعة في سوتشي في 22 أكتوبر 2019، بشأن وقف عملية «نبع السلام» العسكرية التركية.


مقالات ذات صلة

سوريا: مليون دولار وأسلحة في «مزرعة البغدادي» بالرقة

المشرق العربي سوريا: مليون دولار وأسلحة في «مزرعة البغدادي» بالرقة

سوريا: مليون دولار وأسلحة في «مزرعة البغدادي» بالرقة

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن وحدة مشتركة من «قوات سوريا الديمقراطية» والقوات الأميركية، عثرت على أموال وذهب خلال الأيام الفائتة، في مزرعة واقعة بمنطقة «كسرة فرج» في أطراف الرقة الجنوبية، وتعرف باسم «مزرعة البغدادي»، وذلك لأن أبو بكر البغدادي كان يمكث فيها إبان قيادته تنظيم «داعش» الإرهابي على المنطقة. ووفقاً للمرصد، فإن المداهمة جاءت بعد معلومات للأميركيين و«قسد» بوجود مخبأ سري، حيث عُثر عليه بالفعل وبداخله 3 غرف مموهة بشكل دقيق، وفيها 4 براميل مملوءة بكميات كبيرة من الذهب وأموال تقدر بنحو مليون دولار أميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي موسكو تتهم «إرهابيين» في إدلب بـ«التحضير لاستفزاز»

موسكو تتهم «إرهابيين» في إدلب بـ«التحضير لاستفزاز»

في وقت كُشفت فيه معلومات عن خطط أوكرانية لشن هجمات ضد القوات الروسية في سوريا، اتهمت وزارة الدفاع الروسية تنظيمات «إرهابية» منتشرة في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا بـ«الاستعداد لهجوم استفزازي على المدنيين»، واتهام الجيش السوري والقوات الروسية به.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي مقتل قيادي في «سوريا الديمقراطية» بغارة تركية

مقتل قيادي في «سوريا الديمقراطية» بغارة تركية

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، وإصابة مرافق له، بعدما استهدفتهما طائرة مسيّرة تركية، بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، قرب معبر نصيبين في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة على الحدود مع تركيا. ولفت «المرصد» إلى أن الاستهداف جاء بعد حوالي أسبوع من نجاة القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، من محاولة اغتيال بمسيّرة تركية في محيط مطار السليمانية بكردستان العراق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي قتيل وجرحى في اشتباكات بين «قسد» وقوات مدعومة من روسيا

قتيل وجرحى في اشتباكات بين «قسد» وقوات مدعومة من روسيا

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، بمقتل عنصر من فصيل «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا خلال اشتباكات عنيفة مع عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في بلدتي الطابية وجديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي. وأضاف المرصد أن الاشتباكات العنيفة قد أسفرت أيضا عن سقوط جرحى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، فيما من المرجح ارتفاع عدد القتلى لوجود إصابات في حالة حرجة في صفوف الطرفين. وتوجه رتل روسي إلى بلدة طابية بريف دير الزور، لوقف الاشتباكات بين الطرفين، وسط حالة من التوتر والاستنفار في المنطقة، وفقا للمرصد. بالتوازي، حلق طيران مروحي لـ«التحالف الدولي» في أجواء قرى خشام والطابية ومظلوم بريف دير الزور ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي نجاة مظلوم عبدي من محاولة اغتيال في السليمانية

نجاة مظلوم عبدي من محاولة اغتيال في السليمانية

نجا قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، مساء أمس، من محاولة اغتيال استهدفته في مطار السليمانية بكردستان العراق. وتحدث مصدر مطلع في السليمانية لـ «الشرق الأوسط» عن قصف بصاروخ أُطلق من طائرة مسيّرة وأصاب سور المطار.


لماذا استأنفت الميليشيات العراقية عملياتها ضد الأميركيين؟

جندي من قوات التحالف الدولي خلال دورية قرب قاعدة «عين الأسد» الجوية في العراق (أرشيفية - سانتاكوم)
جندي من قوات التحالف الدولي خلال دورية قرب قاعدة «عين الأسد» الجوية في العراق (أرشيفية - سانتاكوم)
TT

لماذا استأنفت الميليشيات العراقية عملياتها ضد الأميركيين؟

جندي من قوات التحالف الدولي خلال دورية قرب قاعدة «عين الأسد» الجوية في العراق (أرشيفية - سانتاكوم)
جندي من قوات التحالف الدولي خلال دورية قرب قاعدة «عين الأسد» الجوية في العراق (أرشيفية - سانتاكوم)

منذ أن تسبب هجوم بطائرة مسيرة في نهاية يناير (كانون الثاني)، بمقتل ثلاثة جنود أميركيين في منطقة صحراوية على المثلث الحدودي العراقي - الأردني – السوري، والرد الذي نفذته الولايات المتحدة بضربات واسعة ضد الفصائل الموالية لإيران، في العراق وسوريا، تراجعت فصائل عراقية عن هجماتها.

ورأى البعض الرد الأميركي في ذلك الوقت، رسالة «ردع» كانت تهدف إلى تحذير إيران من مغبة توسيع الصراع في المنطقة، على خلفية الحرب الإسرائيلية في غزة، لكن هجوم الخميس الماضي على قاعدتين تضمّان قوات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، أعاد التساؤل عن الأسباب التي تقف وراء «التحرشات» الجديدة بالقوات الأميركية.

قاعدة «عين الأسد» غرب العراق (أ.ف.ب)

ضغط وإحراج لبغداد

وبدا أن عامل الحرب في غزة، لم يعد هو الدافع الذي يقف وراء هذا الهجوم، في حين قلل متحدث باسم البنتاغون من أهميته، وأحال التساؤل عمّا إذا كان الأمر مرتبطاً بالاتفاق الأمني الذي وقعه مسؤولون عراقيون وأميركيون في واشنطن هذا الأسبوع، إلى وزارة الخارجية.

وقال المسؤول الدفاعي لـ«الشرق الأوسط»، إن الأسئلة المتعلقة بالعلاقات السياسية بين الولايات المتحدة والعراق والعلاقات السياسية بين الولايات المتحدة وإيران، هي من مسؤولية وزارة الخارجية.

وأضاف المسؤول: «فيما يتعلق بالهجمات في سوريا والعراق، فقد تم إطلاق صاروخ واحد على موقع الدعم العسكري في منطقة الفرات في سوريا. ولم يصطدم الصاروخ بالقاعدة ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار. وفي العراق، تم إطلاق صاروخين على قاعدة الأسد الجوية في العراق. ولم يؤثرا على القاعدة ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل القوات الأميركية أو قوات التحالف».

وجاء هجوم الخميس بعد الاجتماع الأمني الذي عُقد في واشنطن، لبحث مستقبل قوات التحالف الدولي المناهض لـ«داعش» في العراق، بينما تطالب الفصائل المسلّحة المدعومة من إيران بانسحاب هذه القوات.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية، الأربعاء الماضي، إنّ المباحثات «توصلت إلى اتفاق حول مفهوم مرحلة جديدة في العلاقة الأمنية الثنائية».

ورجّح مسؤول أمني عراقي أن يكون الهجوم بهدف «إحراج» الحكومة العراقية و«الضغط» من أجل رحيل قوات التحالف الدولي المناهض للمتطرفين، وهو المطلب الذي تكرره الفصائل الموالية لإيران.

قاعدة «عين الأسد» الجوية في العراق (أرشيفية)

رسائل بأبعاد إقليمية ونووية

ويعتقد البعض أن الهجمات «رسائل إيرانية بأبعاد إقليمية» بما فيها ملف المفاوضات النووية المتوقفة، لكن لماذا تجددت في هذا التوقيت، في حين أن إيران لم ترتب بعد ملفاتها مع رئيسها الجديد وانشغال أميركا بانتخاباتها.

يقول بهنام بن طالبلو، الباحث في الشأن الإيراني في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، وهو مركز أبحاث مقرب من الجمهوريين، إن «الردع» ليس دائماً أبداً. وأضاف، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن توقف هجمات الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ضد المواقع الأميركية في المنطقة، جاء بعد استخدام «مثير للإعجاب» للقوة من قبل إدارة بايدن في أواخر يناير بعد مقتل 3 جنود أميركيين.

لكن منذ ذلك الحين، اختبرت تلك الميليشيات 3 مرات على الأقل، الأجواء بهجمات صاروخية وطائرات من دون طيار. وكلما زاد استيعاب هذه الهجمات، زاد حجمها ونطاقها.

ويضيف بن طالبلو أنه «على الرغم من رؤية الارتباط بين التحديات النووية والإقليمية التي يفرضها ذلك، تحاول طهران إقناع واشنطن وأوروبا بفصل الملفات. ولتحقيق هذه الغاية فإن رئاسة مسعود بزشكيان (الرئيس الإيراني)، سوف تكون مصممة لإغراء الغرب بدبلوماسية نووية عقيمة، في حين أن زيادة الهجمات الإقليمية التي تدعمها إيران من شأنها أن تخلق الانطباع بأن لا نهاية في الأفق لدوامة العنف في المنطقة غير استرضاء إيران».