«رخصة المدرس» تشغل معلمي مصر

مشروع قانون يفرض غرامات على ممارسي المهنة دون تصريح

وزير التعليم المصري وأوكا هيروش سفير اليابان لدى مصر يتفقدان إحدى المدارس اليابانية (الصفحة الرسمية لوزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري وأوكا هيروش سفير اليابان لدى مصر يتفقدان إحدى المدارس اليابانية (الصفحة الرسمية لوزارة التربية والتعليم المصرية)
TT

«رخصة المدرس» تشغل معلمي مصر

وزير التعليم المصري وأوكا هيروش سفير اليابان لدى مصر يتفقدان إحدى المدارس اليابانية (الصفحة الرسمية لوزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري وأوكا هيروش سفير اليابان لدى مصر يتفقدان إحدى المدارس اليابانية (الصفحة الرسمية لوزارة التربية والتعليم المصرية)

أثار إعلان الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، اعتزام الحكومة المصرية إعداد مشروع قانون لإصدار «رخصة مزاولة مهنة» للمدرسين، وفرض غرامات مهنية على من يعمل من دون تصريح، جدلاً في مصر، وتساؤلات حول ما إذا كان العمل بنظام «الرخصة» قد يحل مشكلات التعليم في مصر؛ خصوصاً في ظل العجز في أعداد المدرسين.
وأعلن وزير التربية المصري أن «الوزارة تدرس مشروع قانون جديد يلزم المدرسين بالحصول على رخصة لمزاولة المهنة». وقال أمام الجلسة العامة لمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، الاثنين، إن «مشروع القانون يفرض عقوبة بالغرامة على المدرس الذي لا يحصل على رخصة»، مؤكداً أن «مشروع القانون سوف يرسل قريباً إلى مجلس النواب». وسبق للوزير المصري أن طرح قضية «رخصة مزاولة المهنة» في تصريحات صحافية، في أغسطس (آب) الماضي.
وتعاني المدارس المصرية عجزاً في عدد المدرسين، مما دفع وزارة التربية والتعليم إلى فتح باب تطوع المدرسين بالعام الدراسي الحالي، وإتاحة العمل بنظام الحصة لعدم وجود عدد كافٍ من المدرسين يتناسب مع أعداد الطلاب. ويبلغ «حجم ما تنفقه الأسر المصرية على الدروس الخصوصية نحو 47 مليار جنيه سنوياً (الدولار يعادل 29.84 جنيه)»، وفقاً لتصريحات وزير التعليم المصري أمام مجلس النواب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ووصفت الخبيرة التربوية بمصر، الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، مشروع القانون المقترح بأنه «قفز على مشكلات المنظومة التعليمية». وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «إصدار رخصة مزاولة مهنة للمدرسين، والمراجعة الدورية للتأكد من كفاءتهم المهنية، واتزانهم النفسي والعاطفي، هو أمر معمول به في بعض الدول؛ لكنه لا يناسب مصر، فلدينا عجز في عدد المدرسين، والأَولى أن نفكر في توفير المعلمين الذين نحتاجهم، قبل أن نفكر في تصفيتهم واختبارهم، فهذا تجاهل للمشكلات الجوهرية بالمنظومة التعليمية لن يحل شيئاً». وأشارت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف إلى أن «المشكلات الأساسية في العملية التعليمية تدور حول توفير المدرسين والمدارس الجديدة لتقليل كثافة الفصول، وتطوير المناهج».
وأثار وزير التعليم المصري جدلاً واسعاً في أكثر من قضية منذ بداية العام الدراسي الحالي، أبرزها اقتراحه «حوكمة» مراكز الدروس الخصوصية (السناتر) والذي رفضه مجلس النواب وأعاده للحوار المجتمعي، كما رفض المجلس مشروع قانون بفرض غرامة على الطلاب المتغيبين عن الحضور. ويبلغ عدد طلاب مرحلة التعليم ما قبل الجامعي خلال العام الدراسي الحالي 25 مليوناً و494 ألفاً و232 طالباً وطالبة، وفقاً للموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم، بينما يبلغ عدد المدرسين 958 ألفاً و753 معلماً ومعلمة، كما وصل عدد المدارس إلى 60 ألفاً و254 مدرسة، بإجمالي 551 ألفاً و815 فصلاً دراسياً.
من جانبه، قال الخبير التربوي، الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، لـ«الشرق الأوسط»، إن «إصدار رخصة للمعلمين يتطلب تدريباً واختبارات دورية تتكلف ميزانية كبيرة، وهو اقتراح غير عملي».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«الوحدة» الليبية تبحث تنظيم دخول العمالة المصرية عبر «قنوات رسمية»

وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
TT

«الوحدة» الليبية تبحث تنظيم دخول العمالة المصرية عبر «قنوات رسمية»

وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)

بحث علي العابد، وزير العمل والتأهيل بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، خلال زيارته للقاهرة، ملف قضية العمالة المصرية في بلده، وسبل تنظيمها، بقصد إنهاء «التدفق العشوائي للعمالة».

وقالت وزارة العمل، الأحد، إنه «في إطار الجهود الهادفة إلى تنظيم سوق العمل وحماية الاقتصاد الوطني»، التقى العابد في القاهرة السفير عبد المطلب ثابت، القائم بأعمال السفارة الليبية لدى مصر ومندوب ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية. مشيرة إلى أنه أكد «ضرورة تفعيل منظومة التأشيرات العمالية بشكل عاجل لضمان دخول العمالة المصرية عبر المنافذ الرسمية؛ بما يتوافق مع احتياجات السوق الليبية، وذلك لتفادي الآثار السلبية الناتجة عن التدفق العشوائي للعمالة».

من جهته، أشار السفير ثابت إلى «جاهزية» السفارة الليبية، بما في ذلك القسم القنصلي والملحقية العمالية، لبدء إصدار التأشيرات وفق الآليات المعتمدة من قِبَل وزارة العمل والتأهيل ووزارة الخارجية. فيما أكد اللواء يوسف مراد، رئيس مصلحة الجوازات والجنسية، استعداد المصلحة لتنفيذ التدقيق الأمني في طلبات التأشيرات، وتزويد الجهات المعنية بالبيانات اللازمة لتسهيل دخول العمالة بشكل منظم وآمن.

وانتهى اللقاء بالتأكيد على أهمية «تعزيز التنسيق المشترك بين جميع الأطراف لضمان تنظيم دخول العمالة وفق الضوابط القانونية، بما يخدم مصالح الاقتصاد الوطني ويعزز التعاون مع الدول الشقيقة».

العابد وثابت خلال لقاء بالسفارة الليبية في القاهرة (وزارة العمل الليبية)

وكان وزير العمل عقد اجتماعاً ثنائياً بالقاهرة مع محمد عبد العزيز جبران، وزير العمل المصري لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال العمل والتشغيل.

وخلال اللقاء الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي، تم التأكيد على أهمية «وضع آلية واضحة لحصر وتنظيم العمالة المصرية في ليبيا، بما يضمن حقوق صاحب العمل والعامل وفق الأطر الرسمية القانونية». كما بحث الجانبان «آليات تنظيم سوق العمل وتسهيل الإجراءات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين».

وكانت حكومة «الوحدة» قد وجهّت عبر وزارة العمل «بضرورة تسوية أوضاع العمالة الأجنبية وفق القوانين المعمول بها»، مؤكدة عزمها إطلاق حملة تفتيشية موسعة لضبط المخالفين بالتعاون مع الجهات المختصة.

وسبق وناقشت الوزارة سبل تعزيز الربط الإلكتروني بين منصة (وافد) الرقمية ومصلحة الجوازات، لتسجيل بيانات الأجانب وتصاريح العمل، ما يسهم في تحسين متابعة أوضاع العمالة الأجنبية وضمان الامتثال للإجراءات القانونية.

وسبق أن منحت وزارة العمل مهلة مدتها 60 يوماً للعمال الأجانب، تبدأ من 12 فبراير (شباط) الماضي، بهدف «تنظيم سوق العمل وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في ليبيا». وتلزمهم المهلة بالتسجيل في منصة (وافد)، وإبرام عقود عمل رسمية مع جهات العمل، بالإضافة إلى استكمال الفحوصات الطبية المطلوبة».