«دبابات الغرب» تُدخل حرب أوكرانيا مرحلة جديدة

ألمانيا والولايات المتحدة توافقان على تسليم «ليوبارد» و«أبرامز»... وكييف ترحّب... وموسكو تلوّح بالأسوأ

دبابات فرنسية من طراز «لوكلير» خلال تمارين شرق بوخارست أمس... وفي الإطار شولتس يتحدث أمام البرلمان الألماني (إ.ب.أ)
دبابات فرنسية من طراز «لوكلير» خلال تمارين شرق بوخارست أمس... وفي الإطار شولتس يتحدث أمام البرلمان الألماني (إ.ب.أ)
TT

«دبابات الغرب» تُدخل حرب أوكرانيا مرحلة جديدة

دبابات فرنسية من طراز «لوكلير» خلال تمارين شرق بوخارست أمس... وفي الإطار شولتس يتحدث أمام البرلمان الألماني (إ.ب.أ)
دبابات فرنسية من طراز «لوكلير» خلال تمارين شرق بوخارست أمس... وفي الإطار شولتس يتحدث أمام البرلمان الألماني (إ.ب.أ)

قدَّمت ألمانيا الضوءَ الأخضر أمس لإرسال دبابات «ليوبارد» القتالية الثقيلة إلى أوكرانيا، وأنهت بذلك أياماً من الجدل والتردد، في خطوة لاقت ترحيباً أوكرانياً وغربياً واسعاً، ويتوقّع أن تُدخل «حرب أوكرانيا» مرحلة جديدة.
ووصفت كييف، الخطوة بأنَّها «تحالف الدبابات الكبير»، على أمل أن تقوم الدول التي بحوزة جيوشها هذا النوع من السلاح بتزويدها به في المستقبل القريب.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس في كلمة أمام البرلمان (البوندستاغ) إنَّه كان من المهم «انتظار الحلفاء واتخاذ القرار بالتنسيق معهم»، مشيراً إلى أنَّ أي خطوة منفردة كانت «ستعرض أمن ألمانيا للخطر»، متعهداً بأنَّه «لن تكون هناك مشاركة مباشرة من جانب دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في حرب أوكرانيا».
وأشار شولتس إلى موافقة الدول الحليفة مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، على تشكيل تحالف لإرسال دبابات قتالية متقدمة غربية الصنع لأوكرانيا.
وبالتنسيق مع حلفاء واشنطن، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن، هو الآخر، بإرسال 31 من دبابات «أبرامز» لتعزيز قدرات أوكرانيا، وقال إنَّها دبابات معقدة، لكنَّنا سنبدأ بتدريب القوات الأوكرانية على تشغيلها والتأكد من قدرتهم على دمجها في قدراتهم.
وأكّد بايدن أنَّ الدبابات الغربية التي قرّرت الولايات المتّحدة وحلفاؤها، تزويد أوكرانيا بها للتصدّي للاجتياح الروسي «لا تشكّل تهديداً هجومياً لروسيا»، وشدَّد على أنَّ إرسال دبابات «أبرامز» الأميركية و«ليوبارد» الألمانية إلى أوكرانيا يندرج في إطار «التزام دول في جميع أنحاء العالم، بقيادة الولايات المتّحدة، مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها».
وأثار القرار غضباً في موسكو التي حذّرت الغرب من «نقل الصراع إلى مستوى جديد». ووصف الكرملين التطور بأنَّه «استفزاز صارخ»، وتعهد بـ«إحراق الدبابات الغربية».
وعاد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف إلى التلويح بالأسوأ والخيار النووي لبلاده، ووجَّه تحذيراً قويَّ اللهجة إلى «قادة الولايات المتحدة وألمانيا لوقف دقات عقارب الساعات النووية». وقال إنَّه يدعو بايدن وشولتس، للحكمة ووقف الانزلاق نحو كارثة عالمية.
وهاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تجنَّب التطرق بشكل مباشر إلى موضوع الدبابات، الوجودَ الأميركي في ألمانيا، ووصفه بأنَّه «احتلال».
... المزيد


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.